رسالة من مَولاتي
د. معتز علي القطب
مِن القُدسِ الشَريفِ ومِن قُراها
تَحيَّاتٌ أُضَمِّنُها عِتابا
واكتُبُ بعدَ بِسم الله رَبِّي
سطورًا سوفَ أُرسلُها كِتابا
سَابعَثُها بمكتوبٍ لِتمضي
عَسى يومًا سيأتيني جَوابا
أقولُ بأنّني بَلدٌ جَريحٌ
وأنَّ الضرَّ قد مسَّ التُّرابا
وأنَّ الجُرحَ في جَسَدي بليغٌ
أصابَ القيحُ سورِيَ والقبابا
أحبَّائي رَعَوني طولَ عُمري
وأهدوني كُنوزِيَ والمَهابا
كُسِيْتُ من الحريرِ بكلِّ عصرٍ
فكيفَ اليوم ينزَعُ لي ثِيابا
وكانَ الشهدُ يُملأ في جِراري
وزيتُ النّاسِ موفورٌ وطابا
فقدتُ جَواهرًا من ضِمن كَنزي
وأَخشى أخذَ روحِي إغتصابا
وأنَّ المسجدَ الأقصى حزينٌ
يَرى ضبعًا يُسيلُ له لُعابا
ويدنو كلَّ يومٍ مِنهُ شبرًا
وقد بَلغَ المُرادُ بهِ نِصابا
وأحيائي تُروِّعُها وحوشٌ
وتُرسلُ في جوانِبها ذِئابا
ففي الأرجاءِ قد نُزِعَت ضُلوعي
ومَصَّ العظمَ والدَّمَ والإهابا
وماءٌ آسنٌ في كلِّ ركنٍ
متى مسَّ التُرابَ فقد أَذابا
أُعاني من وباءٍ قد تَمادى
على جَسَدي تَفشَّى أو أَصابا
مَرضتُ وما يَزالُ الداءُ يسري
وَلستُ أَرى طبيبًا أو حِجابا
يَرى من جالَ في أرجاءِ أرضي
مريضًا أو عليلًا أو مُصابا
يُساكِنُني ويُؤذيني غَريبٌ
وأفتقدُ الأحبّةَ والصِّحابا
ومن حيٍّ الى حيٍّ تَراهُ
يُذيقُ الأرضَ فُحشًا أو عَذابا
وشرُّ مُصيبةٍ لو كنتَ تَدري
بأن كَتبوا على وَلَدي ذَهابا
وعندي عصبةُ الأشرارِ جاءت
تُحمِّلُني همومًا او عَذابا
سباني مجرمٌ شخصٌ لئيمٌ
وسفَّهَ لي تُراثي بل وَعابا
تَجرَّأ في غيابِ أبٍ حَنونٍ
فصرتُ سبيَّةً والحرُّ غابا
يقولُ بِحقِّهِ في إرثِ قومي
فأرسَلَ نحوَ أبنيتي كِلابا
وعاونَهُ السفيهُ بكلِّ أرضٍ
وأيَّدَهُ على أَسري وحابى
وليسَ لغيرِ أحبابي تُراثٌ
وتاريخٌ على أَدَمِي مُهابا
وليسَ هُناكَ إنسيٌّ بعقلٍ
يقولُ بغيرِ ذاكَ سُوى تَغابى
سأبقى رغمَ كيدٍ قد تَمادى
أهشُّ الغاصبينَ أو الذبابا
ولو دَسُّوا مَعالِمَهم بأرضي
سألفُظها وأُبقيها سَرابا
وإنّي قد دَعوتُ الله ربِّي
فأيَّدني وأعطاني ثَوابا
وقالَ اللهُ قد بوركتِ أرضًا
وكُنّتِ لِزائِري مَسرًى وَبابا
سأرسلُ فتيةً من بين خَلقي
تتبِّرُ ما علو يومًا وخابا
أنا القدسُ التي قد طابَ بيتي
فحجَّ الناسُ مشيًا أو ركابا
ألا تَخشونَ من غضبي وبطشي
ومن شكوايَ لو جئتُ الحسابا
أتبنون العواصمَ شامخاتٍ
ولا أُعطى زيوتًا أو شَرابا
أنا القدسُ الشريفُ بأمرِ ربّي
تَسيَّدت المدائنَ والقِصابا
أبعدَ البُلبل الشادي بأرضي
أُساكِنُ فوق أكنافي غُرابا
وبعدَ النورِ والإسلامِ يأتي
ظلامٌ يَمْلأُ الدنيا ضَبابا
فهل طابت معيشتكم بدوني
وهل تَرضون أن أبقى خَرابا
أليسَ هُناكَ من يأتي سَريعًا
يَردُّ لِيَ الكرامةَ والشبابا
يُعيدُ إليَّ بعضًا من عبيري
ويفتحُ للجهادِ هوًى وبابا
أناديكم فهل تدرون أنّي
سأحشُرُكم وتأتوني غِلابا
أَأُترك ثُمَّ تأتوني جميعًا
تُريدون السلامةَ والإيابا
متى جاءَ الرضيعُ ليومِ حشرٍ
على أرضي من الأهوالِ شابا
فيَوْمَئِذٍ سأجمعكم بأرضي
وأجزيكم على قَهري عِقابا
فتلك رِسالتي للنَّاسِ حولي
أريدُ الآنَ ردًّا أو جَوابا
فإن لَمَست قلوبًا من حَديدٍ
فإنَّ الله يمتلكُ الرقابا
ويوم الحشرِ مَوعدُنا جميعًا
وقد أعددتُّ قولي والخطابا
