قلت وأنت تتحدثين لي فجأة بطريقة الأصدقاء القدامى:
"قد أعود لزيارة المعرض يوم الاثنين القادم.. إنه اليوم الذي لا دروس لي فيه. في الحقيقة أنا
حضرت اليوم عن فضول فقط.. ويسعدني أن أتحدث إليك أكثر."..
تدخلت ابنة عمك، وكأنها تعتذر، وربما تتحسر لأنها لن تكون طرفًا في ذلك اللقاء:
"خسارة.. إنه اليوم الأكثر مشاغل بالنسبة لي.. لن يمكنني أن أرافقك، ولكن قد أعود أنا أيضًا
في يوم آخر." ثم التفتت نحوي سائلة:
"متى ينتهي المعرض؟"
قلت:
"في 25 نيسان ..أي بعد عشرة أيام."..
صاحت:
"عظيم.. سأجد فرصة للعودة مرة أخرى"..
تنفست الصعداء.
المهم أن أراك مرة واحدة على انفراد، وبعدها سيصبح كلّ شيء أسهل.
تزودت منك بآخر نظرة، وأنت تصافحينني قبل أن تنسحبي.
كان في عينيك دعوة لشيء ما..
كان فيهما وعد غامض بقصة ما..
كان فيهما شيء من الغرق اللذيذ المحبب.. وربما نظرة اعتذار مسبقة عن كل ما سيحل بي
من كوارث بعد ذلك بسببهما.
وكنت أعي في تلك اللحظة، وذلك اللون الأبيض يوليني ظهره ملتّفًا بشال شعره الأسود..
ويبتعد عني تدريجيًا ليختلط بأكثر من لون، أنني سواء رأيتك أم لم أرك بعد اليوم، فقط
أحببتك.. وانتهى الأمر.
غادرت القاعة إذن مثلما جئتِ.. ضوءًا يشق الطريق انبهارًا عند مروره.. متألقًا في انسحابه
كما في قدومه.
يجر خلفه أكثر من قوس قزح.. وذي ً لا من مشاريع الأحلام.
ما الذي أعرفه عنك؟
شيئان أو ثلاثة.. أعدتهما على نفسي بعد ذلك عدة مرات، لأقنع نفسي أنك لم تكوني "نجمًا
مذنبًا" عابرًا كذاك الذي يضيء في الأمسيات الصيفية، ويختفي قبل أن يتمكن الفلكيون من
مطاردته بمنظارهم، والذي يسمونه في قواميس الفلك" ..النجم الهارب!"
لا.. لن تهربي مني، وتختفي في شوارع باريس وأزقتها المتشعبة بهذه السهولة. أعرف على
الأقل أنك تعدين شهادة ما في المدرسة العليا للدراسات، وأنك في السنة الأخيرة للدراسة، وأنك
في باريس منذ أربع سنوات، وتقيمين عند عمك منذ عين في باريس أي منذ سنتين. معلومات
قد تكون هزيلة، ولكنها تكفي للعثور عليك بأية طريقة.
كانت الأيام الفاصلة بين يوم الجمعة ويوم الاثنين تبدو طويلة وكأنها لا تنتهي. وكنت بدأت في
العد العكسي منذ تلك اللحظة التي غادرت فيها القاعة، رحت أعد الأيام الفاصلة بين يوم
الجمعة ويوم الاثنين. تارة أعدها فتبدو لي أربعة أيام، ثم أعود وأختصر الجمعة الذي كان
على وشك أن ينتهي، والاثنين الذي سأراك فيه، فتبدو لي المسافة أقصر وأبدو أقدر على
التحمل، إنها يومان فقط هما السبت والأحد.
