الباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • شاكرين السامرائي
    أديبة وكاتبة
    • 15-06-2012
    • 574

    الباب




    هالها طول الباب الخشبي الذي امتد عاليا إلى حيث حافة الحائط, لونه داكن مما صعب عليها اكتشافه لولا اللافتة المكتوب عليها بخط واضح, ((ننصحكم بعدم فتح الباب)).
    كانت هناك فكرة واحدة فقط تدور في ذهنها ألا و هي أن تصل إلى أكرة الباب التي هي أعلى بكثير من مستوى رأسها و ذلك لفتح الباب العملاق و معرفة ما خلفه. بَحثت حولها فوجدت سُلما خشبيا قديما مَرميا إلى جانب الحائط, حَملته بصعوبة و أسندته على الباب و أخذت بتسلقه, كانت تضع قدمها برفق على كل درجة من درجاته خوفا من تهشم الخشب الذي كان يصدر أصواتا و صريرا. تضع أذنيها على الباب كل حين علها تسمع أي صوت يفضح ما خلفه. اقتربت إلى حيث تريد, و بسرعة مدت يديها لتلامس أكرة الباب, لكن جسمها المائل فقد توازنه فأنهار السلم و كُسِر.

    تمساكت و عضت على نواجذها جراء الألم, رفعت جسدها ببطء من الأرض و نفضت التراب من على ملابسها. تفحصت السلم الخشبي الذي تهشم جزء منه. حاولت إصلاحه بما لديها من مسامير و حبال, جرحت يديها عدة مرات, لكنها كانت مصممة للمضي إلى حيث أرادت. ربطت جروح يديها بقماش وعاودت رفع السلم و أسناده على الجدار. هي ترتفع رويدا رويدا من الأرض, بصرها شاخص إلى حيث أكرة الباب. وصلت أخيرا إليها, مسكتها بقوة, صرخت من جروح يديها, لكن لم تفلح في فتح الباب. عليها أن تحاول و تحاول و تتحمل كل وجع, أخيرا شعرت بحركة خفيفة إذ تحركت الأكره المعدنية و الباب أخيرا يفتح و يتراجع. لم تشعر إلا و هي تتهاوى و السلم إلى الفراغ خلف الباب, تعاظم الوجع في جسدها مع صداع في الرأس, قاومت جاذبية الأرض و نهضت, مسحت قطرات الدم و العرق من على جبينها و أخذت باكتشاف ما حجبه الباب. لم يكن هناك إلا غرفة ضيقة و مرايا عتيقة غطت كل الجدران, لم تر إلا انعكاسا باهتا لصورتها بملابسها المعفرة بالتراب و جروحها النازفة. لامست المرايا ثم ضغطت بقوة بكلتا يديها عسى أن تتحرك أحداهن لكن دون جدوى. شعرت بقطعة خشبية تحت قدميها تغطيها بقايا التراب, هي لافتة بكلمات مسحت بعض حروفها, جحظت عيناها و أسقط في يديها و هي تقرأ ما كُتِب:
    عذرا, نصحناكم بعدم فتح الباب.


    تحياتي - شاكرين السامرائي

    19/4/ 2013

    التعديل الأخير تم بواسطة شاكرين السامرائي; الساعة 31-03-2014, 18:33.
  • ميساء عباس
    رئيس ملتقى القصة
    • 21-09-2009
    • 4186

    #2
    جميلة
    ممتعة مشوقة ياشاكرين الغالية
    مغامرة لذيذة
    وفضول يقتلنا
    لكن ماخلف الباب لم يكن مقنعا
    لابد أن يكون ماخلفه أكثر بشاعة
    حتى يكون أغلاقه بهذا الباب الهائل
    مقنعا
    الفكرة جميلة
    سعدت جدا بقصتك الجميلة
    وبأسلوبك الأجمل
    محبتي وتقديري
    ميساء العباس
    مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
    https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

    تعليق

    • ريما ريماوي
      عضو الملتقى
      • 07-05-2011
      • 8501

      #3
      هذا واحد فاضي الذي صمم هذه الغرفة
      ببابها العملاق، تعلم في استوديوهات هوليوود..
      القصة ممتعة، مشوقة...

