هواؤنا .. في الليل أبيض ( إلي أستاذي محمد الخضور )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة ليندة كامل مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    القدير دوما الأستاذ ربيع دوما لحرفك قوة في التعابير والتراكيب
    والمعاني كانت هنا سامية بين السخط والرفض بين سرد الوقائع وبين طيات الأمل
    نثرتم ربيع حروفكم
    أبدعت حيث يكون الإبداع شاهدا عليك
    لك أرقى التحايا وأعطر التقدير
    و هكذا سيدتي عشنا و نعيش
    ما بين السخط و الرضا
    ما بين الثبات والحركة
    ما بين العبث و الحقيقة مسروقين حتى راحة البال

    شكرا كثيرا أستاذة ليندة لجمال حضورك
    و ثقتك الغالية

    تقديري و احترامي
    sigpic

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد مثقال الخضور مشاهدة المشاركة
      لا يستوي الليل والنهار . .
      الليل جريمة الوقت بحق الجدار
      واللون واحد في الليل ، والجهات واحدة
      قد يبكي الطفل كثيرا . .
      لكنه لا يحزن . . إلا حين تمرض الأم !
      لم يكن النهار ساخرا حين ابتدع لعبة التعاقب
      حتى الأوطان . . لم تكن ساذجة حين صارت منافي
      كانت فقط تحاول أن تخلصنا من شرور أنفسنا
      وسيئات أعمالنا
      لكي تمنحنا صك غفران
      أو تأشيرة دخول إلى رئاتنا
      أو إلى تلك الأنوار الصناعية التي تعتقلها مقاهي الشاردين في الليل

      قوارب النجاة قطعة من تاريخ الحكاية
      فصل من فصول الوقت
      تصوغه موجة يديرها الهواء من فوقها
      وتراقصها من تحتها وحوش البحر
      الفؤوس في الليل جارحة
      لا تميز بين جذر وقبر
      لا تعرف أن الجدران مالحة . .
      وأن البذور ما هربت من أحضان أمهاتها إلا لتقول للشمس شيئا

      كم مرة علينا أن نقنع حلوقنا الجافة
      أن قطرة الماء الباردة كفرٌ في الحياة . . غنيمةٌ بعد الموت !
      وكم مرة علينا أن نموت لكي نفهم الدروس كلها والعبر

      منسية أعمارنا في صالات الانتظار
      لم نكبر بعد . .
      فالقطارات التي نستقلها تعود بنا إلى المحطة الأولى
      لكي تغسل جلودنا من غبار الطريق
      قبل أن تجلدنا . . فلا تتسخ السياط

      جبين شمسنا خجول يا سيدي
      لا يأتينا بلا خمار
      لنا أن نشتهي النهار شهوة ماجنة

      الهواء الأسود يعشق الشمس عشقا عذريا . .
      فقط . . لأن رجولته ناقصة

      أستاذي الربيع النقي
      لقد منحت النص بعدا وجمالا وعمقا
      ما أجمل وأعمق هذه الهدية
      وإن كنت أسجل اعتراضي على نص الإهداء
      فأنت الأستاذ الذي أتتلمذ على يديه منذ سنوات
      وأنت الهواء الأبيض الذي لا يغير لونه
      في الليل . . ولا في النهار
      محبتي لك وتقديري وكثير الاحترام

