القبلة ..الأخيرة (ميساء العباس )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وردة الجنيني
    أديب وكاتب
    • 11-04-2012
    • 266

    #31
    جميل تتويج هذا التأجج العاطفي بقبلة/
    وإن كان بالخيال/
    أمتعتنا شاعرتنا الجميلة/
    شكرا/

    تعليق

    • توفيق بن حنيش
      أديب وكاتب
      • 14-06-2011
      • 490

      #32
      المشاركة الأصلية بواسطة ميساء عباس مشاهدة المشاركة
      القبلة ..الأخيرة دخلتْ متشحة بالضباب وحزن معمّرفي عينيها ،تنهار قربي وتفتح آناتها حتى السماء : احتقنت طفولتي العاشقة للحب وللحياة ،عوّدت نفسي على الجدية والوقار في حياة لاهدنة فيها ،فمابين الواجب والواجب ..واجب استمررت معه كآلة مبتلعة أحلامي ، وعصافير عشقي يسقط كل يوم منها قتيل وهو مستعجل هارب ويمضي عمري معه ..مغادرة . ذات الحوار .. صباح الخير ..نعم لتناول الطعام .. لنتابع محمود درويش الذي وحده كان يجمعنا لكن .. في مقبرته ..عذرا درويش لوثنا صمتك . كنت أخفي نظراتي العاشقة ..لامحل لها من الأعراب ، وشرقيته الكثيرة تحول بينه وبين مدارج امرأتي.. كتمت آلاف القبلات كنت أودّها حين يستيقظ ..حين يغادر ..حين يسافر ..حين يناديني .. ياأنت رجولة صوتك في ندائي هاوية . وماذا أقول لربي حين ألقاه ويسألني: أأكملت له دينه ؟! فأمد فراغي بورقة شاحبة .. صك زواج !! كنت أحيا طفولتي والعشق الذي يطفو بروحي بعيدة عنه، أغني وأرقص ..كعادات سرية أخاف فضيحتها ، وحين يباغتني أحيانا ويدخل بهو رقصي كنت أقف بسرعة وأعيد ملامحي للجدية والوقار لست لأنني رعديدة لكني متورطة حتى آخر رملة نفضتها عن قدمي ، وخلف ظهره أعود لأكمل بعضي لأبقى على قيد أنوثة كنت أكره الصباح أباغته بانتظاري ثم اعتذراي أقفله وأنام ..تصبح على مساء وماسأفعل بتلك الصباحات المنتفخة في عيني ؟!! لست لأني متزنة لكن حتى لاتنهبني الحياة ريشة تلو الأخرى فأغدو كصفير رياح في جوف ناي. تعلمت كيّ بنطاله الذي غب ربع العمر ومااستقامت خطواته ، وقميصه الشاخص بوجهي بدونه. وحيدة أمضي بلا أنفاس ،أفرغتها في يدي رجل كانتا كقفازين ..امتصتا البرد والتعب فزدتُ صوفه زخم صحراء ورائحة احتراق لبن . اقتنص فرصة حلول عيد ميلاده ،وأحضر وجبة يعشقها علها تلتقيني عيناه ويعرف كم أنا مرهقة .. نسيت ُاللغات .. تركت لك باباً مهجورا وشرفة باردة الكرسيين .. كيف ستصعدني وتنتف عني خناجري ورقادي ......... وحول المائدة يتلقف الطعام ..يهز برأسه مكتفيا : ممممممم حقا لذيذ ،وأرد عليه غير مكتفية صحة ! تتوالى ذات الأرقام وذات الصباحات المتآكلة وذات العزلة وحدك يدري عزلتي في جذورك وماتفعله ريحك في الرقص على قدري .................. تعال واخفض درجة عيني تتقاسمني يومياتي ..يوميات امرأة عزلاء ، أرتب كل مساء أبجدية الروح حتى لاتتشرد وتضيع مني وأغفو في حضن أغنيتي ....