
سليمى

شيئ ما يشبه شجرة وحيدة
شيء يذرف دموعه في ليل لن يصل
انّه ذلك الوجع المتمدّد في قسماتك
قسماتك التي يعرفها الشارع
وباعة الجرائد
قسماتك التي شهدت صمت النوافذ
البيوتَ الفارغة عند الفراق
قسماتك التي تلامس أمسا بلا نكهة
كؤوسَ الحليب المفقود
الخبزَ الأسمرَ عند طاحونة الحلم
الساعة الصفر
حين تحتضر آخر الأمنيات
ونركض في الضوء ولا نرانا
الساعة الصفر
حين تحتضر آخر الأمنيات
ونركض في الضوء ولا نرانا
مهيار

شيء ما يشبه منارة عارية

شيء ما يشبه منارة عارية
تخرمش بالضوء خد العاصفة
مموسقة ظلال الأمل على تجاعيد الوقت
تلك التجاعيد التي يحفظها المساكين عن ظهر جوع
الخيول البرية عن ظهر عطش
اليتامى عن ظهر فقد
تلك التجاعيد التي تختلط بعرق الطريق
بالمارين إلى مناجم النسيان
بالعابرين على قناطر الأسئلة
تلك التجاعيد التي تظهر فجأة
على شجرة العمر
و هي تمارس تعريها الأخير
سليمى

شيئ ما يدندن بأغنية فرنسية

شيئ ما يدندن بأغنية فرنسية
هناك في فندق غريب مدجج بالصمت
فلا تكترث بالبرد في شهر "ديسمبر"
حتما سترقص ليلة رأس السنة
ستضع قلبك في قارورة عنب
وتلثم أصابع غادة شبه نائمة
تهوى على شفاه الصمت
لنولدا معا لحظة هاربة
مهيار
تهوى على شفاه الصمت
لنولدا معا لحظة هاربة
مهيار

شئء ما يوزع الزيزفون كحلوى لأطفال المطر
تمخر الكينا عباب الحلم هازئة بشراشف السماء
يسترق النظر إلى ظلالنا بآلاف النجوم
أرز حالم
لا شك ستهبط الملائكة على درج الموسيقى عما بكاء
ستلتف عنبة برأس ثقيل
ستحتضن سنبلة قمرا و تنام
سليمى


قسماتك تزداد عمقا
كبئر مهجورة يتمدّد فيها الغبار
أيّها الغاضب في الغضب
اقطف لنفسك وردة بيضاء
وسيجارة بيضاء
واستنشق رائحة بيضاء
حين تتفاقم رمادية البحر
وقل قلبي هناك.......في الأفق
عند الخطّ الفاصل
عند ملامح مغسولة بالبرق
مكتنفة بالريب
مكتنفة بالريب
مهيار


الثتنايا التي نوغل في الوقت
كنار تقرأ حقلا على ريح
ثنايا روحك المتشحة بالغياب
إذ يلبسك النوم على فوهات البراكين
خذي غيمة لحمّامك العشقي
و استلقي على عشبة حالمة
ذري للبحر أصابع قدميك
يذهب بهما حتى آخر الارتعاش
عندها ... ستقرأين الفراشة في سطور المطر
لا في أرومة الاحتراق
سليمى

حين أطوف في الأرومة ولا أجدك،
و تتّسع دائرة الاحتراق،

حين أطوف في الأرومة ولا أجدك،
و تتّسع دائرة الاحتراق،
املأ روحك بحرفي
سوف تطير بك القصائد
فنموت غرقا واحتراقا
و تعود بنا الحمائم
من تفاصيل الحكاية
من تفاصيل الحكاية
أين تكتحل الأوركيدا بلون الندى
حتما ستسكر خطواتنا
حتما ستسكر خطواتنا
وتتكسّر على عتبات البرد
مهيار


الكونياك الطافح من عنب الوجع
يشعل خيول الماء في أصابع روحك
يحملك على بساط الرؤى
حيث تقطفك الحروف وجعا وجعا
تعود إلى انتفاضة النزف
تلبس ملامحك المكان
تقول لك قرنفلة
أنها وحيدة مثلك في هذا الشتاء الغريب
سليمى

حين تختلط عناوين السؤال
تجفّ على قسماتك حفنة الليالي الموحشة
قبيل بزوغ الشمس
ارقص بين ترانيم اللقاء والفراق
امزج دمعك بالندى
وحدك سيرسمك اللون في عتمة البوح
إلها يكحّل عيون السحاب
....يخضّب عريه بالشفق ...
بالمطر..
فلا تبتئس أيّها الغريب
من مرافئ قسماتك سيطلّ البجع
وتعود اليمامة الغاضبة إلى حقول الزغاريد
مهيار


قبل أن تهاجمك ذئاب الوحدة الرمادية الفرو
و أنت كأيّل يفضحه ثلج العزلة
العزلة المكتوبة في ملامحك البيضاء
ملامحك التي تشرق منها النوارس كل حنين
أيتها الموجة العابرة أيتها الأوديسة المائرة بين غيابين
سيكون ثمة ضفة و قمر
فرح صغير
سيكون ثمة كوخ بحجم قصيدة
موقد بحجم قلب
سيكون ثمة من ينتظر هناك وحده بشغف



De. Souleyma Srairi
تعليق