يلعن أبوك يابخيت / د. توفيق حلمي
وصلني هذا المقال الذي بدا لي وكأنه يعقد مقارنة وإسقاطا تاريخيا على حدث بعينه
ليحدد مفارقة زمنية وعقدية مسحوبة على حامل واحد هو الوطن وفي الحقيقة
أنني وجدت أن المقال ساخر بامتياز لما قدمه من تعرية لمواقف معينة مستعينا
بالإسقاط التاريخي وربما كان هذا مدخلا للحديث حول هذا النوع من الأدب الساخر
في قالب " المقال " فإليكم المقال :
أول مانبدى نصلى على النبى نبى عربى يلعن أبوك يا بخيت
كان بيرم يلعن كل المتشددين فى كل العصور فى لعْنِهِ للشيخ بخيت ، فلكل وقت بخيت مثله ، وغيره الكثير ، فمنهجهم واحد ، ودورهم متجدد ومنحاز دائماً للمحتلين ، بينما هو ( المحتل ) يستخدم جهلهم وسطحيتهم لأغراضه فى الهيمنة وإعاقة تقدم المجتمعات ، فلعنة بيرم متجددة على كل بخيت وكل من تشدد مثله ، وكل من يهاجم الوطنية المصرية الصميمة ، لقد واجه بيرم بخيتاً واحداً ، واليوم نرى ألف ألف بخيت ، فى مصر وسوريا وتونس وكل بلاد المسلمين ، لقد انتشروا كأسراب الجراد تمحق حقول الخير ، وكالتتار يدمرون ماعمر ويحرقون ماكُتِب ، ومازال عملية إزجاء الخصومة بين الدين والوطنية قائمةً على يد أمثال الشيخ وإخوانه ، فهى الخطة الرئيسة لضرب الثورة المصرية ورموزها الوطنية فى مقتل منذ ثورة ١٩ وحتى الآن ، رحم الله شاعرنا بيرم التونسى فإنا نفتقده ، ولو كان بيننا الآن فمن ياترى كان الذي سيضع اسمه مكان اسم الشيخ بخيت ؟؟ ... إنهم كثيرون !! .
د. توفيق حلمي
تعليق