تأملات في خاطرة ربيع عقب الباب (ما دلّني أحدٌ عليكِ .. و أنتِ ..... )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جمال سبع
    أديب وكاتب
    • 07-01-2011
    • 1152

    تأملات في خاطرة ربيع عقب الباب (ما دلّني أحدٌ عليكِ .. و أنتِ ..... )





    السماء اختبأت في ملاءة سيدة حمقاء
    و النجوم ضلت الطريق
    فالتمست الهروب خوف الضياع
    و القمر بين أحراش ألمه ينفخ الناى
    حتى أغرق ثيابه !


    السماء رغم اتساعها تختبئ في ملاءة سيدة ، و هنا نجد وجه الشبه بين السماء و الملاءة في السواد و الاتساع عندما تفتح الملاءة ، و قد نبحر فنجد شبه آخر و هو أن السماء لا ترفض كل من يمد لها يده و كذلك السيدة التي ترتدي الملاءة ، الملاءة حسب رؤيتي يكون الأديب قد أراد أن ينقب عن الأصالة المفقودة في الشوارع ، فجاءت الصرخة في كلمة حمقاء ، و لأن هناك فارق كبير بين كلمة سيدة و امرأة جاء هذا التوظيف التعبيري الدلالي الجميل .

    و عندما نتابع نجد الأديب ربيع عقب الباب تفنن في تعرية كل الأجرام التي تتوسد السماء ، فالنجوم تظهر ليلا و القمر كذلك ، و هي لا تظهر في النهار ، و هنا نطرح السؤال – لماذا لم يأتي على تعرية الشمس و التي أصلها في السماء ؟ - و هنا نعود إلى نقطة السواد التي ذكرتها في البداية .

    وأنا بين الضفة و الضفة
    أقطع لهاث المسافرين
    بسؤالي المكسور : أصادفتم نجمة بين السهوب تطارد بتلات الفرح ، وتسرج لها النبضات لتصعد فوق الجرح ؟
    " ما دلني أحد عليك "
    الصمت بارود يحن للانفجار
    و أنا ما بين صمتك و صمتي أحن للتلاشي !



    و ينزاح الأديب ربيع إلى داخله ، فيصور حالة شتاته بتشبيه جد بليغ و هو حالة التواجد بين ضفتين ، لا يعرف أيها تكون المنجية من الهلاك القادم ، و ما قطعه للهاث المسافرين ، و اللهاث هنا تعبير عن الحيرة و التعب المتصلين بالسفر .
    و هنا أقول لو استعمل كلمة الهاربين مكان المسافرين لكانت اضافة جمالية لسياق الفكرة ، لأن السفر يكون بمحض الارادة لكن الهروب يكون بالإرغام الداخلي .

    و لو تمعنا في العبارة : أصادفتم نجمة بين السهوب تطارد بتلات الفرح ، وتسرج لها النبضات لتصعد فوق الجرح ؟ لوجدنا الترابط مع ما تكلمت عنه في الفقرة الأولى ، و هو تعرية كل الأجرام التي تسكن السماء .

    سوف أقاسم القمر وجبة النشيج
    رغم يقيني ..
    بولع الأحراش بانكسارات الليل
    ومرورها على أجساد الوجع راقصة
    على وهج ما يحترق بيننا من قصيد
    ومواعيد شنقت أرصفة الانتظار على مقصلة من وجد !


    و يحاول الأديب ربيع في التصدي للقمر بتناوله لوجبة مسمومة بالبكاء ، و البكاء و العويل و النشيج قد سيطر على الحالة الخارجية لخاطر الكاتب ، رغم يقينه بأن الأحراش تحب الليل و سواده ، و هنا أقول أن الأديب قد استعمل الأحراش لأنه على يقين بأن الضوء لا يصل إليها و لا الشمس .

    "
    ما دلني أحد عليك "
    و أنت غرة الكون
    كأن من مرّ على ساعدي نسي ذاكرته
    و كأنني ..
    بين ضلوع كابوس ..
    مذ غيابك
    مستمرئا لدغاته ..
    وكأنني .. ما كنت سوى سؤال بين عينيك !