ثم أعود فأعد الليالي.. فتبدو لي ثلاث ليالٍ كاملة، هي الجمعة والسبت والأحد، أتساءل وأنا
أتوقع مسبقًا طولها، كيف سأقضيها؟ ويحضرني ذلك البيت الشعري القديم الذي لم أصدقه من
قبل:
أعد الليالي ليلة بعد ليلة *** وقد عشت دهرًا لا أعد اللياليا
ترى أهكذا يبدأ الحب دائمًا، عندما نبدأ في استبدال مقاييسنا الخاصة، بالمقاييس المتفق عليها،
وإذا بالزمن فترة من العمر، لا علاقة لها بالوقت؟
في ذلك اليوم، سعدت وأنا أرى "كاترين" تدخل القاعة. جاءت متأخرة كما كنت أتوقع. أنيقة
كما كنت أتوقع. داخل فستان أصفر ناعم، تطير داخله كفراشه. قالت وهي تضع قبلة على
خدي:
-لقد وصلت متأخرة.. كان هناك ازدحام في الطريق كالعادة في مثل هذا الوقت.
كانت كاترين تسكن الضاحية الجنوبية لباريس. وكانت المواصلات تتضاعف في نهاية
الأسبوع، في تلك الطرقات الرابطة بين باريس وضواحيها، والتي لم يكن ذلك السبب الوحيد
لتأخرها. كنت أعرف أنها تكره اللقاءات العامة، أو تكره كما استنتجت أن تظهر معي في
الأماكن العامة. ربما تخجل أن يراها بعض معارفها وهي مع رجل عربي، يكبرها بعشر
سنوات، وينقصها بذراع!
كانت تحب أن تلتقي بي، ولكن دائمًا في بيتي أو بيتها، بعيدًا عن الأضواء، وبعيدًا عن
العيون، هنالك فقط كانت تبدو تلقائية في مرحها وفي تصرفها معي. ويكفي أن ننزل معًالنتناول وجبة غداء في المطعم المجاور، ليبدو عليها شي من الارتباك والتصنع، ويصبح همها
الوحيد أن نعود إلى البيت.
وهكذا تعودت عندما تحضر أن أشتري مسبقًا ما يكفينا من الأكل لقضاء يوم أو يومين معًا. لم
أعد أناقشها ولا أقترح عليها شيئًا .كان ذلك أوفر وأكثر راحة لي، فلماذا كلّ هذا الجدل؟
قالت كاترين بصوت أعلى من العادة وهي تمسك ذراعي وتلقي نظرة على اللوحات المعلقة
التي كانت تعرفها جميعًا:
-برافو خالد، أهنئك.. رائع كلّ هذا.. أيها العزيز.
تعجبت شيئًا ما، كانت تتحدث هذه المرة وكأنها تريد أن يعرف الآخرون أنها صديقتي أو
حبيبتي.. أو أي شيء من هذا القبيل.
ما الذي غير سلوكها فجأة، هل منظر ذلك الحشد من الشخصيات الفنية والصحافيين الذين
حضروا الافتتاح.. أم أنها اكتشفت في هذا المكان، أنها كانت منذ سنتين تضاجع عبقريًا دون
أن تدري، وأن ذراعي الناقصة التي كانت تضايقها في ظروف أخرى، تأخذ هنا بعدًا فنيًا
فريدًا لا علاقة له بالمقاييس الجمالية؟
اكتشفت لحظتها، أنني خلال الخمس والعشرين سنة التي عشتها بذراع واحدة، لم يحدث أنني
نسيت عاهتي إلا في قاعات العرض.
في تلك اللحظات التي كانت فيها العيون تنظر إلى اللوحات، وتنسى أن تنظر إلى ذراعي. أو
ربما في السنوات الأولى للاستقلال.. وقتها كان للمحارب هيبته، ولمعطوبي الحروب شيء
من القداسة بين الناس. كانوا يوحون بالاحترام أكثر مما يوحون بالشفقة. ولم تكن مطالبًا
بتقديم أي شرح ولا أي سرد لقصتك.
كنت تحمل ذاكرتك على جسدك، ولم يكون ذلك يتطلب أي تفسير.
اليوم بعد ربع قرن..، أنت تخجل من ذراع بدلتك الفارغ الذي تخفيه بحياء في جيب سترتك،
وكأنك تخفي ذاكرتك الشخصية، وتعتذر عن ماضيك لكل من لا ماضي لهم.
