
الرحيل المتكرر بالملاحقة الاستيطانية الإحلالية---1948 ( والقصة وقعت أحداثها في فترة الاحتلال الثاني 1967م)
في مخيم خانيونس بلوك---d

<font color="#800080"><span style="font-family: Arial">http://youtu.be/EJrW-BhgMx0
شريط توثيقي مدعم بالحقائق لبداية الرحيل-وتهجير الناس وقضم الارض-حسب سجلات الانتداب البريطاني على فلسطين
بواسطة-دم سلمان ابوستة--المناضل لحق العودة---الذي لا يسقط بالتقادم--وتكفله كل القوانين الدولية مهما طال أمده
ذكريات لا تنسى -----البداية

عوض عاد--------ولم يعد
البوق يزعق--بين أزقة المخيم بعربية مكسرة----أن ممنوع التجول عوض خالد ---ذلك الرجل الطيب
ربّى أبناءه و أولاد زوجته الذين قتلت العصابات الصهيونية أباهم،كان مقتل ابراهيم مشكلة مركبه ،لابهم الحزن عليه
فقط بل ما تولد عن قتله من تبعات :- زوجته امرأة غريبة، ليست من العائلة !سيأخذها أهلهاوالاولاد!
تشاورعوض مع أصحاب الرأي ، حال اللاجئين عسير!أنا أتزوج! يا الله ماذا افعل سأتزوج امرأة أخي.
آآآآآآآآآآآآآآخ ي يا صهاينة يا كلاب --كان مالنا ومال اليتم ،والفقر ، مالنا ومال الحرب------يااارب
كانت الأفكار تتزاحم-- تتلاطم في رأس الرجل المعوز ربيب الخير،ما زالت الذكريات الجميلة تتراءى
أمام مخيلته،نبه الغافي فيه بوق المحتل،عاد ليحتل ما تبقى للبشرمن أمل ويبذرالبؤس في المخيمات .
لم يعد الرجل يفكر الا في بيته ،مزرعته،قطعانه من الماشية ،تماهى معالذكريات،تنهد --غنى
(يا حسرتي -يا سقى الله ع ليالي كان)
خير يا أبي خيرأسرعت إليه هدباء،خير أبي،بالله عليك وحياة عيون سليمان لا ترفع صوتك
أخاف أن يدخل اليهود علينا -(انتفض يدخلوا علينا ! خير إن شاء الله ،ما بقي عندنا أيّ شيء
حتى ياخذوه!المعسكر!----غرفتين الوكالة -مدعوقة على راسهم وراس اللي جابوهم ) وبدأ
يرخي تنهداته ويغني لنوران قريته التيطرده منها الصهاينة.الذكريات بدأت تطفو على ذاكرته
سليمان أين سليمان؟ ابراهيم قتلوه عرفنا ---لكن ما ذا يريدون من سليمان وشباب المعسكر؟
موسم الرماية انتهى-وبدأ يتساءل أقتلوهم؟ أأخذوهم عبيد لهم--يزرعون ويحصدون أرضنا لهم؟
ليتفرغوا لقتلنا ومنع التجول؟ يرتفع صوته (أما انهم صحيح ما بيستحوا ولا بيخافوا ربهم)
وعلى حين غرة يرتفع صوته، سائلا عن ابنه سليمان ،منذ أن جمعت إسرائيل الشباب وأصبح
أمرهم مجهولا-----وأبو سليمان(عوض) تغيرت أحواله-------لا يعرف لذيذ النوم ولا الصحو
هدباء مرعوبة ،تنتفض خوفاً ورعباً،أمها نائمة -سليمان أخذه اليهود يعلم الله بمكانه، زوجة
أبيها الثانية أم الأيتام مع أبنائها في الغرفة الثانية،حصتها من الوكالةغرفة -3في 3- كل 4أفراد
غرفة صغيرة تقرفص كل واحدة مع أبنائها، هدباء لم تنم ، والدها يغني لنوران و يتنهد،شعّلي
النار،فقد حضر الضيوف،من العيب أن تكون نارالديوانمطفأة---هدباء مرتعشة برداً وخوفاً---
أبي يا با الدنيا نصف الليل، اليهود دورياتهم تلف الشوارع---والديوان بقي في البلاد--حبيبي أبي
عشان الله- وعيون سليمان بلاش النار----أرجوك ،تقبل يديه وقدميه ورأسه،وهو يشتد عصبية ويشوح
لها بعصاه---اشعلي النار، هاتي بكرج القهوة---رأسي يكاد ينفجر الضيوف وصلوا،هدباء تبكي يا با
ما بك ؟ نحن في المخيم، اسمع -اسمع صوت الرصاص----ومجنزرات اليهود يرحم أخاك وأباك
نم يا أبي نم--شاح لها بعصاه ويده ترتجف من الألم، إصابته السابقة يوم الجفيل ،وجرون قمحهم
وقطعانهم تحترق تعن عليه في البرد ،ما زالت الشظايا فيها .