(ميييين مين لي ياخدني منك ..ولا ..ولايبعدني عنك ) على غير العادة يفتح بابي بوجه فرح : ممممم اسمعي اليوم سيأتي خالد .... ابتسمت بشدة وتوقف هنا المشهد ..صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود..وشريط خالد يمر كبرق تلو الآخر.. مرحه ، تفاؤله ..حبه لي وباقات ورده وانتظاراته قبل زواجي ......... وأقتطف مشهدي مكملا : سنسهر اليوم ونحتفل بعودته من الغربة وأيضا بنبأ خطوبته من صديقته التي تعمل معه هناك بذات الشركة هززت رأسي بتودد ..أي نعم .. وغادر كان يوما جميلا على غير العادة ..النشاط والحماس يدبان بعروقي وكل طاقات الحياة الكامنة تفجرت بي نظفت المنزل بحب وكم كانت زواياه معتمة معنكب عليها قلبي ،أخرجت الزهور التي كانت مخفية مثلي بدرج في مكتبة البيت ، وضعتها منتصف القلب والمائدة ،جهزت عشاءا بسيطا إلى جانب سلطات وتبولة سورية ،واستلقيت وسيجارتي ريثما يحين موعد الفرح ،وأغنيتي حولي تتراقص دمعا فرحا ..(زي الهوى ياحبيبي زي الهوى ..وآه من الهوى ياحبيبي ..وخدتني من إيدي ياحبيبي ومشينا تحت القمر غنينا وفرحنا واحكينا وبعز الكلام ضاع مني الكلام وتريني ..ماسك الهوى بأيدي ماسك الهوى وآآآ............وقُرع الفرح ركضت وكلي فضول وسعادة وبقفزات ثلاثية أصل الباب ويدي تشنجت على قبضته ومشهد آخر أبيض وأسود ، يدي على قبضة الباب وعيناي خلفه وعمارخلفي .. ياقبضة حياتي عندما تغيب يضيع بابي وتصبح غرفتي ممدوة الألسن وريح هوجاء تنخرني فكيف ستأتي على بردي على هلعي..تعال غزيرا كدموعي ..لاتأتني متعقلا كحبات مطر أيلول يخبئ تهوره لأشجار الزيتون . وعلى صوت خالد المشاغب : ممم وك افتحوااا ..ننتفض من المشهد وفتحته ................ عيناك تشبه قلبي ..وابتسامتك مثل مراهقتي وعندما تغيب..أُشبهك كثيرا هاهي عيناه الواسعتان أملا ..العسليتيان حبا اشتبكت بهما وفجأة قدمي من الأسفل تقفز كنابض متسلقه رأسه وأحتضنه لأقبله ،منفصلة عن زماني ومكاني فافسحوا لي يابنات آوى الملتصقات على ظهري وهذه رقصتي على سكة الجليد في عينيه فتأرجح ياحبيبي على ارتباكي وطاشت أغنيتي أُركب دو ..ري ..الدوري الراحل ..ري مي ..ريمي الحزين ..فا ..صل ..فاصل يطارد عشقي ..صل ..لا .......تهت بينهما أأصل أم لا , ووقعت سي الأخيرة بالفخ ورمح حارق يخترق رأسي يسقطني منه على الأرض بلاقبلة ،أنظر خلفي عمار متسمر ومن أمامي خالد متسمر ..مشهد بكامل ألوانه يبتلعني ،أغمض عيني ودموعي تغرغر تحرق حدقة العمر ،مازال الباب مفتوحا كإن سنن الكون اختلت...واختلفت سنن العشق خرجت منه وخلفي احتفال ينتظرهما ، وبخطى مثقلة ............ ((وفضلت مستني بآمالي ومالي البيت بالورد بالحب بالأغاني ياحبيبي ياحبيبي..
      بشمع قايد بأحلى كلمة فوق لساني كان دا حالي ياحبيبي
      وبعز الأمان ضاع مني الأمان وتريني ماسك الهوى بأيدي ماسك الهوى .. وآه من الهوى ياحبيبي آه من ... ))


