السجود .. من كتاب وقتٌ للصلاة
مشاركة في مهرجان الشعر الأول / رابطة الكتاب الأردنيين
لملمتُ حوادثَ الكونِ ، إليكَ تضرعا
وباركتُ الأرضَ بالبخورِ والهواءِ
أنا الشقيُّ
أهوى الترابَ
فتعضّني المسافاتُ والرحيلُ
تبعثرني رتابةُ الأمطارِ
صدىً ، لا يشقُّ المدى
وتخطّني رحلتي خربشاتٍ
على جدارات الكهوفِ
يهواني الترابُ ، كصديقٍ وفيٍّ
كلما أموتُ
والعشقُ قاتلٌ ، قاتلٌ بزي الغيمِ
بعطرٍ أنثويِ أو بطعمِ شجيراتٍ بريئة
حبيبتي ، أمي ، الوطنُ ، الناسُ ، أنتَ
وأنا الشهيدُ
أشياؤه ( كِيُوبيداتٌ ) طائشة
وقلبي – على مرمى السهامِ - هدفٌ وحيدٌ
(( والعادياتُ )) تفرُّ من دمي إلى أقاصي الأرض
تحثو الترابَ نحوي ، وتُغِيرُ
لا أنا أتقنُ الغزوَ ، ولا الطرائدَ يرشدها الماءُ
لا أنا بريءٌ ، ولا الطرائدَ تغريها الهزيمة
حتى عليَّ ، لا أبكي
أوفّرُ الدمعَ لخشيتك
أو لكثرةِ هزائمي ، وانتصاراته الجميلة
أفيضُ في آخرِ الليلِ
وأذهبُ عنّي إليَّ
إليهِ ، أو إليكَ
في زحام الكشفِ ، هناك في الظلامِ
كلما كان قطعُ الليلِ أكثرَ حُلكةً ، كان لامعا أكثر
يبرر الغزاةُ انتصاراتهم ، بسردِ الذكرياتِ والظلال المقدّسة
يموتُ العصاةُ من الإوبئةِ ، أو السيفِ ، أو حدِّ المقصلة
يُستشهدُ الآخرونَ
ويتقنُ الرواةُ حرفةَ الطين ، وشكلَ المرحلة
يا أيها الليلُ
كن سيدي ، في هذا الخرابِ
يا أيها الليلُ
كن مرشدي ، بظلامك اللامعِ
وتشظّى على ملامحِ أخوتي ، كي أراك فيهم
أو أراني في المرايا
السوادُ سيّدُ الظلالِ المقدّسة
وإخوتي سادةُ البياض
لا السوادُ يأتي ، لا البياضُ يذهبُ
ولا الرماديُّ يتقنُ البقاء هنا ، أو هناك
لا هنا أنا ، ولا أنا هناك
لا الحلمُ يتقنُ الأبجديّةَ فيهبطُ
ولا الشعرُ يتقنُ التحليقَ بالكلامِ
هكذا يعبرني الجنونُ قاطعا رحلتي
أنا الواقعيُّ ، وأنا الحالمُ ، لا تلتقيان
لا أعلمُ أنا ، مَن أنا
لا أعلمُ ، متى هنا
والشعرُ يدّعي النباهةَ
صامتٌ لو حكى
حالمٌ لو بكى
يغافلُ اللغةَ ، وخِلسةً يغيبُ ، ربما يغفو قليلا
لكنّ الحلمَ فتاةٌ لعوبٌ
تغريك بالهذيان ، فتترك الصحوَ
ناسيا خلفكَ كلَّ الكلامِ
يتساقطُ ناعما ، كريشِ الحمامِ
أوكالثلوجِ
أبيضَ ، بلا ضجيج
قد أحاورُ الإلهامَ ربما
لو كنتُ أنا أنا
أتقنُ الصمتَ بأبجدياتهِ
ورسمَ لوحاتِ ظلامٍ لامعة
وربما تخذلني اللغةُ ، مرّاتٍ كثيرةٍ
وقد لا يلمعُ الظلامُ
ربما ينجحُ ثائرٌ ، برسمِ ابتسامةٍ على وجهِ حبيبتهِ
وربما تنجحُ دبابةُ ، بقصفِ كلِّ المعابر
قد نصدّقُ من كذَّبوكَ ، وقد نُكذِّب من صدقوك
ربما لا تلفتُ انتباهنا الجريمة
وربما يلفتُ انتباهنا
طفلانِ جائعانِ يموتانِ وحيدين
أنا الواقعيُّ ، وأنا الحالمُ ، لا تلتقيان :
كيف يصيرُ الحصارُ ، ورقا
في جيبِ المسافرِ ، للكتابةِ والذكريات !
كيفَ يصيرُ الزحامُ ، وطنا
للمتعبينَ الهاربينَ منَ الذكرياتِ !
كيف يصير العيش ، قدرا
يقتل الجميعَ والذكريات ؟
لملمتُ حواثَ الكونِ إليه تضرعا
باركتُ الأرضَ بالبخورِ والهواء :
إلى السماءِ رفعتُ رأسيَ أشتكي ، ساجدا :
سبحانَك اللهمّ ، سبحانك
بقدر تماثل التاء ، بين مأساة وملهاة .
