تجربة الانجراف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    تجربة الانجراف

    [table1="width:95%;background-image:url('http://www.hanaenet.com/vb/imgcache/2415.imgcache');background-color:#cc9900;border:3px groove gray;"][cell="filter:;"][align=left][align=center][table1="width:80%;background-image:url('http:///up/uploads/images/w-4cba786cc0.gif');background-color:#003300;border:3px groove gray;"][cell="filter:;"][align=right]

    تجربة الانجراف


    مازال يسكنني الحب
    هنا، حيث تركت حرفا ونبضا
    سواحل للأشواق
    مواعيد للحظة تعود
    سمعتُ الماء يرتّبٌ وقته على مواطئ الموج
    يغسلُ روحه بإشراقة الشمس
    لعبتُ رملا
    بذرتُ حَبّا
    ورسمتُ ظلاّ
    أستظلّ به في الهجير
    مازال صوتي يحتضن لغة من حنين
    وجوه ترقص هناك في مفترق القرارات
    القرارات المشحونة بالوجع والغربة

    كأنّي سندباد الرحلة القادمة

    كأنّي سنديانة عانقت فأس حطابها
    كأنّي أغنية متيّمة على مرافئ النسيان

    كأنّي عشبة يابسة
    صدفة غلبها الموج
    بين تجذيف وتجويف

    هنا أنا
    حلمي بلا أكمام
    بلا غطاء
    بلا سقف
    أبعثرني في الصمت
    أنشدُ أوراقا مسافرة
    أمثالا في أخر الكتاب
    اختزنُني سنابل جوعى
    أسكبني ُقوارير عطر
    تحت جدار التيه
    أُنسَخني صورا رماديّة
    على أهبة الريح، أغلق المسارب

    وأُسائل حلمي :
    من أين يطرأ الزمهريرُ؟؟
    كلحظة صمت تعرّتْ
    تراكمتْ
    ضجّتْ
    طارت بعيدا بأجنحة شبه مبتورة
    نخلة أنا تمتاق ملح البحيرات

    تنغرس فواصل وعلاماتِ استفهام
    إلى متى ، تتراكم فينا الغيوم

    ويكبر الغولٌ في الكواليس؟؟
    يُحيل الحبال مشنقة
    المسافة مقصلة
    و تطلق البيوت تنهيدة غائرة
    والمدينة تجمع شوارعها وتغادر

    صفصافة تركتُ ظلّي على التراب
    أمنح الغرباء الورد

    أقف الآن بين الذهاب والإياب

    لا شيء يتبعني
    سوى المشاهد الضيّقة

    أرحلُ...ارحلُ
    ترثني الأشياءُ حين تسقط عارية
    ترتعد كإثم
    كتجربة أنهكها الانجراف
    مليئة أنا وجعا.......دمعا
    ماعاد اللوز من رحلته بعدُ
    وسنابلي ، ماعادت تخزن المطرَ
    حقول الجفاف تنوح تنوح ، غيابنا
    وتلوّح من بعيد بعيد

    انا القتيل الذي لا يموت
    بذرتُ الضوء في العتمة
    كتبت ألف ترتيلة و ترتيلة
    لشموع الصمت
    فدثرني الصقيع على شرفة الوقائع
    أوجعتني سياط الأصابع
    تلك التي امتدت إلى بياضي
    ألبستني ثوب القربان
    و رمتني للغول




    De. Souleyma Srairi
    [/align][/cell][/table1][/align][/align][/cell][/table1]

    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
  • آمال محمد
    رئيس ملتقى قصيدة النثر
    • 19-08-2011
    • 4507

    #2



    تراكمات حسية استطعت توظيفها بلغة قارئة
    امتد على مساحة مشاعرك ...صادقة حزينة
    وكأنها تنهيدة غائرة