      محبتي
      ميساء العباس
      نصّ احتشدت فيه العاطفة وتوقّف فيه المكان وراوغ الزّمان ولم يحضر من الضّمائر إلاّ (أنا وهو )وحضر الله والله شاهد على العذابات والمعاناة ,,,نص فيه من الاعتراف الشيء الكثير وفيه من الشكوى الشيء الكثير وفيه من ضياع الآفاق الشيء الكثير اّيضا وفي التقاء تلك السمات ميلاد المأساة ...تحياتي

      تعليق

      • ميساء عباس
        رئيس ملتقى القصة
        • 21-09-2009
        • 4186

        #33
        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
        يغلق الموضوع و ليلتقط الأخوة و الزملاء أنفاسهم
        فلن نفعل شيئا ذا بال للأدب و لا للقصة ، و نحن على هذا اللون
        الذي رأيت بشاعته إلي حد ما
        و أنا أتذكر قول رب العزة : و إن كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ......".
        ما عليك أخي القارئ إلا التلويح أو الهمس بالخطأ إن وجدته
        مسألة أن تقنعني ليست واردة
        و وقت تقنعني و اقتنع بما تقول ؛ فهذا أدعى للخير و الحب و التواصل
        لنهدأ .. لو لم يكن العمل في مستوى التثبيت ما ثبته
        و لكنني كنت أكتب فيه كما كتبت ، ليس مجاملة ، و لا انتقاصا من أحد لصالح أحد !
        فهنا ، وممن شاركوا في النقد من لا يطيق كلمة ، أو مجرد رأي في عمله فما بالكم ، وهو يتصدى بكل هذه القوة و الجبروت لعمل غيره !

        شكرا لكم أخوتي

        لا أرد نائبا عن أحد ، فقد رأيت من واجبي أن أترك هنا بعض حروف !
        الأديب الراقي ربيع
        شكرا لتعليقك الفياض
        ولروحك الكريمة التي تهدهد برزخا بين فصلين
        شكرا عميقة لتثبيت الموضوع
        ولولا لم تتكلم انت هنا لما عرفت أنك من ثبته
        وعادتي لاأسأل
        بوركت
        وأنوه لكل أدباء القصة
        ليعلم الجميع
        من أدباء وأديبات
        أنها هذه المرة الأولى بتاريخ القصة
        منذ أن دخلت منذ سنين قديمة
        تثبت لي قصة
        ولم ولن يزعجني هذا
        لأني دائما أشعر
        أن هناك من هو أهم مني
        أوبحاجة للتشجيع أكثر مني
        وكلنا بحاجة للتشجيع
        بارك الله بك أستاذي لكلماتك الطيبة
        التي زرعتها هنا
        ُجل تقديري
        ميساء العباس

        مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
        https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

        تعليق

        • ميساء عباس
          رئيس ملتقى القصة
          • 21-09-2009
          • 4186

          #34
          المشاركة الأصلية بواسطة سماالأماني مشاهدة المشاركة
          الحب هي النظرة الحنونة في كل وقت و في كل مكان
          تلك النظرة التي تبقى في مخيلتنا تتسم بالحنان و المودة و الدفء
          و هي تلك الأحاسيس التي تولد فينا عند لقاءنا و لا تنتهي و لا تعرف كيف تنتهي
          بل انها تستمد طاقتها من قلوبنا
          وقفت حروفي عزيزتي أمام قصتك لتبوح بجمال وروعة الكلمات والعبرات المنتقاة بشكل رائع فعلاً كتبت فأبدعت بالتوفيق.ممكن أسألك سؤال؟
          أهلا سما الغالية
          ومرحبا بحضورك اللطيف جدا
          وسعدت بالتحامك بسماء القصة
          ولحرفك الجميل كل الحب والتقدير
          وتفضلي أهلا بك وبسؤالك
          أنتظركما
          محبتي وباقة ورد لروحك الجميلة
          ميساء العباس
          مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
          https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

          تعليق

          • ميساء عباس
            رئيس ملتقى القصة
            • 21-09-2009
            • 4186

            #35
            المشاركة الأصلية بواسطة م. زياد صيدم مشاهدة المشاركة
            ** الاديبة المتميزة ميساء..

