قصة لم تكتمل
لأول مرة منذ سنوات.أطرب لسماع حفيف أغصان الأشجار ...رائحة أزهار البرتقال تنشينى.
كأني أشمها لأول مره... يا لها من رائحة زكيه ...طيور تغرد. تسكب الألحان في مسامعي...
كأني أشمها لأول مره... يا لها من رائحة زكيه ...طيور تغرد. تسكب الألحان في مسامعي...
ينساب أمامي الماء في صفاء ووداعه. تغمره ألوان ذهبيه ألقتها شمس باسمة
وهى تستعد للرحيل على هذا الجدول الذي أجلس إليه الآن..
كثيرا ما أجلس إليه .أجتر أحلى ذكريات.. أكاد أراها منقوشة على صفحته...
أشكو له وحدتي.. شجني..حزني الدفين على فراق حبيبتي..
.لكنى الآن منتش أحس كل ما حولي من جمال وروعة.. أرى الكون جميلا.
.ماذا حدث لي . لم أطالع وجه امرأة منذ رحيل حبيبتي.. سنوات وطيفها لم يفارق خيالي . ..
ابتساماتها..نظرات الرضا والشوق في عيناها...كل لحظة عشناها معا استرجعها بأدق تفاصيلها...
إلا هذه التي أرى صورتها منقوشة على الماء...منذ أن رأيتهاوغمرتني بنظرة حانية وأنا أبتاع بعض الأشياء
منحانتها ..شدتني هذه النظرة ..جعلتني أطالع ذلك الوجه الذي أراد أن يبحث عما في داخلي من شجن ..
منحانتها ..شدتني هذه النظرة ..جعلتني أطالع ذلك الوجه الذي أراد أن يبحث عما في داخلي من شجن ..
منديل معصوب فوق حاجب مخطوط .وجتاتان خجلاتان. صوت حالم هامس
جعلني أتطلع إلى عينين سوداوين لهما بريق أخاذ.أكاد أنفذ منهما إلى أعماق روحها
أحسست أن هذه النظرة مست شيء خامل بداخلي .حركته..هزته..... تضحك عيناى وهى تكاد تحتضنها .
وكأنها حبيبة أشتاق إليها رغم أنى أول مرة أراها.
أخرج من حانتها ململما نظراتي التي تكاد تفضح ما أشعر به. لكنى ألتفت إليها..
مازالت نظرات العينين السوداوين تغمرني تشدني إليها .. أتخلص منها ... وأسرع الخطى بعيدا..
أي كيميا تحدث في المخ تجذبني إليها دون غيرها.... ألاحق طيفها في مخيلتي..
.أصبح يبارى طيف حبيبتي الراحلة في الظهور..يزاحمه..
.
أصبحت أدور في فلكها .. جمال القد والطلعة وتلك النظرة المستعطفة تجذبني ...
.
أصبحت أدور في فلكها .. جمال القد والطلعة وتلك النظرة المستعطفة تجذبني ...
ثمة ذكريات مضت محفورة في وجداني تبعدني ...
أصبحت مشدودا بين خيطين أيهما يجذبني... وهو ما يحلو لي.
ويجعلني دائم الجلوس إلى هذا النهر.وكثير التردد على حانتها .
لم أنس يوم قامت من مجلسها لتعرض على أنواع من العطور لأختار ما سأشريه.
تحيطها هالة من الجاذبية ..........تغمرني رائحة الياسمين ..تجذبني...تهزني...
.تلاشت الجدران والأرفف وأونى العطر وأصبحنا نسير بين أشجار باسقة وارفة الظلال..
تتلصص أشعة الشمس من بين الأغصان لترسم أقمارا واهنة على الظلال الممتدة.
نطأها بأقدامنا فتصعد لتداعب الوجه المشرق...أغار منها....نخرج من بين الظلال ....
تختلط في أنفى أنفاس الربي. وعبقها الساحر. ورائحة الزهور...تنشينى ...
شيء بداخلي يتحرك يريد أن يحتوى هذا الجسد الممشوق النابض حيوية ودلالا .. يتملكه .. ..
نسمات رقيقة وشوق دفين وجاذبية لا تقاوم تعطفنى إليها .. ..
أرتطم بالأرفف ..تتناثر أواني العطر. لأفيق... ..
ألملم معها الأواني.وأفشل في لملمة ما قد بدا على وجهي من شوق ووله يفضح ما بداخلي
وهى تقوم بترتيب أوانيها على الأرفف.مبعدة نظراتها عنى ربما تخاف أن تتلاقى النظرات..
.أن تتهامس العيون...أن يفتضح ما بداخلها .
أو ربما تكون هي الأخرى مشدودة بين خيطين..
