أنباء عن المدينة السّعيدة
استمرّت الينابيع جافّة لليوم العاشر على التوالي. الماء يتدفّق في البيوت صدئا كريها. يقول المفسّرون: تداخلت الشّبكات بضحك و لعب. شحبت الوجوه ، احتدّت الطّباع و ذاع الموت. وَفَدَ باعة الماء و الخوف على المدينة من كلّ صوب و حدب. ضاقت الصّدور، انتشرت الأسلحة بين النّاس. الصّحف تتحدّث بكثير من نقاط التّعجّب عن حرب أهليّة على الأبواب تهدّد المدينة السّعيدة؛ سببها جلسة خمريّة.
تيبّست حنجرته من شدّة العطش. بحركة يائسة فتح الصّنبور. حشرج الأنبوب ثمّ انهمر الماء رقراقا صافيا.
كطفل يعثر على غرض للكبار، هرع يبشّر زوجته: تعالي و انظري..الماء نظيف!
ركضت نحوه. بلّلت يديها غير مُصدّقة :
- غير معقول... ماذا لو كنّا وحدنا !
عاد الماء، فجأة، ينهمر ضحلا عفنا.
قال : أجمعين إن شاء الله !
***
تعليق