      http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...C3%F3%D3%E6%CF
      اللون عنقود لا ينتهي بالكهرمان
      حين يستعصم الشعر بالشجر
      و النهر بالضفاف
      ما بين الأرض و السماء مدن مأهولة
      بعضها خاضع لأنياب الجذب
      وكلها موصول بأبجديات لا تلبس ذات الضجيج
      لا ترتكب الشهيق كما الأرض
      و الجهات مشرعة الخضوع إلا
      من بسط ظهره لتعبر عليه بنات الرياح
      ما بين الأرض و السماء سبع
      ما بين السماء و السماء سبع
      فأيها كان الأكثر حنينا للعدد الخارج عن الطاعة
      أيها أسقط الآخر ..
      أعلن وصايته ..
      ليظل قابضا على أقداره
      حاجرا لاندياحات رقعته
      حين لم تتسع الثياب أمام فتوة الخرافة
      احتواء ثلة الأرقام
      على حائطها
      وعجزها عن إرغامها على الثبات
      والتزام الحكمة
      كان لابد للتضاريس الكشف عن مدى
      وتستعد للرحيل
      كان البكاء شمالا و جنوبا
      هو غذاء البقاء
      الحبل السري
      هداياها المتبادلة
      يسيل هنا
      ليظل هناك في مأمن
      يسيل هناك
      لتبقى هنا بذرة الدموع ندما غامضا
      لم يخترعه آدم كما ظن التاريخ
      و صادرت به الكتب رؤوس الحكايات
      حين يشطط الوخز هنا
      نرى هناك في انتظار رشفة انتكاس
      كترياق غير خاضع لقياس
      حتى الحزن يخلع على هناك وجها آخر
      لمترادفات ..
      مضادات
      حسب ما توحي به حبال الاعتدال
      رغم بلاغته العتيدة في سحقنا
      ربما موتنا ..
      لعبة تستدعي السخرية
      أو هي
      لعبة ساخرة من سخف إدراكنا
      لتحصي ارتباكاتنا
      ضجيجنا
      دماءنا
      ألم تنسل مغاضبة ؟
      هنا منفى
      هناك منفى
      عودة الطفل إلي أمه
      عودة إلي منفى شاغر
      يسفح العمر ثلجا و أزيزا
      حنينا يبادل المنفى قطرات شجونه
      فيلبسه تارة
      تارة يمجه في حصى الأرض !!
      ما بين الصخرة و سيزيف منفى
      ما بين الصعود و الانحدار منفى
      ما بين الأرض و السماء تتوزع المنافي !

      خل بيني و بين ما هنا
      فالطريق صعب و آخره منفى

      الحقيقة ربما تقبل وجوها أخرى
      و قد لا تقبل إلا معناها !!

      محبتي أيها الكبير
      التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 22-03-2013, 02:51.
      sigpic

      تعليق

      • مي بركات
        أديب وكاتب
        • 27-03-2012
        • 343

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة



        هواؤنا .. في الليل أبيض
        مهداة للشاعر الفلسطيني الصديق / محمد مثقال الخضور

        الشوارعُ تستدرجُ الموتَ
        حتى آخرِ دمعةٍ ...في عينٍ
        نسيها صاحبُها في ظلِّ جدارٍ ساخر
        ضاجةً بليلٍ مُباغتٍ
        أسقطَ عنها ألوانَها
        ثم قلاها تحت سياطِ الحزنِ
        و نباتاتِ الحيل ..
        أرضٌ تأتي فجأةً
        على قعقعاتِ البطونِ
        حين يخدعُ أصحابها فجرُ ضلّ الطريقَ
        بين ثلاثِ نخلاتٍ
        ثلاثِ نحنحاتٍ
        بين كذبٍ و كذبٍ
        وعند ثالثةِ الأثافي
        شبحوه عارٍ إلا من عماهم
        كفؤوسٍ تشجُّ رأسَ البلاد
        تطاردُ أحلامَها
        كالواقعةِ .. أشدَ جرّا و انبطاحا
        يأتي بآخرِ زجرِه كالموت
        لتلعنَ البدورُ أبجديتها
        ثم تعطي غضبَها
        لجلاديها في الأرضِ و السماء


        الليل عشٌّ مفخّخٌ بالرعاش
        و انكساراتِ الظلِّ على مسابحِ الأنين
        خدعةِ المباحِ و المتاح
        يصولُ على جنبِه المطروحِ
        كعُشبةٍ تلاقحُ ما تبقى من أعضائِها
        فاتحًا الممالك و الأرضَ التي استعصتْ
        و الليلُ حجابٌ معلقٌ بين الظلِّ و الجريمة
        بين عششِ الفقراء ورجالِه النبلاء


