السعادة في مدينتي (قصيصة) ابراهيم ابويه.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابراهيم ابويه
    قاص وباحث لغوي
    مستشار أدبي
    • 14-11-2008
    • 200

    السعادة في مدينتي (قصيصة) ابراهيم ابويه.



    يمتد سور طويل يفصل بين المحيط الأزرق والمدينة . ليس سور الصين طبعا ، ولكنه سور الميناء الذي يخفي طلاؤه المتجدد معالم القسوة التي حفرت في أركانه كثيرا من الأحداث.
    يقابل سور الميناء سرب من الملاهي والحانات تمتص كل يوم عرق البحارة وتحوله إلى عوالم جديدة تخفي ملوحة البحر ورائحته . وأنت تقترب من باب الملهى ، تشدك كتابة أعلى بابه المظلم كنت عليها "ملهى السعادة " .كلمة "السعادة" مكتوبة بالأحمر ، وتحتها يقف جسد عريض يكاد يصبح جزءا من باب الملهى ، يمسحك بنظرة خاطفة ثم يفسح لك مجال الدخول بابتسامة لا طعم فيها .
    أنت الآن داخل " السعادة " ، تحاول أن تفسح لك مجالا للمرور وسط الراقصين والراقصات على موسيقى تنطلق من زاوية الملهى ، تريد أن تصل إلى "الكونطوار" . المكان مزدحم جدا لأن نهاية الأسبوع لها وقع خاص ، لها ثقافتها وناسها وأجيالها ، لكنك لن تهتم بكل هذا ، فأنت تعلم أن الأجساد المرمية على الكراسي ستسافر إلى سعادتها بعد كؤوس متوالية ورقصات اعتباطية وحديث لابداية له ولا نهاية وذهاب ورواح إلى دورة المياه ...
    صاحب الملهى جالس أمام مصرفه الخاص يجمع إيصالات الندل ويرتبها داخل صندوق خشبي صغير . هو رجل يبتسم للجميع ، يصنع لهم سعادة مؤقتة ، يجعلهم يحسون بآدميتهم ، يحترمهم ويحبهم ولا يحاسبهم على أخطائهم الكثيرة عندما يصلون ذروة السكر . صاحب الملهى رجل يقدر الجميع على اختلاف مشاربهم وأهوائهم ، هم ضيوفه ما دامت جيوبهم تعشق نوع السعادة التي يقدمها لهم...
    رائحة السمك تملأ المكان ومعها رائحة الشيشة والتبغ والعرق والجنون . فتيات ترقصن للجميع ، تشربن مع الجميع ، تبرزن مفاتنهن لكل ابتساماتهم الطافحة بالجنس . فتيات كأنهن قطعة من مدينة لفظت أنفاسها الأخيرة وهي تبحث عن سعادة حمراء ستنتهي عندما تستفيق النوارس باحثة عن زورق يظهر من بعيد...




  • وفاء الدوسري
    عضو الملتقى
    • 04-09-2008
    • 6136

    #2
    الاستاذ:ابراهيم ابويه
    قلم ساحر من الطراز الأول..
    رسمت المشاهد وكأنني اتابع مقطع من فيلم سينمائي رااائع وممتع ليس كما نقرأ للبعض هنا سطور ثقيلة وكأن كاتبها يضع على رؤوسنا أطنان من الأحجار!..
    /
    شكرا لغيث قلمك العذب الجميل
    وشكرا لأنك منحتني متعة قراءة ليس لها حدود
    احترامي

    تعليق

    • إيمان الدرع
      نائب ملتقى القصة
      • 09-02-2010
      • 3576

      #3
      نصّ يموج بالحركة..
      شخوص النصّ، ينبضون في لوحةٍ، مرسومةٍ، بإتقانٍ شديد..
      قلم يكتب بسلاسة..
      والقفلة موحية، مدهشة...
      هذا العالم على الرغم من صخب إيقاعه..فهو ينمو كالطحلب في العتمة الميتة..
      شكراً لك أديبنا المبدع: ابراهيم أبويه...إنه نص قيّم...
      احترامي، وتقديري..