    من هي التي أسرت أديبنا و لم يدله أحد عليها ؟ ، قد تكون وطن و قد تكون سيدة و قد تكون أمل ، لكننا عندما نمعن النظر بعد ذلك نجد أنه يقصد كينونة كانت هي البداية و لها من المكانة الكبيرة بين غيرها عندما استعمل كلمة غرة، و حز في داخله نسيانها رغم ما كانت عليه من التقدم و الرقي.

    و يأتي لنا بقفلة لخص فيها عمق التدفق الشعوري ، إذ أقر أنه ما هو إلا سؤال قد تبصره ملهمته في هذا الخاطر عندما تزوره هنا .

    هنا حاولت رفع الأوراق التي تساقطت فوق خاطرة الأستاذ الأديب ربيع عقب الباب ، كانت خضراء كلون العمر ، و الصور الدلالية و الانزياحات أخذتنا نحو حكاية كل منا يمكن أن يشعر بها عندما يجنح الليل .
    عندما يسألني همسي عن الكلمات
    أعود بين السطور للظهور
  • مالكة حبرشيد
    رئيس ملتقى فرعي
    • 28-03-2011
    • 4544

    #2
    ما احوج كلماتنا ...ومانقده من اضلعنا نارا
    الى من يسلط الضوء عليه ...فربما نتلمس بعض نور
    يكون بوصلة لنا نحو اعماقنا ...لنفتح حوارا صريحا
    مع انفسنا ...علنا نغادر محطات الغموض ....
    نتزحزح ولو قليلا من على ارصفة التيه
    كنت رائعا استاذ جمال في تناولك لكلمات القدير والكبير =
    ربيع عقب الباب ....
    شخصيا ارى في كل ما يكتب قصصا وروايات ...وقصائد شعرية
    تحتاج منا وقفات طويلة ....وساعات من التامل ...تساعدنا
    على فك رموز الحكايات ....وسبر اغوار الحرف
    الذي ولا شك سيأخذنا الى اعماق كائن يعكسنا جميعا
    الفرق بيننا وبينه ان بحر اللغة الذي يسبح فيه
    منذ نعومته يساعده على ترجمة نفسه ...وترجمتنا على اختلاف
    مشاربنا .....أرانا ننحت في الصخر ...فيما الربيع يغرف من البحر ....ثمة شيء واشياء ...تميزه عنا رغم محاولاتنا
    في خوض غمار الكتابة ...هو الخروج عن المالوف والمعتاد
    ...تسليط الضوء على المسكوت عنه فينا ...وهذا لا يتجرأ
    عليه الا من استطاع التخلص من قيود العادي والممكن
    وما يجب ان يكون........
    كنت رائعا استاذ جمال السبع
    وكان اختيارك لهذا النص بالذات في منتهى الذكاء
    ففيه ما يساعدنا على الدخول الى ذات الكاتب
    ربيع عقب الباب والتعرف عليه عن قرب
    شكرا لكما معا ....
    شكرا للربيع على هذا الابداع المستفز للقرائح...والمحرك
    لحب الاستطلاع والمعرفة
    شكرا اخي جمال على ابحارك في عالم الانسان والكلمة

    التعديل الأخير تم بواسطة مالكة حبرشيد; الساعة 29-12-2012, 21:38.

    تعليق

    • أبوقصي الشافعي
      رئيس ملتقى الخاطرة
      • 13-06-2011
      • 34905

      #3
      تأملات غاصت بمكنون اللغة
      الأستاذ ربيع
      قامة أدبية رفيعة
      يطيب المقام بسطره
      والنص خارطة ربيع ٍ للعشق
      ما بين تأمل ٍ و متأمل
      اللغة تحتفي بكما


      الصمت بارود يحن للانفجار و أنا ما بين صمتك و صمتي أحن للتلاشي !