يدك الناقصة تزعجهم. تفسد على البعض راحتهم. تفقدهم شهيتهم.
ليس هذا الزمن لك، إنه زمن لما بعد الحرب.
للبدلات الأنيقة والسيارات الفخمة.. والبطون المنتفخة. ولذا كثيرًا ما تخجل من ذراعك وهي
ترافقك في الميترو وفي المطعم وفي المقهى وفي الطائرة وفي حفل تدعى إليه. تشعر أن
الناس ينتظرون منك في كلّ مرة أن تسرد عليهم قصتك.
كلّ العيون المستديرة دهشة، تسألك سؤا ً لا واحدًا تخجل الشفاه من طرحه: "كيف حدث هذا؟."
ويحدث أن تحزن، وأنت تأخذ الميترو وتمسك بيدك الفريدة الذراع المعلقة للركاب. ثم تقرأ
على بعض الكراسي تلك العبارة:
"أماكن محجوزة لمعطوبي الحرب والحوامل."..
لا ليست هذه الأماكن لك. شي من العزة، من بقايا شهامة، تجعلك تفضل البقاء واقفُا معلقًا بيد
واحدة.
إنها أماكن محجوزة لمحاربين غيرك، حربهم لم تكن حربك، وجراحهم ربما كانت على يدك.
أما جراحك أنت.. فغير معترف بها هنا.
ها أنت أمام جدلية عجيبة..
تعيش في بلد يحترم موهبتك ويرفض جروحك. وتنتمي لوطن، يحترم جراحك ويرفضك أنت.
فأيهما تختار.. وأنت الرجل والجرح في آن واحد.. وأنت الذاكرة المعطوبة التي ليس هذا
الجسد المعطوب سوى واجهة لها؟
أسئلة لم أكن أطرحها على نفسي في السابق. كنت أهرب منها بالعمل فقط، والخلق المتواصل،
وذلك الأرق الداخلي الدائم.
رواية ذاكرة الجسد /أحلام مستغانمي
"قد أعود لزيارة المعرض يوم الاثنين القادم.. إنه اليوم الذي لا دروس لي فيه. في الحقيقة أنا
حضرت اليوم عن فضول فقط.. ويسعدني أن أتحدث إليك أكثر."..
تدخلت ابنة عمك، وكأنها تعتذر، وربما تتحسر لأنها لن تكون طرفًا في ذلك اللقاء:
"خسارة.. إنه اليوم الأكثر مشاغل بالنسبة لي.. لن يمكنني أن أرافقك، ولكن قد أعود أنا أيضًا
في يوم آخر." ثم التفتت نحوي سائلة:
"متى ينتهي المعرض؟"
قلت:
"في 25 نيسان ..أي بعد عشرة أيام."..
صاحت:
"عظيم.. سأجد فرصة للعودة مرة أخرى"..
تنفست الصعداء.
المهم أن أراك مرة واحدة على انفراد، وبعدها سيصبح كلّ شيء أسهل.
تزودت منك بآخر نظرة، وأنت تصافحينني قبل أن تنسحبي.
كان في عينيك دعوة لشيء ما..
كان فيهما وعد غامض بقصة ما..
كان فيهما شيء من الغرق اللذيذ المحبب.. وربما نظرة اعتذار مسبقة عن كل ما سيحل بي
من كوارث بعد ذلك بسببهما.
وكنت أعي في تلك اللحظة، وذلك اللون الأبيض يوليني ظهره ملتّفًا بشال شعره الأسود..
ويبتعد عني تدريجيًا ليختلط بأكثر من لون، أنني سواء رأيتك أم لم أرك بعد اليوم، فقط
أحببتك.. وانتهى الأمر.
غادرت القاعة إذن مثلما جئتِ.. ضوءًا يشق الطريق انبهارًا عند مروره.. متألقًا في انسحابه
كما في قدومه.
يجر خلفه أكثر من قوس قزح.. وذي ً لا من مشاريع الأحلام.