      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

      تعليق

      • ابراهيم ابويه
        قاص وباحث لغوي
        مستشار أدبي
        • 14-11-2008
        • 200

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
        الاستاذ:ابراهيم ابويه
        قلم ساحر من الطراز الأول..
        رسمت المشاهد وكأنني اتابع مقطع من فيلم سينمائي رااائع وممتع ليس كما نقرأ للبعض هنا سطور ثقيلة وكأن كاتبها يضع على رؤوسنا أطنان من الأحجار!..
        /
        شكرا لغيث قلمك العذب الجميل
        وشكرا لأنك منحتني متعة قراءة ليس لها حدود
        احترامي

        أديبتنا الفاضلة العزيزة وفاء عرب ، تحية خالصة.
        كم تجعلني كلماتك غارقا في خجل جميل تصاحبه سعادة كبيرة . فهدفنا من الكتابة هو المتعة ، أن تمتع المتلقي...الحياة متعة متبادلة ولا شروط فيها ولا حسابات ضيقة ، لذلك كلما وصلنا لذاك المبتغى ، كلما كانت سعادتنا أكبر.
        لك التقدير ومعه المحبة.

        تعليق

        • ابراهيم ابويه
          قاص وباحث لغوي
          مستشار أدبي
          • 14-11-2008
          • 200

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
          نصّ يموج بالحركة..
          شخوص النصّ، ينبضون في لوحةٍ، مرسومةٍ، بإتقانٍ شديد..
          قلم يكتب بسلاسة..
          والقفلة موحية، مدهشة...
          هذا العالم على الرغم من صخب إيقاعه..فهو ينمو كالطحلب في العتمة الميتة..
          شكراً لك أديبنا المبدع: ابراهيم أبويه...إنه نص قيّم...
          احترامي، وتقديري..
          الفاضلة المحترمة إيمان الدرع ، تحية طيبة.

          وصفك الدقيق لتصويرات النص جعلته يرفع قبعته تقديرا لك ومحبة.

          شكرا.

          تعليق

          • آسيا رحاحليه
            أديب وكاتب
            • 08-09-2009
            • 7182

            #6
            كل هذا جميل ، لكني و أنا آتي على آخر كلمة قلت في نفسي : و ماذا بعد ؟
            غياب الحدث جعلني أرى كأنّ النص بداية لقصة مطوّلة أو رواية ..ستكون مميّزة أكيد .
            سررت بالقراءة لك .
            تحياتي .
            يظن الناس بي خيرا و إنّي
            لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

            تعليق

            • ابراهيم ابويه
              قاص وباحث لغوي
              مستشار أدبي
              • 14-11-2008
              • 200

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
              كل هذا جميل ، لكني و أنا آتي على آخر كلمة قلت في نفسي : و ماذا بعد ؟
              غياب الحدث جعلني أرى كأنّ النص بداية لقصة مطوّلة أو رواية ..ستكون مميّزة أكيد .
              سررت بالقراءة لك .
              تحياتي .
              الأستاذة آسيا رحاحليه ، تحية طيبة.

              وماذا بعد ؟ وبعد ذلك قام شاب وجذب الفتاة الراقصة ، وتحت تأثير الكحول أراد تقبيلها بالقوة . تراجعت إلى الوراء ودفعته بقوة . سقط على مائدة وشج رأسه ومات...

              هل هذا الحدث يعطي للقصيصة مشروعيتها في الحياة ؟ لا أعتقد أستاذتي آسيا رحاحليه...

              نحن أمام كتابة أخرى لا تهتم بالأحداث ولا تعيرها أي اهتمام ، فهي تضع المتلقي أمام مشهد وتترك له فرصا كثيرة للتحليل والتأويل...

              في الحقيقة هذه قصيصة وليست قصة قصيرة ، ولم أجد مكاتن في المنتدى قد خصص لهذا الجنس الخاص ، لذلك وضعتها هنا..
              تقديري لملاحظاتك القيمة .

              تعليق

              • آسيا رحاحليه
                أديب وكاتب
                • 08-09-2009
                • 7182

                #8
                سيدي الكريم ..
                أنا عبّرت بصدق عن رأيي و ما وصلني مباشرة بعد قراءة النص
                كقارئة تعتقد أنّها تحسن فعل القراءة ..
                أعتذر منك لو أنّ ملاحظتي لم ترق لك ..
                هي في الأخير مجرد رأي شخصي متواضع لا ينقص من مستوى قلمك .
                مرحبا بك و بكتاباتك الأخرى .
                تحية و تقدير .
                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                تعليق

                • ابراهيم ابويه
                  قاص وباحث لغوي
                  مستشار أدبي
                  • 14-11-2008
                  • 200

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                  سيدي الكريم ..
                  أنا عبّرت بصدق عن رأيي و ما وصلني مباشرة بعد قراءة النص
                  كقارئة تعتقد أنّها تحسن فعل القراءة ..
                  أعتذر منك لو أنّ ملاحظتي لم ترق لك ..
                  هي في الأخير مجرد رأي شخصي متواضع لا ينقص من مستوى قلمك .
                  مرحبا بك و بكتاباتك الأخرى .
                  تحية و تقدير .