      هنا أقف و أقف و أقف
      لن يضجر البيان مهما دام التأمل


      ما أروعك أخي جمال لله درك
      مودتي و تقديري



      كم روضت لوعدها الربما
      كلما شروقٌ بخدها ارتمى
      كم أحلت المساء لكحلها
      و أقمت بشامتها للبين مأتما
      كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
      و تقاسمنا سوياً ذات العمى



      https://www.facebook.com/mrmfq

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        جمال الصديق و الزميل الجميل

        فاجأتنيي بهذا الطرح الذي قال بعضا من شخصيتك الشاعرة و الإنسانة
        و ما خفي عني خلال الفترة السابقة من خلال طروحات تابعتها معك
        و لك و ربما لم أعطها الكثير من الجهد و العناية الواجبة
        هذا العمل أخي الجميل بني على مطلع لمحمود درويش
        من قصيدته ( عودة الأسير ) كتبها بعد نكسة 67
        كم أتهمناه بالسائح الذي لم ير مصر جيدا
        و كم فرحنا به كثيرا حين كنا نتخاطفها مع ما نتخاطف من قصائد السياب
        و حجازي و عبد الصبور و بالطبع الكبير جدا ( أمل دنقل ) الذي ترجم حس
        الشعب المصري و العربي في رائعته المشهودة ( لا تصالح )
        دعني أطرح بعض أبيات تلك القصيدة ( عودة الأسير ) لترى أني كم كنت قريبا
        في الاحساس بحالة الفقد الذي عاشه درويش و عشته و أعيشه أنا رغم
        اتساع رؤية درويش و خصوصية رؤيتي

        النيل ينسى

        و العائدون إليك منذ الفجر لم يصلوا

        هناك حمامتان بعيدتان

        ورحلة أخرى

        و موت يشتهي الأسرى

        و ذاكرتي قويّة.

        و الآن، ألفظ قبل روحي

        كلّ أرقام النخيل

        و كل أسماء الشوارع و الأزقّة سابقا أو لاحقا

        و جميع من ماتوا بداء الحب و البلهارسيا و البندقيّة

        ما دلني أحد عليك

        و أنت مصر

        قد عانقتني نخلة

        فتزوّجتني

        شكّلتني

        أنجتني الحبّ و الوطن المعذب و الهويّة

        ما دلني أحد عليك

        وجدت

        وجدت مقبرة.. فنمت

        سمعت أصوات.. فقمت

        ورأيت حربا.. فاندفعت

        وما عرفت الابجديّة

        قالوا:اعترف

        قلت :اعترفت

        يا مصر !الاكسرى سباك ولا الفراعنة

        اصطفوك أميرة أو سيدة

        قالوا: اعترف

        قلت :اعترفت

        و توازت الكلمات و العضلات

        كاونوا يقلعون أظافري

        و يقشّرون أناملي

        و يبعثرون مفاصلي

        و يفتّشون اللحم عن أسرار مصر ..

        و تدفّقت مصر البعيدة من جراحي

        فاقتربت

        و رأيت مصر

        و عرفت مصر

        ما دلّني أحد، خناجرهم تفتّشني فيخرج شكل مصر

        يا مصر! لست خريطة

        قالوا: اعترف

        قلت: اعترفت

        واصلت يا مصر اعترافاتي

        دمي غطّى وجوه الفاتحين

        و لم يغطّ دمي جبينك، و اعترفت

        و حائط الإعدام يحملني إليك إليك ..

        أنت الآن تقتربين. أنت الآن تعترفين

        فامتشقي دمي!.

        و النيل ينسى

        ليس من عادته أن يرجع الغرقى

        و آلاف العرائس من تقاضي أجرها؟

        النيل ينسى.

        و القرى رفعت مآذنها و شكواها

        و أخفت صدرها في الطين

        و المدن_ الجنود الغائبون_ الاتحاد الاشتراكيّ_ المغني

        راقصات البطن_ و السياح_ و الفقراء

        سبحان الذي يعطي و يأخذ!

        ليس من عادات هذا النيل أن يصغي إلى أحد

        كأن النيل تمثال من الماء استراح إلى الأبد

        ماذا يقول النيل

        لو نطقت مياه النيل؟

        يسكت مرّة أخرى

        و ينساني

        لتسكت جوقة الإنشاد حول جنازتي!

        و خذي عن الجثمان أعلام الوطن

        يا مصر! تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر

        غطّى حفنة من رمل سيناء التي ابتعدت عن العينين

        و التج|أت إلى الرئتين

        و امتشقي دمي

        و خذي عن الجثمان أعلام الوطن

        سيناء ليس لها كفن!

        و النيل ينسى

        ماذا يقول النيل، لو نطقت مياه النيل ؟

        يسكت مرّة أخرى

        و لا يستقبل الأسرى.

