الطيف الذي كان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • السيد سالم
    أديب وكاتب
    • 28-10-2011
    • 802

    شعر تفعيلي الطيف الذي كان

    الطيف الذي كان
    هَاجرتْ جُدرانُ قلبي نبضَها من ضوءِ بحرٍ
    قادمٍ خلف المُحيطِ
    راجزًا دفقًا بهيَّا
    من ضلوعِ العودِ في قهرِ اليتيمِ
    أَنَّ في رحلي شتاءًا
    طيفُ محبوبي، وغنَّى
    من جذوع النَّخلِ لحنًا ساطعًا فينا شجيَّا
    ثمَّ غطَّى هودجَ الأُنثى سرابًا بربريَّا
    والغيومُ الأمسَ فاضتْ فوق صحراءِ الرحيلِ
    ثمَّ مالتْ من يمينٍ للشمالِ
    تَعكسُ اللَّونَ الحبيبَ
    قوسَ ظلٍّ فاتنٍ هزَّ المدى هزًّا عَفيَّا
    فَارْتَمَينَا بين أطيافِ الطيورِ
    طيفُ ضيفٍ قد أتانا
    منْ سماءٍ بين خضراءِ المُحيَّا
    أو سماءٍ كانشقاقِ البحرِ طودًا كانَ ريَّا
    وانتشينا من دُعاءِ الكونِ فينا
    هَدْهِدُوا صبحَ الحضورِ
    وانقروا طيفَ الغيابِ
    هاهُنا حلَّ الشِّتاءُ
    هاهُنا حلَّ المصيفُ

    "لَيْلُنا بحرٌ جديدُ
    صُبحُنا صبحٌ سعيدُ
    غارُنا درعُ النِّداءِ
    حلمنا وطءُ اللِّقاءِ
    حين نامتْ في عيوني
    همهماتٌ للشّجونِ".

    جاءني طيفُ الحضورِ
    بين صدقٍ والمنامِ
    والعصافيرُ الحيارى فوق أرضي
    قد غزلنَ الجمرَ فيَّ
    مهرجانًا من خيوطِ الهمسِ سحرا
    أو براحًا من ضياءِ الوجدِ نَهرا
    والسَّماءُ
    في غطاءٍ من بهاءِ الصَّحوِ كانتْ
    تَمنحُ الأمرَ الرَّجاءَ
    كُنْ أَيا طيفَ الحضورِ
    صوتَ حقٍّ أو نداءً مخمليَّا
    وامنحْ القلبَ الصَّفاءَ
    من حضورٍ للغيابِ
    من غيابٍ للحضورِ
    هاهُنا الأضواءُ باءتْ بالرَّحيقِ
    والنُّجومُ
    شقَّها رفقُ الرَّفيقِ
    والرَّحيمُ
    شدَّ أغصانَ الحياةِ
    فاسْتحالتْ بهجةً بين الرِّياضِ
    والأماني قدْ كستْ وجهَ الرياحِ
    والغريبُ
    عن عيوني لا يغيبُ
    شقَّ كوني في ضلوعي
    كي أفيقَ
    في دلالاتي نجيَّا
    ضمَّني ضمًّا نديَّا
    فارتويتُ
    شهدَ أزكارَ الوجودِ
    وانتشيتُ
    إِذ كأنِّي صرتُ طيرًا بين أسرارِ الحياةِ
    أذكرُ الموجودَ نيَّا
    حين طابَ
    أَرصدُ الموعودَ طيَّا
    إِذْ كأَنِّي كالنَّسيمِ
    حين فرَّ
    من قيودٍ مُثقلاتٍ
    نحو وادٍ للصلاةِ
    حين جلَّ.

    "دَثِّرِيْنِي، دَثِّرِيْنِي
    رَجْفةُ ضمَّتْ يَقِيْنِي
    ضمَّنِي روحُ الأمينِ
    واصْطَفَانِي لِليمِيْنِ
    دعوةً تَزْهُو بِدِيْنِي
    دَثِّرِيْنِي، دَثِّرِيْنِي".

