الحلم
هذا الحلم ..
مشحون بنزفي لآخر قطرة
أحمله نارا
صخرة
وردة
شمسا
قمرا
و الدهشة هي هي
في عينيه تحدثني عن مواليد شكوكه
وصغار بلاغته
عن لعنته الوثنية
يدري سر وجودي
ليس قصة أدق فصولها لتعطيني خيمة إضافية ومزيدا من دهشة الغباء
ليس مسرحا نصبته على أشلاء ما كان انتظارا لجائزة
تنام على جدران أرقي في لعبة النرد
ليس شعرا أستدر به عطف الليل
لحنو فقدته على باب عمري
ليأتني من الشرفة الخلفية
و أذكي سيرتي الهاربة من أخطائي و مثالبي
ليس و ليس و ليس
و لا رقما في أبجدية لم أعاتبها يوما
ما حملتها إلا وهنا و كفرا حين
قتلني الركض خلفه سنين عددا
هذا الحلم طائر
في مدن السراب
لم أزل جريح المتاه
بلا أجنحة
تخلخل طبقات الوهم في أعشاش الطيور
ترغمها على الانسحاب
قبل أن يهلكنا لعابها .. لهاثها الاستوائي !
في دائرة التفخيخ ..
على ناصية البلادة
هذا الحلم جَمُوحٌ
فك قيوده في غيبة السدنة
بعد نيف من غربة
في بلاد نم .. نم
ونيف من قهر
في بلاد النائحات
ونيف من طفولة
في جزر الفطام
من ذات إلي أخرى
يلون العالم بأنفاس البراءة
كاشفا غطاء التيه إلي مداه
ترى يدرك شساعته
وهذه الأنهار محجورة بزبد ورمال
تأكل ملامحها نوارس ورقية
عملقها سعار جوع
وكثير مسغبة ..
تهجع في أعماقها ؟!
أي هذا الحلم ..
تياهٌ .. شدوهٌ
لجهامة تتوعد السر في سدرة النجوى
على مفازة مخرزة بالكيد
تسدد رصاصاتها ..
قيظها ..
استعدادا لمهرجان الترنح
ورقص الحوريات على بلاغة الفرسان
يقصها أثرا أثرا ..
ربما يرى أي جناية صغتها بالتبر
و أفانين "جابو"(1) المنهكة مع " أورليانه "(2)
ثم يركض في حارات مطفأة الأضواء
خلف اللهاث الضال ..
و أوهام النقاء ..
كل من دس شوكة في عيون الصدق
وزنر كذبه بشمطاء النباهة ..
كان شاطئا لقاربه !
أفيستوي ..
ما بين الجهر وما تطوى الحجارة من أموات النبض
ما بين الفعل و لغة تغفو على القلب
تراني كنت واهما
حين أعطيته ما ظل ينتظر انبعاثه
ضخخته دمي قطرة ..
فقطرة
ملكته لجام نزقي والجنون ؟!
(1) جبرييال جارثيا ماركيز
(2) بطله في روايته " مائة عام من العزلة "
تعليق