د. معتز علي القطب
مِن القُدسِ الشَريفِ ومِن قُراها
تَحيَّاتٌ أُضَمِّنُها عِتابا
واكتُبُ بعدَ بِسم الله رَبِّي
سطورًا سوفَ أُرسلُها كِتابا
سَابعَثُها بمكتوبٍ لِتمضي
عَسى يومًا سيأتيني جَوابا
أقولُ بأنّني بَلدٌ جَريحٌ
وأنَّ الضرَّ قد مسَّ التُّرابا
وأنَّ الجُرحَ في جَسَدي بليغٌ
أصابَ القيحُ سورِيَ والقبابا
أحبَّائي رَعَوني طولَ عُمري
وأهدوني كُنوزِيَ والمَهابا
كُسِيْتُ من الحريرِ بكلِّ عصرٍ
فكيفَ اليوم ينزَعُ لي ثِيابا
وكانَ الشهدُ يُملأ في جِراري
وزيتُ النّاسِ موفورٌ وطابا
فقدتُ جَواهرًا من ضِمن كَنزي
وأَخشى أخذَ روحِي إغتصابا
وأنَّ المسجدَ الأقصى حزينٌ
يَرى ضبعًا يُسيلُ له لُعابا
ويدنو كلَّ يومٍ مِنهُ شبرًا
وقد بَلغَ المُرادُ بهِ نِصابا
وأحيائي تُروِّعُها وحوشٌ
وتُرسلُ في جوانِبها ذِئابا
ففي الأرجاءِ قد نُزِعَت ضُلوعي
ومَصَّ العظمَ والدَّمَ والإهابا
وماءٌ آسنٌ في كلِّ ركنٍ
متى مسَّ التُرابَ فقد أَذابا
أُعاني من وباءٍ قد تَمادى
على جَسَدي تَفشَّى أو أَصابا
مَرضتُ وما يَزالُ الداءُ يسري
وَلستُ أَرى طبيبًا أو حِجابا
يَرى من جالَ في أرجاءِ أرضي
مريضًا أو عليلًا أو مُصابا
يُساكِنُني ويُؤذيني غَريبٌ
وأفتقدُ الأحبّةَ والصِّحابا
ومن حيٍّ الى حيٍّ تَراهُ
يُذيقُ الأرضَ فُحشًا أو عَذابا
وشرُّ مُصيبةٍ لو كنتَ تَدري
بأن كَتبوا على وَلَدي ذَهابا
وعندي عصبةُ الأشرارِ جاءت
تُحمِّلُني همومًا او عَذابا
سباني مجرمٌ شخصٌ لئيمٌ
وسفَّهَ لي تُراثي بل وَعابا
تَجرَّأ في غيابِ أبٍ حَنونٍ
فصرتُ سبيَّةً والحرُّ غابا
يقولُ بِحقِّهِ في إرثِ قومي
فأرسَلَ نحوَ أبنيتي كِلابا
وعاونَهُ السفيهُ بكلِّ أرضٍ
وأيَّدَهُ على أَسري وحابى
وليسَ لغيرِ أحبابي تُراثٌ
وتاريخٌ على أَدَمِي مُهابا
وليسَ هُناكَ إنسيٌّ بعقلٍ
يقولُ بغيرِ ذاكَ سُوى تَغابى
سأبقى رغمَ كيدٍ قد تَمادى
أهشُّ الغاصبينَ أو الذبابا
ولو دَسُّوا مَعالِمَهم بأرضي
سألفُظها وأُبقيها سَرابا
وإنّي قد دَعوتُ الله ربِّي
فأيَّدني وأعطاني ثَوابا
وقالَ اللهُ قد بوركتِ أرضًا
وكُنّتِ لِزائِري مَسرًى وَبابا
سأرسلُ فتيةً من بين خَلقي
تتبِّرُ ما علو يومًا وخابا
أنا القدسُ التي قد طابَ بيتي
فحجَّ الناسُ مشيًا أو ركابا
ألا تَخشونَ من غضبي وبطشي
ومن شكوايَ لو جئتُ الحسابا
أتبنون العواصمَ شامخاتٍ
ولا أُعطى زيوتًا أو شَرابا
أنا القدسُ الشريفُ بأمرِ ربّي
تَسيَّدت المدائنَ والقِصابا
أبعدَ البُلبل الشادي بأرضي
أُساكِنُ فوق أكنافي غُرابا
وبعدَ النورِ والإسلامِ يأتي
ظلامٌ يَمْلأُ الدنيا ضَبابا
فهل طابت معيشتكم بدوني
وهل تَرضون أن أبقى خَرابا
أليسَ هُناكَ من يأتي سَريعًا
يَردُّ لِيَ الكرامةَ والشبابا
يُعيدُ إليَّ بعضًا من عبيري
ويفتحُ للجهادِ هوًى وبابا
أناديكم فهل تدرون أنّي
سأحشُرُكم وتأتوني غِلابا
أَأُترك ثُمَّ تأتوني جميعًا
تُريدون السلامةَ والإيابا
متى جاءَ الرضيعُ ليومِ حشرٍ
على أرضي من الأهوالِ شابا
فيَوْمَئِذٍ سأجمعكم بأرضي
وأجزيكم على قَهري عِقابا
فتلك رِسالتي للنَّاسِ حولي
أريدُ الآنَ ردًّا أو جَوابا
فإن لَمَست قلوبًا من حَديدٍ
فإنَّ الله يمتلكُ الرقابا
ويوم الحشرِ مَوعدُنا جميعًا
وقد أعددتُّ قولي والخطابا
تعليق