الرائحة..أقصوصة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحيم التدلاوي
    أديب وكاتب
    • 18-09-2010
    • 8473

    الرائحة..أقصوصة


    جلس إلى طاولة بمقهى فسيحة ذات اشجار وأزهار، كان يبغي أن يقرأ كتابا بين يديه ليعيده إلى المكتبة في أسرع وقت، فقد تأخر في قراءته بسبب عوامل ذاتية محضة..،غير أن شيئا ما منعه من المتابعة..شيئا كان يصفع أنفه..ياه! رائحة نتنة تداعب خياشيمه..تستفزه..أبدى تقززا..وضع يده على أنفه لإبعادها بذل مجهوادت كبيرة للتخلص منها..لا فائدة. قرر حينها الانتقال إلى طاولة أخرى بعيدة تكسبها العتمة غلالة حزن لتجنبها..و نكاية بها، انطلق إلى أقصى المقهى، حيث يزهو المكان بزهور و ورود و شذى و عطر فواح..عاد إلى كتابه..عادت الرائحة..ما استطاعت الأزهار و الورود مقاومتها..ذبلت..تمايلت و أخنت برؤوسها انهزاما، اعترفت بصمتها عدم قدرتها على المواجهة.. أما هي فلازالت تصر على أن تطارده..أن تعاقبه..ـن تمنعه من القراءة من متعتها ! طيب..
    لابد من المقاومة: قال، سأصرف النظر عن هذا المكان جملة و تفصيلا..سأتركه لها تمرح و تسعد، فأرض الله واسعة..
    و انطلق إلى مقهى أخرى، و انطلقت وراءه هي أيضا مطاردة..و إلى حديقة يقصدها الناس للترويح عن النفس و شم الهواء الطلق المنعش..هناك أيضا وجدها ملازمة له كظله..
    في الأخير قرر رمي الكتاب بعيدا..تناثرت أوراقه فوق العشب الأخضر فاحترق..تصاعدت منه رائحة قوية جعلت الرواد يهربون..
    و الآن، بم تشعر؟
    عاد إلى المقهى، جلسإلى طاولة جديدة يتابع أحاديث العشاق يتلصص على عناق حروفهم السعيدة..تناثر رذاذها على وجهه فارتسمت ورود و أزهار و شذى فواح..لحظتئذ أدرك سرها..
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحيم التدلاوي; الساعة 23-12-2012, 10:22.
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    عمل جميل
    لقد حولته من فوبيا إلي واقع
    تفجر من خلال سطور الكتاب و معايشة الناس و الحياة

    ممتع و إن كانت بعض تراكيبك الحلوة
    إلا أن السياق كان سريعا و مريحا إلي بعد

    محبتي
    sigpic

    تعليق

    • محمد الصالح منصوري
      أديب وكاتب
      • 24-10-2008
      • 237

      #3
      سفر الحياة يزخر بكل المضادات
      استطاع يراعك رسم زاوة منها بخطوط ميسورة وجميلة
      تقديري

      تعليق

      • عبدالرحيم التدلاوي
        أديب وكاتب
        • 18-09-2010
        • 8473

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
        عمل جميل
        لقد حولته من فوبيا إلي واقع
        تفجر من خلال سطور الكتاب و معايشة الناس و الحياة

        ممتع و إن كانت بعض تراكيبك الحلوة
        إلا أن السياق كان سريعا و مريحا إلي بعد

        محبتي
        استاذي الحبيب، ربيع عقب الباب
        اشكرك على تفاعلك الذي سرني و اشادتك التي تحفزني..
        ابهمت علي الجملة التالية، ممتع و ان كانت بعض تراكيبك الحلوة..ارجو توضيحا، فقد بدت لي غير تامة..و قد اكون غير صائب..
        بوركت
        مودتي

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
          استاذي الحبيب، ربيع عقب الباب
          اشكرك على تفاعلك الذي سرني و اشادتك التي تحفزني..
          ابهمت علي الجملة التالية، ممتع و ان كانت بعض تراكيبك الحلوة..ارجو توضيحا، فقد بدت لي غير تامة..و قد اكون غير صائب..
          بوركت
          مودتي
          قصدت تراكيبك الشعرية الحلوة غابت هنا إلي حد بعيد
          ربما لأن الطرح كان يحتم ذلك و لكن استوحشت غيابها !

          تقديري و احترامي
          sigpic

          تعليق

          • عبدالرحيم التدلاوي
            أديب وكاتب
            • 18-09-2010
            • 8473

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصالح منصوري مشاهدة المشاركة
            سفر الحياة يزخر بكل المضادات
            استطاع يراعك رسم زاوة منها بخطوط ميسورة وجميلة
            تقديري
            اخي العزيز، محمد الصالح منصوري
            اشكرك على تعليقك الدافئ و قراءتك الدقيقة.
            بوركت
            مودتي

            تعليق

            يعمل...
            X