            اعدت القراءة لاصل الى انه فى قلب تلك الزوجة ضياع حاضر وتعلق فى اى امل قادم لمستقبل مختلف ...لكن اى مستقبل والحاضر ما يزال مكتنفه الضياع الا من طفل يبعث فى قلبها نوع من أمل فى حياة لها معنى !!

            لحرفك دوما تميز واضح راقية..

            تحياتى العطرة
            زياد زميلي العزيز
            سلاما لحضورك الطازج أبدا
            ولتحليلك المثابر دائما
            ودائما تكون في الحياة ..ربما ..وربما
            لكن النتيجة صفر
            سعدت جدا بكلماتك الطيبة
            كل الود والتقدير
            ميساء العباس
            مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
            https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

            تعليق

            • أحمد عيسى
              أديب وكاتب
              • 30-05-2008
              • 1359

              #36
              ميساء عباس

              المبدعة الراكضة خلف متعة القلم الجميل ، والحرف العذب ، والأغنية الحزينة الجريئة
              تعرفين رأيي فيك كمبدعة
              فتقبلي مني كل ما تسمعين
              بداية كانت اللغة تحمل ضعفاً ما ، ليس باللغة فحسب وانما طال البناء وتراكيب الجميل ، باختصار شديد وحتى لا أبدو متجنيا النص يحتاج الى بعض اشتغال منك ليغدو أجمل .
              أما الجو العام للنص فقد كان شاعريا وموحياً ، كان منسجماً مع الأغنية رغم طولها أحياناً ، لكنه كان دافئاً شجياً عذباً ، استطعت أن تكوني هذه الأنثى بكل تفاصيلها ، اجادة تستحق الثناء .
              أحزنتني هذه الجملة : جهزت عشاءا بسيطا إلى جانب سلطات وتبولة سورية
              كنت أقول لنفسي : ها هي ميساء تؤكد / سوريا لا تموت
              وتذكرت الجريمة والمجرم ، تذكرت اختلاط الجثث حتى بطلت تفرق من القاتل والمقتول ، فكلها جريمة وكلهم مقتولون ، وأصبح التساؤل / بأي ذنب قتلوا ، ثم غدت كل التساؤلات غير ذي معنى ، حين غدت سوريا ذاتها في خطر .
              سلامات لسوريا ، وأمنياتي بتبولة سورية من يديك ميساء ، في عهد يعود به السلام الى ربوع سوريا

              ميساء
              أنت أديبة قديرة ، فلا تتركي نصاً كبيراً دون مراجعة صغيرة ، وهذه نصيحة عامة أوجهها للجميع وعلى رأسهم أنا
              تقديري الكبير
              ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
              [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

              تعليق

              • ميساء عباس
                رئيس ملتقى القصة
                • 21-09-2009
                • 4186

                #37
                المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
                ميساء عباس

                المبدعة الراكضة خلف متعة القلم الجميل ، والحرف العذب ، والأغنية الحزينة الجريئة
                تعرفين رأيي فيك كمبدعة
                فتقبلي مني كل ما تسمعين
                بداية كانت اللغة تحمل ضعفاً ما ، ليس باللغة فحسب وانما طال البناء وتراكيب الجميل ، باختصار شديد وحتى لا أبدو متجنيا النص يحتاج الى بعض اشتغال منك ليغدو أجمل .
                أما الجو العام للنص فقد كان شاعريا وموحياً ، كان منسجماً مع الأغنية رغم طولها أحياناً ، لكنه كان دافئاً شجياً عذباً ، استطعت أن تكوني هذه الأنثى بكل تفاصيلها ، اجادة تستحق الثناء .
                أحزنتني هذه الجملة : جهزت عشاءا بسيطا إلى جانب سلطات وتبولة سورية
                كنت أقول لنفسي : ها هي ميساء تؤكد / سوريا لا تموت
                وتذكرت الجريمة والمجرم ، تذكرت اختلاط الجثث حتى بطلت تفرق من القاتل والمقتول ، فكلها جريمة وكلهم مقتولون ، وأصبح التساؤل / بأي ذنب قتلوا ، ثم غدت كل التساؤلات غير ذي معنى ، حين غدت سوريا ذاتها في خطر .
                سلامات لسوريا ، وأمنياتي بتبولة سورية من يديك ميساء ، في عهد يعود به السلام الى ربوع سوريا