        لا يستوي الليلُ والنهارُ
        لا يستوي الأعمى و البصيرُ
        آيةُ النهارِ كافرةُ القيظ
        الخلطُ يذكي التّرنحَ
        الترنحُ زهرةٌ يانعةٌ
        على ساعدِ الكذب
        و الشوارعُ وعولٌ ظامئةٌ
        لاكتشافِ جموحِها
        لا الليلُ " يحمينا من خدعةِ السرابِ
        وكثرةِ الجهات "*
        و لا هو أعشى قلوبَنا في حظائره !
        لا بأس عليك و" لا هم يحزنون "
        فأولياؤك يسرقون الدفءَ
        على عينِ الهواء الساقط في كوب العسل
        يُفرغون قلبَ المدائن من أحلامِها
        في كلِّ زاويةٍ تسرحُ عتماتُ أفئدتِهم
        تخلعُ الأخضرَ
        النُّورَ من عيونِ الحارات
        ولو كان كبعوضةٍ هائمة
        ثم تغلقُ الليلَ سرمدًا بعجزِها
        وولدنةِ ذكائِها المصنوع !


        لا أظنُ قواربَ النجاةِ غارقةً
        ولا تتسعُ لأحلامِ الربيع !
        فالشوارعُ تتناسلُ
        حاراتٍ و زقاقاتِ قيظٍ
        و نقما معتَّقةً تفكُّ تخثرَها
        على جبينِ شمس
        لا يهزمُها الليلُ
        و لا تملُّ المشاغبةَ بشرفاتِ الصاحينَ من موتِهم
        لا فرق بين رصاصةٍ ورصاصة
        إن سكنت قلبَ الشمسِ أم قلبَ الليل
        صدرَ طفلةٍ
        أم لحيةَ أفعى حمّلوها بالسموم ..
        قبل أن تغادرَ الطائرةَ في ظلامِ المحنة !
        "رئاتُنا خارجَ الأقفاص "
        و لا نجدُ الهواءَ كافيا
        لمصاحبتِنا الطريقَ إلي الفجر
        لندعه ينتظرُ قليلا ..
        ربما تصفحَ شتاتِ النَّكبةِ بما يكفي
        لردمِ تلك الحفر
        ما بين صلاةِ و حبِّ
        ما بين ترتيلِ و غناء
        بين رغيفِ و رصاصةِ يعدونها للسفر
        في الصحفِ الكونية
        لا عليك ..إن خضبَ الروحَ بقاني القلوبِ
        لبسَ ثوبَ حطابٍ
        يحصدُ فرحَ الشجر
        انسيابَ الجداول بخاصرةِ النهر
        كبرياءَ الفرسان بين ثنايا الوقت
        التواريخَ التي تشكو انقطاعَ المطر
        لا عليك ..
        فسوف يخرجُ من بينَ أعجازِهم الخاوية
        فارهًا في المدى
        مشرقًا في الوجوه
        وهواؤه في الليلِ أبيض !
        قبل الدخول لقراءة نصوصك تتهيا نفسي كانها تتحضر لموعد وهي فعلا كذلك!! موعد مع الجمال ،مع العمق، مع الرمز الجميل والصور الغنية واللغة الذيذة ... فأنت استاذي كما اسمك :ربيعا مزهرا لكن باللغة وجمال البيان....تحيتي وتقديري
        ياسمينيات http://yasmenyat.blogspot.com/

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة صهيب العوضات مشاهدة المشاركة
          المعلم الفاضل ... الربيع

          نص جميل و مبهر
          معارضة رائعة
          صدقني أنني احترم تواضعك الكبير
          بوركت الهدية والمُهدي و المهدى إليه
          محبتي
          صهيب صديقي الجميل
          مرورك دوما يسعدني
          قراءتك و صدقك يؤثرني

          محبتي أيها الصديق
          sigpic

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة شيماءعبدالله مشاهدة المشاركة
            مرحبا بأستاذنا القدير المميز ربيع عقب الباب
            قرأت فاستطعمت الحرف رقيا وذوقا رفيعا
            وكان الهدي أنبل ما يكون لمهدى له هو قمة الرقي ويستحق منا كل تقدير وتكريم وحفاوة
            ألا وهو أستاذنا الراقي محمد الخضور
            وكان الحرف يتموسق رقيا
            وإن اختلط عليّ الأمر هنا
            ....