رغم أنى أحس تلاحق أنفاسها ..تسارع دقات قلبها..نفور الجسد ..حمرة الخجل على الوجنتين...ارتعاد
الشفاه... .
الشفاه... .
أنصرف دونما كلمة....متثاقل الخطى.خائر القوى.محموم الجسد..
أود العودة لأعتذر...وأنعم برؤية حمرة الخجل....
لكنى أخاف أن يغلبني الشوق وأحتوى الجسد والروح..أواصل السير هائما لا أدري ما حولي.........
يعتريني إحساس أعرفه.أحسسته منذ زمن بعيد حين التقيت حبيبتي الراحلة لأول مرة
أتذكره جيدا..رجفة تسرى في جسدي.. شوق للقاء ....طيف يلاحقني.
أصبحت كثير التردد على حانتها لأشترى أشياء أريدها وأخرى لا أريدها..
دائما تأخذني خطواتي إلى هناك..لأنعم بنظرة للوجه المشرق.متلهفا لسماع همسات صوتها الدافىء.
أترقب نظراتها لي .لكنها أصبحت تتحاشى أن تتلاقى النظرات ....
لا أقوى على محادثتها....تحدثها عيناى ..
.أريدها.. ..صديقة تقرأني وأقرأها..حبيبة ...عشيقة....أريدها زوجة. ..
ومضات بذاكرتي تصور لي لقاءات العشق والهوى مع محبوبتى الراحلة.
لم تعد تشبع رغباتي المكبوتة..
لم تعد تشبع رغباتي المكبوتة..
أتوق للمس الأنامل الرقيقة...لهمس العينين السوداويين.... لرضاب الشفاه الساحرة....
لهذا الصدر الحاني...أتوق أن أحتوى هذا الجسد الثائر..أذوب معه في كيان واحد
سحبت الشمس أشعتها الذهبية... حمرة الشفق تلون كل ما حولي بلون وردى ..
وجاء الليل يتهادى ليزيح اللون الوردي. ويخيم بلونه الرمادي على كل ما حولي .
ويمحو الصور المنقوشة أمامي.على صفحة النهر..
وشعاع نظرات شمسي المتألقة يضيء شيء في أعماق الشعور.... يتوهج... يزداد وميضه الوردي..
يضيء ليل وحدتي.. .يعيدني إلى الحياة. بعد أن فقدت الإحساس بها..
.لن أدع هذا الوميض ينطفىء....سأذكى نوره .لابد من الوصل..
سأذهب إليها..لن اكتفى هذه المرة بالنظرات ..بهمس العيون..
سوف أبوح لها..
انطلقت إلى تلك المدينة .تسبقني فرحتي...يغمرني إحساس جميل . أعرفه جيدا.شوق للقاء
يعيدني إلى الزمن...
يعيدني إلى الزمن...
أرتب الكلمات....كيف سأبدأ..
هل أدعوها للقاء بتلك الحديقة الواقع على ضفة النهر.وأجلسها أمامي في مواجهة الشمس الذهبية
وخلفها النهر....
وخلفها النهر....
لا ... سنجلس بين أحواض الياسمين على تلك الخضرة.وأريح رأسي على صدرها
.وألقى بكل ما يجيش في صدري...سأحدثها عن حبيبتي الراحلة ...عن هذا الإحساس الجميل
الذي افتقدته من سنوات....عن شوقي وولهي بها.......
اقترب من حانتها..أقف على الجانب الأخر من الشارع .سيارة فارهة تقف أمامه تحجب الرؤيا .
أتحرك يمينا ويسارا لأتمكن من رؤيتها
.أتطلع إلى مجلسها ..امرأة أخرى تجلس مكانها....أجوب بعيني جنبات الحانة .... لم أجدها...
تصطدم نظراتي بالسيارة الواقفة هناك...أجدها جالسة بالمقعد الخلفي.
.تتلاقى النظرات....تتعانق...لكن نظراتها حزينة...تقطر شجنا
ليست تلك النظرات التي جذبتني...
ليست تلك النظرات التي جذبتني...
وتنساب دمعة على الخد الوردي.. أحسها دافئة..
.تسدل جفناها.. هدبان كجناحي فراشة يحطان على أوراق وردة ندية............
تحتضن رأس طفلة صغيرة.تجلس بجوارها ..تشبهها تماما...تداعب شعرها بهذا الخد المرتعد.
وتنطلق السيارة من أمامي ساحبة ذلك الشعاع المضيء في وجداني..ليجثم ليل وحدتي .
إلا من ومضة أضيفها إلى ومضات كامنة في أعماقي استدعيها وأنا أجالس ذاك النهر...
تعليق