    مرَّ طيفٌ من عيوني
    حاصدًا قبحَ الظُّنونِ
    ناظرًا شعرى غديْرًا من جنونِ
    بَاسطًا كفَّ الخروجِ
    للحيَاءِ
    من شجوني
    واصلاً روحي ضياءً بالرَّحيمِ
    هاهُنا الأسماءُ تَترى
    هاهُنا الأرجاءُ كُبرى
    هاهُنا لحنُ الخلودِ
    قدْ سَقَاني ربُّ قلبي
    جرْعةً خمرَ النَّقاءِ
    فاصْطَفَيْتُ اللهَ دربًا لِلصعودِ
    وانحنيتُ
    ساجدًا للهِ شُكْرًا.

    "زَمِّلِيْنِي، زَمِّلِيْنِي
    وِتْرُنَا حبلُ الوَتِيْنِ
    واليَقيْنُ الحيُّ دِيْنِي
    والنَّوَاهِيْ في يَمِيني
    والنَّوَاصي منْ جَبِيْنِي
    فاتْرُكِيْنِي ، وَاتْرُكِيْنِي
    راكبًا بَرْقَ الحَنِيْنِ
    زَمِّلِيْنِي، زَمِّلِيْنِي".

    أَيُّها المبعوثُ نورًا لِلعبادِ
    قدْ أَضَأْتَ الغفلَ قلبي بالجِهادِ
    فارْتَضَيْتُ العمرَ أَمضي من سُهادٍ لِلسُّهادِ
    طائعَ الأحلامِ أَسري من ودادٍ لِلودادِ
    لا يُواتِيْنِي خداعٌ من قديمي أو جديدي
    باسطًا كفَّ الخضوعِ
    كَاسرًا وهمَ الرِّجوعِ
    آمِنًا عندَ الخشوعِ.

    د. السيد عبد الله سالم
    المنوفية – مصر
    1989
  • تفالي عبدالحي
    أديب وكاتب
    • 01-01-2013
    • 230

    #2
    قصيدة جميلة و رائعة .
    تحياتي لك أيها الشاعر الكبير و دام لك الشعر و الابداع .

    أَيُّها المبعوثُ نورًا لِلعبادِ
    قدْ أَضَأْتَ الغفلَ قلبي بالجِهادِ
    فارْتَضَيْتُ العمرَ أَمضي من سُهادٍ لِلسُّهادِ
    طائعَ الأحلامِ أَسري من ودادٍ لِلودادِ
    لا يُواتِيْنِي خداعٌ من قديمي أو جديدي
    باسطًا كفَّ الخضوعِ
    كَاسرًا وهمَ الرِّجوعِ
    آمِنًا عندَ الخشوعِ.
    هذا المقطع أعجبني كثيرا لأنه فيه من الحكمة الشيء الكثير.
    فشكرا لك شاعرنا .

    تعليق

    • وفاء الدوسري
      عضو الملتقى
      • 04-09-2008
      • 6136

      #3
      ما شاء الله نفس شعري جميل
      دمت بهذا العطاء وهذه الشاعرية المتميزة
      كل التقدير .. د. السيد عبد الله سالم
      المنوفية – مصر

      تعليق

      • هيثم ملحم
        نائب رئيس ملتقى الديوان
        • 20-06-2010
        • 1589

        #4
        أخي الغالي
        أديبنا وشاعرنا القدير: السيد سالم
        أشكرك من القلب على هذا العطاء المتميز
        رائعة بكل المقاييس يا شاعرنا
        بارك الله فيك وزادك من فضله
        تحيتي وتقديري وجل احترامي لك
        sigpic
        أنت فؤادي يا دمشق


        هيثم ملحم

        تعليق

        • السيد سالم
          أديب وكاتب
          • 28-10-2011
          • 802

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة تفالي عبدالحي مشاهدة المشاركة
          قصيدة جميلة و رائعة .
          تحياتي لك أيها الشاعر الكبير و دام لك الشعر و الابداع .

