فلسفيّات ...من كتاب المدينة والفضيلة / هيثم الريماوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هيثم الريماوي
    مشرف ملتقى النقد الأدبي
    • 17-09-2010
    • 809

    #16
    أحترم رأيك صديقتي أمال ، ولو أني لا أرى فيه سوى أغلوطات بعيدة كل البعد عن الفهم والتفهيم سواء فيما يتعلق يفنيات قصيدة النثر أو بالترميز الفلسفي الوجودي .
    عندما قرأت ما كتبته عن سيرتك في متصفح موسوعة شعراء ملتقى قصيدة النثر استغربت كثيرا حد التناقض أنك تقولي
    ((تعرفي على سحر اللغة حديث نسبيا ..تصاعد مع بحثي في أسرار الصوفية
    هذا العالم الذي يشرق من ذواتنا العليا )) ...وبعدها تتحدثين بهكذا رد والاستغراب ليس محله الهجوم على النص ، بل هو تجميع الأغاليط لتكريس هكذا هجوم ، أنصحك صديقتي بقراءة تجارب المتصوفة وما كتب عنها ( الحلاج ، السهروردي ، ابن عربي ، النفري،العطار......الخ) و تحديدا فلسفة التصوف وأسس الترميز والتكثيف والفرق بين العبارة والإشارة والتداخلات والتناقضات بين الوجودية والصوفية ، جنبا إلى جنب مع أساسيات الشاعرية في النص الحديث ، وأسس فنيات قصيدة النثر ، وبعد ذلك التجارب الكثيرة التي جاءت لتجاوز محددات وثغرات قصيدة النثر وتطويرها...عندها يمكن لك تكريس هجومات على هكذا نصوص وتفكيكها نقديا وتعريتها حتى ، دون الأغاليط

    تقديري
    هيثم

    ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

    بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
    بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

    تعليق

    • نجلاء الرسول
      أديب وكاتب
      • 27-02-2009
      • 7272

      #17
      أفلاطونُ ، كان يصلّي
      والسفسطائيونَ كذلك
      الفارابي ، كان يصلّي
      والغزالي كذلك
      أينشتاينُ ، يوحنّا ، المعري ، نيتشه
      ماركس ، وغيفارا – أيضا – كذلك
      الصلاةُ بحثٌ عن الذاتِ خارجَ اللغة .




      اللغةُ : سياجُ الحقيقة
      الكلامُ : ثقوبٌ في السياج
      الحقيقةُ : رمالُ التشابهِ خارجَ الحديقة
      الإنسانُ تهشّمَ ، من الرتابةِ كالزجاج .

      ما أجمل أن نتبادل الاراء حول نصوصنا اجل قد نصيب وقد لا نصيب كما النص قد يصيب وقد لا يصيب
      كما الفكرة قد تصيب وقد لا تصيب

      استوقفت عند رأي الغالية آمال واحترمه جدا
      كما استوقفت عند هذين المقطعين ورؤيتي لهما كالآتي ....

      العنوان له دلالة كبيرة على فحوى النص وكما نعلم بأن الفلسفة هي أخت الشعر
      ووجدت خاتمة كل مقطع مؤثرة تدعو للتوقف والتأمل كثيرا
      أجل هناك غياب للتصاعد الدرامي في النص فكان
      السياق تعريفا بديهيا للحياة والكون برؤيا جميلة ولغة بسيطة

      لتأتي الصورة كالآتي
      من مفهوم الصلاة لدى عظماء الفلسفة والتي هي بحث عن حقيقة الذات المحبوسة داخل اللغة فهي المعيق الرئيسي لتشظينا رغم ذلك بدونا مفتتيتن من جراء تلك المحاولات المتتالية والتي تستحق منا أن نكون رغما عن كل شيء بالصلاة البديهية بشكلها المألوف وعمقها الفوضوي المحلق إلى آفاق أكثر انفتاحا من الحاضر بكل ظلمته

      تحيتي لك أخي هيثم وللغالية آمال
      التعديل الأخير تم بواسطة نجلاء الرسول; الساعة 01-02-2013, 16:17.
      نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


      مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
      أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

      على الجهات التي عضها الملح
      لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
      وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

      شكري بوترعة

      [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
      بصوت المبدعة سليمى السرايري

      تعليق

      • آمال محمد
        رئيس ملتقى قصيدة النثر
        • 19-08-2011
        • 4507

        #18

        ...كنت أتمنى أن تدافع عن نصك وتفند رأي ببرهان عملي يثبت خطأي
        ولكنك آثرت تشخيص الرد وتناول سيرتي
        قراءتي لكتب النفري وابن عربي لن تجعل من نصك...قصيدة

        وان تك تعبر الصوفية من خلال النظرية فأنا أعبرها من رؤيا
        ولا أدعي ان رأيي صائب ...أنما هو اجتهاد يحتمل التفسير والتقويض

        كلنا يحاول ... التأسيس للنثرية
        ولن يكون هذا إلا بالصدق
        الصدق مع انفسنا ومع الآخر