    استجمعت قواك لتبكي هنا ماء وشعرا

    بعض التقريرية ابعدت التنهيدة قريب القلب
    ولكن ما تلبث ان تنزح نحو الجمال


    ولم تزل الرقة تحكم العبارات
    تفسرك بجميل اللحن


    محبتي


    تعليق

    • ابراهيم سعيد الجاف
      ناص
      • 25-06-2007
      • 442

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
      تجربة الانجراف


      مازال يسكنني الحب
      هنا، حيث تركت حرفا ونبضا
      سواحل للأشواق
      مواعيد للحظة تعود
      سمعتُ الماء يرتّبٌ وقته على مواطئ الموج
      يغسلُ روحه بإشراقة الشمس
      لعبتُ رملا
      بذرتُ حَبّا
      ورسمتُ ظلاّ
      أستظلّ به في الهجير
      مازال صوتي يحتضن لغة من حنين
      وجوه ترقص هناك في مفترق القرارات
      القرارات المشحونة بالوجع والغربة

      كأنّي سندباد الرحلة القادمة

      كأنّي سنديانة عانقت فأس حطابها
      كأنّي أغنية متيّمة على مرافئ النسيان

      كأنّي عشبة يابسة
      صدفة غلبها الموج
      بين تجذيف وتجويف

      هنا أنا
      حلمي بلا أكمام
      بلا غطاء
      بلا سقف
      أبعثرني في الصمت
      أنشدُ أوراقا مسافرة
      أمثالا في أخر الكتاب
      اختزنُني سنابل جوعى
      أسكبني ُقوارير عطر
      تحت جدار التيه
      أُنسَخني صورا رماديّة
      على أهبة الريح، أغلق المسارب

      وأُساءل حلمي :
      من أين يطرأ الزمهريرُ؟؟
      كلحظة صمت تعرّتْ
      تراكمتْ
      ضجّتْ
      طارت بعيدا بأجنحة شبه مبتورة
      نخلة أنا تمتاق ملح البحيرات
      تنغرس فواصل وعلاماتِ استفهام
      إلى متى ، تتراكم فينا الغيوم

      ويكبر الغولٌ في الكواليس؟؟
      يُحيل الحبال مشنقة
      المسافة مقصلة
      و تطلق البيوت تنهيدة غائرة
      والمدينة تجمع شوارعها وتغادر
      صفصافة تركتُ ظلّي على التراب
      أمنح الغرباء الورد

      أقف الآن بين الذهاب والإياب

      لا شيء يتبعني
      سوى المشاهد الضيّقة

      أرحلُ...ارحلُ
      ترثني الأشياءُ حين تسقط عارية
      ترتعد كإثم
      كتجربة أنهكها الانجراف
      مليئة أنا وجعا.......دمعا
      ماعاد اللوز من رحلته بعدُ
      وسنابلي ، ماعادت تخزن المطرَ
      حقول الجفاف تنوح تنوح ، غيابنا
      وتلوّح من بعيد بعيد

      انا القتيل الذي لا يموت
      بذرتُ الضوء في العتمة
      كتبت ألف ترتيلة و ترتيلة
      لشموع الصمت
      فدثرني الصقيع على شرفة الوقائع
      أوجعتني سياط الأصابع
      تلك التي امتدت إلى بياضي
      ألبستني ثوب القربان
      و رمتني للغول
      مرحى قديرتي
      نص جميل أجدت فاضلتي
      يعجن جميلا المحنط من الملفوظ ولا يضير كائنية المعني لأن من يقيناته البناء وهو حصل حين اجتاز ارتكاس المعنى وأحدث التمييز والتفريق بين الموت والقتل لك الهناء كريمتي.
      التعديل الأخير تم بواسطة ابراهيم سعيد الجاف; الساعة 15-04-2013, 06:01.
      إبراهيم الجاف
      من كرد كردستان
      al_jaf6@yahoo.com
      al-j-af@live.com
      http://facebook.com/abrahym.aljaf

      تعليق

      • سليمى السرايري
        مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
        • 08-01-2010
        • 13572

        #4
        شكرا أستاذتي آمال على مرورك اللطيف
        فائق التحيّة والتقدير

        لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

        تعليق

        • سليمى السرايري
          مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
          • 08-01-2010
          • 13572

          #5
          أستاذ الجاف

          شكرا لمرورك اللطيف.