      ممكن تأويلها بالحياة نفسها..
      إلا كل واحد فينا يخوض التجارب بنفسه،
      ولا يعتمد على خبرات من سبقوه فقط،
      مهما عظمت العقبات...

      أعجبتني القصة... وطريقة السرد.

      شكرا لك أ. شاكرين...

      مودتي واحترامي وتقديري.


      أنين ناي
      يبث الحنين لأصله
      غصن مورّق صغير.

      تعليق

      • شاكرين السامرائي
        أديبة وكاتبة
        • 15-06-2012
        • 574

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ميساء عباس مشاهدة المشاركة
        جميلة
        ممتعة مشوقة ياشاكرين الغالية
        مغامرة لذيذة
        وفضول يقتلنا
        لكن ماخلف الباب لم يكن مقنعا
        لابد أن يكون ماخلفه أكثر بشاعة
        حتى يكون أغلاقه بهذا الباب الهائل
        مقنعا
        الفكرة جميلة
        سعدت جدا بقصتك الجميلة
        وبأسلوبك الأجمل
        محبتي وتقديري
        ميساء العباس
        شكرا استاذتي الفاضلة للمرور كم سعدت بجميل تعليقك على القصة,,
        من وجهة نظري لا يوجد أبشع من رؤية النفس بمنظر باهت من أجل هدف دام عمرا طويلا أتضح انه ليس الا وهما و سرابا
        أمتناني لكم و عميق شكري

        تعليق

        • عبير هلال
          أميرة الرومانسية
          • 23-06-2007
          • 6758

          #5
          لا أعلم ولكن نظرتي للقصة كالأتي أن الممنوع مرغوب

          فحين نود اقناع شخص بعمل شيء ما

          نقول له العكس هههههه

          قلم رائع وفكرة مميزة وخيال واسع

          عندي احساس أنك ستبرعين بقصص الأطفال

          فهل خضت التجربة؟؟

          محبتي للرائعة

          وآمل أن تكون كل ابواب الحياة موصدة
          حتى نفتحها بجهودنا وإلا لن يكون هناك طعم لذيذ
          لمن لا يناضل ويتعب ليحقق اهدافه..
          sigpic

          تعليق

          • شاكرين السامرائي
            أديبة وكاتبة
            • 15-06-2012
            • 574

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
            هذا واحد فاضي الذي صمم هذه الغرفة
            ببابها العملاق، تعلم في استوديوهات هوليوود..
            القصة ممتعة، مشوقة...

            ممكن تأويلها بالحياة نفسها..
            إلا كل واحد فينا يخوض التجارب بنفسه،
            ولا يعتمد على خبرات من سبقوه فقط،
            مهما عظمت العقبات...

            أعجبتني القصة... وطريقة السرد.

            شكرا لك أ. شاكرين...

            مودتي واحترامي وتقديري.

            شكرا لك عزيزتي جميل تواجدك هنا و ما تركته من تعليق لطيف و ظريف
            أحلامنا دائما نجدها خلف ابواب عملاقة من صنع خيالنا نحن و نحن فقط,,
            الهدف هو الوصول و فتح هذه الابواب,
            يأخذنا الفضول و تدفعنا العزيمة لمعرفة المجهول,
            و ربما نرفض اي تنبيه و دلالة على اننا بطريق خاطئ
            كم موجع ان نكتشف ان كل ذلك لم يكن الا وهما

            أمتناني و مودتي

            تعليق

            • شاكرين السامرائي
              أديبة وكاتبة
              • 15-06-2012
              • 574