ما الذي أعرفه عنك؟
شيئان أو ثلاثة.. أعدتهما على نفسي بعد ذلك عدة مرات، لأقنع نفسي أنك لم تكوني "نجمًا
مذنبًا" عابرًا كذاك الذي يضيء في الأمسيات الصيفية، ويختفي قبل أن يتمكن الفلكيون من
مطاردته بمنظارهم، والذي يسمونه في قواميس الفلك" ..النجم الهارب!"
لا.. لن تهربي مني، وتختفي في شوارع باريس وأزقتها المتشعبة بهذه السهولة. أعرف على
الأقل أنك تعدين شهادة ما في المدرسة العليا للدراسات، وأنك في السنة الأخيرة للدراسة، وأنك
في باريس منذ أربع سنوات، وتقيمين عند عمك منذ عين في باريس أي منذ سنتين. معلومات
قد تكون هزيلة، ولكنها تكفي للعثور عليك بأية طريقة.
كانت الأيام الفاصلة بين يوم الجمعة ويوم الاثنين تبدو طويلة وكأنها لا تنتهي. وكنت بدأت في
العد العكسي منذ تلك اللحظة التي غادرت فيها القاعة، رحت أعد الأيام الفاصلة بين يوم
الجمعة ويوم الاثنين. تارة أعدها فتبدو لي أربعة أيام، ثم أعود وأختصر الجمعة الذي كان
على وشك أن ينتهي، والاثنين الذي سأراك فيه، فتبدو لي المسافة أقصر وأبدو أقدر على
التحمل، إنها يومان فقط هما السبت والأحد.
ثم أعود فأعد الليالي.. فتبدو لي ثلاث ليالٍ كاملة، هي الجمعة والسبت والأحد، أتساءل وأنا
أتوقع مسبقًا طولها، كيف سأقضيها؟ ويحضرني ذلك البيت الشعري القديم الذي لم أصدقه من
قبل:
أعد الليالي ليلة بعد ليلة *** وقد عشت دهرًا لا أعد اللياليا
ترى أهكذا يبدأ الحب دائمًا، عندما نبدأ في استبدال مقاييسنا الخاصة، بالمقاييس المتفق عليها،
وإذا بالزمن فترة من العمر، لا علاقة لها بالوقت؟
في ذلك اليوم، سعدت وأنا أرى "كاترين" تدخل القاعة. جاءت متأخرة كما كنت أتوقع. أنيقة
كما كنت أتوقع. داخل فستان أصفر ناعم، تطير داخله كفراشه. قالت وهي تضع قبلة على
خدي:
-لقد وصلت متأخرة.. كان هناك ازدحام في الطريق كالعادة في مثل هذا الوقت.
كانت كاترين تسكن الضاحية الجنوبية لباريس. وكانت المواصلات تتضاعف في نهاية
الأسبوع، في تلك الطرقات الرابطة بين باريس وضواحيها، والتي لم يكن ذلك السبب الوحيد
لتأخرها. كنت أعرف أنها تكره اللقاءات العامة، أو تكره كما استنتجت أن تظهر معي في
الأماكن العامة. ربما تخجل أن يراها بعض معارفها وهي مع رجل عربي، يكبرها بعشر
سنوات، وينقصها بذراع!
كانت تحب أن تلتقي بي، ولكن دائمًا في بيتي أو بيتها، بعيدًا عن الأضواء، وبعيدًا عن
العيون، هنالك فقط كانت تبدو تلقائية في مرحها وفي تصرفها معي. ويكفي أن ننزل معًالنتناول وجبة غداء في المطعم المجاور، ليبدو عليها شي من الارتباك والتصنع، ويصبح همها
الوحيد أن نعود إلى البيت.
وهكذا تعودت عندما تحضر أن أشتري مسبقًا ما يكفينا من الأكل لقضاء يوم أو يومين معًا. لم
أعد أناقشها ولا أقترح عليها شيئًا .كان ذلك أوفر وأكثر راحة لي، فلماذا كلّ هذا الجدل؟
قالت كاترين بصوت أعلى من العادة وهي تمسك ذراعي وتلقي نظرة على اللوحات المعلقة
التي كانت تعرفها جميعًا:
-برافو خالد، أهنئك.. رائع كلّ هذا.. أيها العزيز.