            لا يستوي الليلُ والنهارُ
            لا يستوي الأعمى و البصيرُ
            آيةُ النهارِ كافرةُ القيظ
            الخلطُ يذكي التّرنحَ
            الترنحُ زهرةٌ يانعةٌ
            ....
            فالفكرة ولب المعنى في قلب الشاعر
            وم
            ا نحن إلا تلاميذا نستفهم !!؟؟
            سلمتم ودمتم شاعرنا وأديبنا المكرم
            جل تحيتي وفائق تقديري


            كل المخلصين للشعر و الكلمة الموقف
            يحتاجون منا أن نعطيهم من وقتنا و انسانيتنا الكثير و الكثير
            و ليس قصيدة أو محض حروف
            يحتاجون من الحب و العطاء كما أعطوا و منحوا من سعادات
            و دروس للحية و الإبداع
            و ليس محمد مثقال الخضور وحده
            فلهم كل محبتي واحدا واحدا
            و لهم المجد حيثما كانوا و حيثما ظلوا قابضين عل جمر الأبجدية

            لم يكن المعنى في قلب الشعر أستاذتي شيماء
            فالحروف أنبأت عن نفسها في هدوء
            ما هنا إلا رسم أجواء الحالة الراهنة في أمة تتراجع بقوة
            و تتخلى دون ثمن عن كل منجزها الحضاري
            لصالح أوهام متطرفة تأتي على الأخضر و اليابس !

            تقديري و احترامي
            sigpic

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة مي بركات مشاهدة المشاركة
              قبل الدخول لقراءة نصوصك تتهيا نفسي كانها تتحضر لموعد وهي فعلا كذلك!! موعد مع الجمال ،مع العمق، مع الرمز الجميل والصور الغنية واللغة الذيذة ... فأنت استاذي كما اسمك :ربيعا مزهرا لكن باللغة وجمال البيان....تحيتي وتقديري
              شكرا كثيرا أستاذة مي
              كان لك هنا جمال و بعض صدق و كثير مجاملة
              و لكن و لأني أعرف مدى صدقك .. فقد سعدت فعلا و كثيرا

              خالص احترامي و تقديري لقلم أحب ما يكتب !
              sigpic

              تعليق

              • مالكة حبرشيد
                رئيس ملتقى فرعي
                • 28-03-2011
                • 4544

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                اللون عنقود لا ينتهي بالكهرمان
                حين يستعصم الشعر بالشجر
                و النهر بالضفاف
                ما بين الأرض و السماء مدن مأهولة
                بعضها خاضع لأنياب الجذب
                وكلها موصول بأبجديات لا تلبس ذات الضجيج
                لا ترتكب الشهيق كما الأرض
                و الجهات مشرعة الخضوع إلا
                من بسط ظهره لتعبر عليه بنات الرياح
                ما بين الأرض و السماء سبع
                ما بين السماء و السماء سبع
                فأيها كان الأكثر حنينا للعدد الخارج عن الطاعة
                أيها أسقط الآخر ..
                أعلن وصايته ..
                ليظل قابضا على أقداره
                حاجرا لاندياحات رقعته
                حين لم تتسع الثياب أمام فتوة الخرافة
                احتواء ثلة الأرقام
                على حائطها
                وعجزها عن إرغامها على الثبات
                والتزام الحكمة
                كان لابد للتضاريس الكشف عن مدى
                وتستعد للرحيل
                كان البكاء شمالا و جنوبا
                هو غذاء البقاء
                الحبل السري
                هداياها المتبادلة
                يسيل هنا
                ليظل هناك في مأمن
                يسيل هناك
                لتبقى هنا بذرة الدموع ندما غامضا
                لم يخترعه آدم كما ظن التاريخ
                و صادرت به الكتب رؤوس الحكايات
                حين يشطط الوخز هنا
                نرى هناك في انتظار رشفة انتكاس
                كترياق غير خاضع لقياس
                حتى الحزن يخلع على هناك وجها آخر
                لمترادفات ..
                مضادات
                حسب ما توحي به حبال الاعتدال
                رغم بلاغته العتيدة في سحقنا
                ربما موتنا ..
                لعبة تستدعي السخرية
                أو هي
                لعبة ساخرة من سخف إدراكنا
                لتحصي ارتباكاتنا
                ضجيجنا
                دماءنا
                ألم تنسل مغاضبة ؟
                هنا منفى
                هناك منفى
                عودة الطفل إلي أمه
                عودة إلي منفى شاغر
                يسفح العمر ثلجا و أزيزا
                حنينا يبادل المنفى قطرات شجونه
                فيلبسه تارة
                تارة يمجه في حصى الأرض !!
                ما بين الصخرة و سيزيف منفى
                ما بين الصعود و الانحدار منفى
                ما بين الأرض و السماء تتوزع المنافي !