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عبير هلال مشاهدة المشاركة
              لا أعلم ولكن نظرتي للقصة كالأتي أن الممنوع مرغوب

              فحين نود اقناع شخص بعمل شيء ما

              نقول له العكس هههههه

              قلم رائع وفكرة مميزة وخيال واسع

              عندي احساس أنك ستبرعين بقصص الأطفال

              فهل خضت التجربة؟؟

              محبتي للرائعة

              وآمل أن تكون كل ابواب الحياة موصدة
              حتى نفتحها بجهودنا وإلا لن يكون هناك طعم لذيذ
              لمن لا يناضل ويتعب ليحقق اهدافه..

              صدقت عزيزتي,, الغموض و ما فيه من جمال هو ما يدفع المرء بالمضي خلف حلم أو وهم
              كيف لي بشكركم لجميل القراءة و المشاركة.
              اما عن قصص الأطفال,, لم أجرب بعد و لكن من يدري ربما هو الباب العملاق الذي قد احاول فتحه و أتمنى ان يكون ورائه حديقة جميلة بالزهور و بضحكات الاطفال و ليس مجرد طيف واه.
              مودتي و أمتناني

              تعليق

              • مصطفى الصالح
                لمسة شفق
                • 08-12-2009
                • 6443

                #8
                أسلوب مشوق سلس

                ربما تكون الفكرة عندك ناضجة لكني لم أجدها في الحد الأدنى وهو الدهشة في الختام

                كل إنسان بطبعة سارد ، لكن القص الأدبي يتميز بعمق الفكرة وانفتاح النص وإسقاطاته

                بداية مشجعة

                تحية وتقدير
                [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                حديث الشمس
                مصطفى الصالح[/align]

                تعليق

                • نمر الفاروق
                  عضو الملتقى
                  • 17-04-2013
                  • 32

                  #9
                  باب عملاق

                  على الانسان ان يزيل الغشاوة عن عينية
                  ويكسر الحواجز ليرى حقيقة نفسه
                  هندية الخيال
                  ننتظر النافذة في القصه القادمه
                  احترامي
                  التعديل الأخير تم بواسطة نمر الفاروق; الساعة 21-04-2013, 12:14.

                  تعليق

                  • شاكرين السامرائي
                    أديبة وكاتبة
                    • 15-06-2012
                    • 574

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
                    أسلوب مشوق سلس

                    ربما تكون الفكرة عندك ناضجة لكني لم أجدها في الحد الأدنى وهو الدهشة في الختام

                    كل إنسان بطبعة سارد ، لكن القص الأدبي يتميز بعمق الفكرة وانفتاح النص وإسقاطاته

                    بداية مشجعة

                    تحية وتقدير
                    شكرا لكم استاذي الفاضل للمرور و الرد المميز, وجهة نظركم بالتأكيد أحترمها, و بحسب وجهة نظري لا توجد دهشة اكبر من خيبة أمل بعد شقاء و عناء,, أسلوب السرد هو ما يميز (الحكايات) التي أنشر هنا في هذا الملتقى الرائع,, التي أتشرف لو مررتم عليها,, أمتناني و خالص تقديري

                    تعليق

                    • شاكرين السامرائي
                      أديبة وكاتبة
                      • 15-06-2012
                      • 574

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة نمر الفاروق مشاهدة المشاركة
                      باب عملاق

                      على الانسان ان يزيل الغشاوة عن عينية
                      ويكسر الحواجز ليرى حقيقة نفسه
                      هندية الخيال
                      ننتظر النافذة في القصه القادمه
                      احترامي

                      أحسنتم القراءة استاذي الفاضل,, الحلم قد يكون مجرد وهما نعيش فيه و نخدع أنفسنا,, جزاكم الله الخير كله
                      مع اني لم افهم المقصود بهندية الخيال؟؟!! و النافذة كلنا ينتظرها,, أمتناني و أحترامي

                      تعليق

                      يعمل...
                      X