براءة من البريئة مريم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. حامد العطية
    أديب وكاتب
    • 28-03-2013
    • 5

    براءة من البريئة مريم

    براءة من البريئة مريم
    د. حامد العطية


    من دلك علي يا مريم؟
    أنا الهارب من رسائلكم إلى أقاصي الأرض،
    لا الصمم اسكت أصواتكم،
    ولا يسأم بصري الكليل من استحضار أشباحكم،
    وحتى الخرف لئيم، لو حل سيستثني ذكركم.

    تعلمت أن الهروب ليس بقطع المسافات،
    ولا بعدد البحار الفاصلة،
    فأنتم قريبون،
    ولو كنت على كوكب آخر،
    وحاضرون على أي حال،
    وإن كان بالأشلاء، أو الدماء،
    أو حتى بقع سوداء، على قارعة طريق، عجزت عن غسلها كل خراطيم المياه.

    مضت كل هذي السنين،
    تراكم في نفسي أحزانها،
    وتجتثت منها النزر من افراحها،
    حتى بلغ القلب أرذل عمره،
    فلا الفجيعة سرعت من نبضاته،
    ولا لامست صورتك منه الشغاف.

    أنا كنت مثلك يوماً طفلاً بريئاً،
    عيناي مثل عينيك، تضجان بالأسئلة،
    تتجاوز أبعاد المكان،
    وتقفز فوق الزمان، نحو الأفق الأبعد،
    تأففوا منها، لئلا تفضح خيباتهم،
    وتكشف عن أحلامهم المجهضة.

    وهذا رداؤك الأحمر،
    وكنت أظنهم حرموه،
    أو منعوا استيراده،
    فهو يشحذ شر الحاسدين،
    ويغيظ أهل السواد، بلد الحداد اللامنتهي.

    يا مريم ما لك والابتسام،
    والضحك عندنا أندر،
    وإن كان للملك النعمان يوم شؤم فكل أيامنا أكدر،
    وكل ساع إلى رزقه مفقود،
    ولا الخانس في داره يسلم.

    عجيب أمركم،
    وكل أحيائكم نكرات،
    وحده الموت يعرف أسماءكم.

    نتصنع البراءة، نحن المسالمون،
    وليس منا من أفتى بحي على القتل،
    لكن أرواحكم تزورني كل ليل،
    ترقد ما بين الجفون،
    بانتظار آخر صمتي.
    سأكسره لأقول: كلنا مذنبون،
    وفي الخطيئة نغرق،
    وليس لدينا لك يا مريم
    أنت البريئة أفضل
    من البراءة منك.
    ( مريم علي طفلة عراقية من ضحايا الإرهاب)
    18 حزيران 2013م
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    جميلة مريم أستاذي
    ملئية بالحزن و الدموع
    بالاسئلة و الإجابات الراحلة في ركاب الغوص
    لكن ذهابها إلي الاعتياد أخفت من أضوائها
    ما بين قافية و نزوع إلي النظم
    تراقص مريم خيباتها
    لتظل تسكن ذات الذاكرة !!

    محبتي
    sigpic

    تعليق

    • أبوقصي الشافعي
      رئيس ملتقى الخاطرة
      • 13-06-2011
      • 34905

      #3
      الله عليك
      أيها الأديب المكتظ بالجمال
      جدا رائعة رغم كل الوجع التي
      أقرضته لنا مريم


      وهذا رداؤك الأحمر،
      وكنت أظنهم حرموه،
      أو منعوا استيراده،
      فهو يشحذ شر الحاسدين،

      لله درك..
      أهلا بك بالملتقى
      تقديري و تحية تليق



      كم روضت لوعدها الربما
      كلما شروقٌ بخدها ارتمى
      كم أحلت المساء لكحلها
      و أقمت بشامتها للبين مأتما
      كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
      و تقاسمنا سوياً ذات العمى



      https://www.facebook.com/mrmfq

      تعليق

      • آمال محمد
        رئيس ملتقى قصيدة النثر
        • 19-08-2011
        • 4507

        #4
        .
        .