          تحياتي وتقديري



          لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

          تعليق

          • محمد مثقال الخضور
            مشرف
            مستشار قصيدة النثر
            • 24-08-2010
            • 5517

            #6
            الأستاذة العزيزة
            سليمى

            كأن النص معزوفة للروح
            أنشودة للوحدة والطرق الطويلة التي لا نهايات لها
            أو لوحة زيتية الألم
            لا إطار لها مفتوحة على كل الجدران التي تصنع السجون
            وتعلو في محاولة لاصطياد الهواء
            والنجوم

            جميلة كنت كما أنت دوما
            والنص رائق هادئ
            وقراءته رائعة

            تحياتي وتقديري لك

            تعليق

            • مهيار الفراتي
              أديب وكاتب
              • 20-08-2012
              • 1764

              #7
              تجربة الانجراف
              مازال يسكنني الحب
              هنا، حيث تركت حرفا ونبضا
              سواحل للأشواق
              مواعيد للحظة تعود

              سمعتُ الماء يرتّبٌ وقته على مواطئ الموج
              يغسلُ روحه بإشراقة الشمس
              لعبتُ رملا
              بذرتُ حَبّا
              ورسمتُ ظلاّ
              أستظلّ به في الهجير
              مازال صوتي يحتضن لغة من حنين
              وجوه ترقص هناك في مفترق القرارات
              القرارات المشحونة بالوجع والغربة
              تقف الشاعرة على حافة شاطئ ينتهكه الموج
              لتكتب عن تجربة الانجراف قد يكون الانجراف في الحب أو الحلم و لكنها تبقى تجربة
              تختار الشاعرة مازال كإفتتاحية و دلالة على الاستمرارية لحلم مبني على الرمل بين الابحار و الاحجام يبقى القرار صعبا عند مفترق الموج توكيد القرارت جاءت لتعميق الوجع و للدلالة على صعوبة الاختيار و هو ضروري لاكتمال الصوت و صداه المعلل فالقرارت الأولى صوت و الثانية بمثابة صوت آخر ينطلق من الأعماق أو صدى لصوت واقف في الناحية الأخرى من الذات يؤكد على على مرارة المشهد
              كأنّي سندباد الرحلة القادمة
              كأنّي سنديانة عانقت فأس حطابها
              كأنّي أغنية متيّمة على مرافئ النسيان
              كأنّي عشبة يابسة
              صدفة غلبها الموج
              بين تجذيف وتجويف

              هنا استعراض لثنائيات الوجع امتداد بين مستقبل محفوف بالمجهول كأني سندباد الرحلة القادمة و ماض قائم على الوجع كأني سنديانة عانقت فأس حطّابها و هنا يتم تكرار التشبيه عمدا فلذلك التكرار غرض جمالي في محاولة لمقاربة الوجع بالاضافة إلى الغرض البلاغي كون التشبيه من أهم أساليب البلاغة كما أشار الجرجاني و السكاكي و هناك غرض آخر و هو التأكيد على ضبابية الحالة التي تسكن الكاتبة فهي تتأرجح بين ترقب حلم و جرج عتيق و مرارة انتظار و قنوط و أخيرا توكل الأمور إلى القدرية التي تتمثل في الموج
              هنا أنا
              حلمي بلا أكمام
              بلا غطاء
              بلا سقف
              أبعثرني في الصمت
              أنشدُ أوراقا مسافرة
              أمثالا في أخر الكتاب
              اختزنُني سنابل جوعى
              أسكبني ُقوارير عطر
              تحت جدار التيه
              أُنسَخني صورا رماديّة
              على أهبة الريح، أغلق المسارب
              وأُسائل حلمي :
              من أين يطرأ الزمهريرُ؟؟
              كلحظة صمت تعرّتْ
              تراكمتْ
              ضجّتْ
              طارت بعيدا بأجنحة شبه مبتورة
              نخلة أنا تمتاق ملح البحيرات

