رسالة من مولاتي (رسالة من مدينة القدس الشريف)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • معتز علي القطب
    أديب وكاتب
    • 06-03-2012
    • 12

    شعر عمودي رسالة من مولاتي (رسالة من مدينة القدس الشريف)

    رسالة من مَولاتي

    د. معتز علي القطب



    مِن القُدسِ الشَريفِ ومِن قُراها

    تَحيَّاتٌ أُضَمِّنُها عِتابا



    واكتُبُ بعدَ بِسم الله رَبِّي

    سطورًا سوفَ أُرسلُها كِتابا



    سَابعَثُها بمكتوبٍ لِتمضي

    عَسى يومًا سيأتيني جَوابا



    أقولُ بأنّني بَلدٌ جَريحٌ

    وأنَّ الضرَّ قد مسَّ التُّرابا



    وأنَّ الجُرحَ في جَسَدي بليغٌ

    أصابَ القيحُ سورِيَ والقبابا



    أحبَّائي رَعَوني طولَ عُمري

    وأهدوني كُنوزِيَ والمَهابا



    كُسِيْتُ من الحريرِ بكلِّ عصرٍ

    فكيفَ اليوم ينزَعُ لي ثِيابا



    وكانَ الشهدُ يُملأ في جِراري

    وزيتُ النّاسِ موفورٌ وطابا



    فقدتُ جَواهرًا من ضِمن كَنزي

    وأَخشى أخذَ روحِي إغتصابا



    وأنَّ المسجدَ الأقصى حزينٌ

    يَرى ضبعًا يُسيلُ له لُعابا



    ويدنو كلَّ يومٍ مِنهُ شبرًا

    وقد بَلغَ المُرادُ بهِ نِصابا



    وأحيائي تُروِّعُها وحوشٌ

    وتُرسلُ في جوانِبها ذِئابا



    ففي الأرجاءِ قد نُزِعَت ضُلوعي

    ومَصَّ العظمَ والدَّمَ والإهابا



    وماءٌ آسنٌ في كلِّ ركنٍ

    متى مسَّ التُرابَ فقد أَذابا



    أُعاني من وباءٍ قد تَمادى

    على جَسَدي تَفشَّى أو أَصابا



    مَرضتُ وما يَزالُ الداءُ يسري

    وَلستُ أَرى طبيبًا أو حِجابا



    يَرى من جالَ في أرجاءِ أرضي

    مريضًا أو عليلًا أو مُصابا



    يُساكِنُني ويُؤذيني غَريبٌ

    وأفتقدُ الأحبّةَ والصِّحابا



    ومن حيٍّ الى حيٍّ تَراهُ

    يُذيقُ الأرضَ فُحشًا أو عَذابا



    وشرُّ مُصيبةٍ لو كنتَ تَدري

    بأن كَتبوا على وَلَدي ذَهابا



    وعندي عصبةُ الأشرارِ جاءت

    تُحمِّلُني همومًا او عَذابا



    سباني مجرمٌ شخصٌ لئيمٌ

    وسفَّهَ لي تُراثي بل وَعابا



    تَجرَّأ في غيابِ أبٍ حَنونٍ

    فصرتُ سبيَّةً والحرُّ غابا



    يقولُ بِحقِّهِ في إرثِ قومي

    فأرسَلَ نحوَ أبنيتي كِلابا



    وعاونَهُ السفيهُ بكلِّ أرضٍ

    وأيَّدَهُ على أَسري وحابى



    وليسَ لغيرِ أحبابي تُراثٌ

    وتاريخٌ على أَدَمِي مُهابا



    وليسَ هُناكَ إنسيٌّ بعقلٍ

    يقولُ بغيرِ ذاكَ سُوى تَغابى



    سأبقى رغمَ كيدٍ قد تَمادى

    أهشُّ الغاصبينَ أو الذبابا



    ولو دَسُّوا مَعالِمَهم بأرضي

    سألفُظها وأُبقيها سَرابا



    وإنّي قد دَعوتُ الله ربِّي

    فأيَّدني وأعطاني ثَوابا



    وقالَ اللهُ قد بوركتِ أرضًا

    وكُنّتِ لِزائِري مَسرًى وَبابا


    سأرسلُ فتيةً من بين خَلقي

    تتبِّرُ ما علو يومًا وخابا



    أنا القدسُ التي قد طابَ بيتي

    فحجَّ الناسُ مشيًا أو ركابا



    ألا تَخشونَ من غضبي وبطشي

    ومن شكوايَ لو جئتُ الحسابا



    أتبنون العواصمَ شامخاتٍ

    ولا أُعطى زيوتًا أو شَرابا



    أنا القدسُ الشريفُ بأمرِ ربّي

    تَسيَّدت المدائنَ والقِصابا



    أبعدَ البُلبل الشادي بأرضي

    أُساكِنُ فوق أكنافي غُرابا



    وبعدَ النورِ والإسلامِ يأتي

    ظلامٌ يَمْلأُ الدنيا ضَبابا



    فهل طابت معيشتكم بدوني

    وهل تَرضون أن أبقى خَرابا


    أليسَ هُناكَ من يأتي سَريعًا

    يَردُّ لِيَ الكرامةَ والشبابا



    يُعيدُ إليَّ بعضًا من عبيري

    ويفتحُ للجهادِ هوًى وبابا



    أناديكم فهل تدرون أنّي

    سأحشُرُكم وتأتوني غِلابا



    أَأُترك ثُمَّ تأتوني جميعًا

    تُريدون السلامةَ والإيابا



    متى جاءَ الرضيعُ ليومِ حشرٍ

    على أرضي من الأهوالِ شابا



    فيَوْمَئِذٍ سأجمعكم بأرضي

    وأجزيكم على قَهري عِقابا



    فتلك رِسالتي للنَّاسِ حولي

    أريدُ الآنَ ردًّا أو جَوابا


    فإن لَمَست قلوبًا من حَديدٍ

    فإنَّ الله يمتلكُ الرقابا


    ويوم الحشرِ مَوعدُنا جميعًا

    وقد أعددتُّ قولي والخطابا
  • توفيق الخطيب
    نائب رئيس ملتقى الديوان
    • 02-01-2009
    • 826

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة معتز علي القطب مشاهدة المشاركة
    رسالة من مَولاتي