          أَيُّها المبعوثُ نورًا لِلعبادِ
          قدْ أَضَأْتَ الغفلَ قلبي بالجِهادِ
          فارْتَضَيْتُ العمرَ أَمضي من سُهادٍ لِلسُّهادِ
          طائعَ الأحلامِ أَسري من ودادٍ لِلودادِ
          لا يُواتِيْنِي خداعٌ من قديمي أو جديدي
          باسطًا كفَّ الخضوعِ
          كَاسرًا وهمَ الرِّجوعِ
          آمِنًا عندَ الخشوعِ.
          هذا المقطع أعجبني كثيرا لأنه فيه من الحكمة الشيء الكثير.
          فشكرا لك شاعرنا .

          لك في القلب كل المودة والاحترام
          سعدت بمرورك
          لك ودي
          وشكرا على مرورك الكريم
          د. السيد عبد الله سالم
          المنوفية - مصرلك في القلب كل المودة والاحترام
          سعدت بمرورك
          لك ودي
          وشكرا على مرورك الكريم
          د. السيد عبد الله سالم
          المنوفية - مصر

          تعليق

          • السيد سالم
            أديب وكاتب
            • 28-10-2011
            • 802

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
            ما شاء الله نفس شعري جميل
            دمت بهذا العطاء وهذه الشاعرية المتميزة
            كل التقدير .. د. السيد عبد الله سالم
            المنوفية – مصر

            تهللت الملامح .. وتراقصت الاحاسيس لمقدمك يابحر
            ولحرفك الجميل والرائع ..ولنبضك الذي سكن قلبي فااخجله
            وخالقي حرفي لم يكن بهذا الجمال الا بتذوقك له
            اسعدتني بكل حرف واحساسك التي كتبتها
            فشكرا على كل شيء
            لك ودي
            وشكرا على مرورك الكريم
            د. السيد عبد الله سالم
            المنوفية - مصر

            تعليق

            • السيد سالم
              أديب وكاتب
              • 28-10-2011
              • 802

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة هيثم ملحم مشاهدة المشاركة
              أخي الغالي
              أديبنا وشاعرنا القدير: السيد سالم
              أشكرك من القلب على هذا العطاء المتميز
              رائعة بكل المقاييس يا شاعرنا
              بارك الله فيك وزادك من فضله
              تحيتي وتقديري وجل احترامي لك

              شكراً لهذا الحضور الفخم ....
              وأشكركِ لبقائك دووماً في متصفحي
              لك مودتي بحجم السماء
              د. السيد عبد الله سالم
              المنوفية - مصر

              تعليق

              • غالية ابو ستة
                أديب وكاتب
                • 09-02-2012
                • 5625

                #8
                الشاعر الجميل د سيد سالم
                حفظك الله
                من أجمل ما قرأت لك
                وميزتها لمسة دينية
                رائعة----باركك الله

                ودمت بجمال وإبداع

                يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
                تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

                في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
                لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



                تعليق

                • السيد سالم
                  أديب وكاتب
                  • 28-10-2011
                  • 802

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة غالية ابو ستة مشاهدة المشاركة
                  الشاعر الجميل د سيد سالم
                  حفظك الله
                  من أجمل ما قرأت لك
                  وميزتها لمسة دينية
                  رائعة----باركك الله

                  ودمت بجمال وإبداع

                  كل الشكر لكم
                  على المرور الرائع
                  تحياتي لكم واحترامي
                  لك ودي
                  وشكرا على مرورك الكريم
                  د. السيد عبد الله سالم
                  المنوفية - مصر

                  تعليق

                  • أمينة اغتامي
                    مشرفة ملتقى صيد الخاطر
                    • 03-04-2013
                    • 1950