هيثم
مشاركة في مهرجان الشعر الأول / رابطة الكتاب الأردنيين
لملمتُ حوادثَ الكونِ ، إليكَ تضرعا
وباركتُ الأرضَ بالبخورِ والهواءِ
أنا الشقيُّ
أهوى الترابَ
فتعضّني المسافاتُ والرحيلُ
تبعثرني رتابةُ الأمطارِ
صدىً ، لا يشقُّ المدى
وتخطّني رحلتي خربشاتٍ
على جدارات الكهوفِ
يهواني الترابُ ، كصديقٍ وفيٍّ
كلما أموتُ
والعشقُ قاتلٌ ، قاتلٌ بزي الغيمِ
بعطرٍ أنثويِ أو بطعمِ شجيراتٍ بريئة
حبيبتي ، أمي ، الوطنُ ، الناسُ ، أنتَ
وأنا الشهيدُ
أشياؤه ( كِيُوبيداتٌ ) طائشة
وقلبي – على مرمى السهامِ - هدفٌ وحيدٌ
(( والعادياتُ )) تفرُّ من دمي إلى أقاصي الأرض
تحثو الترابَ نحوي ، وتُغِيرُ
لا أنا أتقنُ الغزوَ ، ولا الطرائدَ يرشدها الماءُ
لا أنا بريءٌ ، ولا الطرائدَ تغريها الهزيمة
حتى عليَّ ، لا أبكي
أوفّرُ الدمعَ لخشيتك
أو لكثرةِ هزائمي ، وانتصاراته الجميلة
أفيضُ في آخرِ الليلِ
وأذهبُ عنّي إليَّ
إليهِ ، أو إليكَ
في زحام الكشفِ ، هناك في الظلامِ
كلما كان قطعُ الليلِ أكثرَ حُلكةً ، كان لامعا أكثر
يبرر الغزاةُ انتصاراتهم ، بسردِ الذكرياتِ والظلال المقدّسة
يموتُ العصاةُ من الإوبئةِ ، أو السيفِ ، أو حدِّ المقصلة
يُستشهدُ الآخرونَ
ويتقنُ الرواةُ حرفةَ الطين ، وشكلَ المرحلة
يا أيها الليلُ
كن سيدي ، في هذا الخرابِ
يا أيها الليلُ
كن مرشدي ، بظلامك اللامعِ
وتشظّى على ملامحِ أخوتي ، كي أراك فيهم
أو أراني في المرايا
السوادُ سيّدُ الظلالِ المقدّسة
وإخوتي سادةُ البياض
لا السوادُ يأتي ، لا البياضُ يذهبُ
ولا الرماديُّ يتقنُ البقاء هنا ، أو هناك
لا هنا أنا ، ولا أنا هناك
لا الحلمُ يتقنُ الأبجديّةَ فيهبطُ
ولا الشعرُ يتقنُ التحليقَ بالكلامِ
هكذا يعبرني الجنونُ قاطعا رحلتي
أنا الواقعيُّ ، وأنا الحالمُ ، لا تلتقيان
لا أعلمُ أنا ، مَن أنا
لا أعلمُ ، متى هنا
والشعرُ يدّعي النباهةَ
صامتٌ لو حكى
حالمٌ لو بكى
يغافلُ اللغةَ ، وخِلسةً يغيبُ ، ربما يغفو قليلا
لكنّ الحلمَ فتاةٌ لعوبٌ
تغريك بالهذيان ، فتترك الصحوَ
ناسيا خلفكَ كلَّ الكلامِ
يتساقطُ ناعما ، كريشِ الحمامِ
أوكالثلوجِ
أبيضَ ، بلا ضجيج
قد أحاورُ الإلهامَ ربما
لو كنتُ أنا أنا
أتقنُ الصمتَ بأبجدياتهِ
ورسمَ لوحاتِ ظلامٍ لامعة
وربما تخذلني اللغةُ ، مرّاتٍ كثيرةٍ
وقد لا يلمعُ الظلامُ
ربما ينجحُ ثائرٌ ، برسمِ ابتسامةٍ على وجهِ حبيبتهِ
وربما تنجحُ دبابةُ ، بقصفِ كلِّ المعابر
قد نصدّقُ من كذَّبوكَ ، وقد نُكذِّب من صدقوك
ربما لا تلفتُ انتباهنا الجريمة
وربما يلفتُ انتباهنا
طفلانِ جائعانِ يموتانِ وحيدين
أنا الواقعيُّ ، وأنا الحالمُ ، لا تلتقيان :
كيف يصيرُ الحصارُ ، ورقا
في جيبِ المسافرِ ، للكتابةِ والذكريات !
كيفَ يصيرُ الزحامُ ، وطنا
للمتعبينَ الهاربينَ منَ الذكرياتِ !
كيف يصير العيش ، قدرا
يقتل الجميعَ والذكريات ؟
لملمتُ حواثَ الكونِ إليه تضرعا
باركتُ الأرضَ بالبخورِ والهواء :
إلى السماءِ رفعتُ رأسيَ أشتكي ، ساجدا :
سبحانَك اللهمّ ، سبحانك
بقدر تماثل التاء ، بين مأساة وملهاة .
هيثم
تعليق