(لاحول ولا قوة الا بالله! ايييش اللي جايبهم ورانا! فاكرين نسينا ثارنا--دارنا-اهلنا-احنا ما نسينا يا اولاد الكلب)
الأمر لله قالت هدباءوقد رأفت بحاله، حاضر يا أبي سأشعل النار، وأغلي القهوة ولا يهمك ! طيب هم ويين الظيوف
ما اصحاب البوق قتلوهم) هدباء ترتعد برداً وخوفاً وهلعاً على حالة أبيها، بكت بصمت،تململت بهدوء
أحضرت كم عود حطبجمعتها امها من الأحراش للضرورة حين يصر عوض على إشعال النار
تناولت بكرج القهوة خضّته ببعض الماءتريد أن تطيل الوقت علّه ينام-----كانت تتمتم --
كان لازم يقلقوا راحتنا في نص الليل،ممنوع تجول ممنوع تجول،الله يخرب بيوتهم ورانا ورانا-
اأبوها يستعجلها أين القهوة-؟!الظيووف وصلوا---يا الله --الله يحييهم---حيهم والله ) اخفض صوتك يا أبي
قالتهاهدباء وهي تنتفض رعباً وتبتلع دموعها-يا رب ماذا جرى لأبي،جاءته الحالة!قالت امها التي قرفصت
بقربه تهدهده ، تحاول أن تهدئه،وتطمئن ابنتها التي تجهش بالبكاء المخنوقة تراقيه( عادي عادي تعود
له الحالة كل ما يسمعهم يزعقون في البوق)---أو يرى دباباتهم حاصرت المخيم--اهدئي--عادي -مقدر علينا
أغفى وهو يغني لنوران---والمزرع ---والقطعان ----والجرن -انتفض كمن لسعته عقرب --سليمان-----
يا سليمان--اقتربت منه أكثر( تبسمل وتحوقل) يا أبي-- سليمان سيحضر غداً الان الدنيا ليل وهكذا استمر
يغفو ويصحو فجأة وينتفض غضباًباطل--باطل-أنا اترك بيتي ومزرعي وماشيتي--واسكن في هذا المخيم!
لا والله -بااااطل---لا والله-لازم ارجع لازم-- خلاص هم يريدون المخيم، ونحن نريد بلادنا--وبدأ يعلو
صوته الله أكبر ،لا حول ولا قوة الا بالله، ليش لا حقينا--ليش ؟اهتاج واستند على عصاه يريد ان يواجههمّ
هدباء تعبت ، ملت ، وبدأت تخاففي الخارج صوت مرعب ضرب صفيح---ريح يا الله الباب يتحرك
الحمد لله والدي أغفى---انطفأ الفانوس من الريح.
لم يزل الطرق على أبواب الصفيح ، الطرق يعلو ويعلو، هدباء ترتجف يا رب -يا رب ما لنا غيرك -يارب
يستمر أبي في نومه،
فكرت أن تصحي أمها لتحتل مكانها في مؤانسة والدها، وهو غير طبيعييحتج بطريقته على ما يحيط به
انتفض فجأةقال يا بنت صحي امك ، هاتي المفتاح،مفتاح دارنا انا مليت من هذاالزفت------لازم أرجع --
لازم أرجع------لوين يا ابي ترجع، كيف؟------اطلعي من وجهي-اطلعي لازم نطلع نروح ع بلادنا!!
ازداد الرعد قصفاً اختلط بطلقات الرصاص،ا شتباك مع فرقة فدائية----هدباء تتضرع الى الله بينما تصحو أمها
المطر بدأ يتساقط فوق رؤوس الابناء---الكرميد كان قد تكسر بعضه من ضرب الطائرات ،والرصاص ،لم يضعوا
هذا الشتاء غطاء النايلون فوقه
كل من في الدار صحا--تكدسوا فوق بعضهم في معرش الزينكو الذي ينام فيه عوض،صوته أصبح بالكاد يسمع
وهويردد :------لازم ارجع -يا الله نرجع--خلي سليمان يسرج المهرة يا بنت،لم تعد هدباء تهتم فقد صحت أمها
وزوجة الثانية.