        المجاملة الفارغة لن تؤدي إلى أي نتيجة
        وأدرك أنها الباب السهل

        تقديري

        تعليق

        • أسد العسلي
          عضو الملتقى
          • 28-04-2011
          • 1662

          #19
          قرأت للأخ الشاعر المبدع هيثم الريماوي قصائد غاية في الجمال على مستوى الصورة و البناء و التأويل
          لكن كما نعلم الكلمة فرس جامح قد لا تطاوع الشاعر ذات مرة أو ذات مرات
          القصيد هنا ضعيف البنية لكنه قوي الفكرة.. خال من تلك اللمسات التي عودنا بها الشاعر
          تلك اللمسات التي عادة ما يجمع فيها معان عدة في معنى واحد
          نعم ما أشارت إليه الأخت القديرة آمال محمد كان نقدا قويا و منطلقا من رؤية
          ثاقبة و صحيحة و هكذا يجب أن نكون صريحين مع أنفسنا و شعرائنا لكي نصل
          بهم و بأنفسنا إلى الأرقى و الأجمل
          تقديري و إحترامي للأخ الشاعر هيثم الريماوي آملين أن نقرأ له الأرقى و الأجمل كما عودنا
          ليت أمي ربوة و أبي جبل
          و أنا طفلهما تلة أو حجر
          من كلمات المبدع
          المختار محمد الدرعي




          تعليق

          • هيثم الريماوي
            مشرف ملتقى النقد الأدبي
            • 17-09-2010
            • 809

            #20
            القديرة الصديقة غالية أبو ستة

            شكري وتقديري العالي لسيل مشاعركم الذي تشرفت به عاليا ، ولكماتكم الراقية التي عطرت المتصفح

            امتناني الكبير
            هيثم

            ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

            بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
            بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

            تعليق

            • هيثم الريماوي
              مشرف ملتقى النقد الأدبي
              • 17-09-2010
              • 809

              #21
              القديرة الراقية نجلاء...

              شكري العالي لنظراتكم ورؤيتكم الجميلة والراقية حول النص ، تشرفت عاليا بكم

              تقديري
              هيثم

              ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

              بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
              بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

              تعليق

              • هيثم الريماوي
                مشرف ملتقى النقد الأدبي
                • 17-09-2010
                • 809

                #22
                ((كنت أتمنى أن تدافع عن نصك وتفند رأي ببرهان عملي يثبت خطأي))))
                عن أي تفنيد تتحدثين صديقتي آمال ! ...إن كل ما قلتيه عن فنيات النص لا يتعدى الرد الانطباعي الذي أحترمه كما قلت سابقا – مع أني لا أعتقد به - ، لا حظي معي كلماتك حول فنيات النص ((لم تنجح في تهيئة أسماعنا ... عبارة عادية تقال في أي حوار ... وما زال النص لم يأت الشعر... خبر تقريري لا داعي له... ولكنه يظل خبرا لم يأت الشعر...)) كلها جمل تقريرية ، جاءت بنتيجة مباشرة دون إبداء أي سبب يحمل في طياته استطراد نقدي بأداة نقدية ما ، للوصول لهكذا نتيجة ، وأي برهانٍ ممكن لتفنيد انطباع ، لو قال أحدهم طعم التفاح حامض لكان هنالك فرصة ما للتحاور والأخذ والرد منطقيا حول مدى حموضة أو حلاوة التفاح فيكون الأكثر إقناعا هو الأوجب حجةً ..أما أن يقول الأخر : أنا لا أحب التفاح . فلا إمكان للنقاش حول ذائقته الانطباعية . وهذا ما حدث فلا إمكان للتفيند نظرا لغياب الوجهة النقدية التي أسس عليها الرد المتعلق بفنية النص فكان انطباعيا محضا .

                ((ولكنك آثرت تشخيص الرد وتناول سيرتي))))
                أرفض هذا الاتهام رفضا قاطعا ، وواضح جدا أن المعنى الذي أردته لم يصل .
                إن المثير في ردك هو الشق الثاني منه غير الانطباعي وهو الذي استدى ما قلت لا الشخصنة (صديقتي ) ، فالموضوع غير مرتبط إطلاقا بالنص وإنما تحديدا بالأغاليط المنطقية والفلسفية الفادحة التي جاءت - عن قصد أو غير قصد – محاولة تدعيم الانطباعية الأولى ، ولكي أكون أكثر وضوحا سأعطي بعض الأمثلة :
                1-
                الكونُ يشرقُ بالوجودِ ... دلالة الوجود
                ((وأسأل ما معنى هذا الكلام
                كلنا يعرف ان الكون دلالة الموجود وان الموجود دلالة الوجود
                أين الجديد في هذاا))