                خل بيني و بين ما هنا
                فالطريق صعب و آخره منفى

                الحقيقة ربما تقبل وجوها أخرى
                و قد لا تقبل إلا معناها !!

                محبتي أيها الكبير


                ما بين هنا ....وهناك
                تتوزع المنافي
                تعير الأشجار أثداءها للريح
                كي ترضع ما أسقط الزمن قهرا
                في حضن الانحدار

                لا تحتاج سيزيف مرآة
                كي تعرف أنها جميلة
                لكن المرآة تحتاج سيزيف
                كي تفهم الجمال
                المنفى الشاغر
                لم يسبق له أن داعب الطفولة
                فكان لابد من وصول يوسف إلى ربوعه
                كي نميز بين الذنب والخطيئة
                بين الجريمة ....وبيانات الرحمة
                حين تتقاطر علينا من أفلاك
                تدور عكس الكرة
                لتصيب القمر في مقتل

                حبال الاعتدال لا تدرك
                أن الضوء يعشوشب تحت المسام
                وأن ثمة خيوطا تشد البياض إلى السواد
                بعضها يسمح بمرور الهواء
                نحو الأعمار الآيلة للنضوج
                وبعضها يجعل القبلة
                تغرق في مذاق الوعي
                فتجهل معنى العشق
                و مبنى التجانس

                الصحراء كسرت عناد الريح
                على حبات الرمل
                نقشت أمجاد العشق
                لكنها لم تنتبه إلى غربة الشمس
                وهي تبكي تقطع خيوطها
                تحت تقارع السيوف
                ثأرا لشرف القبيلة
                لم تكن حرارتها ترياقا
                ضد جهل أبي لهب
                ولا حصنا يقيها
                تهور عنترة

                قابيل لم يكن يعلم أن دموع هابيل
                ستملأ الأرض طفيليات
                تجيد استنشاق الهواء الأسود
                ثم تنفثه زفيرا في رئة الحقيقة
                لو أن مدينة أفلاطون لم تكن فاضلة

                لاشك كنا جميعنا طلبنا اللجوء إليها
                وكنا انتهجنا هجرات سرية متنوعة
                كي نبلغ حدودها
                وبعدها نقف على جبالها نندد بأفلاطون
                ننتقد فلسفته الفاشلة
                ومدينته التي سنطالب بأن تكون =فاضلة=
                عذرنا في ذلك ...
                أن الأفكار لا تأتينا دائما كما نشتهي
                لكن نأتيها نحن من حيث نحترق
                ومن حيث هي لا تشتهي
                هو الهواء الرمادي
                يوزعنا بين كوكب يترعرع بالخفق
                وآخر مسيج بأنفاق من النار
                ولأن وحم أمهاتنا كان من بنات النار
                صرنا نشتهي الاحتراق كما الدعابة
                فامتد الاشتعال في باحة الظنون
                حتى صار اللهيب توأم المشوار

                تعليق

                • عبدالرحيم التدلاوي
                  أديب وكاتب
                  • 18-09-2010
                  • 8473

                  #23
                  رائعة ، هل اضيف شيئا...لا..لذا، اكتفي بالاستمتاع..
                  فرغم الألم، فقد أحببت ريشة النهار تصوغ الإشراق و الأمل.
                  و ليس غريبا أن تتجانس الكلمتان، الأمل و الألم.
                  مودتي

                  تعليق

                  • ربيع عقب الباب
                    مستشار أدبي
                    طائر النورس
                    • 29-07-2008
                    • 25792