    د. معتز علي القطب



    مِن القُدسِ الشَريفِ ومِن قُراها

    تَحيَّاتٌ أُضَمِّنُها عِتابا



    واكتُبُ بعدَ بِسم الله رَبِّي

    سطورًا سوفَ أُرسلُها كِتابا



    سَابعَثُها بمكتوبٍ لِتمضي

    عَسى يومًا سيأتيني جَوابا



    أقولُ بأنّني بَلدٌ جَريحٌ

    وأنَّ الضرَّ قد مسَّ التُّرابا



    وأنَّ الجُرحَ في جَسَدي بليغٌ

    أصابَ القيحُ سورِيَ والقبابا



    أحبَّائي رَعَوني طولَ عُمري

    وأهدوني كُنوزِيَ والمَهابا



    كُسِيْتُ من الحريرِ بكلِّ عصرٍ

    فكيفَ اليوم ينزَعُ لي ثِيابا



    وكانَ الشهدُ يُملأ في جِراري

    وزيتُ النّاسِ موفورٌ وطابا



    فقدتُ جَواهرًا من ضِمن كَنزي

    وأَخشى أخذَ روحِي إغتصابا



    وأنَّ المسجدَ الأقصى حزينٌ

    يَرى ضبعًا يُسيلُ له لُعابا



    ويدنو كلَّ يومٍ مِنهُ شبرًا

    وقد بَلغَ المُرادُ بهِ نِصابا



    وأحيائي تُروِّعُها وحوشٌ

    وتُرسلُ في جوانِبها ذِئابا



    ففي الأرجاءِ قد نُزِعَت ضُلوعي

    ومَصَّ العظمَ والدَّمَ والإهابا



    وماءٌ آسنٌ في كلِّ ركنٍ

    متى مسَّ التُرابَ فقد أَذابا



    أُعاني من وباءٍ قد تَمادى

    على جَسَدي تَفشَّى أو أَصابا



    مَرضتُ وما يَزالُ الداءُ يسري

    وَلستُ أَرى طبيبًا أو حِجابا



    يَرى من جالَ في أرجاءِ أرضي

    مريضًا أو عليلًا أو مُصابا



    يُساكِنُني ويُؤذيني غَريبٌ

    وأفتقدُ الأحبّةَ والصِّحابا



    ومن حيٍّ الى حيٍّ تَراهُ

    يُذيقُ الأرضَ فُحشًا أو عَذابا



    وشرُّ مُصيبةٍ لو كنتَ تَدري

    بأن كَتبوا على وَلَدي ذَهابا



    وعندي عصبةُ الأشرارِ جاءت

    تُحمِّلُني همومًا او عَذابا



    سباني مجرمٌ شخصٌ لئيمٌ

    وسفَّهَ لي تُراثي بل وَعابا



    تَجرَّأ في غيابِ أبٍ حَنونٍ

    فصرتُ سبيَّةً والحرُّ غابا



    يقولُ بِحقِّهِ في إرثِ قومي

    فأرسَلَ نحوَ أبنيتي كِلابا



    وعاونَهُ السفيهُ بكلِّ أرضٍ

    وأيَّدَهُ على أَسري وحابى



    وليسَ لغيرِ أحبابي تُراثٌ

    وتاريخٌ على أَدَمِي مُهابا



    وليسَ هُناكَ إنسيٌّ بعقلٍ

    يقولُ بغيرِ ذاكَ سُوى تَغابى



    سأبقى رغمَ كيدٍ قد تَمادى

    أهشُّ الغاصبينَ أو الذبابا



    ولو دَسُّوا مَعالِمَهم بأرضي

    سألفُظها وأُبقيها سَرابا



    وإنّي قد دَعوتُ الله ربِّي

    فأيَّدني وأعطاني ثَوابا



    وقالَ اللهُ قد بوركتِ أرضًا

    وكُنّتِ لِزائِري مَسرًى وَبابا


    سأرسلُ فتيةً من بين خَلقي

    تتبِّرُ ما علو يومًا وخابا



    أنا القدسُ التي قد طابَ بيتي

    فحجَّ الناسُ مشيًا أو ركابا



    ألا تَخشونَ من غضبي وبطشي

    ومن شكوايَ لو جئتُ الحسابا



    أتبنون العواصمَ شامخاتٍ

    ولا أُعطى زيوتًا أو شَرابا



    أنا القدسُ الشريفُ بأمرِ ربّي

    تَسيَّدت المدائنَ والقِصابا



    أبعدَ البُلبل الشادي بأرضي

    أُساكِنُ فوق أكنافي غُرابا



    وبعدَ النورِ والإسلامِ يأتي

    ظلامٌ يَمْلأُ الدنيا ضَبابا



    فهل طابت معيشتكم بدوني

    وهل تَرضون أن أبقى خَرابا


    أليسَ هُناكَ من يأتي سَريعًا

    يَردُّ لِيَ الكرامةَ والشبابا



    يُعيدُ إليَّ بعضًا من عبيري

    ويفتحُ للجهادِ هوًى وبابا



    أناديكم فهل تدرون أنّي

    سأحشُرُكم وتأتوني غِلابا



    أَأُترك ثُمَّ تأتوني جميعًا

    تُريدون السلامةَ والإيابا



    متى جاءَ الرضيعُ ليومِ حشرٍ

    على أرضي من الأهوالِ شابا



    فيَوْمَئِذٍ سأجمعكم بأرضي

    وأجزيكم على قَهري عِقابا



    فتلك رِسالتي للنَّاسِ حولي

    أريدُ الآنَ ردًّا أو جَوابا


    فإن لَمَست قلوبًا من حَديدٍ

    فإنَّ الله يمتلكُ الرقابا


    ويوم الحشرِ مَوعدُنا جميعًا

    وقد أعددتُّ قولي والخطابا
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الشاعر القدير د. معتز علي القطب
    ليتك أسميت قصيدتك القدس تناديكم وأنت تقول :
    أنا القدسُ الشريفُ بأمرِ ربّي

    تَسيَّدت المدائنَ والقِصابا
    ومن بين الضباب والظلام الذي أعمى البصائر والقلوب عن قضية المسلمين الأولى القدس ,تأتي قصيدتك كنور يشع فيخترق حواجز الظلمة ,وكشمس مشرقة تطرد خيوط الظلام لنصحو من غفلتنا وسباتنا ونتذكر القدس والمسجد الأقصى الذي يدعونا كل يوم للدفاع عنه :
    وأنَّ المسجدَ الأقصى حزينٌ

    يَرى ضبعًا يُسيلُ له لُعابا
    تملك نفسا شعريا طويلاً , وتكتب بقلم بارع وتملك أدواتك الشعرية التي تساعدك على ذلك .
    عسى أن تكون رسالتك قد وصلت ولقيت آذانا صاغية وأنت تقول بلسان القدس الشريف :
    فتلك رِسالتي للنَّاسِ حولي

