هــدى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ولاء عطاالله
    أديب وكاتب
    • 04-01-2013
    • 39

    هــدى

    ذات ليلة..تموت أفراد عائلته فى حادث سير،بإستثناء أخته(هدى)التى كانت جالسه
    معه فى المنزل ذاك الوقت،تاركين حفل زفاف أحد أقربائهم من أجل مشاهدة
    مسلسلهم المفضل.!
    تلقى الخبر ببرود وهدوء تام..شعر وكأنهم عائق أمامه وزال،فهو لم يحبهم يوماً،
    معتقداً أنهم لا يأبون به ولا حتى بـ(هدى)،سوى أخوته الأصغر فقط،لذلك هو متعلق
    بها بطريقة جنونية،إن خرجت مع أصدقائها يخرج معها،وإن مرضت وتغيبت عن
    دراستها يتغيب هو الآخر،حتى أنه أرتاد نفس تخصصها(علم النفس).!
    يشاهدهم هنا أقربائه وأصدقائه،يحزنون وينتحبون..يشعر بالخنق والضيق من كثرة
    الحزن والسواد الذى يحيط به..يعرض على أخته الخروج،لكنها تآنبه بشدة وكادت
    أن تصفعه..رمقها بنظرات قاسية وبغضب<أنتِ مثلهم>،ثم هم للخارج غير عابئ بهم.
    عاد إلى منزله فجراً فى حالة لا يُرثى لها..أحس بالحزن الذى استكان بين الجدران،
    حتى صورهم المعلقة اتشحت بالسواد؛فلم يعد يميز منهم شيئ.
    اختلس النظر إلى غرفة أخته..وجد أنوارها مطفئة،فيقرر أن يعتذر لها صباح غد.
    ذهب إلى غرفته شارد الذهن..محاولاً إستيعاب مما حدث..أخرج ألبوم الصور،وكلما
    تصفح تقهره عيناه فتسيل أكثر فأكثر متمتماً:لماذا لم أعطهم فرصة؟وصرخ بكل قوته
    آااااه؛أحتضن الألبوم وانكمش منزوياً،وفجأة اتسعت حدقتا عينيه كأنما رأى شبحاً،
    متذكراً أمرً غريبً،أن أخته(هدى)لم يراها عندما كان يتصفح الألبوم،تصفحه ثانيةً
    ليتأكد،أيضاً لا شيئ.!
    ذُهل والرعشة تملّكت جسده..يمر على غرفتها ليطمئن عقله،فلا يجدها..تصلّب جسده..
    توقفت أنفاسه،ولكنه أحس بوقع أقدام خلفه،يلتفت ويراها واقفة أمامه قائلة:
    - ماذا تريد؟
    نظر لها بإبتسام،ثم ألتقط أنفاسه من جديد رغم تخوفه وتوتره من الداخل مجيبها بتململ:
    - لم أرى لكِ ولو لصورة واحدة فى الألبوم،أليس الأمر مريب؟ثم أين كنتِ...
    (تقاطعه بحزم) - الأمر حقيقي،أمّا أنا فكنت أجوب فى صحراء عقلك،لأنظف
    فوضويتك قبل رحيلي،هذا يكفى.!
    ويتفاجئ هنا بمشاهدتها وهي تختفي من أمامه فى لمح البصر.!
  • محمد فطومي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 05-06-2010
    • 2433

    #2
    أ. ولاء،
    لنرجىء الحديث عن الأخطاء داخل النصّ.
    و لنختبر سويّا ما تضمّنه من أبعاد دلاليّة و ما مدى انسجامها مع شرط الموضوعيّة في تنامي الأحداث.
    يمرّ النصّ القصصي بمراحل عديدة حتّى يصحّ فيه القول بأنّه مُنجز مُتماسك جدير بالتّلقّي.مع التّأكيد على أنّ التّماسك لا يعني بالضّرورة جودة العمل.
    يمكن أن نجتهد في ترتيب هذه المراحل كالتّالي:
    1 الفكرة أو القادح
    2 اشتغال الكاتب ذهنيّا على صياغتها في شكل قصّة (المكان ،الزّمان،الأحداث،الشّخوص..)
    3 التّأكّد من توفّر كلّ المشاهد الأساسيّة من البداية حتّى النّهاية في ذهن الكاتب(الهيكل العام)
    4 تحديد الخطّة الإنشائيّة للقصّة
    5 الشّروع في الكتابة
    6 المراجعة و التّدقيق و الصّبر على قراءتها كما لو أنّها لكاتب آخر.