                ميساء
                أنت أديبة قديرة ، فلا تتركي نصاً كبيراً دون مراجعة صغيرة ، وهذه نصيحة عامة أوجهها للجميع وعلى رأسهم أنا
                تقديري الكبير
                أهلا العزيز أحمد
                وبارك الله بك وبكل من يصوب لي أخطائي لتبدو حروفي أكثر جمالا
                لكن ..حبذا لوصوبت لي وأشرت بأي الجمل كان الضعف فأكون سعيدة
                وأشكرك جدا لكلماتك الطيبة والمؤثرة
                وأحلى تبولة لك ..
                وبارك الله بك وبأمثالك
                كل الود والتقدير
                ميساء العباس

                مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
                https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

                تعليق

                • جعفر حيدر
                  أديب وكاتب
                  • 18-01-2011
                  • 109

                  #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة ميساء عباس مشاهدة المشاركة
                  القبلة ..الأخيرة دخلتْ متشحة بالضباب وحزن معمّرفي عينيها ،تنهار قربي وتفتح آناتها حتى السماء : احتقنت طفولتي العاشقة للحب وللحياة ،عوّدت نفسي على الجدية والوقار في حياة لاهدنة فيها ،فمابين الواجب والواجب ..واجب استمررت معه كآلة مبتلعة أحلامي ، وعصافير عشقي يسقط كل يوم منها قتيل وهو مستعجل هارب ويمضي عمري معه ..مغادرة . ذات الحوار .. صباح الخير ..نعم لتناول الطعام .. لنتابع محمود درويش الذي وحده كان يجمعنا لكن .. في مقبرته ..عذرا درويش لوثنا صمتك . كنت أخفي نظراتي العاشقة ..لامحل لها من الأعراب ، وشرقيته الكثيرة تحول بينه وبين مدارج امرأتي.. كتمت آلاف القبلات كنت أودّها حين يستيقظ ..حين يغادر ..حين يسافر ..حين يناديني .. ياأنت رجولة صوتك في ندائي هاوية . وماذا أقول لربي حين ألقاه ويسألني: أأكملت له دينه ؟! فأمد فراغي بورقة شاحبة .. صك زواج !! كنت أحيا طفولتي والعشق الذي يطفو بروحي بعيدة عنه، أغني وأرقص ..كعادات سرية أخاف فضيحتها ، وحين يباغتني أحيانا ويدخل بهو رقصي كنت أقف بسرعة وأعيد ملامحي للجدية والوقار لست لأنني رعديدة لكني متورطة حتى آخر رملة نفضتها عن قدمي ، وخلف ظهره أعود لأكمل بعضي لأبقى على قيد أنوثة كنت أكره الصباح أباغته بانتظاري ثم اعتذراي أقفله وأنام ..تصبح على مساء وماسأفعل بتلك الصباحات المنتفخة في عيني ؟!! لست لأني متزنة لكن حتى لاتنهبني الحياة ريشة تلو الأخرى فأغدو كصفير رياح في جوف ناي. تعلمت كيّ بنطاله الذي غب ربع العمر ومااستقامت خطواته ، وقميصه الشاخص بوجهي بدونه. وحيدة أمضي بلا أنفاس ،أفرغتها في يدي رجل كانتا كقفازين ..امتصتا البرد والتعب فزدتُ صوفه زخم صحراء ورائحة احتراق لبن . اقتنص فرصة حلول عيد ميلاده ،وأحضر وجبة يعشقها علها تلتقيني عيناه ويعرف كم أنا مرهقة .. نسيت ُاللغات .. تركت لك باباً مهجورا وشرفة باردة الكرسيين .. كيف ستصعدني وتنتف عني خناجري ورقادي ......... وحول المائدة يتلقف الطعام ..