لا تعوزه .. و ربما يعوزك !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    لا تعوزه .. و ربما يعوزك !

    كان خامس هؤلاء المشردين
    حين تيبست ضلوعهم
    واختطوا مكعبات الجوع و البرد
    بنجوى الكحول
    مارسوا النرد والنكات بين ثقوب الرصيف
    وثقوب الجغرافيا
    رقع الصمت الحائرة
    تنغمس في ترنح الرائحة
    لإخماد نزواتها للدفء
    لم يكن من حيلة
    ضابط النقطة يغفو على أقنعته
    أيقظه بلباسه الرسمي
    لسحبهم بحبال قسوته
    إلقائهم
    بين جدار و ثلاث عروق من عجز المر
    برش
    و قفل أثري لم ينم منذ قرون
    ليرسموا الغابة
    تحت ظل الخذلان
    و جذوع الضياع الصاخبة

    يأتي بك كل مساء
    فأضمك لاحتمالي
    أتوسد بعض ما أجن به
    لا أغفو .. و لا أقدر في هيمنته
    لأنني أدرك يقينا
    أنك لن تأتي .. إلا به ليلا أو نهارا
    و لن تكوني بين ذراعي حنيني إلا على عينيه

    مذ غادر جنته وهو يمزق كل الشواهد
    التي فضحت حضوره
    كلما تأمل ما صنع عاد بحزمة من جرائم
    حتى امتلأت تلته بإباحاته و فوضاه
    فجرّها صوب البحر
    ليظل مؤرقا مثله
    تشتبه عليه الفصول
    و لا تجد لما يحدث شاهدا يليق به ورؤوسنا النافرة

    لم تكن مصاحبته للخسة في تلك الليلة
    هي آخر ثقوبه
    و فضائحه
    لكنها كانت مرورا عابرا لم يع إلي الآن
    لم كان عليه أن يبقي على صداقته
    حتى رأى البنسات الست
    و العقارب تخطو لست إلا قليلا
    ولم ينته بكاؤهما حتى بعد تجلي غياب الملائكة

    الذي لم يأن له نسيانه
    مطاردته لسويعات نوم صديقه المريض
    حتى ينال جرعته من الأنسولين
    كيف تغافل عنه ذات ليلة
    كان فيها برفقة الثوار في أحد ميادين الحضور
    و تفاجأ بموته في صبيحة اليوم السابق

    لم يكن غائبا كما ادعت الأساطير
    و لا كان قصير اليد و الناب
    كما يشتل الوردة مع البستاني
    يقطف الروح مع الناطور
    و يوسد مع اللحاد ما خلفته
    ثم ينثر على فعلته بعض الغياب
    و بعض من رثاء

    كثيرا ما يكون مطاردا
    ومكروها
    كثيرا ما يقابل بالإهانة
    و الشطط
    ربما اللعنات
    يتجرع مع الملل حبات الرحيل
    و يكتفي بذهاب مؤقت
    ليؤدي بقية الطقس في حارة خاصمها الحب منذ قرون
    يترنح و الكأس بين ظمأه
    في كل الحانات
    البارات
    و بين جدران الخيبة
    ليس رهين مسائلة
    فهو مثل نبات الغاب
    لا يسأل
    لا يطارد بذات قوانين الاستباحة
    كالريح
    الليل الذي يكرمش وجه النهار
    حتى يذيبه تحت السنابك
    سوف تراه دائما
    في حضرة الداء
    الجنازات
    الأفراح
    الخيانات
    الشقاوات
    أينا تولي وجهك يكون على نفثة الهواء
    وذل الإقامة
    جغرافيا بين قبضتي السماء
    تتمطى حيث يقف الجانب المتهدل بداء الصبر
    وتباريح المنفى
    يشعل الرأس بما يشاء
    القلب بما يهوى
    و أنت ذهاب في جمال الحضور لا يرى أي خدعة
    تقمصها
    و أي بئر تنتظرك
    مابين نبله و خسته
    رحمته و قسوته
    هدوئه و صخبه
    عليك بجرع نوباته كما هي ..
    إن تبدلها ..
    توقفها دون مستقرها .. تكن تحت سطوة زائر..
    لا تعوزه .. و ربما يعوزك !
    sigpic
  • لبنى علي
    .. الرّاسمة بالكلمات ..
    • 14-03-2012
    • 1907

    #2
    يا لرمزيّة متعددة الدلالات سكنتْ سطور الفكر وعلبة ألوان التأملات ..