    هذا بإيجاز أهمّ ما يمكن رصده في تعامل الكاتب مع النصّ بغضّ النّظر عن مستوى الأداء.
    أثني في هذه القصّة على امتياز الفكرة و عمقها،لكنّي أسجّل تشويشا من ناحية تقديمها.
    فمنذ الوهلة الأولى تطالعنا الشخصيّة الرّئيسة بتلقّي نبىء أليم جدّا ببرود و هدوء لا يقبله العقل.حتّى بذريعة كرهه لهم.
    في الخاتمة نفاجأ أيضا باختفاء لا يقبله العقل لفتاة حرصت الكاتبة في النصّ على تجريدها من كلّ ماهو غير مألوف،فهي فتاة تدرس و تنام و تغضب و تحزن و تشاهد التلفزيون.
    ما أودّ لفت انتباهك إليه أختي ولاء هو و الصّبر على الفكرة حتّى تنضج و عدم الانسياق لحماسة الإنجاز ،كما لو كان حملا يجب التّخلّص منه .
    إنّ موضوعيّة انطلاق الأحداث و تناميها في الزّمن، شرط يُعلي من شأن القصّة كما يمكنه أن يسفل بها. و الجدير بالذّكر أنّ هذا الشّرط ليس حكرا على القصص ذات النزعة الواقعيّة كما قد يذهب في ظنّ البعض ، ذلك أنّه ينسحب بنفس القدر على قصص الأسطورة و الرّمز و غيرها من الأنماط العجائبيّة.فكون القصّة عجائبيّة لا يبرّر وقوعها في الخلط و البعثرة و العبث و الغموض المجاني.


    و للأسف هناك من الكتّاب الكبار من يسقط في هذا الخلل .
    قرأتُ نصّا لأحد كتّاب الرّواية ممّن لديهم إصدارات و باع في المجال ما يلي:

    طلبت منّي وقيدا.فتّشتُ في جيوبي ثمّ مددتُ لها العلبة......أشعلتْ سيجارة بطعم المطر....
    الرّاوي هنا يسرد قصّة يشارك في أحداثها،لكنّي لا أجد معنى لكونه عليما بطعم السّيجارة في فم السيّدة..

    لي عودة أختي الكريمة .
    أتمنّى أن لا أكون قد أزعجتك بثرثرتي.
    مودّتي و تقديري و شكري على صبرك معي. و ليرشح في ذهنك أنّ لديك موهبة تستحقّ الإشادة.
    مدوّنة

    فلكُ القصّة القصيرة

    تعليق

    • ريما ريماوي
      عضو الملتقى
      • 07-05-2011
      • 8501

      #3
      فعلا فكرة القصة جميلة...

      شكرا لك....


      أنين ناي
      يبث الحنين لأصله
      غصن مورّق صغير.

      تعليق

      • ولاء عطاالله
        أديب وكاتب
        • 04-01-2013
        • 39

        #4
        لا تقل هذا يأستاذ/محمد..بالعكس أنا أستفيد كثيراً من نصائحكم،ولقد صدقت فيما قولت بالنسبة لنقطة الصبر وأن الأحداث بها خلل ما..ولكن أنا أردت أن أجعل من أخته انعكاس وخيال ناتج عن عقله هو..نسبة لتوحده وانطوائيته..ولكن للآسف الحبكة تبعثرت كما قلت.
        واشكرك جزيل الشكر على مناقشتك وإهتمامك بالعمل..تحياتي لك.

        تعليق

        • ولاء عطاالله
          أديب وكاتب
          • 04-01-2013
          • 39

          #5
          أشكرك ريما..مرورك الأجمل..تحياتي لكِ

          تعليق

          يعمل...
          X