يهز برأسه مكتفيا : ممممممم حقا لذيذ ،وأرد عليه غير مكتفية صحة ! تتوالى ذات الأرقام وذات الصباحات المتآكلة وذات العزلة وحدك يدري عزلتي في جذورك وماتفعله ريحك في الرقص على قدري .................. تعال واخفض درجة عيني تتقاسمني يومياتي ..يوميات امرأة عزلاء ، أرتب كل مساء أبجدية الروح حتى لاتتشرد وتضيع مني وأغفو في حضن أغنيتي ....(ميييين مين لي ياخدني منك ..ولا ..ولايبعدني عنك ) على غير العادة يفتح بابي بوجه فرح : ممممم اسمعي اليوم سيأتي خالد .... ابتسمت بشدة وتوقف هنا المشهد ..صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود..وشريط خالد يمر كبرق تلو الآخر.. مرحه ، تفاؤله ..حبه لي وباقات ورده وانتظاراته قبل زواجي ......... وأقتطف مشهدي مكملا : سنسهر اليوم ونحتفل بعودته من الغربة وأيضا بنبأ خطوبته من صديقته التي تعمل معه هناك بذات الشركة هززت رأسي بتودد ..أي نعم .. وغادر كان يوما جميلا على غير العادة ..النشاط والحماس يدبان بعروقي وكل طاقات الحياة الكامنة تفجرت بي نظفت المنزل بحب وكم كانت زواياه معتمة معنكب عليها قلبي ،أخرجت الزهور التي كانت مخفية مثلي بدرج في مكتبة البيت ، وضعتها منتصف القلب والمائدة ،جهزت عشاءا بسيطا إلى جانب سلطات وتبولة سورية ،واستلقيت وسيجارتي ريثما يحين موعد الفرح ،وأغنيتي حولي تتراقص دمعا فرحا ..(زي الهوى ياحبيبي زي الهوى ..وآه من الهوى ياحبيبي ..وخدتني من إيدي ياحبيبي ومشينا تحت القمر غنينا وفرحنا واحكينا وبعز الكلام ضاع مني الكلام وتريني ..ماسك الهوى بأيدي ماسك الهوى وآآآ............وقُرع الفرح ركضت وكلي فضول وسعادة وبقفزات ثلاثية أصل الباب ويدي تشنجت على قبضته ومشهد آخر أبيض وأسود ، يدي على قبضة الباب وعيناي خلفه وعمارخلفي .. ياقبضة حياتي عندما تغيب يضيع بابي وتصبح غرفتي ممدوة الألسن وريح هوجاء تنخرني فكيف ستأتي على بردي على هلعي..تعال غزيرا كدموعي ..لاتأتني متعقلا كحبات مطر أيلول يخبئ تهوره لأشجار الزيتون . وعلى صوت خالد المشاغب : ممم وك افتحوااا ..ننتفض من المشهد وفتحته ................ عيناك تشبه قلبي ..وابتسامتك مثل مراهقتي وعندما تغيب..أُشبهك كثيرا هاهي عيناه الواسعتان أملا ..العسليتيان حبا اشتبكت بهما وفجأة قدمي من الأسفل تقفز كنابض متسلقه رأسه وأحتضنه لأقبله ،منفصلة عن زماني ومكاني فافسحوا لي يابنات آوى الملتصقات على ظهري وهذه رقصتي على سكة الجليد في عينيه فتأرجح ياحبيبي على ارتباكي وطاشت أغنيتي أُركب دو ..ري ..الدوري الراحل ..ري مي ..ريمي الحزين ..فا ..صل ..فاصل يطارد عشقي ..صل ..لا .......تهت بينهما أأصل أم لا , ووقعت سي الأخيرة بالفخ ورمح حارق يخترق رأسي يسقطني منه على الأرض بلاقبلة ،أنظر خلفي عمار متسمر ومن أمامي خالد متسمر ..مشهد بكامل ألوانه يبتلعني ،أغمض عيني ودموعي تغرغر تحرق حدقة العمر ،مازال الباب مفتوحا كإن سنن الكون اختلت...واختلفت سنن العشق خرجت منه وخلفي احتفال ينتظرهما ، وبخطى مثقلة ............ ((وفضلت مستني بآمالي ومالي البيت بالورد بالحب بالأغاني ياحبيبي ياحبيبي..
                  بشمع قايد بأحلى كلمة فوق لساني كان دا حالي ياحبيبي
                  وبعز الأمان ضاع مني الأمان وتريني ماسك الهوى بأيدي ماسك الهوى .. وآه من الهوى ياحبيبي آه من ... ))