                    #24
                    ما بين هنا ....وهناك
                    تتوزع المنافي
                    تعير الأشجار أثداءها للريح
                    كي ترضع ما أسقط الزمن قهرا
                    في حضن الانحدار

                    لا تحتاج سيزيف مرآة
                    كي تعرف أنها جميلة
                    لكن المرآة تحتاج سيزيف
                    كي تفهم الجمال
                    المنفى الشاغر
                    لم يسبق له أن داعب الطفولة
                    فكان لابد من وصول يوسف إلى ربوعه
                    كي نميز بين الذنب والخطيئة
                    بين الجريمة ....وبيانات الرحمة
                    حين تتقاطر علينا من أفلاك
                    تدور عكس الكرة
                    لتصيب القمر في مقتل

                    حبال الاعتدال لا تدرك
                    أن الضوء يعشوشب تحت المسام
                    وأن ثمة خيوطا تشد البياض إلى السواد
                    بعضها يسمح بمرور الهواء
                    نحو الأعمار الآيلة للنضوج
                    وبعضها يجعل القبلة
                    تغرق في مذاق الوعي
                    فتجهل معنى العشق
                    و مبنى التجانس

                    الصحراء كسرت عناد الريح
                    على حبات الرمل
                    نقشت أمجاد العشق
                    لكنها لم تنتبه إلى غربة الشمس
                    وهي تبكي تقطع خيوطها
                    تحت تقارع السيوف
                    ثأرا لشرف القبيلة
                    لم تكن حرارتها ترياقا
                    ضد جهل أبي لهب
                    ولا حصنا يقيها
                    تهور عنترة

                    قابيل لم يكن يعلم أن دموع هابيل
                    ستملأ الأرض طفيليات
                    تجيد استنشاق الهواء الأسود
                    ثم تنفثه زفيرا في رئة الحقيقة
                    لو أن مدينة أفلاطون لم تكن فاضلة
                    لاشك كنا جميعنا طلبنا اللجوء إليها
                    وكنا انتهجنا هجرات سرية متنوعة
                    كي نبلغ حدودها
                    وبعدها نقف على جبالها نندد بأفلاطون
                    ننتقد فلسفته الفاشلة
                    ومدينته التي سنطالب بأن تكون =فاضلة=
                    عذرنا في ذلك ...
                    أن الأفكار لا تأتينا دائما كما نشتهي
                    لكن نأتيها نحن من حيث نحترق
                    ومن حيث هي لا تشتهي
                    هو الهواء الرمادي
                    يوزعنا بين كوكب يترعرع بالخفق
                    وآخر مسيج بأنفاق من النار
                    ولأن وحم أمهاتنا كان من بنات النار
                    صرنا نشتهي الاحتراق كما الدعابة
                    فامتد الاشتعال في باحة الظنون
                    حتى صار اللهيب توأم المشوار
                    مالكة حبرشيد
                    داوني بالتي كانت .. لنحلق معا !