    فدمتَ والرّقيّ الفكري أيها الفاضل ربيع ..

    تعليق

    • أبوقصي الشافعي
      رئيس ملتقى الخاطرة
      • 13-06-2011
      • 34905

      #3
      كبيرنا الذي علمنا الجمال
      والله تحتار الكلمات ما تلبسك
      أيها القدير
      القمر ؟أنت من غزل بسمته
      الربيع ؟ أنت من يلهمه تناغمه
      الدفء ؟ أنت من يمنحه الأمان
      الضياء ؟ أنت من يقتنيه
      سأضعها جميعا ببوتقه
      لتخرج أنت يا منار المعنى
      و مدى من البيان و التقوى
      مودتي لك
      تلميذك قصي



      كم روضت لوعدها الربما
      كلما شروقٌ بخدها ارتمى
      كم أحلت المساء لكحلها
      و أقمت بشامتها للبين مأتما
      كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
      و تقاسمنا سوياً ذات العمى



      https://www.facebook.com/mrmfq

      تعليق

      • عبدالرحيم التدلاوي
        أديب وكاتب
        • 18-09-2010
        • 8473

        #4
        استاذي البهي، ربيع عقب الباب
        ارى نصا كبيرا..و ارة ركنه القصة القصيرة..فهل اخطات ؟
        دمت متالقا.
        مودتي

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة لبنى علي مشاهدة المشاركة
          يا لرمزيّة متعددة الدلالات سكنتْ سطور الفكر وعلبة ألوان التأملات ..

          فدمتَ والرّقيّ الفكري أيها الفاضل ربيع ..
          شكرا لك أستاذتي لبنى
          سرني أن كنت هنا مع أول القراءات

          دمت بخير و سعادة

          تقديري
          sigpic

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة قصي الشافعي مشاهدة المشاركة
            كبيرنا الذي علمنا الجمال
            والله تحتار الكلمات ما تلبسك
            أيها القدير
            القمر ؟أنت من غزل بسمته
            الربيع ؟ أنت من يلهمه تناغمه
            الدفء ؟ أنت من يمنحه الأمان
            الضياء ؟ أنت من يقتنيه
            سأضعها جميعا ببوتقه
            لتخرج أنت يا منار المعنى
            و مدى من البيان و التقوى
            مودتي لك
            تلميذك قصي
            ما أجمل روحك قصي أخي
            كل هذا ؟
            و ما أنا سوى غاو لساحرة مازالت عصية علىّ
            هذه الأبجدية الحزينة التي ترنو دائما إلي القادر الذكي و المبدع
            على شنقها على حبال الدهشة لعمر أطول !

            محبتي صديقي النبيل
            sigpic

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
              استاذي البهي، ربيع عقب الباب
              ارى نصا كبيرا..و ارة ركنه القصة القصيرة..فهل اخطات ؟
              دمت متالقا.
              مودتي
              كانت محاولة شبه جادة لفتح أفق لنفسي
              لقصيدة نثرية
              و لكنها خانتني
              أو خنتها
              لتصبح خارج التصنيف !

              ومازلنا نحاول و نتعلم

              محبتي
              التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 15-01-2013, 17:12.
              sigpic

              تعليق

              • محمد الصحراء
                أديب وكاتب
                • 11-09-2012
                • 764

                #8

                كالشهد حينا
                كالنبيذ المعتق
                و مثل شفاه لها غواية القبل أحيانا
                كان هذا النص الجبار المشهر إزاء قصوري ألا مساس

                الكبير / سيدي
                كنت هنا ألثغا أفتش عني وسط سربلة الجمال الفائق
                تقدير لك و احترام


                إذا لم توجه الناس سبل السلامة ... فلا توضح لهم سبل المهالك

                تعليق

                • صهيب خليل العوضات
                  أديب وكاتب
                  • 21-11-2012
                  • 1424

                  #9
                  الأستاذ القدير / ربيع

                  لــ عمرك إنك جعلتني أسمي الكتابة جنة
                  و الحبر جموح الهذيان الهادر
                  فــ كم سرب من النور طار منك لــِ يروض العتمة !