              تنغرس فواصل وعلاماتِ استفهام
              إلى متى ، تتراكم فينا الغيوم

              هذا المقطع جميل جدا حيث يبدأ بحلم معرى و بصورة رائعة حلمي بلا أكمام بلا غطاء بلا سقف هذا الحلم خرج من بؤرة الوحدة التي تفترس الفرح حيث البعثرة في الصمت و الركض وراء الأوراق المسافرة و تحس بقمة وجع الكتابة حين تخبرك أنها تختزن سنابل جوعى فالسنابل دلالة العطاء المتجدد و لكنها جوعى إنها بطريقة أخرى تقول إن حالة الجفاف تسكنها و لكنها برغم ذلك تسكب نفسها مواسم فرح لكن هذه المواسم ليس لها معنى لإنها مهدورة على أعتاب التيه و هنا تطرح و بتسلل منطقي السؤال الذي راكمته حالات الهزيمة و الاحباط إلى متى تتراكم فينا الغيوم ؟؟ و التراكم دليل الاختناق الذي لا يجد متنفسا يفضي إلى حلم تكون النفس سعيدة بالانسكاب فيه
              ويكبر الغولٌ في الكواليس؟؟
              يُحيل الحبال مشنقة
              المسافة مقصلة
              و تطلق البيوت تنهيدة غائرة
              والمدينة تجمع شوارعها وتغادر
              صفصافة تركتُ ظلّي على التراب
              أمنح الغرباء الورد
              أقف الآن بين الذهاب والإياب
              لا شيء يتبعني
              سوى المشاهد الضيّقة

              في هذا المقطع تأكيد للحيرة التي طرحها المقطع الأول
              و هنا يكبر القلق من الخواء الذي يكبر في عتمة الوقت بدلالة الرحيل الذي تلبسه الأشياء فالبيوت تغادر و الصفصافة لا يتبقى منها سوى الظل و هنا يبرز الجمال التصويري عن طريق تشخيص الأشياء و تحميلها مرارة الوجع
              أرحلُ...ارحلُ
              ترثني الأشياءُ حين تسقط عارية
              ترتعد كإثم
              كتجربة أنهكها الانجراف
              مليئة أنا وجعا.......دمعا
              ماعاد اللوز من رحلته بعدُ
              وسنابلي ، ماعادت تخزن المطرَ
              حقول الجفاف تنوح تنوح ، غيابنا
              وتلوّح من بعيد بعيد
              انا القتيل الذي لا يموت
              بذرتُ الضوء في العتمة
              كتبت ألف ترتيلة و ترتيلة
              لشموع الصمت
              فدثرني الصقيع على شرفة الوقائع
              أوجعتني سياط الأصابع
              تلك التي امتدت إلى بياضي
              ألبستني ثوب القربان
              و رمتني للغول

              في هذا المقطع تقرر الكاتبة الرحيل و لو في موج من الوهم لأنها تعبت الانتظار الذي لم يترك إلا الجفاف ربما أن الوقت و من حولها و حتى الطبيعة كل ساهم في عملية اغتيالها و رغم ذلك فهي لم تزل نابضة و تزرع الضوء في العتمة
              محملة بآلامها تنطق بأوجاع الأنثى التي لا تحس بإنها أنصفت و بذلك فالكاتبة فصلت في الوجع الأنثوي بل و نجحت في إبصال الصرخة المكبوتة بطريقة شعرية مدهشة
              الأديبة الراقية سليمى السرايري
              رغم كل السواد الذي يخنق النص إلا أنه كان جميل جدا بوركت
              يثبت









              أسوريّا الحبيبة ضيعوك
              وألقى فيك نطفته الشقاء
              أسوريّا الحبيبة كم سنبكي
              عليك و هل سينفعك البكاء
              إذا هب الحنين على ابن قلب
              فما لحريق صبوته انطفاء
              وإن أدمت نصال الوجد روحا
              فما لجراح غربتها شفاء​