    أريدُ الآنَ ردًّا أو جَوابا


    فإن لَمَست قلوبًا من حَديدٍ

    فإنَّ الله يمتلكُ الرقابا


    ويوم الحشرِ مَوعدُنا جميعًا

    وقد أعددتُّ قولي والخطابا

    أخي الشاعر القدير د .معتز علي القطب
    دمت بحفظ المولى
    مع التثبيت
    توفيق الخطيب

    تعليق

    • غالية ابو ستة
      أديب وكاتب
      • 09-02-2012
      • 5625

      #3
      الشاعرد-معتز علي القطب
      حفظك الله
      وأثابك على هذه المعلقة الشامخة
      بمحبة القدس
      فعلا تقيح طهر القدس
      وتقيحت قلوبنا معها
      إهداء متواضع سريع
      أرجو قبوله



      أنا القدس الشريف ألا علمتم
      بقيد الغزو تجثو ضفتايا

      ويطفي الحقد أنواري وشمسي
      يدسّ السم جوفي والخطايا

      وإني رغم أكفان وقتل
      أذبّ الشر يسري بالدنايا


      حباني الله فوق الطهر مجداً
      بمسرى أحمد خير البرايا

      وتنسون المعالي في خطاه
      وتبنون الملاهي والسرايا

      أنا من عاث في طهري رعاع
      وداسوا مصحفي سرقوا منايا

      فهل تهوون فوق القهر قهرا
      وهل ترجون من ربي العطايا

      يذود الطفل عن عزي بصدر
      وانتم بالجنود بلا نوايا

      لشعب صنتم البارود رعباً
      وفي المسرى تطوقني المنايا

      لي الله العزيز ، وحيل شعب
      تحاصره المصائب والمنايا

      وشكراً جزيلاً
      يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
      تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

      في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
      لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



      تعليق

      • د.احمد حسن المقدسي
        مدير قسم الشعر الفصيح
        شاعر فلسطيني
        • 15-12-2008
        • 795

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة معتز علي القطب مشاهدة المشاركة
        رسالة من مَولاتي