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة السيد سالم مشاهدة المشاركة
                    الطيف الذي كان
                    هَاجرتْ جُدرانُ قلبي نبضَها من ضوءِ بحرٍ
                    قادمٍ خلف المُحيطِ
                    راجزًا دفقًا بهيَّا
                    من ضلوعِ العودِ في قهرِ اليتيمِ
                    أَنَّ في رحلي شتاءًا
                    طيفُ محبوبي، وغنَّى
                    من جذوع النَّخلِ لحنًا ساطعًا فينا شجيَّا
                    ثمَّ غطَّى هودجَ الأُنثى سرابًا بربريَّا
                    والغيومُ الأمسَ فاضتْ فوق صحراءِ الرحيلِ
                    ثمَّ مالتْ من يمينٍ للشمالِ
                    تَعكسُ اللَّونَ الحبيبَ
                    قوسَ ظلٍّ فاتنٍ هزَّ المدى هزًّا عَفيَّا
                    فَارْتَمَينَا بين أطيافِ الطيورِ
                    طيفُ ضيفٍ قد أتانا
                    منْ سماءٍ بين خضراءِ المُحيَّا
                    أو سماءٍ كانشقاقِ البحرِ طودًا كانَ ريَّا
                    وانتشينا من دُعاءِ الكونِ فينا
                    هَدْهِدُوا صبحَ الحضورِ
                    وانقروا طيفَ الغيابِ
                    هاهُنا حلَّ الشِّتاءُ
                    هاهُنا حلَّ المصيفُ

                    "لَيْلُنا بحرٌ جديدُ
                    صُبحُنا صبحٌ سعيدُ
                    غارُنا درعُ النِّداءِ
                    حلمنا وطءُ اللِّقاءِ
                    حين نامتْ في عيوني
                    همهماتٌ للشّجونِ".

                    جاءني طيفُ الحضورِ
                    بين صدقٍ والمنامِ
                    والعصافيرُ الحيارى فوق أرضي
                    قد غزلنَ الجمرَ فيَّ
                    مهرجانًا من خيوطِ الهمسِ سحرا
                    أو براحًا من ضياءِ الوجدِ نَهرا
                    والسَّماءُ
                    في غطاءٍ من بهاءِ الصَّحوِ كانتْ
                    تَمنحُ الأمرَ الرَّجاءَ
                    كُنْ أَيا طيفَ الحضورِ
                    صوتَ حقٍّ أو نداءً مخمليَّا
                    وامنحْ القلبَ الصَّفاءَ
                    من حضورٍ للغيابِ
                    من غيابٍ للحضورِ
                    هاهُنا الأضواءُ باءتْ بالرَّحيقِ
                    والنُّجومُ
                    شقَّها رفقُ الرَّفيقِ
                    والرَّحيمُ
                    شدَّ أغصانَ الحياةِ
                    فاسْتحالتْ بهجةً بين الرِّياضِ
                    والأماني قدْ كستْ وجهَ الرياحِ
                    والغريبُ
                    عن عيوني لا يغيبُ
                    شقَّ كوني في ضلوعي
                    كي أفيقَ
                    في دلالاتي نجيَّا
                    ضمَّني ضمًّا نديَّا
                    فارتويتُ
                    شهدَ أزكارَ الوجودِ
                    وانتشيتُ
                    إِذ كأنِّي صرتُ طيرًا بين أسرارِ الحياةِ
                    أذكرُ الموجودَ نيَّا
                    حين طابَ
                    أَرصدُ الموعودَ طيَّا
                    إِذْ كأَنِّي كالنَّسيمِ
                    حين فرَّ
                    من قيودٍ مُثقلاتٍ
                    نحو وادٍ للصلاةِ
                    حين جلَّ.

                    "دَثِّرِيْنِي، دَثِّرِيْنِي
                    رَجْفةُ ضمَّتْ يَقِيْنِي
                    ضمَّنِي روحُ الأمينِ
                    واصْطَفَانِي لِليمِيْنِ
                    دعوةً تَزْهُو بِدِيْنِي
                    دَثِّرِيْنِي، دَثِّرِيْنِي".