        ليسكت ههنا الشعراء و الخطباء

        و الشرطي و الصحفيّ

        إنّ جنازتي وصلت

        و هذي فرصتي يا مصر.. أعطيني الأمان

        يا مصر! أعطيني الأمان

        لأموت ثانية ..شهيدا لا أسير

        السدّ عال شامخ، و أنا قصير

        و المنشآت كبيرة، و أنا صغير

        و الأغنيات طليقة، و أنا أسير

        يا مصر!أعطيني الأمان

        إني حرستك. كانت الأشياء آمرة و آمنة و كان المطرب

        الرسمي يصنع من نسيج جلودنا وتر الكمان

        و يطرب المتفرّجين

        قد زيفوا يا مصر حنجرتي

        و قامة نخلتي

        و النيل ينسى

        و العائدون إليك منذ الفجر لم يصلوا

        و لست أقول يا مصر الوداع

        شبت خيول الفاتحين

        زرعوا على فمك الكروم، فأينعت

        قد طاردوك_ و أنت مصر

        و عذبوك_ و أنت مصر

        و حاصروك_ و أنت مصر

        هل أنت يا مصر؟

        هل أنت.. مصر!.
        التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 30-12-2012, 08:43.
        sigpic

        تعليق

        • عبدالرحيم التدلاوي
          أديب وكاتب
          • 18-09-2010
          • 8473

          #5
          نصان ماتعان، الكتابة و القراءة.
          تم تسليط الضوء على زوايا النص فاناره و اضاء جوانبه و استخرج بعض مجبوئه.
          استمتعت مرتين، فلكما الشكر الجزيل.
          مودتي

          تعليق

          • خديجة بن عادل
            أديب وكاتب
            • 17-04-2011
            • 2899

            #6
            تأملات جميلة غاصت في عمق الخاطر
            لتستخرج جواهره ...
            راقني جدا أستاذ جمال هذا التفاني والجهد في القراءة
            سواء من تصوير ومشاهد الى الحبكة حتى أخر دفقة سؤال الكاتب .
            تحيتي لك وجزاك الله خيرا
            وتحية تقدير واعجاب بما ينثره قاصنا ربيع عبد الرحمن .
            http://douja74.blogspot.com


            تعليق

            • جمال سبع
              أديب وكاتب
              • 07-01-2011
              • 1152

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة مالكة حبرشيد مشاهدة المشاركة
              ما احوج كلماتنا ...ومانقده من اضلعنا نارا
              الى من يسلط الضوء عليه ...فربما نتلمس بعض نور
              يكون بوصلة لنا نحو اعماقنا ...لنفتح حوارا صريحا
              مع انفسنا ...علنا نغادر محطات الغموض ....
              نتزحزح ولو قليلا من على ارصفة التيه
              كنت رائعا استاذ جمال في تناولك لكلمات القدير والكبير =
              ربيع عقب الباب ....
              شخصيا ارى في كل ما يكتب قصصا وروايات ...وقصائد شعرية
              تحتاج منا وقفات طويلة ....وساعات من التامل ...تساعدنا
              على فك رموز الحكايات ....وسبر اغوار الحرف
              الذي ولا شك سيأخذنا الى اعماق كائن يعكسنا جميعا
              الفرق بيننا وبينه ان بحر اللغة الذي يسبح فيه
              منذ نعومته يساعده على ترجمة نفسه ...وترجمتنا على اختلاف
              مشاربنا .....أرانا ننحت في الصخر ...فيما الربيع يغرف من البحر ....ثمة شيء واشياء ...تميزه عنا رغم محاولاتنا
              في خوض غمار الكتابة ...هو الخروج عن المالوف والمعتاد
              ...تسليط الضوء على المسكوت عنه فينا ...وهذا لا يتجرأ
              عليه الا من استطاع التخلص من قيود العادي والممكن
              وما يجب ان يكون........
              كنت رائعا استاذ جمال السبع
              وكان اختيارك لهذا النص بالذات في منتهى الذكاء
              ففيه ما يساعدنا على الدخول الى ذات الكاتب
              ربيع عقب الباب والتعرف عليه عن قرب
              شكرا لكما معا ....
              شكرا للربيع على هذا الابداع المستفز للقرائح...والمحرك
              لحب الاستطلاع والمعرفة
              شكرا اخي جمال على ابحارك في عالم الانسان والكلمة