              تعليق

              • فوزي سليم بيترو
                مستشار أدبي
                • 03-06-2009
                • 10949

                #8
                أبحرت مع النص مستمتعا
                قرأته ثانية بعد المرور على ردود الزملاء
                فازداد اعجابي به
                لمست الصدق والحزن . وإصرار بطلة النص
                على هزم الغول المتربص المتحفز حتى لو غدت قربانا .
                لن يهزم إنسان سلاحه الحب .
                تحياتي سليمى
                فوزي بيترو

                تعليق

                • منار يوسف
                  مستشار الساخر
                  همس الأمواج
                  • 03-12-2010
                  • 4240

                  #9
                  العزيزة سليمى
                  بدون مجاملة
                  استمتع كثيرا بالقراءة لك
                  فنانة حقيقية تستطيع أن ترسم إحساسها بكل دقة
                  التصوير مدهش
                  و المفردات كانت بين أصابعك كفراشات تحط حيث تريدين
                  أسجل إعجابي بما قرأت
                  محبتي و تقديري

                  http://www.youtube.com/watch?v=Wn0q5aa4WN0

                  تعليق

                  • صادق حمزة منذر
                    الأخطل الأخير
                    مدير لجنة التنظيم والإدارة
                    • 12-11-2009
                    • 2944

                    #10

                    تجربة الانجراف


                    بدءا من العنوان نقف أمام حالة شديدة الحركة, وهذه البداية الصاخبة توحي بكثير
                    من التوتر النفسي والعاطفي للبطلة وللنص وربما للكاتبة ويضعنا على أهبة الاستعداد
                    للانزلاق باتجاه الحدث الصاخب ليفصح بعد ذلك النص عن افتتاحية مدهشة أكثر قوة وثبات
                    وتصميم وتخالف التوقع وكأنها تبدأ من نهاية التجربة.. من نهاية
                    الانجراف .." مازال يسكنني الحب ..!! "


                    مازال يسكنني الحب

                    حرفا ونبضا
                    سواحل
                    مواعيد
                    للحظة تعود

                    الماء يرتّبٌ وقته
                    يغسلُ روحه

                    بذرتُ حَبّا
                    ورسمتُ ظلاّ

                    بعد مقطع يكاد يوحي بالتماسك والتقاط الأنفاس بعد تجربة صاخبة ويتمسك بالأمل
                    القادم على أكتاف الوقت .. تبدأ البطلة بالحديث عن تجربتها الصاخبة والمؤلمة
                    فالمرارة تشتد عندما يكون الشخص هو نفسه على المحك وهو المستهدف
                    ولذلك كان الإعلان عن الوجود عن الذات مستمرا من أول لحظة " مازال يسكنني
                    الحب .. بذرت .. رسمت .. مازال صوتي .. كأني سندباد ..سنديانة .. عشبة .. صدفة .."
                    هكذا كانت تعلن وجودها في كل الأشياء وفي قلب المعاناة ..

                    مازال صوتي .. حنين
                    وجوه ترقص
                    بالوجع والغربة
                    كأنّي سندباد

                    كأنّي سنديانة
                    كأنّي أغنية .. النسيان

                    كأنّي عشبة
                    صَدَفة

                    ويستمر الصراع وتستمر ال بطلة بالمقاومة والتحدي والتصميم على الانتصار على محاولة
                    إسقاطها وإلغائها من " أجندة الحاضر والمستقبل " لتصرخ .. هنا أنا .. وترسم حالة العنف
                    التي تكابدها وتقاوم " أبعثرني .. أختزنني .. أسكبني .. أنسخني .. أغلق المسارب " إنه توصيف
                    دقيق للكر والفر في معركة لا هوادة فيها في حين ..لا أمل يلوح في الأفق ..