                إن السؤال الاستنكاري هنا يدلل بوضوح أنك بعيدة كل البعد عن أبسط الأسس الفلسفية الدالة عليها تلك الألفاظ ( الوجود أو العالم ، الموجود أو الجوهر ، الكون أو علاقات الموجودات في الوجود ) ، وبالتالي القول (( كلنا يعرف أن ..... )) هو خطأ منطقي / فلسفي فادح ، ومرة أخرى ليس الموضوع متعلق بجملة النص ، بل بالرد ، إذ عليك أن تعلمي بأن العلاقات الدلالية بين ( الوجود / الموجود / الكون ) هي أهم قضية إشكالية على مدى التاريخ الفلسفي ولم تحسم بعد ، منذ الفلسفة الإغريقية وحتى اليوم ، (أفلاطون) يرى أن العالم قديم وهو الدالة الأولى ، وهذا ما قال به (إبن رشد) في تهافت التهافت ردا على (الغزالي) في تهافت الفلاسفة الذي يرى حدوث العالم والجوهر وانتفاء العلاقة السببية بين الجواهر وبقاء الشرطية ، مرورا (بكانت ) الذي يرى في نقد العقل المجرد أن لا سبيل للمعرفة العقلية لتحديد حدوث العالم أو قدمه ، وصولا إلى (ستيفن هوكنغ) الذي يرى في كتابه التصميم العظيم ، إن قوانين الفيزياء وحدها قادرة على شعلة البداية للإنفجار العظيم وبالتالي هي المسؤولة عن الوجود وعلاقاته ، ولا أريد أن أستطرد هنا أكثر في هذا الموضوع الفلسفي كثير الإشكال ولكني فقط أردت توضيح مدى فداحة الخطأ عند ادعاء سطحية هذا الإشكال ومدى تقزيم التاريخ الفلسفي عن ادعاء الاتفاق و القول (( كلنا يعلم )) كذا وكذا ... سواء عن قصد أو غير قصد
                2

                بيني وبينَ العالمِ .......فواصلٌ وشهود

                ((عبارة عادية تقال في أي حوار))
                مرة أخرى الرد يوضح تماما البعد التام حتى عن أبسط المعاني الفلسفية التي تشير لها الألفاظ كان لابد من المعرفة ولو حتى الشكلية بمراتب الاستشراف عند المتصوفة كالانفصال والاتصال والشاهد ووحدة الشهود ومن ثمّ الحلول والاتحاد وعلاقة ذلك باللغة والكلام والفرق بينهما ولماذا يرى المتصوفة الاحتراق عند البوح ، كان لا بد من النظر ولو سطحيا إلى ذلك قبل القول (( تقال في أي حوار )) وتقزيم تجربة المتصوفة عن قصد أو عن غير قصد بصرف النظر عن مدى قوة أو ضعف عبارة النص ، تلك التجربة التي هي بنظري أعمق تجربة إنسانية على الإطلاق.
                3
                أفلاطونُ ..... خارجَ اللغة
                ((أنتهى بخروج عن المنطق.....فالله كلمة والصلاة في صلب اللغة))
                لا أعلم مدى فداحة الخطأ المنطقي عند القول (( الله كلمة )) فذلك خروج سافر عن كل الفلسفات من أقصى التطرف المثالي إلى أقصى التطرف المادي ، وبنفس درجة الخطأ القول (( الصلاة في صلب اللغة)) ...وكأنك تجاوزت أكثر قضايا الفلسفة الإسلامية إشكالا ( قضية خلق القرآن ) مخالفة كل الأطراف المتصارعة بتجاوز سافر للقول إن (( الله كلمة )) (( والصلاة في صلب اللغة ))!!!!!!!!!!
                ولن أستطرد توضيحيا أكثر من ذلك لأن الموضوع شائك جدا وربما ممل للبعض ، ولكني أردت توضح مدى فداحة الأغاليط التي سيقت من دون أدنى داعٍ لها

                قراءتي لكتب النفري وابن عربي لن تجعل من نصك...قصيدة
                ومن قال أني أروم ذلك ، أي من قال أني أريد أن أجعل النص في رأيك قصيدة ، هو قصيدة فعلا – بزعمي – وليس كذلك بانطباعك وهو انطباع احترمه ولا أفنده تأكيدا كما ذكرت سابقا


                ((وان تك تعبر الصوفية من خلال النظرية فأنا أعبرها من رؤيا))

                لم أفهم هنا ، فالنظرة / الرؤية تؤدي إلى النظرية / الرؤيا

                ((ولا أدعي ان رأيي صائب ...أنما هو اجتهاد يحتمل التفسير والتقويض

                كلنا يحاول ... التأسيس للنثرية
                ولن يكون هذا إلا بالصدق
                الصدق مع انفسنا ومع الآخر
                المجاملة الفارغة لن تؤدي إلى أي نتيجة
                وأدرك أنها الباب السهل))



                معك تماما ، بشرط إطلاق الفكرة ، فمن يمدح انطباعيا أو يذم انطباعيا لا يمكن لنا أن نقرر أنه مجامل فارغ أو ذام حاقد هو انطباع يُحترم ، هذا سهل وذاك سهل ،أما الرد النقدي فذاك ما يحتمل الآخذ والرد ، ولكن وفي كل الأحوال من غير الممكن تقبل الإغاليط موضوعيا على أنها انطباع أو نقد .

                شكرا
                هيثم
                التعديل الأخير تم بواسطة هيثم الريماوي; الساعة 02-02-2013, 18:26.

                ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

                بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
                بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

                تعليق

                • هيثم الريماوي
                  مشرف ملتقى النقد الأدبي
                  • 17-09-2010
                  • 809

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة أسد عسلي مشاهدة المشاركة
                  قرأت للأخ الشاعر المبدع هيثم الريماوي قصائد غاية في الجمال على مستوى الصورة و البناء و التأويل
                  لكن كما نعلم الكلمة فرس جامح قد لا تطاوع الشاعر ذات مرة أو ذات مرات
                  القصيد هنا ضعيف البنية لكنه قوي الفكرة.. خال من تلك اللمسات التي عودنا بها الشاعر
                  تلك اللمسات التي عادة ما يجمع فيها معان عدة في معنى واحد
                  نعم ما أشارت إليه الأخت القديرة آمال محمد كان نقدا قويا و منطلقا من رؤية
                  ثاقبة و صحيحة و هكذا يجب أن نكون صريحين مع أنفسنا و شعرائنا لكي نصل
                  بهم و بأنفسنا إلى الأرقى و الأجمل
                  تقديري و إحترامي للأخ الشاعر هيثم الريماوي آملين أن نقرأ له الأرقى و الأجمل كما عودنا

                  شكرا صديقي أسد العسلي أحترم رأيكم جدا وأقدره ، وممتن للمرور

                  ولكن اسمح لي صديقي أن أعترض على جملة :
                  ((ما أشارت إليه الأخت القديرة آمال محمد كان نقدا قويا و منطلقا من رؤية
                  ثاقبة و صحيحة))
                  فالرد كان انطباعيا محضا لا علاقة له بالنقد لا من قريب ولا من بعيد .

                  تقديري
                  هيثم
                  التعديل الأخير تم بواسطة هيثم الريماوي; الساعة 02-02-2013, 18:34.

                  ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

                  بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
                  بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

                  تعليق

                  • فوزي سليم بيترو
                    مستشار أدبي
                    • 03-06-2009
                    • 10949

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة هيثم الريماوي مشاهدة المشاركة
                    القدير العزيز فوزي
                    شكري وتقديري لكلماتكم الراقية ، وامتناني لاختياركم قراءة النص في الغرفة الصوتية أتشرف بذلك
                    محبتي
                    هيثم
                    مساء الخير أخي هيثم
                    موعد برنامج اختيارات فنية وأدبية
                    ليوم الإثنين 4\2\2013 الساعة 11 بتوقيت القاهرة
                    ان شاء الله ستتم قراءة النص في هذا التاريخ
                    مودتي

                    فوزي بيترو

                    تعليق

                    • هيثم الريماوي
                      مشرف ملتقى النقد الأدبي
                      • 17-09-2010
                      • 809

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                      مساء الخير أخي هيثم
                      موعد برنامج اختيارات فنية وأدبية
                      ليوم الإثنين 4\2\2013 الساعة 11 بتوقيت القاهرة
                      ان شاء الله ستتم قراءة النص في هذا التاريخ
                      مودتي

                      فوزي بيترو

                      مساء النور صديقي القدير
                      شكرا عاليا لكم ...يشرفني كثيرا ذلك
                      امتناني
                      هيثم

                      ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

                      بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
                      بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

                      تعليق

                      • صادق حمزة منذر
                        الأخطل الأخير
                        مدير لجنة التنظيم والإدارة
                        • 12-11-2009
                        • 2944

                        #26
                        الأخ الحبيب هيثم الريماوي

                        لا شك ان النص يطرح إشكاليات كثيرة وكبيرة
                        فلسفية - وهذا ما يبديه النص ومنذ العنوان - ونقدية شكلانية وبنائية
                        ولكني رأيت من بعض الردود هنا وحوارك مع بعض الأخوات والأخوة
                        أن هناك مسألتين إشكاليتن لابد من طرحهما في إطارهما الحقيقي برأيي :

                        1- مسألة التأسيس لقصيدة النثر .. بما يحويه هذا العنوان من حديث عن أسس وفنيات قصيدة النثر وملامح وأساسيات الشاعرية في النص النثري و كذلك الترميز عموما الفكري والفلسفي ..

                        وقد بينت رأيك هنا في ردك على الأخ ربيع وأقتبس :
                        " أما أن يكون النص قد حقق القصيد ، فنعم - بزعمي - وإلا لن يكون أن انشره هنا ، بافتراض تحقيقه للتكثيف والتوهج و ( التناغم ) وأما المجانية فالكلام عنها يطول ، إن جسم النص في قصيدة النثر لا يعترف بقالب ما ، ويسمح بالانتقال بين النصوص أو حتى في النص الواحد ، من التوافق السردي وحتى التداض والتشظي إن كان هذا أو ذاك يخدم الفكرة ، كما يتحتم علي توضيح هنا أن هذا النص هو جزء من نص /ديوان طويل بعنوان ( المدينة والفضيلة ) .
                        علينا أن نعترف أن قصيدة النثر في عصرها المبكر و تحتاج التجريب كثيرا .
                        "

                        وهنا في ردك على الأخت ايمان عبدالغني وأقتبس:
                        " تلك واحدة من شذرات هائلة التكثيف عميقة المعنى شاعرية الشكل ، يقول عنها أدونيس ، هي شعر الفكر وفكر الشعر ، لنجد أن نصوص من هذا النوع وهي كثيرة في التراث العربي قد حققت قصيدة نثر بالغة التقدم والحداثة بصرف النظر عن المسميات ، لأنها ساقت اللغة نحو أسلوب كلامي خاص يقول المسكوت عنه أكثر مما يقوله كلام النص ، وذلك تحديدا ما تريده قصيد النثر ، فإن كان كما رأيت أن النص قد حقق ذلك عبر تلك الشكلية فقد كان النص محققا لما أراد "