              الأستاذة مالكة ..
              فعلا أحيانا نحتاج إلى التأمل في ما نكتب بعين غيرنا .
              سعدت بمرورك و النص للأستاذ ربيع يستحق ذلك .
              تحياتي و تقديري .
              عندما يسألني همسي عن الكلمات
              أعود بين السطور للظهور

              تعليق

              • ريما الجابر
                نائب ملتقى صيد الخاطر
                • 31-07-2012
                • 4714

                #8
                نص يستحق التأمل
                وتأمل وضع النقاط على الحروف
                وزاد البهاء بهاء
                فشكرا للمبدعين

                http://www.pho2up.net/do.php?imgf=ph...1563311331.jpg

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  أتعلم منك أخي و استاذي جمال سبع
                  كيف يكون النقاء في النهر
                  و كيف يتسع القلب للجميع
                  ويرى بروح الحب الآخر !

                  محبتي
                  معك أتابع صديقي
                  sigpic

                  تعليق

                  • جمال سبع
                    أديب وكاتب
                    • 07-01-2011
                    • 1152

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة قصي الشافعي مشاهدة المشاركة
                    تأملات غاصت بمكنون اللغة
                    الأستاذ ربيع
                    قامة أدبية رفيعة
                    يطيب المقام بسطره
                    والنص خارطة ربيع ٍ للعشق
                    ما بين تأمل ٍ و متأمل
                    اللغة تحتفي بكما


                    الصمت بارود يحن للانفجار و أنا ما بين صمتك و صمتي أحن للتلاشي !

                    هنا أقف و أقف و أقف
                    لن يضجر البيان مهما دام التأمل


                    ما أروعك أخي جمال لله درك
                    مودتي و تقديري
                    أخي قصي ..
                    تثلج الصدر دوما بمرورك المعطر .. للأحرف و الكلمات أجمل الوقفات .
                    تحياتي و تقديري .
                    عندما يسألني همسي عن الكلمات
                    أعود بين السطور للظهور

                    تعليق

                    • جمال سبع
                      أديب وكاتب
                      • 07-01-2011
                      • 1152

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                      جمال الصديق و الزميل الجميل

                      فاجأتنيي بهذا الطرح الذي قال بعضا من شخصيتك الشاعرة و الإنسانة
                      و ما خفي عني خلال الفترة السابقة من خلال طروحات تابعتها معك
                      و لك و ربما لم أعطها الكثير من الجهد و العناية الواجبة
                      هذا العمل أخي الجميل بني على مطلع لمحمود درويش
                      من قصيدته ( عودة الأسير ) كتبها بعد نكسة 67
                      كم أتهمناه بالسائح الذي لم ير مصر جيدا
                      و كم فرحنا به كثيرا حين كنا نتخاطفها مع ما نتخاطف من قصائد السياب
                      و حجازي و عبد الصبور و بالطبع الكبير جدا ( أمل دنقل ) الذي ترجم حس
                      الشعب المصري و العربي في رائعته المشهودة ( لا تصالح )
                      دعني أطرح بعض أبيات تلك القصيدة ( عودة الأسير ) لترى أني كم كنت قريبا
                      في الاحساس بحالة الفقد الذي عاشه درويش و عشته و أعيشه أنا رغم
                      اتساع رؤية درويش و خصوصية رؤيتي

                      النيل ينسى

                      و العائدون إليك منذ الفجر لم يصلوا

                      هناك حمامتان بعيدتان

                      ورحلة أخرى

                      و موت يشتهي الأسرى

                      و ذاكرتي قويّة.

                      و الآن، ألفظ قبل روحي

                      كلّ أرقام النخيل

                      و كل أسماء الشوارع و الأزقّة سابقا أو لاحقا

                      و جميع من ماتوا بداء الحب و البلهارسيا و البندقيّة

                      ما دلني أحد عليك

                      و أنت مصر

                      قد عانقتني نخلة

                      فتزوّجتني

                      شكّلتني

                      أنجتني الحبّ و الوطن المعذب و الهويّة

                      ما دلني أحد عليك

                      وجدت

                      وجدت مقبرة.. فنمت

                      سمعت أصوات.. فقمت

                      ورأيت حربا.. فاندفعت

                      وما عرفت الابجديّة

                      قالوا:اعترف

                      قلت :اعترفت

                      يا مصر !الاكسرى سباك ولا الفراعنة

                      اصطفوك أميرة أو سيدة

                      قالوا: اعترف

                      قلت :اعترفت

                      و توازت الكلمات و العضلات

                      كاونوا يقلعون أظافري

                      و يقشّرون أناملي

                      و يبعثرون مفاصلي

                      و يفتّشون اللحم عن أسرار مصر ..