        وعيون مريم تقرأ الدنيا
        لم تعطهاا سوى حفنة تراب وكأس من الدم
        فلا تكوني بريئة بعد الأن
        ولا تعودي تطلبي الدنيا

        كنت في قلب مريم تحدثنا عن همجية أنفسنا
        وصوتك موجوع مسموع

        لكنه لم يخرج عن ألفة الخاطر والذي حضر بكامل الإحساس
        كم رسم عالمها البريء المسفوح


        تقديري

        تعليق

        • سميرة رعبوب
          أديب وكاتب
          • 08-08-2012
          • 2749

          #5
          نتصنع البراءة، نحن المسالمون،
          وليس منا من أفتى بحي على القتل،
          لكن أرواحكم تزورني كل ليل،
          ترقد ما بين الجفون،
          بانتظار آخر صمتي.
          سأكسره لأقول: كلنا مذنبون،
          وفي الخطيئة نغرق،
          وليس لدينا لك يا مريم
          أنت البريئة أفضل
          من البراءة منك.

          همجية أرواحهم .. ووحشية قلوبهم
          كانت سببا في مقتل مريم ..
          قدموها أضحية لشيطان أحقادهم
          ثوب البراءة رداء زائف يتوارى خلفه
          ناسك مستذئب ..
          يقتات أروحا طاهرة تكشف
          زيف خباياهم ..

          لا فوض فوك أيها الأديب المتميز الدكتور / حامد
          نثرية موجعة تربعت على عرش الانكسار والجرح
          تحياتي والإحترام ~
          رَّبِّ
          ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




          تعليق

          • مهيار الفراتي
            أديب وكاتب
            • 20-08-2012
            • 1764

            #6
            براءة من البريئة مريم
            على أن العنوان يمكن أن يؤول على تأويلين مختلفين أحدهما غير محمود إلا أنه كان عنوانا جميلا طالما يضع البراءة في الكفة الأخرى المقابلة لوحشية البشر
            من دلك علي يامريم بداية رائعة كانت تشي بأبعد مما تلاها من انسكاب
            كان يمكن أن تجعل الدم يكلمك عن مريم
            الشوارع تحدثك عن خطاها الجدران عن خربشاتها و لو خففت بعضا من التقريرية
            لكان يمكن أن تنال منك مريم ماتستحق من رثاء نثري جميل
            أخي الشاعر د حامد عطية أهلا و سهلا بك في ربوع النثر
            و دمت بألف خير
            أسوريّا الحبيبة ضيعوك
            وألقى فيك نطفته الشقاء
            أسوريّا الحبيبة كم سنبكي
            عليك و هل سينفعك البكاء
            إذا هب الحنين على ابن قلب
            فما لحريق صبوته انطفاء
            وإن أدمت نصال الوجد روحا
            فما لجراح غربتها شفاء​

            تعليق

            • د. حامد العطية
              أديب وكاتب
              • 28-03-2013
              • 5

              #7
              إلى المبدعات والمبدعين الأكارم الذين تفضلوا بقراءة موضوعي المتواضع وافاضوا عليه من سحر كلامهم ودفق مشاعرهم المرهفة: أتمنى أن يكون البشر كلهم مثلكم لينتهي الظلم وتختفي القسوة ويحل السلم وتسود المحبة وتنعم النفوس بالاطمئنان، وسلام عليكم من روح مريم وكل الأطفال من ضحايا العنف في العالم.

              تعليق

              • نجلاء الرسول
                أديب وكاتب
                • 27-02-2009
                • 7272

                #8
                الظلم والقسوة والإرهاب والقتل والبراءة والحياة والحلم كلها يا شاعرنا باتت في كفة واحدة ولم يقدّر لهم أن يفرقوا بينها وبين اليقين
                نصك جميل حزين ومتألم


                تعلمت أن الهروب ليس بقطع المسافات،
                ولا بعدد البحار الفاصلة،
                فأنتم قريبون،
                ولو كنت على كوكب آخر،
                وحاضرون على أي حال،
                وإن كان بالأشلاء، أو الدماء،
                أو حتى بقع سوداء، على قارعة طريق، عجزت عن غسلها كل خراطيم المياه.

                أحببت هذا المقطع جدا فهو حقق دهشة فيه ببساطة شديدة بتوظيف المهمل من اللغة
                وإن كنت أراك في مقاطع أخرى تعتمد الوصف أكثر فحاول أن تحلق بالصورة بأن تركبها وتبعد دلالاتها لكي يشع في الوجود مقدار حزنك الكبير
                أهلا بك د. حامد نورت والله

                تجتثت / تجتث
                نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


                مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
                أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

                على الجهات التي عضها الملح
                لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
                وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

                شكري بوترعة

                [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
                بصوت المبدعة سليمى السرايري

                تعليق

                يعمل...
                X