                    هنا أنا
                    حلمي بلا أكمام
                    بلا غطاء
                    بلا سقف
                    أبعثرني
                    أنشدُ أوراقا
                    أمثالا
                    اختزنُني
                    أسكبني

                    أُنسَخني
                    أغلق المسارب

                    وفي لحظة تجلّ تتوقف البطلة لوهلة مع نفسها في منلوج وجداني داخلي رائع تسفك فيه
                    دم المسؤول عن هذا الإخفاق " من أين أتت هذه القسوة .. تعرت .. تراكمت .. ضجت .. طارت
                    ليكبر غول الحلم وتستفحل الغربة في كل الأشياء ..

                    وأُسائل حلمي :
                    من أين
                    كلحظة تعرّتْ
                    تراكمتْ
                    ضجّتْ
                    طارت
                    نخلة أنا
                    تتراكم الغيوم
                    ويكبر الغولُ
                    يُحيل الحبال مشنقة
                    المسافة مقصلة

                    البيوت تنهيدة
                    والمدينة .. وتغادر
                    ومرة تلو الأخرى تعود للإعلان عن الذات صارخة بملء جبروت الأنثى سيدة الجمال في الطبيعة
                    في وجه حالة الانجراف خارج مشهد الحياة وقد عصفت بها المخاوف والأوجاع وتصاعد الأسى
                    والأسف في أركان نفسها .. وفي وجه كل هذه القسوة والأسى والعنف تخرج منها صرخة تحدٍ
                    أخيرة هي أشبه بتحدي المحكوم بالإعدام " أنا القتيل الذي لا يموت " ربما كان تعبيرا عن التحدي
                    الشديد والتمسك بالأمل .. وربما كان تعبيرا عن الألم الشديد والشعور بالحاجة للموت للتخلص
                    من الألم المتراكم ولكن لا يخلو من إدانة لآخرين تسببوا بكل هذا الألم ..


                    أقف الآن
                    لا شيء يتبعني
                    أرحلُ...ارحلُ
                    ترثني الأشياءُ
                    ترتعد كإثم
                    كتجربة أنهكها الانجراف

                    مليئة أنا وجعا
                    ماعاد اللوز
                    وسنابلي
                    حقول الجفاف تنوح

                    انا القتيل الذي لا يموت
                    بذرتُ الضوء
                    كتبت ألف ترتيلة
                    فدثرني الصقيع
                    أوجعتني الأصابع
                    ألبستني ثوب القربان
                    و رمتني للغول

                    نهاية مدوية صادمة حملت تصعيدا صارخا تعيدنا إلى أجواء العنوان " تجربة الانجراف "
                    كانت قصيدة رائعة و تجربة ذاتية معقدة تصعب الكتابة عنها والخوض بها بهذا
                    الإيقاع المتناغم والمتواتر و البناء الدرامي الذكي لإيصال الفكرة بهذه القوة وقد
                    أعجبني كثيرا تعدد أساليب التعبير بين الإعلان والوصف والحوار والمنلوج , والتداخل
                    الزمني في رصف الأفعال الذاتية .. فعلتُ .. أفعلُ .. كان هناك تفجير زمكاني للغة
                    النص يوحي بتجربة انجراف .. أحييك أديبتنا سليمى على هذا النص الجميل والشديد
                    القسوة فأنا لم أعتد هذه القسوة في نصوصك ..



                    تحيتي وتقديري لك






                    تعليق

                    • نجلاء الرسول
                      أديب وكاتب
                      • 27-02-2009
                      • 7272

                      #11
                      أمنح الغرباء الورد

                      أرى النص هنا
                      مع كل من سبقني في التعليق

                      من أجمل النصوص تلك الدرامية
                      التي تأسر النفس بقوة
                      حين تنتقل الصورة نحو المشهدية

                      كنت هناك قديرة ورائعة
                      صديقتي سليمى
                      لك الفرح ولوردة الطريق الحزين


                      نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


                      مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
                      أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