                      و تدفّقت مصر البعيدة من جراحي

                      فاقتربت

                      و رأيت مصر

                      و عرفت مصر

                      ما دلّني أحد، خناجرهم تفتّشني فيخرج شكل مصر

                      يا مصر! لست خريطة

                      قالوا: اعترف

                      قلت: اعترفت

                      واصلت يا مصر اعترافاتي

                      دمي غطّى وجوه الفاتحين

                      و لم يغطّ دمي جبينك، و اعترفت

                      و حائط الإعدام يحملني إليك إليك ..

                      أنت الآن تقتربين. أنت الآن تعترفين

                      فامتشقي دمي!.

                      و النيل ينسى

                      ليس من عادته أن يرجع الغرقى

                      و آلاف العرائس من تقاضي أجرها؟

                      النيل ينسى.

                      و القرى رفعت مآذنها و شكواها

                      و أخفت صدرها في الطين

                      و المدن_ الجنود الغائبون_ الاتحاد الاشتراكيّ_ المغني

                      راقصات البطن_ و السياح_ و الفقراء

                      سبحان الذي يعطي و يأخذ!

                      ليس من عادات هذا النيل أن يصغي إلى أحد

                      كأن النيل تمثال من الماء استراح إلى الأبد

                      ماذا يقول النيل

                      لو نطقت مياه النيل؟

                      يسكت مرّة أخرى

                      و ينساني

                      لتسكت جوقة الإنشاد حول جنازتي!

                      و خذي عن الجثمان أعلام الوطن

                      يا مصر! تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر

                      غطّى حفنة من رمل سيناء التي ابتعدت عن العينين

                      و التج|أت إلى الرئتين

                      و امتشقي دمي

                      و خذي عن الجثمان أعلام الوطن

                      سيناء ليس لها كفن!

                      و النيل ينسى

                      ماذا يقول النيل، لو نطقت مياه النيل ؟

                      يسكت مرّة أخرى

                      و لا يستقبل الأسرى.

                      ليسكت ههنا الشعراء و الخطباء

                      و الشرطي و الصحفيّ

                      إنّ جنازتي وصلت

                      و هذي فرصتي يا مصر.. أعطيني الأمان

                      يا مصر! أعطيني الأمان

                      لأموت ثانية ..شهيدا لا أسير

                      السدّ عال شامخ، و أنا قصير

                      و المنشآت كبيرة، و أنا صغير

                      و الأغنيات طليقة، و أنا أسير

                      يا مصر!أعطيني الأمان

                      إني حرستك. كانت الأشياء آمرة و آمنة و كان المطرب

                      الرسمي يصنع من نسيج جلودنا وتر الكمان

                      و يطرب المتفرّجين

                      قد زيفوا يا مصر حنجرتي

                      و قامة نخلتي

                      و النيل ينسى

                      و العائدون إليك منذ الفجر لم يصلوا

                      و لست أقول يا مصر الوداع

                      شبت خيول الفاتحين

                      زرعوا على فمك الكروم، فأينعت

                      قد طاردوك_ و أنت مصر

                      و عذبوك_ و أنت مصر

                      و حاصروك_ و أنت مصر

                      هل أنت يا مصر؟

                      هل أنت.. مصر!.