        د. معتز علي القطب



        مِن القُدسِ الشَريفِ ومِن قُراها

        تَحيَّاتٌ أُضَمِّنُها عِتابا



        واكتُبُ بعدَ بِسم الله رَبِّي

        سطورًا سوفَ أُرسلُها كِتابا



        سَابعَثُها بمكتوبٍ لِتمضي

        عَسى يومًا سيأتيني جَوابا



        أقولُ بأنّني بَلدٌ جَريحٌ

        وأنَّ الضرَّ قد مسَّ التُّرابا



        وأنَّ الجُرحَ في جَسَدي بليغٌ

        أصابَ القيحُ سورِيَ والقبابا



        أحبَّائي رَعَوني طولَ عُمري

        وأهدوني كُنوزِيَ والمَهابا



        كُسِيْتُ من الحريرِ بكلِّ عصرٍ

        فكيفَ اليوم ينزَعُ لي ثِيابا



        وكانَ الشهدُ يُملأ في جِراري

        وزيتُ النّاسِ موفورٌ وطابا



        فقدتُ جَواهرًا من ضِمن كَنزي

        وأَخشى أخذَ روحِي إغتصابا



        وأنَّ المسجدَ الأقصى حزينٌ

        يَرى ضبعًا يُسيلُ له لُعابا



        ويدنو كلَّ يومٍ مِنهُ شبرًا

        وقد بَلغَ المُرادُ بهِ نِصابا



        وأحيائي تُروِّعُها وحوشٌ

        وتُرسلُ في جوانِبها ذِئابا



        ففي الأرجاءِ قد نُزِعَت ضُلوعي

        ومَصَّ العظمَ والدَّمَ والإهابا



        وماءٌ آسنٌ في كلِّ ركنٍ

        متى مسَّ التُرابَ فقد أَذابا



        أُعاني من وباءٍ قد تَمادى

        على جَسَدي تَفشَّى أو أَصابا



        مَرضتُ وما يَزالُ الداءُ يسري

        وَلستُ أَرى طبيبًا أو حِجابا



        يَرى من جالَ في أرجاءِ أرضي

        مريضًا أو عليلًا أو مُصابا



        يُساكِنُني ويُؤذيني غَريبٌ

        وأفتقدُ الأحبّةَ والصِّحابا



        ومن حيٍّ الى حيٍّ تَراهُ

        يُذيقُ الأرضَ فُحشًا أو عَذابا



        وشرُّ مُصيبةٍ لو كنتَ تَدري

        بأن كَتبوا على وَلَدي ذَهابا



        وعندي عصبةُ الأشرارِ جاءت

        تُحمِّلُني همومًا او عَذابا



        سباني مجرمٌ شخصٌ لئيمٌ

        وسفَّهَ لي تُراثي بل وَعابا



        تَجرَّأ في غيابِ أبٍ حَنونٍ

        فصرتُ سبيَّةً والحرُّ غابا



        يقولُ بِحقِّهِ في إرثِ قومي

        فأرسَلَ نحوَ أبنيتي كِلابا



        وعاونَهُ السفيهُ بكلِّ أرضٍ

        وأيَّدَهُ على أَسري وحابى



        وليسَ لغيرِ أحبابي تُراثٌ

        وتاريخٌ على أَدَمِي مُهابا



        وليسَ هُناكَ إنسيٌّ بعقلٍ

        يقولُ بغيرِ ذاكَ سُوى تَغابى



        سأبقى رغمَ كيدٍ قد تَمادى

        أهشُّ الغاصبينَ أو الذبابا



        ولو دَسُّوا مَعالِمَهم بأرضي

        سألفُظها وأُبقيها سَرابا