                    مرَّ طيفٌ من عيوني
                    حاصدًا قبحَ الظُّنونِ
                    ناظرًا شعرى غديْرًا من جنونِ
                    بَاسطًا كفَّ الخروجِ
                    للحيَاءِ
                    من شجوني
                    واصلاً روحي ضياءً بالرَّحيمِ
                    هاهُنا الأسماءُ تَترى
                    هاهُنا الأرجاءُ كُبرى
                    هاهُنا لحنُ الخلودِ
                    قدْ سَقَاني ربُّ قلبي
                    جرْعةً خمرَ النَّقاءِ
                    فاصْطَفَيْتُ اللهَ دربًا لِلصعودِ
                    وانحنيتُ
                    ساجدًا للهِ شُكْرًا.

                    "زَمِّلِيْنِي، زَمِّلِيْنِي
                    وِتْرُنَا حبلُ الوَتِيْنِ
                    واليَقيْنُ الحيُّ دِيْنِي
                    والنَّوَاهِيْ في يَمِيني
                    والنَّوَاصي منْ جَبِيْنِي
                    فاتْرُكِيْنِي ، وَاتْرُكِيْنِي
                    راكبًا بَرْقَ الحَنِيْنِ
                    زَمِّلِيْنِي، زَمِّلِيْنِي".

                    أَيُّها المبعوثُ نورًا لِلعبادِ
                    قدْ أَضَأْتَ الغفلَ قلبي بالجِهادِ
                    فارْتَضَيْتُ العمرَ أَمضي من سُهادٍ لِلسُّهادِ
                    طائعَ الأحلامِ أَسري من ودادٍ لِلودادِ
                    لا يُواتِيْنِي خداعٌ من قديمي أو جديدي
                    باسطًا كفَّ الخضوعِ
                    كَاسرًا وهمَ الرِّجوعِ
                    آمِنًا عندَ الخشوعِ.

                    د. السيد عبد الله سالم
                    المنوفية – مصر
                    1989

                    [read]كل هذا البهاء والضياء،وهذه النفحات النورانية المسبوكة كسلاسل نضار،لا يمكن أن تصدر إلا عن شاعر كبير
                    أعرفه وأقدره،الدكتور السيد عبد الله سالم أصدق تحية من أختك المغربية أمينة اغتامي /أمنيات الخير.
                    كل التقدير لقلمك الراقي وشخصك الشامخ سيدي.[/read]

                    تعليق

                    • محمد نادر فرج
                      شاعر وأديب
                      • 02-11-2008
                      • 490

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة السيد سالم مشاهدة المشاركة
                      الطيف الذي كان
                      هَاجرتْ جُدرانُ قلبي نبضَها من ضوءِ بحرٍ
                      قادمٍ خلف المُحيطِ
                      راجزًا دفقًا بهيَّا
                      من ضلوعِ العودِ في قهرِ اليتيمِ
                      أَنَّ في رحلي شتاءًا
                      طيفُ محبوبي، وغنَّى
                      من جذوع النَّخلِ لحنًا ساطعًا فينا شجيَّا
                      ثمَّ غطَّى هودجَ الأُنثى سرابًا بربريَّا
                      والغيومُ الأمسَ فاضتْ فوق صحراءِ الرحيلِ
                      ثمَّ مالتْ من يمينٍ للشمالِ
                      تَعكسُ اللَّونَ الحبيبَ
                      قوسَ ظلٍّ فاتنٍ هزَّ المدى هزًّا عَفيَّا
                      فَارْتَمَينَا بين أطيافِ الطيورِ
                      طيفُ ضيفٍ قد أتانا
                      منْ سماءٍ بين خضراءِ المُحيَّا
                      أو سماءٍ كانشقاقِ البحرِ طودًا كانَ ريَّا
                      وانتشينا من دُعاءِ الكونِ فينا
                      هَدْهِدُوا صبحَ الحضورِ
                      وانقروا طيفَ الغيابِ
                      هاهُنا حلَّ الشِّتاءُ
                      هاهُنا حلَّ المصيفُ

                      "لَيْلُنا بحرٌ جديدُ
                      صُبحُنا صبحٌ سعيدُ
                      غارُنا درعُ النِّداءِ
                      حلمنا وطءُ اللِّقاءِ
                      حين نامتْ في عيوني
                      همهماتٌ للشّجونِ".