                  محبتي
                  ميساء العباس

                  سيدتي ميساء
                  لقد أخذتني في رحلة ساحقة بين كواليس ذاتي
                  واقتحمت عليّ خلوتي
                  وبين الحين والآخر حاولتِ أن تمنعي عني التنفس
                  حبستِ أنفاسي في بعض المقاطع خصوصا مقطع الغربة ....
                  ........ والعودة
                  ........ والباب
                  كان الباب هدية لي فأصبح حراما علي
                  أجهدتني وأنا أحاول أن أمشي على سكاكين الحروف

                  شكرا لك
                  أعجبتني كقارئ جدا .. فأنا لست ناقدا
                  لك التحيات يا سيدتي الشاعرة الكبيرة
                  وشكرا لك ....

                  ..................... محبتي / جعفر
                  التعديل الأخير تم بواسطة جعفر حيدر; الساعة 27-05-2013, 19:01.

                  تعليق

                  • يحيى البحاري
                    أديب وكاتب
                    • 07-04-2013
                    • 407

                    #39
                    أستاذة ميساء .. طابت كل أوقاتك بالخير والجمال
                    قرأت هذا الجمال . وأنا أتأمل هذا التداعي تذكرت قراءاتي للأديبة غادة السمان
                    بالتوفيق

                    تعليق

                    • ميساء عباس
                      رئيس ملتقى القصة
                      • 21-09-2009
                      • 4186

                      #40
                      المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                      القبلة الأخيرة ..
                      عمل جميل يضاف إلي رصيد ممتلئ بالاجادة و المتعة ذات النكهة الخاصة جدا
                      فميساء العباس خير من يجيد الحديث عن بنات جنسها
                      و من تتبنى قضاياها لأنها و حسب طبيعة الحال قضيتها
                      الشيء الذي أبحث عن مبرراته بقوة في هذا النص
                      و النص القريب منه في البناء ربما و إن اختلف قليلا
                      حالة السرد التي تأتي من داخل السرد
                      فهل أرادت الكاتبة أن تقول أنني أشارك تلك القضية في محنتها
                      أم هو أسلوب ، و إن كان قديما ، أحببته من مكسيم جورجي و من سار على منهجه
                      و طبعا مع الاختلاف قليلا في أنه يذهب إلي الحدث و يقجره من خلال شخصية ذهب إليها عمدا
                      أما هنا فالشخصية مقتحمة
                      و مع ذلك لم نلمس وجود الشخصية الكاتبة إلا في البداية و فقط
                      فهل لا تعد عبئا على العمل
                      فماذا لو أخذ السرد طريقة من اول السطر دون الحاجة لوسيط ؟
                      أعجبني البناء كثيرا
                      و هذا الوجع المر ، الذي نال من الجميع ، فكلنا هذه الشقية
                      كلنا بآمال و أحلام محطومة ، نتعكز على حاضر ببعض ما بقى فينا
                      ثم سرعان ما يكون الانهيار أمام الحقيقة الغائبة الحاضرة !

                      أقول لك ميساء أجدت بامتياز

                      شكرا لك
                      الأستاذ القدير ربيع
                      سرني تحليلك المخضرم للحرف وماخلف الغيوم
                      ماهر في اصطياد المعاني وبرق الفكرة
                      دائما تحلق في كتاباتي بكثير من التأمل
                      وتشّن معي عدة استفهامات
                      وتبارك غموضي الذي أحبذه في كتاباتي
                      حتى يبدو النص ناضجا وأكثر جمالا ويصطاد عصافيرا بحجر
                      ولرأيك كل التقدير
                      بارك الله بك دائما أبدا
                      جل تقديري
                      ميساء العباس
                      مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
                      https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

                      تعليق

                      • ميساء عباس
                        رئيس ملتقى القصة
                        • 21-09-2009
                        • 4186