                        (((( وهنا أريد أن أقول - مع أني كما تعلم أتفق معك في رأيك حول القصيدة النثرية - أن هناك أكثر من رأي وأكثر من تجربة حول هذا الموضوع كما تعلم وهناك أكثر من شكل لقصيدة النثر يتبناه الشعراء والنقاد ويحاولون التأسيس من خلاله لتجربتهم وتبنينا لواحد من هذه الأشكال والأسس لايمكن أن يلغي الأشكان الأخرى التي لابد من الاعتراف بها حتى ولو لم نؤيدها أو نتبناها , وإلا برأيي ستفقد قصيدة النثر أهم ميزاتها وهو الهامش الكبير من الحرية الفكرية والإبداعية والتي يتيحه النص النثري للكاتب .. وهذا ما يقودني إلى الإشكالية الثانية ..))))

                        2- إن الجميع - كتابا ونقادا - تقريبا اتفقوا على أن النص النثري الحديث يتيح للمتلقي
                        هامشا أكبر في التفاعل مع النص وإعادة تشكيله ومن هنا لابد من أن نفهم أن " الانطباعية " هي الآن ليست وصفا إشكاليا فقط بل هي ظاهرة مهمة بدأت تطفو على السطح لا بد من لحظها في جميع محاولات التأسيس لقصيدة النثر بكونها عاملا مؤثرا تحكم العلاقة الجدلية بين الثالوث الإبداعي الحديث الكاتب والنص والمتلقي ..
                        مع ما يثير هذا الأمر من إشكاليات أخرى مثل نخبوية النص النثري وفكريته إذا صح التعبير وجمالية النصوص .. إلخ

                        ولا أظن أن الوقت والمكان هنا يسمح بالتعرض لكل هذه الإشكاليات ولا بد لنا
                        من أن نوظف ندوة خاصة متعددة الحلقات نشارك بها جميعا للبحث في كل
                        ما سبق وما لم يتم ذكره مثل المجانية والجدوى الإبداعية ومظاهر الكرنفالية
                        وتوظيف الأسطورة في النصوص إلخ ..

                        وفي النهاية لابد أن أبدي إعجابي بالنص ( كقطعة واحدة ) نحتت بكثير من التأني والعناية الفكرية والأدبية .. وأيضا أبدي إعجابي بهذه الردود المسؤولة في كثير منها
                        أمام إشكاليات قصيدة النثر ..


                        تحيتي وتقديري لك أخي الحبيب هيثم
                        ولجميع الأخوات والأخوة الذين مرو من هنا
                        الربيع ونجلاء وأيمان وآمال مع حفظ الألقاب .. تحيتي لكم جميعا




                        تعليق

                        • محمد مثقال الخضور
                          مشرف
                          مستشار قصيدة النثر
                          • 24-08-2010
                          • 5517

                          #27
                          فكر وعمق وغوص لا متناهي في ماهية الكون والوجود
                          هكذا انت أستاذي العزيز
                          مدرسة في فقه الكون


                          محبتي وتقديري الكبير

                          تعليق

                          • هيثم الريماوي
                            مشرف ملتقى النقد الأدبي
                            • 17-09-2010
                            • 809

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة صادق حمزة منذر مشاهدة المشاركة
                            الأخ الحبيب هيثم الريماوي

                            لا شك ان النص يطرح إشكاليات كثيرة وكبيرة
                            فلسفية - وهذا ما يبديه النص ومنذ العنوان - ونقدية شكلانية وبنائية
                            ولكني رأيت من بعض الردود هنا وحوارك مع بعض الأخوات والأخوة
                            أن هناك مسألتين إشكاليتن لابد من طرحهما في إطارهما الحقيقي برأيي :

                            1- مسألة التأسيس لقصيدة النثر .. بما يحويه هذا العنوان من حديث عن أسس وفنيات قصيدة النثر وملامح وأساسيات الشاعرية في النص النثري و كذلك الترميز عموما الفكري والفلسفي ..

                            وقد بينت رأيك هنا في ردك على الأخ ربيع وأقتبس :
                            " أما أن يكون النص قد حقق القصيد ، فنعم - بزعمي - وإلا لن يكون أن انشره هنا ، بافتراض تحقيقه للتكثيف والتوهج و ( التناغم ) وأما المجانية فالكلام عنها يطول ، إن جسم النص في قصيدة النثر لا يعترف بقالب ما ، ويسمح بالانتقال بين النصوص أو حتى في النص الواحد ، من التوافق السردي وحتى التداض والتشظي إن كان هذا أو ذاك يخدم الفكرة ، كما يتحتم علي توضيح هنا أن هذا النص هو جزء من نص /ديوان طويل بعنوان ( المدينة والفضيلة ) .
                            علينا أن نعترف أن قصيدة النثر في عصرها المبكر و تحتاج التجريب كثيرا .
                            "