                      جاءني طيفُ الحضورِ
                      بين صدقٍ والمنامِ
                      والعصافيرُ الحيارى فوق أرضي
                      قد غزلنَ الجمرَ فيَّ
                      مهرجانًا من خيوطِ الهمسِ سحرا
                      أو براحًا من ضياءِ الوجدِ نَهرا
                      والسَّماءُ
                      في غطاءٍ من بهاءِ الصَّحوِ كانتْ
                      تَمنحُ الأمرَ الرَّجاءَ
                      كُنْ أَيا طيفَ الحضورِ
                      صوتَ حقٍّ أو نداءً مخمليَّا
                      وامنحْ القلبَ الصَّفاءَ
                      من حضورٍ للغيابِ
                      من غيابٍ للحضورِ
                      هاهُنا الأضواءُ باءتْ بالرَّحيقِ
                      والنُّجومُ
                      شقَّها رفقُ الرَّفيقِ
                      والرَّحيمُ
                      شدَّ أغصانَ الحياةِ
                      فاسْتحالتْ بهجةً بين الرِّياضِ
                      والأماني قدْ كستْ وجهَ الرياحِ
                      والغريبُ
                      عن عيوني لا يغيبُ
                      شقَّ كوني في ضلوعي
                      كي أفيقَ
                      في دلالاتي نجيَّا
                      ضمَّني ضمًّا نديَّا
                      فارتويتُ
                      شهدَ أزكارَ الوجودِ
                      وانتشيتُ
                      إِذ كأنِّي صرتُ طيرًا بين أسرارِ الحياةِ
                      أذكرُ الموجودَ نيَّا
                      حين طابَ
                      أَرصدُ الموعودَ طيَّا
                      إِذْ كأَنِّي كالنَّسيمِ
                      حين فرَّ
                      من قيودٍ مُثقلاتٍ
                      نحو وادٍ للصلاةِ
                      حين جلَّ.

                      "دَثِّرِيْنِي، دَثِّرِيْنِي
                      رَجْفةُ ضمَّتْ يَقِيْنِي
                      ضمَّنِي روحُ الأمينِ
                      واصْطَفَانِي لِليمِيْنِ
                      دعوةً تَزْهُو بِدِيْنِي
                      دَثِّرِيْنِي، دَثِّرِيْنِي".

                      مرَّ طيفٌ من عيوني
                      حاصدًا قبحَ الظُّنونِ
                      ناظرًا شعرى غديْرًا من جنونِ
                      بَاسطًا كفَّ الخروجِ
                      للحيَاءِ
                      من شجوني
                      واصلاً روحي ضياءً بالرَّحيمِ
                      هاهُنا الأسماءُ تَترى
                      هاهُنا الأرجاءُ كُبرى
                      هاهُنا لحنُ الخلودِ
                      قدْ سَقَاني ربُّ قلبي
                      جرْعةً خمرَ النَّقاءِ
                      فاصْطَفَيْتُ اللهَ دربًا لِلصعودِ
                      وانحنيتُ
                      ساجدًا للهِ شُكْرًا.

                      "زَمِّلِيْنِي، زَمِّلِيْنِي
                      وِتْرُنَا حبلُ الوَتِيْنِ
                      واليَقيْنُ الحيُّ دِيْنِي
                      والنَّوَاهِيْ في يَمِيني
                      والنَّوَاصي منْ جَبِيْنِي
                      فاتْرُكِيْنِي ، وَاتْرُكِيْنِي
                      راكبًا بَرْقَ الحَنِيْنِ
                      زَمِّلِيْنِي، زَمِّلِيْنِي".

                      أَيُّها المبعوثُ نورًا لِلعبادِ
                      قدْ أَضَأْتَ الغفلَ قلبي بالجِهادِ
                      فارْتَضَيْتُ العمرَ أَمضي من سُهادٍ لِلسُّهادِ
                      طائعَ الأحلامِ أَسري من ودادٍ لِلودادِ
                      لا يُواتِيْنِي خداعٌ من قديمي أو جديدي
                      باسطًا كفَّ الخضوعِ
                      كَاسرًا وهمَ الرِّجوعِ
                      آمِنًا عندَ الخشوعِ.