                        #41
                        المشاركة الأصلية بواسطة جلال داود مشاهدة المشاركة
                        الأستاذة ميساء
                        تحياتي وتقديري

                        عشتُ القصة بحذافيرها
                        وأنا أعتقد جازما بأن جزئيات من القصة تنثر زخما بشكلٍ ما على الكثيرين ممن يقرءون هذه القصة
                        وأعني تحديدا لحظة لقائها
                        بخالد وخلفها زوجها ( مشهد صعب ، فيه ثلاث أنواع من المشاعر المتضاربة سلبا وإيجابا )
                        وهنا كانت زبدة الأمر :
                        ورمح حارق يخترق رأسي يسقطني منه على الأرض بلاقبلة ،أنظر خلفي عمار متسمر ومن أمامي خالد متسمر ..مشهد بكامل ألوانه يبتلعني ،أغمض عيني ودموعي تغرغر تحرق حدقة العمر ،مازال الباب مفتوحا

                        كإن سنن الكون اختلت...واختلفت سنن العشق

                        ***

                        دمت رائعة
                        جلال الراقي جدا
                        دائما تلتقط الموقف الأصعب
                        سعدت جدا بتوقفك هنا
                        هذا المشهد المتلاطم الذي ينحر الروح
                        جزيل شكري لحضورك الطيب ولحروفك العميقة الملاحظة
                        تقديري
                        ميساء العباس
                        مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
                        https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

                        تعليق

                        • سمرعيد
                          أديب وكاتب
                          • 19-04-2013
                          • 2036

                          #42
                          يقولون لايفهم المرأة إلا المرأة..
                          وبالفعل ؛فقد أجادت مبدعتُنا في تحرير مشاعر المرأة العاشقة المتوارية
                          خلف قضبان الصمت ، اليأس ،الكبرياء،تقادم الزمن الماضي وهو ماض في خطاه،
                          بثوب جليدي رمادي ، وفي أحشائها حشدٌ من الأشواق الملتهبة،
                          حكمت عليها الظروف بالأسر مدى الحياة.....
                          تمتعتُ بالتعابير الجميلة والصور الحية التي غذت شرايين الحياة في جسد النص الرائع حقاً..
                          كما أجادت الكاتبة في توظيف مقاطع مختارة بكل رقة وعناية ،من أغاني عبد الحلم لدعم الفكرة ،
                          استحضرت عندي أُخَر (رميت نفسـك بحضــــــــــــــــن ســقـــاك الحـــضـــن حـــــزن..)
                          فشل البطلة في خطف قبلة غير مشروعة ،من ثغر الماضي الأبيض ،
                          عالقة في سواده المحبط ،لتكتمل الخيبة والمرارة...
                          ليتها صمدت قليلا؛ لعل وعسى ( بكرة الشوق يناديه ويجيبه..)..
                          مودتي وتقديري للكاتبة الرائعة ميساء عباس على هذه اللوحة الرائعة
                          وكل عام وأنتم بخير
                          التعديل الأخير تم بواسطة سمرعيد; الساعة 16-07-2013, 17:55.

                          تعليق

                          • ميساء عباس
                            رئيس ملتقى القصة
                            • 21-09-2009
                            • 4186

                            #43
                            مابعد الأخيرة
                            مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
                            https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

                            تعليق

                            • ربيع عقب الباب
                              مستشار أدبي
                              طائر النورس
                              • 29-07-2008
                              • 25792

                              #44
                              أعجبني البناء كثيرا
                              و هذا الوجع المر ، الذي نال من الجميع ، فكلنا هذه الشقية
                              كلنا بآمال و أحلام محطومة ، نتعكز على حاضر ببعض ما بقي فينا
                              ثم سرعان ما يكون الانهيار أمام الحقيقة الغائبة الحاضرة !

                              ألم يأن الوقت لفك طلاسم الغياب لتنيري البقاع التي تحبين ميساء ؟
                              اشتاقت القصة و الشعر و الحياة هنا لحروفك و تجلياتك !

                              أتمنى أن تكوني بخير
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X