        وإنّي قد دَعوتُ الله ربِّي

        فأيَّدني وأعطاني ثَوابا



        وقالَ اللهُ قد بوركتِ أرضًا

        وكُنّتِ لِزائِري مَسرًى وَبابا


        سأرسلُ فتيةً من بين خَلقي

        تتبِّرُ ما علو يومًا وخابا



        أنا القدسُ التي قد طابَ بيتي

        فحجَّ الناسُ مشيًا أو ركابا



        ألا تَخشونَ من غضبي وبطشي

        ومن شكوايَ لو جئتُ الحسابا



        أتبنون العواصمَ شامخاتٍ

        ولا أُعطى زيوتًا أو شَرابا



        أنا القدسُ الشريفُ بأمرِ ربّي

        تَسيَّدت المدائنَ والقِصابا



        أبعدَ البُلبل الشادي بأرضي

        أُساكِنُ فوق أكنافي غُرابا



        وبعدَ النورِ والإسلامِ يأتي

        ظلامٌ يَمْلأُ الدنيا ضَبابا



        فهل طابت معيشتكم بدوني

        وهل تَرضون أن أبقى خَرابا


        أليسَ هُناكَ من يأتي سَريعًا

        يَردُّ لِيَ الكرامةَ والشبابا



        يُعيدُ إليَّ بعضًا من عبيري

        ويفتحُ للجهادِ هوًى وبابا



        أناديكم فهل تدرون أنّي

        سأحشُرُكم وتأتوني غِلابا



        أَأُترك ثُمَّ تأتوني جميعًا

        تُريدون السلامةَ والإيابا



        متى جاءَ الرضيعُ ليومِ حشرٍ

        على أرضي من الأهوالِ شابا



        فيَوْمَئِذٍ سأجمعكم بأرضي

        وأجزيكم على قَهري عِقابا



        فتلك رِسالتي للنَّاسِ حولي

        أريدُ الآنَ ردًّا أو جَوابا


        فإن لَمَست قلوبًا من حَديدٍ

        فإنَّ الله يمتلكُ الرقابا


        ويوم الحشرِ مَوعدُنا جميعًا

        وقد أعددتُّ قولي والخطابا

        صادقة هذه المشاعر اخي معتز
        وهذا ليس غريبا على ابن القدس
        ولهذا فهذه القصيدة جاءت معبرة وصادمة لواقع عربي مرير
        نحياه يوميا ً
        قصيدتك في بنائها الشعري جميلة
        اجمل ما فيها صدقها
        وسلاستها .. وانسيابيتها
        وكان اختيارك لبحر الوافر موفقا ً تماما ً
        ولكنني وجدت ُ كسرا ً وزنيا ً في الشطرة التالية
        وربما يوجد خطأ مطبعي
        وأَخشى أخذَ روحِي إغتصابا
        دمت ودام نبضك

        تعليق

        • نجوى عمار
          أديب وكاتب
          • 30-09-2012
          • 116

          #5

          الشاعر الرائع معتز علي قطب
          احالتني قصيدتك الرائعة مباشرة لقصيدة الشاعر الكبير عبد الرحيم محمود
          فهل حقا بلاد العرب أوطاني ؟؟؟؟؟
          وهل أن العرب إخواني ؟؟؟
          قصيدة جميلة جداا
          تقبل مروري وأسجل إعجابي

          تعليق

          يعمل...
          X