                            وهنا في ردك على الأخت ايمان عبدالغني وأقتبس:
                            " تلك واحدة من شذرات هائلة التكثيف عميقة المعنى شاعرية الشكل ، يقول عنها أدونيس ، هي شعر الفكر وفكر الشعر ، لنجد أن نصوص من هذا النوع وهي كثيرة في التراث العربي قد حققت قصيدة نثر بالغة التقدم والحداثة بصرف النظر عن المسميات ، لأنها ساقت اللغة نحو أسلوب كلامي خاص يقول المسكوت عنه أكثر مما يقوله كلام النص ، وذلك تحديدا ما تريده قصيد النثر ، فإن كان كما رأيت أن النص قد حقق ذلك عبر تلك الشكلية فقد كان النص محققا لما أراد "

                            (((( وهنا أريد أن أقول - مع أني كما تعلم أتفق معك في رأيك حول القصيدة النثرية - أن هناك أكثر من رأي وأكثر من تجربة حول هذا الموضوع كما تعلم وهناك أكثر من شكل لقصيدة النثر يتبناه الشعراء والنقاد ويحاولون التأسيس من خلاله لتجربتهم وتبنينا لواحد من هذه الأشكال والأسس لايمكن أن يلغي الأشكان الأخرى التي لابد من الاعتراف بها حتى ولو لم نؤيدها أو نتبناها , وإلا برأيي ستفقد قصيدة النثر أهم ميزاتها وهو الهامش الكبير من الحرية الفكرية والإبداعية والتي يتيحه النص النثري للكاتب .. وهذا ما يقودني إلى الإشكالية الثانية ..))))

                            2- إن الجميع - كتابا ونقادا - تقريبا اتفقوا على أن النص النثري الحديث يتيح للمتلقي
                            هامشا أكبر في التفاعل مع النص وإعادة تشكيله ومن هنا لابد من أن نفهم أن " الانطباعية " هي الآن ليست وصفا إشكاليا فقط بل هي ظاهرة مهمة بدأت تطفو على السطح لا بد من لحظها في جميع محاولات التأسيس لقصيدة النثر بكونها عاملا مؤثرا تحكم العلاقة الجدلية بين الثالوث الإبداعي الحديث الكاتب والنص والمتلقي ..
                            مع ما يثير هذا الأمر من إشكاليات أخرى مثل نخبوية النص النثري وفكريته إذا صح التعبير وجمالية النصوص .. إلخ

                            ولا أظن أن الوقت والمكان هنا يسمح بالتعرض لكل هذه الإشكاليات ولا بد لنا
                            من أن نوظف ندوة خاصة متعددة الحلقات نشارك بها جميعا للبحث في كل
                            ما سبق وما لم يتم ذكره مثل المجانية والجدوى الإبداعية ومظاهر الكرنفالية
                            وتوظيف الأسطورة في النصوص إلخ ..

                            وفي النهاية لابد أن أبدي إعجابي بالنص ( كقطعة واحدة ) نحتت بكثير من التأني والعناية الفكرية والأدبية .. وأيضا أبدي إعجابي بهذه الردود المسؤولة في كثير منها
                            أمام إشكاليات قصيدة النثر ..


                            تحيتي وتقديري لك أخي الحبيب هيثم
                            ولجميع الأخوات والأخوة الذين مرو من هنا
                            الربيع ونجلاء وأيمان وآمال مع حفظ الألقاب .. تحيتي لكم جميعا
                            صديقي وأخي العزيز القدير صادق حمزة

                            تقديري العالي لردكم الدقيق والعميق ،
                            أتفق معك في كل ما ذهبت إليه
                            بالضرورة إلغاء الآخر غير وارد إطلاقا فـــ(( رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي الآخرين خطأ يحتمل الصواب )) على حد تعبير الإمام الشافعي ، وخصوصا إذا تعلق الأمر بالجديد من جهة والإبداع من جهة أخرى

                            إشكالات قصيدة النثر ،فنياتها وأسسها كثيرة ، متعددة ، متشابكة ، كما ذكرت ، وقابلة بكل تأكيد للأخذ والرد ، وعلاقة ذلك كله بالتلقي انطباعيا أو التناول النقدي بتأكيد هو في غاية الأهمية
                            معكم وسعيد جدا بدعوتكم لعقد ندوة متعددة الحلقات لتناول هذه المواضيع المهمة .

                            شكري العالي لكماتكم ورؤيتكم حول النص .

                            امتناني وتقديري
                            هيثم

                            ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

                            بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
                            بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

                            تعليق

                            • زهور بن السيد
                              رئيس ملتقى النقد الأدبي
                              • 15-09-2010
                              • 578

                              #29
                              القصيدة تجمع بين عالمين مختلفين ومتقاربين في الوقت نفسه:الشعر والفكر.
                              أعلن الشاعر عن وعي وإدراك ومنذ العتبات الأولى (عنوان القصيدة: فلسفيات, وعنوان المشروع الشعري الذي أخذت منه: "المدينة والفضيلة") عن التوجه الفكري في مشروعه الشعري الجديد..
                              وتشكل الشعر في النص من خلال اللغة الشعرية والصور والإيحاء...
                              وتحقق الفكر من خلال الرؤيا الخاصة والطروحات الفكرية والفلسفية التي استحضرها الشاعر في النص عن دراية كبيرة..