                  دمت بــِ حلم لا ينام ولا يجف ..
                  كأخر جندي في ساحة المعركة أحارب هذا الحزن وحدي،

                  تعليق

                  • مالكة حبرشيد
                    رئيس ملتقى فرعي
                    • 28-03-2011
                    • 4544

                    #10
                    هي قصة ايها الربيع
                    وليست خاطرة
                    ولا اظن ذلك يغيب او يخيل عنك
                    انما اردت ان تضعنا في امتحان
                    لتعرف مدى استيعابنا لما قدمت من دروس
                    ليس الربيع من تختلط عليه الاجناس
                    وخصوصا القصة

                    تعليق

                    • سميرة رعبوب
                      أديب وكاتب
                      • 08-08-2012
                      • 2749

                      #11

                      قصة طرزت برمزية عالية
                      توقظ جذوة التأمل بمهارة بالغة
                      منارة فكر وعلم هنا تقديري أستاذ ربيع ~
                      رَّبِّ
                      ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصحراء مشاهدة المشاركة

                        كالشهد حينا
                        كالنبيذ المعتق
                        و مثل شفاه لها غواية القبل أحيانا
                        كان هذا النص الجبار المشهر إزاء قصوري ألا مساس

                        الكبير / سيدي
                        كنت هنا ألثغا أفتش عني وسط سربلة الجمال الفائق
                        تقدير لك و احترام


                        أستاذي محمد شكرا على جميل ما نثرت هنا
                        من فيض روحك
                        سررت بك كثيرا

                        محبتي
                        sigpic

                        تعليق

                        • ريما الجابر
                          نائب ملتقى صيد الخاطر
                          • 31-07-2012
                          • 4714

                          #13
                          لا أظن إلا أني أمام سحابة من البهاء
                          وربيع كلمات وثير
                          ونسج بهي
                          وتسلسل راقي
                          فدمت مشعلا للبهاء

                          http://www.pho2up.net/do.php?imgf=ph...1563311331.jpg

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة صهيب العوضات مشاهدة المشاركة
                            الأستاذ القدير / ربيع

                            لــ عمرك إنك جعلتني أسمي الكتابة جنة
                            و الحبر جموح الهذيان الهادر
                            فــ كم سرب من النور طار منك لــِ يروض العتمة !

                            دمت بــِ حلم لا ينام ولا يجف ..
                            أستاذي صهيب .. شكرا لمرورك العذب
                            و حديثك القريب إلي نفسي
                            ليتني بالفعل أكون كذلك .. و ليس العكس !

                            محبتي
                            sigpic

                            تعليق

                            • ربيع عقب الباب
                              مستشار أدبي
                              طائر النورس
                              • 29-07-2008
                              • 25792

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة مالكة حبرشيد مشاهدة المشاركة
                              هي قصة ايها الربيع
                              وليست خاطرة
                              ولا اظن ذلك يغيب او يخيل عنك
                              انما اردت ان تضعنا في امتحان
                              لتعرف مدى استيعابنا لما قدمت من دروس
                              ليس الربيع من تختلط عليه الاجناس
                              وخصوصا القصة
                              أستاذتي مالكة
                              صدقيني من كثرة ما دق على رأسي
                              ما عدت أدري .. ماذا أكتب
                              القلم يأخذ حبره
                              و الكلمات ترمي بحروفها
                              و في نهاية الأمر .. أي شيء كتبت
                              و المخيلة وقتها لم تكن تحمل سوى .. سوى شاغل مختلف
                              ربما كنت قريبا منه أو بعيدا
                              لتكن قصة .. أليست كتابة ؟
                              أليست معشوقتي القصة ؟

                              شكري الكبير لمرورك و هذا التعليق المفرح !

                              تقديري و احترامي
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X