تعجبت شيئًا ما، كانت تتحدث هذه المرة وكأنها تريد أن يعرف الآخرون أنها صديقتي أو
حبيبتي.. أو أي شيء من هذا القبيل.
ما الذي غير سلوكها فجأة، هل منظر ذلك الحشد من الشخصيات الفنية والصحافيين الذين
حضروا الافتتاح.. أم أنها اكتشفت في هذا المكان، أنها كانت منذ سنتين تضاجع عبقريًا دون
أن تدري، وأن ذراعي الناقصة التي كانت تضايقها في ظروف أخرى، تأخذ هنا بعدًا فنيًا
فريدًا لا علاقة له بالمقاييس الجمالية؟
اكتشفت لحظتها، أنني خلال الخمس والعشرين سنة التي عشتها بذراع واحدة، لم يحدث أنني
نسيت عاهتي إلا في قاعات العرض.
في تلك اللحظات التي كانت فيها العيون تنظر إلى اللوحات، وتنسى أن تنظر إلى ذراعي. أو
ربما في السنوات الأولى للاستقلال.. وقتها كان للمحارب هيبته، ولمعطوبي الحروب شيء
من القداسة بين الناس. كانوا يوحون بالاحترام أكثر مما يوحون بالشفقة. ولم تكن مطالبًا
بتقديم أي شرح ولا أي سرد لقصتك.
كنت تحمل ذاكرتك على جسدك، ولم يكون ذلك يتطلب أي تفسير.
اليوم بعد ربع قرن..، أنت تخجل من ذراع بدلتك الفارغ الذي تخفيه بحياء في جيب سترتك،
وكأنك تخفي ذاكرتك الشخصية، وتعتذر عن ماضيك لكل من لا ماضي لهم.
يدك الناقصة تزعجهم. تفسد على البعض راحتهم. تفقدهم شهيتهم.
ليس هذا الزمن لك، إنه زمن لما بعد الحرب.
للبدلات الأنيقة والسيارات الفخمة.. والبطون المنتفخة. ولذا كثيرًا ما تخجل من ذراعك وهي
ترافقك في الميترو وفي المطعم وفي المقهى وفي الطائرة وفي حفل تدعى إليه. تشعر أن
الناس ينتظرون منك في كلّ مرة أن تسرد عليهم قصتك.
كلّ العيون المستديرة دهشة، تسألك سؤا ً لا واحدًا تخجل الشفاه من طرحه: "كيف حدث هذا؟."
ويحدث أن تحزن، وأنت تأخذ الميترو وتمسك بيدك الفريدة الذراع المعلقة للركاب. ثم تقرأ
على بعض الكراسي تلك العبارة:
"أماكن محجوزة لمعطوبي الحرب والحوامل."..
لا ليست هذه الأماكن لك. شي من العزة، من بقايا شهامة، تجعلك تفضل البقاء واقفُا معلقًا بيد
واحدة.
إنها أماكن محجوزة لمحاربين غيرك، حربهم لم تكن حربك، وجراحهم ربما كانت على يدك.
أما جراحك أنت.. فغير معترف بها هنا.
ها أنت أمام جدلية عجيبة..
تعيش في بلد يحترم موهبتك ويرفض جروحك. وتنتمي لوطن، يحترم جراحك ويرفضك أنت.
فأيهما تختار.. وأنت الرجل والجرح في آن واحد.. وأنت الذاكرة المعطوبة التي ليس هذا
الجسد المعطوب سوى واجهة لها؟
أسئلة لم أكن أطرحها على نفسي في السابق. كنت أهرب منها بالعمل فقط، والخلق المتواصل،
وذلك الأرق الداخلي الدائم.
رواية ذاكرة الجسد /أحلام مستغانمي
تعليق