                              وتحقق تقاربهما من خلال المحور الإنساني..
                              دمت متألقا شاعرنا المبدع هيثم الريماوي
                              تحياتي وتقديري الكبيرين

                              تعليق

                              • الهويمل أبو فهد
                                مستشار أدبي
                                • 22-07-2011
                                • 1475

                                #30
                                فلسفيّات أم "لعنة اللغة"


                                فلسفيات تبدأ من البداية، من اللغة (في البدء كانت الكلمة... ثم تجسمت جسدا) وفي البدء هناك (كن) فيكون، حتى الوجود في صورة الكون على ارتباط عضوي لغوي بالكينونة واللغة. وفي القصيدة نجد أن الكون دلالة (دلالة بالنصبة، حسب تعبير الجاحظ)، كما أن اللغة بالمقطع الأول تتأكد في صورة الكتابة (الموجود "يرسم الكون") ثم نعود إلى (دلالة).


                                لكن المثير في المقطع الأول هو الدائرية المستمرة: الكون يشرق لتتحول كلمة يشرق إلى دلالة والوجود يتحول إلى الموجود؛ ثم يتحول الموجود نفسه إلى فاعل يرسم الكون ويتحول إلى دلالة الوجود من خلال الرسم (الذي هو صورة الكتابة بامتياز، أو إن شئت هو عملية نحت تشكل الكون من خلال اللغة وأهميتها في رسم معالم الوجود). هناك أيضا تناغم في البنية، مهمتها تأكيد دائرية القطعة: فالكلمات الأولى في الأربعة أسطر هي، على التوالي، (الكون الكون الموجود الموجود)، وهو تأكيد لفظي إن قُرئت عموديا، ثم إن مفردات نهايات الأسطر الأربعة تتداخل مع صيغة التأكيد. فالمفردات النهائية هي على التوالي (الوجود الموجود الكون الوجود). هذا التداخل يؤسس البنية نفسها ويكاد يصنع أو يبني الكون/الوجود في ذات مسمياته ليتحول الدال إلى مدلول. وهكذا يكتمل البناء في صورة كماله، ونحن نعلم إن الدائرة هي صورة الكمال والتناسق (على الأقل في الموروث الغربي). لذلك فالمقطع يجسد الكمال الذي ترسمة الأسطر الأربعة.

                                الكونُ يشرقُ بالوجودِ

                                الكونُ دلالةُ الموجود
                                الموجودُ يرسمُ الكونَ
                                الموجودُ دلالةُ الوجود .


                                وإذا أمعنا النظر في هذا التراتب والتكون نجد أن الأسطر الأربعة كوحدة تتحول هي نفسها إلى دلالة تشير إلى مدلول ليس في الكلمات، والدلالة (بوصفها دليلا) تشير لا محالة إلى غائب تشير إليه وتصبح الدليل المفضي إليه. لابد من هذه الفسحة والبعد بين الدلالة ومدولها؛ وإلاّ فإن الدلالة تفقد دلالتها ولن تصبح دلالة! وهذه الحالة في بنيتها واكتمالها ارهاص لتقديم اللغة التي ستأتي مباشرة في المقطع الثاني.


                                وهكذا في المقطع الثاني نرى استمرار الدائرية لتفسر المفارقات وتفسر ما يعتري القطعة من تناقض، ونلتقي اللغة بلفظها وشخصها. وبطبيعة الجحال فإن الدائرة بالتأكيد لا تبيح وجود فواصل ولا وجود شهود (على الأقل كما يظهر على السطح إن كان للدائرة سطح). فالبداية هي انعدام الفواصل بيني وبين العالم، وهذا امتداد لما أسسته القصيدة في المقطع الأول. لكن العالم غير المنفصل عن المتكلم يعود ليتناسخ إلى عوالم كثيرة بينه وبين نفسه. فالانفصال بينه وبين نفسه فقط (على ما يبدو) فتتكاثر العوالم في هذا الصدع. لكن هل فعلا الانفصال يحصل فقط بين المتلكم ونفسه أم هو ينتظم القصيدة رغم ما تصرح به بعض عباراتها؟ إن قراءة مثل هذه القصائد ينبغي إن تكون قراءة بصرية، وأقلها أن تكون القصيدة (مكتوبة/مرسوم أمام العين) فلا يصح أن نسمعها سماعا. وإذا دققنا في المقطوعة الثانية نجد أن ترقيمها بالفواصل البصرية المكتوبة يؤكد الأنفصال. فالسطر الأول يقول بيني وبين العالم (فاصلة مرئية موجودة) لا فواصل ولا شهود؛ وهكذا بينما لفظها يسعى لتحقيق معنى السيولة والاتصال، نجد أن رسمها ينفي ما تؤكده ألفاظها. بالنسبة لي هذا مهم لأن اللغة تبني (كما كانت الحال في المقطوعة الأولى) ولسوف تحبسه أيضا، فهي ستفصله لا محالة رسما وإن ادعى أن لا فواصل. فهو مباشرة يستدرك لائذا بالكتابة وكتابة الشعر تحديدا، إذ يقول (لكني أكتب الشعر فتحبسني اللغة [فاصلة] ويأخذني الكلام) لتيشظى في السطر التالي ويتصدع ليسمح بعوالم كثيرة بينه وبين نفسه، ولولا هذا الصدع لما كان للعوالم مكان، ويتأكد إثبات ما نفاه السطر الأول. فهنا عوالم تتحوصل بينه وبين ونفسه وكذلك هناك ايضا فواصل وشهود! هنا تحديدا مع اللغة والكلام يتكسر اكتمال الدائرة!