                      على الجهات التي عضها الملح
                      لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
                      وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

                      شكري بوترعة

                      [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
                      بصوت المبدعة سليمى السرايري

                      تعليق

                      • سليمى السرايري
                        مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                        • 08-01-2010
                        • 13572

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد مثقال الخضور مشاهدة المشاركة
                        الأستاذة العزيزة
                        سليمى

                        كأن النص معزوفة للروح
                        أنشودة للوحدة والطرق الطويلة التي لا نهايات لها
                        أو لوحة زيتية الألم
                        لا إطار لها مفتوحة على كل الجدران التي تصنع السجون
                        وتعلو في محاولة لاصطياد الهواء
                        والنجوم

                        جميلة كنت كما أنت دوما
                        والنص رائق هادئ
                        وقراءته رائعة

                        تحياتي وتقديري لك

                        شاعرنا الراقي محمد الخضور

                        الأجمل هو حضورك المتميّز كما دائما
                        هي فسحة بين الروح والذات الشاعرة
                        التفاصيل الصغيرة التي تنبض بالوجع...
                        رغم كلّ هذا، لابدّ للنورس من أجنحة
                        ولا بدّ من الطيران خارج تلك الجدران.

                        شكرا لأنّك هنا.

                        لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                        تعليق

                        • سليمى السرايري
                          مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                          • 08-01-2010
                          • 13572

                          #13
                          الأستاذ الشاعر والناقد الرائع
                          ~~ مهيار الفراتي ~~

                          وقفت هنا طويلا عند مداخلتك القيّمة التي أضافت الكثير إلى النص
                          وفتحتْ اق=فقا أكبر من كل المسافات الحزينة داخله، صيّرت المتخفّي هيكلا يرتفع في كل الفقرات التي لامستها
                          وتبيّن بوضوح نقاط الوجع الكامنة هنا وهناك
                          تحليل عميق ، لكأنّك طيبب تضع اصبعك على الجرح.
                          شكرا و ألف ، على ما غمرت به نصوصي المتواضعة من عناية فائقة.
                          كثير عليّ هذا الإهتمام والتتويج.

                          شكرا لك من القلب.

                          غمرت حزني بالجمال.

                          تقديري الكبير

                          لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                          تعليق

                          • عايده بدر
                            أديب وكاتب
                            • 29-05-2009
                            • 700

                            #14
                            انا القتيل الذي لا يموت
                            بذرتُ الضوء في العتمة
                            كتبت ألف ترتيلة و ترتيلة
                            لشموع الصمت
                            فدثرني الصقيع على شرفة الوقائع
                            أوجعتني سياط الأصابع
                            تلك التي امتدت إلى بياضي
                            ألبستني ثوب القربان
                            و رمتني للغول

                            يالله يا سليمى
                            من أين تكتبين الحرف بمداد الملح هذا
                            من أين يأتي الأمان و كل الجهات حمراء عيون المسافات فيها
                            ما بال الوجع يرتكز بكل سلطانه فوق مراجل الروح المنهزمة بجدارة
                            كثير كثير يفيض به حرفك هنا و يأخذنا إلى حيث البعيد / القريب
                            الرائعة القديرة سليمى السرايري
                            حرف يهمس الوجع و حين تصم السماء أذنها
                            يضطر أن يرفع امتداد صوته في وجه المسافات
                            لك النور يا صديقتي و كل الحياة
                            و محبتي الدائمة
                            عايده


                            مدوناتي: صــ ــمــ ــت .... فراااغ
                            http://aydy0badr.blogspot.com/

                            تعليق

                            • مالكة حبرشيد
                              رئيس ملتقى فرعي
                              • 28-03-2011
                              • 4544

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
                              تجربة الانجراف