                    لنعيدَ تَقْشِيرَ العماءِ كثمرةٍ
                    بإسقاطِ استباحاتِ الوقت
                    تفكيكِ فصوصهِ
                    فصًّا .. فصا
                    نُواةً .. نواة
                    شريطةَ ألا نخضعَ للدغاتِ الخوفِ
                    تهكماتِ أبالسةِ الوهمِ
                    العاكفينَ على شنقِ الهواء
                    تفسيرٍ خرجَ على ضفّةِ المغلولِ
                    في أجنّتِنا المضغوطةِ
                    و تلاعبَ بذيلِ الغريبِ
                    في حارةٍ مسدودةٍ بحي النجباءِ
                    عن فائضِ الشّجنِ في جيوبِ سقطِ الأرض!
                    ضبابٌ يرحلُ في عينٍ مطفأةٍ
                    كرحَى
                    أو كغايةٍ ليس بعدَها
                    ليس قبلَها شيءٌ غيرَها
                    في الما بعدُ و الما قبلُ شجرةِ المواقيت
                    لا تدري من أمرِها
                    سوى أنَّها .........
                    وتعانقُ الفصولَ دونَ تذمّر!
                    على الفَلَقةِ الملاصقةِ لمحيطِ التماس
                    تكبّدُ ثقلِ الماءِ
                    وجبلّةِ الصّخر
                    مضطجعةً لمخاضٍ رعويٍّ
                    المَنْفِيُّ في اتجاهٍ معاكسٍ
                    يُمْهِرُ للصعودِ فلكًا
                    بقزحٍ مما كان للثّوبِ الفضفاضِ
                    مخلّفًا شرودَهُ في سرابٍ مبثوثٍ
                    باسطًا القليلَ مما خفَى من تشظياتٍ
                    بجاذبيةٍ تقِيه الشّطط
                    كانت بينَ عينيه و نبضِها
                    تقصُّ سباحتَهُ إلي عُقرِ رُوحِها
                    كلٌّ مكتفٍ
                    راضٍ بجرابِه الملآنِ
                    الفَرْغانِ
                    كلٌّ بما كسبَ رهينٌ بدفينٍ
                    بهاءُ الطّائرِ يزغزغُ الخبايا ظلالا
                    وسقوطًا في هوةٍ شقيّةٍ !
                    هلكَ أو كادَ حَنثًا
                    بما لأخيِه ولم يكنْ في فيوضِ رُحبَانِه
                    فأوحَى له ما أوحى
                    من الخاصرةِ / الكفِّ / الجيبِ / العينِ
                    من حيثُ لا يأمنُ البحرُ
                    تتسنى تحتَ خطَى الأقمارِ
                    ما كانَ للسّديمِ وجهٌ آخرُ
                    إلا بقسطاسٍ
                    امعني العشقَ كجزئٍ
                    وجودُهُ في تشظي توحدِه
                    واكتمالُهُ ليسَ له من دافعٍ
                    وحدةٌ أزليّةٌ مشقوقةُ الجبينِ و المصيرِ و الأنفاس
                    لتّتمَّ الرّوحُ دورتَها
                    أو اسألي ..
                    عن بعضِ ما شاغبَ الغيابُ
                    أنتِ مساكنُهُ
                    بعضُ صدفاتِه المكنوزةِ
                    أكنتُ على حافةِ جرفِ الأحراشِ
                    أم كنتُ هائمًا كدمعةٍ
                    عن سلسبيلٍ في هجيرِ الشّبق
                    و الأرضُ بصخرتِها ؟
                    هو الرّغيفُ يُراقصُ أكفََّ الجياعِ
                    يذرُها لارتواءِ العينِ والرّفيفِ
                    و يغفو على مقةٍ قريرَ الحلمِ
                    فأسٌ تسعفُ غضبَ النّهرِ
                    فأسٌ تأتِي على رأسِه
                    بلطةٌ تحتطبُ الدّفءَ
                    بلطةٌ تحتطبُ الثّلجَ
                    كُوخٌ يتهادى في قاربٍ مثقوبٍ
                    قصرٌ تعومُ جدرانُهُ في وهنِ احتراقاتِه
                    الاشتباهُ قلقٌ يعضُّ أظفارَ الغائبِ في صروفِ الأثرةِ !
                    لا بأسَ ..
                    من بعضِ شموعٍ ..
                    في استدارةٍ عمياء
                    و قليلٍ من الرّقصِ ..
                    يُجلِّي شحَّ المطرِ بكفِّ السّنابلِ
                    و تسلُّطَ أربابِ الأرضِ
                    لتظلَّ الصّاغرةُ على المشنوقةِ
                    و المشنوقةُ على الجهاتِ العاريةِ ..
                    أيضًا .. الهاربةِ بين ضلالِ الغابِ !
                    sigpic

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
                      رائعة ، هل اضيف شيئا...لا..لذا، اكتفي بالاستمتاع..
                      فرغم الألم، فقد أحببت ريشة النهار تصوغ الإشراق و الأمل.
                      و ليس غريبا أن تتجانس الكلمتان، الأمل و الألم.
                      مودتي
                      أخي عبد الرحيم ..
                      سرني مرورك كثيرا ، و أبهجني ، و شرح صدري !
                      لا عليك أخي .. حضورك فيه الإضافة و زيادة .

                      تقبل خالص محبتي
                      sigpic

                      تعليق

                      يعمل...
                      X