                      د. السيد عبد الله سالم
                      المنوفية – مصر
                      1989
                      حياك الله أيها البهي
                      هنا سرحات روحانية في ثوب حداثي
                      لقد أحسنت في الغوص إلى أغوار النفس، بما أضفته على النص روحك المؤمنة التي تعكسها هذه الألفاظ المغرقة في أعماق النفس، تظهر الإيمان غضا طريا، في ثوب بهي جليل، يطرب النفس، ويطيب الروح
                      شكرا لك هذه النفحة العلوية

                      لك كل الشكر والحب

                      أبو همام
                      أنا من رُبا الفَيحاء أغنيةٌ .. شَدا فيها على الغُصنِ الكَنارْ
                      أنا من حَفيفِ الحَورِ .. من هَمْسِ الأصيلِ
                      ومن شُعاعِ الشَّمسِ في وَضَحِ النهارْ
                      أنا من حُقولِ التينِ .. من زَهرِ البَنَفسجِ
                      من عَبيرِ الزَّيزفون
                      أنا كنتُ شَلالاً تُغَذي ماءَهُ تلك العُيون

                      تعليق

                      • السيد سالم
                        أديب وكاتب
                        • 28-10-2011
                        • 802

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة أمنيات الخير مشاهدة المشاركة
                        [read]كل هذا البهاء والضياء،وهذه النفحات النورانية المسبوكة كسلاسل نضار،لا يمكن أن تصدر إلا عن شاعر كبير
                        أعرفه وأقدره،الدكتور السيد عبد الله سالم أصدق تحية من أختك المغربية أمينة اغتامي /أمنيات الخير.
                        كل التقدير لقلمك الراقي وشخصك الشامخ سيدي.[/read]
                        ما أروع تواجدك الآن في متصفحي
                        دام وجودك الجميل
                        لك ودي
                        وشكرا على مرورك الكريم
                        د. السيد عبد الله سالم
                        المنوفية - مصر

                        تعليق

                        • عبدالرحيم الحمصي
                          شاعر و قاص
                          • 24-05-2007
                          • 585

                          #13
                          الشاعر القدير

                          السيد سالم ،،،

                          لله درهذا النفس المتدلي زلالا
                          عناقيد عنب أسود
                          مستقطرالمعنى
                          و محكم المبنى .

                          تقديري
                          و محبتي

                          الحمصــــــي
                          [align=center]هل جنيت على أحد و أنا أداعب تفاصيل حروفي ،،،؟؟؟


                          elhamssia.maktoobblog.com[/align]

                          تعليق

                          • السيد سالم
                            أديب وكاتب
                            • 28-10-2011
                            • 802

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد نادر فرج مشاهدة المشاركة
                            حياك الله أيها البهي هنا سرحات روحانية في ثوب حداثي لقد أحسنت في الغوص إلى أغوار النفس، بما أضفته على النص روحك المؤمنة التي تعكسها هذه الألفاظ المغرقة في أعماق النفس، تظهر الإيمان غضا طريا، في ثوب بهي جليل، يطرب النفس، ويطيب الروح شكرا لك هذه النفحة العلوية لك كل الشكر والحب أبو همام
                            شكراً لهذا الحضور الفخم .... وأشكركِ لبقائك دوما في متصفحي لك مودتي بحجم السماء د. السيد عبد الله سالم المنوفية - مصر

                            تعليق

                            • السيد سالم
                              أديب وكاتب
                              • 28-10-2011
                              • 802

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحيم الحمصي مشاهدة المشاركة
                              الشاعر القدير السيد سالم ،،، لله درهذا النفس المتدلي زلالا عناقيد عنب أسود مستقطرالمعنى و محكم المبنى . تقديري و محبتي الحمصــــــي
                              الحضور الأنيــــق الجميل تشرف المگان وأنا بهطول ردگِ مليـــُـــون هلا ..~ د. السيد عبد الله سالم المنوفية - مصر

                              تعليق

                              يعمل...
                              X