                              مازال يسكنني الحب
                              هنا، حيث تركت حرفا ونبضا
                              سواحل للأشواق
                              مواعيد للحظة تعود
                              سمعتُ الماء يرتّبٌ وقته على مواطئ الموج
                              يغسلُ روحه بإشراقة الشمس
                              لعبتُ رملا
                              بذرتُ حَبّا
                              ورسمتُ ظلاّ
                              أستظلّ به في الهجير
                              مازال صوتي يحتضن لغة من حنين
                              وجوه ترقص هناك في مفترق القرارات
                              القرارات المشحونة بالوجع والغربة

                              كأنّي سندباد الرحلة القادمة

                              كأنّي سنديانة عانقت فأس حطابها
                              كأنّي أغنية متيّمة على مرافئ النسيان

                              كأنّي عشبة يابسة
                              صدفة غلبها الموج
                              بين تجذيف وتجويف

                              هنا أنا
                              حلمي بلا أكمام
                              بلا غطاء
                              بلا سقف
                              أبعثرني في الصمت
                              أنشدُ أوراقا مسافرة
                              أمثالا في أخر الكتاب
                              اختزنُني سنابل جوعى
                              أسكبني ُقوارير عطر
                              تحت جدار التيه
                              أُنسَخني صورا رماديّة
                              على أهبة الريح، أغلق المسارب

                              وأُسائل حلمي :
                              من أين يطرأ الزمهريرُ؟؟
                              كلحظة صمت تعرّتْ
                              تراكمتْ
                              ضجّتْ
                              طارت بعيدا بأجنحة شبه مبتورة
                              نخلة أنا تمتاق ملح البحيرات
                              تنغرس فواصل وعلاماتِ استفهام
                              إلى متى ، تتراكم فينا الغيوم

                              ويكبر الغولٌ في الكواليس؟؟
                              يُحيل الحبال مشنقة
                              المسافة مقصلة
                              و تطلق البيوت تنهيدة غائرة
                              والمدينة تجمع شوارعها وتغادر
                              صفصافة تركتُ ظلّي على التراب
                              أمنح الغرباء الورد

                              أقف الآن بين الذهاب والإياب

                              لا شيء يتبعني
                              سوى المشاهد الضيّقة

                              أرحلُ...ارحلُ
                              ترثني الأشياءُ حين تسقط عارية
                              ترتعد كإثم
                              كتجربة أنهكها الانجراف
                              مليئة أنا وجعا.......دمعا
                              ماعاد اللوز من رحلته بعدُ
                              وسنابلي ، ماعادت تخزن المطرَ
                              حقول الجفاف تنوح تنوح ، غيابنا
                              وتلوّح من بعيد بعيد

                              انا القتيل الذي لا يموت
                              بذرتُ الضوء في العتمة
                              كتبت ألف ترتيلة و ترتيلة
                              لشموع الصمت
                              فدثرني الصقيع على شرفة الوقائع
                              أوجعتني سياط الأصابع
                              تلك التي امتدت إلى بياضي
                              ألبستني ثوب القربان
                              و رمتني للغول


                              هي لحظات تأتي
                              اريج قوافل
                              مفاتن حنين
                              ظلال تترنح
                              على صخرة صمت ينتفض
                              في عيون أنثى
                              ترفض السقوط
                              في قتامة العمر المسروق
                              تنتشل ملمحها الغض
                              من براثن المدى
                              وما يحمل المجهول
                              من رسائل موغلة
                              في الغموض


                              هي الوضاءة
                              تغسل دهشة الخوف
                              في نهر نشيد
                              اهتز تحت لحاف ممدود
                              من المهد الى اخضرار الرجفة
                              ليعود الصخب
                              الى مفردة ما فتئت
                              تنوء بظلها العذري
                              لتضيء ثمار الليل
                              وتنتزع الحياة
                              من براثن العبث
                              وصقيع الفجيعة
                              جميل ما نثرت روحك الشفافة
                              حروف تعكسسك بصدق
                              هذه كلمات حاولت بها التماهي
                              مع مع اوقدت هنا من اضلعك
                              اتمنى ان تروقك
                              رائعة كما دائما سليمى

                              تعليق

                              يعمل...
                              X