                      الأستاذ ربيع الصديق و الأخ العزيز
                      لم تكن صدفة أنني كتبت تأملات في هذا النص ، لأنني كنت قد قرأت نص محمود درويش - عودة الأسير - و أنتظرت كي تخبرنا أنت بذلك ، فالنص هنا له خلفية عميقة و هي تأثرك بهذه القصيدة ، فجاءت الكلمات هنا مطرزة على نفس السياق المتأجج ، كما أن لهفة الوطن كانت واضحة للعيان ، و مصر فيها من الأشياء ما يجعل اللهفة تتحول لهيبا و جمرا .
                      صدقني أستاذي أنه الحياء الأدبي ما جعلني لا أشير إلى ذلك ، فالكاتب هو الوحيد الذي له حق التأويل الصحيح و الإفصاح عن القواعد التي بني عليها الهيكل الإبداعي ، نحن نكتب عن الخطوط العريضة و الإشارات الدلالية و فقط ، نوضح بعضا من الانزياحات و نترك الدهشة قابعة في مكانها .
                      صديقي الأديب ربيع ، منذ مدة و أنا أفتش عن نص أضع له فكرة التأملات حتى قفز نصك أمامي ، أتمنى أنني وفقت و لو بنظرة مقتظبة للذائقة الأدبية التي تمتلكونها .
                      شكرا على نص الشاعر محمود درويش .
                      شكرا على نصك المحلق .
                      لي تساؤل :
                      عنوان النص - ما دلني أحد عليكِ ..
                      و أنتِ -
                      هل كنت تنتظر جواب من سيدتك الملهمة ؟
                      تحياتي و تقديري لقلمك الرائع
                      عندما يسألني همسي عن الكلمات
                      أعود بين السطور للظهور

                      تعليق

                      • د. محمد أحمد الأسطل
                        عضو الملتقى
                        • 20-09-2010
                        • 3741

                        #12
                        الأستاذ جمال السبع
                        طاب يومك وقلمك وعامك الجديد
                        جميلة هي تأملاتك
                        جميلة وهي تغوص وراء الدرر في نص أستاذنا الرائع ربيع عقب الباب
                        تقديري وشكري لأنك أمتعتنا بهذه التأملات البهية
                        والتقدير موصول للأستاذ القدير ربيع
                        محبتي وكل عام وأنتم أجمل

                        قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
                        موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
                        موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
                        Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline

                        تعليق

                        • جمال سبع
                          أديب وكاتب
                          • 07-01-2011
                          • 1152

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
                          نصان ماتعان، الكتابة و القراءة.
                          تم تسليط الضوء على زوايا النص فاناره و اضاء جوانبه و استخرج بعض مجبوئه.
                          استمتعت مرتين، فلكما الشكر الجزيل.
                          مودتي
                          الشكر لك أستاذ عبد الرحيم
                          ما قمنا به لا يمثل إلا نقطة في بحر العمل الجميل للأستاذ ربيع
                          تحياتي و تقدير
                          عندما يسألني همسي عن الكلمات
                          أعود بين السطور للظهور

                          تعليق

                          • جمال سبع
                            أديب وكاتب
                            • 07-01-2011
                            • 1152

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة خديجة بن عادل مشاهدة المشاركة
                            تأملات جميلة غاصت في عمق الخاطر
                            لتستخرج جواهره ...
                            راقني جدا أستاذ جمال هذا التفاني والجهد في القراءة
                            سواء من تصوير ومشاهد الى الحبكة حتى أخر دفقة سؤال الكاتب .
                            تحيتي لك وجزاك الله خيرا
                            وتحية تقدير واعجاب بما ينثره قاصنا ربيع عبد الرحمن .
                            الأستاذة خديجة ..
                            سعدت عندما وجدت أن تأملاتي المتواضعة قد راقت لك أستاذتي .
                            النص الجميل يجعل من تفاصيله نافذة للولوج .
                            تحياتي و تقديري .
                            عندما يسألني همسي عن الكلمات
                            أعود بين السطور للظهور

                            تعليق

                            • جمال سبع
                              أديب وكاتب
                              • 07-01-2011
                              • 1152

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة ريما الجابر مشاهدة المشاركة
                              نص يستحق التأمل
                              وتأمل وضع النقاط على الحروف
                              وزاد البهاء بهاء
                              فشكرا للمبدعين

                              الأستاذة ريما الجابر ..
                              الشكر لهذا القلم الذي أمتعنا بهذه اللوحة الرائعة
                              شكرا على المرور الجميل
                              تحياتي و تقديري
                              عندما يسألني همسي عن الكلمات
                              أعود بين السطور للظهور

                              تعليق

                              يعمل...
                              X