                  أستاذة آسيا رحاحليه ، تحية طيبة..

                  كلامك كله مقبول مئة بالمئة ، ربما أن خاصية المزاح عندي تكون أحيانا بطعم مختلف . ما أحوجنا الى الرأي الآخر ، فهو سبيلنا نحو مقارعة الآراء والأفكار ومن هناك يكون التواصل فعالا ومفيدا.


                  محبتي وتقديري ومرورك يسعدني دوما.

                  تعليق

                  • حسن لختام
                    أديب وكاتب
                    • 26-08-2011
                    • 2603

                    #10
                    راق لي جدا الإنتقال السريع والسلس من سور الميناء (خارجي) الى ملهى السعادة (داخلي)..مشهد سينمائي رائع يلتقط أفعال الشخصيات داخل الملهى بدقّة متناهية..راقت لي نهاية النص..ويظل البحث عن السعادة المفقودة.....
                    تقديري،للمبدع الجميل ابراهيم ابويه

                    تعليق

                    • ابراهيم ابويه
                      قاص وباحث لغوي
                      مستشار أدبي
                      • 14-11-2008
                      • 200

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة حسن لختام مشاهدة المشاركة
                      راق لي جدا الإنتقال السريع والسلس من سور الميناء (خارجي) الى ملهى السعادة (داخلي)..مشهد سينمائي رائع يلتقط أفعال الشخصيات داخل الملهى بدقّة متناهية..راقت لي نهاية النص..ويظل البحث عن السعادة المفقودة.....
                      تقديري،للمبدع الجميل ابراهيم ابويه
                      الأستاذ حسن لختام ، تحية طيبة.

                      كلما انتقل نبض الكتابة الى المتلقي وترك عنده انطباعا لذيذا ، كلما حققت الكتابةى مبتغاها وكان الكاتب سعيدا.

                      محبتي.

                      تعليق

                      • حسنة أولهاشمي
                        أديبة وقاصة
                        • 10-03-2013
                        • 37

                        #12
                        الأديب القدير إبراهيم أبويه:
                        نص ناطق ينم عن امتلاكك لسر الكتابة الواعية،التي تلامس الواقع و ترتقي بالتخييل إلى أفق الفرادة و التميز..
                        استطعت اختراق صمت الأزمنة و أخرست ضجيج أمكنة عهدت الصراخ ،تسلقت مدارات الحكي بتباث و خصبت للنص لذة و نبضا..
                        جعلت الصورة و المشهد في دينامية لافتة ومنحت المتلقي فسحة الإيحاء ووهبته مشروعية التأويل، اعتقلت حواسه بذكاء و ضمنت اقتناص متعة أدبية مبتغاة..
                        نقدر يراعك الجميل الذي يسيح سحرا،عمقا ويفيض حكاية..
                        بالغ تقديري و احترامي

                        تعليق

                        • ابراهيم ابويه
                          قاص وباحث لغوي
                          مستشار أدبي
                          • 14-11-2008
                          • 200

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة حسنة أولهاشمي مشاهدة المشاركة
                          الأديب القدير إبراهيم أبويه:
                          نص ناطق ينم عن امتلاكك لسر الكتابة الواعية،التي تلامس الواقع و ترتقي بالتخييل إلى أفق الفرادة و التميز..
                          استطعت اختراق صمت الأزمنة و أخرست ضجيج أمكنة عهدت الصراخ ،تسلقت مدارات الحكي بتباث و خصبت للنص لذة و نبضا..
                          جعلت الصورة و المشهد في دينامية لافتة ومنحت المتلقي فسحة الإيحاء ووهبته مشروعية التأويل، اعتقلت حواسه بذكاء و ضمنت اقتناص متعة أدبية مبتغاة..
                          نقدر يراعك الجميل الذي يسيح سحرا،عمقا ويفيض حكاية..
                          بالغ تقديري و احترامي

                          الأديبة حسنة أولهاشمي ، تحية طيبة.

                          شكرا لكلماتك التي تنطق بالجمال.

                          تقديري ومعه محبتي.

                          تعليق

                          • ميساء عباس
                            رئيس ملتقى القصة
                            • 21-09-2009
                            • 4186

                            #14
                            أهلا ومرحبا بك دائما
                            كما تنتظر أن يعلق عليك الزملاء لتنتعش روحك
                            أيضا هم ينتظرونك لتنتعش حروفهم
                            ليعم الخير والأبداع
                            كل التقدير
                            ميساء العباس
                            مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
                            https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

                            تعليق

                            يعمل...
                            X