[BIMG]http://s.alriyadh.com/2009/05/18/img/170818.jpg[/BIMG]
المقامة الصبيانية
حدثنا طيفور بكلام لا ريب فيه، ولا لبس يخفيه ، بقصة مغزاها تهذيب النفوس بحلل الدروس ، فهو كالعادة سباقٌ إلى الريادة ، ومنافسٌ على السيادة بكل طموح وجموح ، وقال راوينا : انطلقت إلى بلدة قريبة فصادفت فتاة ً أظنها غريبة فقلت : أيا فتاة ماذا تفعلين ؟ فأجابت أنا دليلة التائهين، ومصباح المسافرين ، أحب الخير والمعروف ، وأنجد الخائف الملهوف ، فقلت: أنت وبالتحديد عقد نادر فريد، وقال بدأت السير لأبحث عن مكان ، أنام فيه بكل براحة واطمئنان ، وألمس منه الوقار والأمان ، من الجيوش الغازية ، والوحوش الضارية ، وفي باكورة الصباح ، بدأت السير بكل همة وعزيمة، مبددا عن نفسي الكسل والهزيمة ، ولما اشتدت وطأة الشمس ، اختلفت علي الجهات وظننت أنها خمس ، وأصبح عقلي عاجزا عن التفكير ، واختلت من مخيلتي التراكيب والتصوير، وأصبحت عطشان، فدعوت الرحمان ، أن ييسر لي إنسانا ، يخرجني من مصيبتي ، ويفرج كربتي ، وحينها أقبل علي فارس ملثم له خيلان ،
وسأل وقال : إلى أين وجهتك يا أخا العرب ، فقلت : إلى بلدة صبيا فقال : هي بلدتي ، وهناك تقبع عشيرتي ، فخذ هذا الزاد وكل واشرب ، وهذا الخيل فهو إلى البلدة سيذهب ، فقال راوينا : إن هذا الفارس فارس أصيل لم أجد له مثيل ، ولما وصلت إلى البلدة ذهبت إلى السوق لأبحث عن نزل آخذ فيه قسطا من الراحة ، وعند بحثي وجدت الصدفة العجيبة والمفاجأة الغربية !! وأنا أقابل سامر بطل المقامة فقلت له : ماذا تفعل هنا ؟ فقال : لقد صحبتك في أسفارك ، وتابعت كل أخبارك ، فالمرأة التي قابلتها ، أنا والفارس الذي أعطاك الخيل هو أنا ، وستقضي الليلة في بيتي هنا .
تعليق