                                إذن للغة لعنتها: في البدء كانت اللغة تحقق معناها مباشرة، لا فاصل بين اللفظ والمعنى، بين المرء ونفسه؛ لكن مع حادثة (السقوط) ابتعدت اللغة عن مهادها الأصل وأصبح هناك الدال والمدلول، هناك فاصل (أو فواصل) بين الدال والمدلول، وبما أن الشاعر مخلوق لساني (لغوي) لا يستطيع أن يشير إلى نفسه دون استخدامه اللغة، ومع استخدام اللغة لابد أن يشير (أن يستخدم اشارة)، تشير إلى مشار إليه منفصل، فالإشارة لا تؤكد غير البعد والانفساح حتى لو كانت الإشارة أشارة إلى نفس الشاعر (نفسه). ولهذا من الطبيعي أن تكون هناك فسحة بيني وبين نفسي بما أن مفردة "نفسي" هي مجرد إشارة؛ وفي هذه الفسحة هناك عوالم كثيرة وشهود اقتضت الإشارة إليهم. هذا هو سجن اللغة: أن لا يقترب الدال من مدلولة ولو حصل التوحد بينهما لانعدمت اللغة.


                                لكن لماذا كتب هو الشعر؟ وما أهمية هذه الومضة حال أن سجنت اللغة متكلمها؟ الجواب طبعا له علاقة بالبداية. قالت النظريات أن بداية اللغة بداية شعرية لأنها كانت قريبة من إصلها حيث يتوحد المعنى باللفظ ويتوائم اللفظ مع الايقاع والتناغم مما يحقق أعلى درجات التواصل، ثم مع التطور مرت اللغة ببرج بابل وتفرقت وتنوعت وتعددت (هذا اختصار مخل طبعا). لكن مقطوعتنا لا تتحدث عن قول الشعر، وإنما تتحدث عن كتابته، وهذا ابتعاد أكثر عن اللفظ وعن البدايات. فهو يكتب الشعر، وتحبسه اللغة، ويأخذه الكلام! ولمثل هذا الاستدراك بعد فلسفي له علاقة بالوجود وبالمدلول وبالموجود والكتابة وبالحنين إلى لحظة أولى مفقودة إلى الأبد ومن البداية، ومن العبث محاولة شرح هذا البعد في تعليق سريع ومخل لا شك.
                                بيني وبينَ العالمِ ، لا فواصلَ ولا شهود
                                لكنّي أكتبُ الشعرَ فتحبسني اللغةُ ، ويأخذني الكلامُ
                                بيني وبينَ نفسي ، عوالمٌ كثيرةٌ
                                فواصلٌ وشهود



                                وكل ما يأتي من تفاصيل فلسفية فيما بعد إنما هو حنين إلى لحظة التوحد (بينه وبين نفسه كما كان الاتحاد في الأصل بين اللفظ والمعنى) ورثاء لغياب حالة التوحد غيابا أبديا ومن البداية (في البدء كان الانفساح). الفضيلة بصفاتها بشكلها الفولاذي والمدينة بلغزيتها والتناص بحصره معلقا بين قوسين (كما يقول هوسيرل) وقطع الحلوى في مراراة التجربة، كلها تأتي عن بعد لتؤصل التشظي والتشتت. وما استحضار الشخوص التاريخية إلا تأكيدا للبعد الزماني، لتصبح (الصلاة بحثا عن الذات خارج اللغة). ومثل هذا البحث يقرر فشله من البداية، فالصلاة نفسها هي لغة (حتى لو كانت طقوسا صامتة).


                                ولئن كانت الذات هي غاية البحث ومنتهى الحقيقة فإن القصيدة نفسها تقر بأن (اللغة سياج الحقيقة)، وأن الكلام يخترقها من البداية فـ(الكلام ثقوب في السياج)! ومثل هذه العلاقة بين اللغة بوصفها سياج الحقيقة والكلام، هي نفسها علاقة اختراق وتشتت: فالحقيقة نفسها بالنتيجة (رمال التشابة خارج الحديقة). وهكذا يتهشم الإنسان؛ فخارج اللغة لا وجود للإنسان، ومع اللغة لا وجود لغير زوال التوحد بين بين الإنسان وذاته. هذه العلاقة لها معادلها الموضوعي في أبليس وآدم، وفي الفضيلة والخطيئة، لكنها جميعا تتأكد في مفارقة علاقة الحياة والموت. وبإمكان القارئ تتبع هذه البنية في كامل القصيدة، التي هي رغم مسماها الجمع (فلسفيات)، ليست أكثر من لغز الوجود ومحاولة كشفه!
                                التعديل الأخير تم بواسطة الهويمل أبو فهد; الساعة 06-02-2013, 20:40.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X