المطر ينهمر داخل البيوت ،خارجها صوت المجنزرات يقرقع الرعد يقصف ،والريح تعول --يا رب استر يا رب
لكأن عوض أنس بالمجموعة المتزاحمة في معرشه المسقوف جيداَ بالزينكوالأسود القديم،سقفه سليمان قبل أن
يجمعوا الشباب ويأخذوهم الى جهة غير معلومة بعد أن شبعوا وملوا قتلاً،وربما أحد من مدراء الوكالة تدخل
اختلطت أصوات المصفحات والرصاص والرعد وصفير الريح يقطعه طرق مرعب على أبواب الصفيح
قفز فجأة عوض من بين أفراد عائلته متجهاً نحوالباب المغلق بقطعة خشب وحجر كبيرأحضره سليمان قبل
أخذه من البيت الواقع غرب المعسكر هدمته جرافة الصهاينة وماتت أم عبد الرحمن رحمها الله تحت أنقاضه ،كانت
ترجوهم الا يهدموه فهو يسترهم-----بينما زوجة ابنها الذي قتلوه تصرخ فيهم،مازيين صحيح مازيين،أشبعوها ضرباً
بكعوب بواريدهم، ولم تسكت الّا بعد أن صوب أحدهم فرده على صدرها ، بعد أشهر من مرور الحادثة المؤلمة وقد
صوبوا الرصا ص الى صدرها،وهي تصرخ وتعيرهم بمن قتلوهم ،وترددهتلر الذي قتلكم -وكيف انهم مازيين(نازيون)
هدباء استرجعت الحادثة متخيلة ما سيحدث لهم لو فتح الباب وخرج.
بينماأمها تمسك بأبيها ولا تستطيع منعه من الخروج، ارتفع الطرق على بابهم المقفول بالحجر ودون انتباه منه كان عوض
بين أولاده خوفاً عليهم ، انسعرت العواصف بينما خف المطر ، أخذت كل أم أولادها لغرفتهم بعد أن وضعت بعض
الأواني تتلقى به المطر إن أمطرت الدنيا بعد ذلك، وعوض نام فقد تعب قالت هدباء : (انام عندك يا با) قال ابتعدي روحي
عن وجهي----نامي عند امك
هدباء كانت متعبه ولم تنم ،ولم تسترح البتة بعد عودتها من المدرسة الثانوية الواقعة آخر المدينة---دخلت ونامت بجانب
أمها وأختيها
ما زال الطرق على الأبواب مستمراً، الناس مرعوبون يقولون كأنهم جنوا ، كل هذا خوف من كم فدائي في المعسكر
الرياح تشتد عصفاً
طلع النهار وسمح بالتجول ، كلب أم محمود يجري والدماء تسيل من رجليه،صفيحة مخرومة علقت برجله، وقضى ليلته
يجري هنا وهناك مرعوبا من الرصاص ،عله يجد مخبأأويخلص من الحديدة العالقة برجله تحزها كلما تحرك.
وأصبح الصباح ليهدأ الوضع فجنود الاحتلال ينشطون في الليل، ويرتعبون من النهار! وشباب المقاومة وأطفال المعسكر
لهم بالمرصاد ، الناس الذين يروون عن الطرق على الابواب والرعب الذي صاحبه،فوجئوا بأم محمود تقول بل هو الكلب
وأهل المعسكر يضحكون وتسقط دموعهم من الضحك ،أذا هو الكلب الذي ارعب الناس فوق الجو واليهود والرصاص!
انطلقت هدباء تصرخ --الحقونا ----الحقونا يا أهل المعسكر، ابي ليس في البيت----غافلنا وخرج-كان يقول سأعود الى نوران
لا لا تقولوا انني اتخيل ،ابي قضى الليل يقول سأرجع وأخذ المفتاح،بلغوا الشرطة ،بحثوا عنه في كل مكان، اشهرا متواصلة
لم يعثروا عليه،سوى أن رجلاً أكد كلام هدباء قال:خرج من المسجد بعد صلاة الفجر واتجه شرقاًقلت له أين الخطى ياعوض
قال:- على نوران ----راجع على البلاد -قتلني الشوق راجع------ظننته يضحك، قلت بالتأكيد ذاهب يبحث عن باب رزق في
السوق فاليوم كان يوم الخميس -سوق خانيونس.
ومرت السنين وهدباء حزينة هي وأهلها،لم يجدوا له أثراً! اتجه شرقاً ،لابد أن مصفحة داسته ،او ربما قتلوه فقد قالوا قتلنا
فدائيا------------ربما هو عوض --وربما دخل ومات هنا اوهناك وما زالت هدباء تبكيه وما زال أهل المخيم يذكرون الرجل
الطيب الذي عاد بمعتقده وشوقه لكنه لم يعد ولم يعرف عنه خبر!

تعليق