جنائِني المعلَّقة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسن الشيخ ناصر
    فنان تشكيلي
    • 03-05-2013
    • 11

    جنائِني المعلَّقة



    جنائِني المعلَّقة


    يورِقُ ساقُكَ المروءةَ
    والغيبُ كسيحٌ
    يتوكَّأُ أصداءَ طفلةٍ مغمضةٍ
    تكبو كما الخيلِ المنهزمةِ
    فأجهشُ في جنباتِها وأنتشي
    كطفلٍ ثابَ عن غيِّه البكاءُ
    أيا وطني المتثائبَ حدَّ الاحكامِ
    والمتخمَ بالجيوشِ لَمْ تَعُدْ وسيماً
    فقناديلُكَ أوجعَها الزكامُ
    ترى كَمْ
    يخيفُكَ تواطُؤُ البجعِ و الزوابعِ
    أو لمّا تزَلْ
    يخيفُك أنْ تُقاضيَ محارتُك جذعَها الغريرَ
    أَمْ ناءَتْ إماراتُكَ وباتَتْ
    مخالبُك تتفيَّأُ تَأوُّهي لتستريحَ
    فكَمْ رثيْتُ قمحَكَ
    وَهَجَوْتُ قطيعَ فرسانِكَ القُدامى
    حينَ عادوا خائفين
    كالفراشاتِ ضنَّتْ رُؤاها وَتَدانى مِعْصَمُها الرمضاءَ
    وضوضاءُ لظى أزهارِها يُذْكي الوهادَ
    لتلبسَنا عريَ خلجانِها بِأَشْأَمِ عويلٍ
    آباؤنا
    قراراتُنا
    شيَمُنا
    راياتُنا
    خفقَتْ والهتافُ المتثائبُ
    يواري خلفَ محاجرِنا شهواتِ المدائحِ
    يا أيّها الفاتحون
    لَمْ يَبْقَ مِنْ خلاياي الضيقةِ غيرَ جُرحٍ في عقالٍ
    فالخيولُ نامَتْ موهنةَ البدنِ كتهويمةٍ كأسُها الثواءُ
    يا أيها الفاتحون
    ملءُ دميَ المسفوكِ أجهضَهُ الضبابُ
    وملءُ المذابحِ غيّبَها السعالُ و السؤالُ
    والضحى كمقلتيكَ يا وطني
    غادرَه الضياءُ واستحكمَ الظلامُ
    فمن ذا يُعيدُ النعناعَ ليواريَ
    كما النعامِ رأسَكَ الترابَ
    ومن ذا يستمطرُ أذرُعَ حدائقِنا المتقوِّساتِ
    ومن ذا ...
    ومن ذا
    يُعيدُ لي جنائِني المعلَّقة
    أو من بابلَ قيحاً
    أو حتى بقايا من رمالٍ


    حسن الشيخ ناصر
  • مهيار الفراتي
    أديب وكاتب
    • 20-08-2012
    • 1764

    #2

    جميلة هذه اللغة ذكرتني بعض الشيء بالماغوط
    اللغة هنا حاولت التمسك بالأصالة و معالجة النص النثري بطريقة شعرية مختلفة بعض الشيء
    تقليدية لكن في نسيجها الداخلي و التصويري حققت حداثية جميلة
    لقد جاء النص موجعا و طافحا بالحزن و الحنين
    الشاعر الجميل حسن الشيخ ناصر
    شكرا لك و دمت بألف خير



    يثبت
    أسوريّا الحبيبة ضيعوك
    وألقى فيك نطفته الشقاء
    أسوريّا الحبيبة كم سنبكي
    عليك و هل سينفعك البكاء
    إذا هب الحنين على ابن قلب
    فما لحريق صبوته انطفاء
    وإن أدمت نصال الوجد روحا
    فما لجراح غربتها شفاء​

    تعليق

    • آمال محمد
      رئيس ملتقى قصيدة النثر
      • 19-08-2011
      • 4507

      #3
      يخيفُك أنْ تُقاضيَ محارتُك جذعَها الغريرَ
      أَمْ ناءَتْ إماراتُكَ وباتَتْ
      مخالبُك تتفيَّأُ تَأوُّهي لتستريحَ
      فكَمْ رثيْتُ قمحَكَ

      تعود لتتهجى غربة القمح
      وهو النابت في عمق مراثينا

      تحاولة لغة غازلت خصلات النثرية
      وحققت جمالها البعيد

      بورك نبضك


      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        كيف لم ترى البلاد أي جريمة ترتكبها
        حين تغض الطرف
        تحط رأسها في طاولة العشب
        غير مبالية
        بالنهار الذي ينسحب من عيونها
        على عيونها ..
        إلا أن تكون أيها النهار .. على غير مقاس سمائها ؟!

        سوف أبادلك أيتها البلاد ..
        التي لا تصون جواهرها ..
        نكايتي
        أعلن النهار .. رغم أنفك
        ممهدا له عسير الطرق .. إلي قلبك الأسود
        فالشمس .. لن تنتظر كثيرا
        صك المواطنة !

        البلاد التي تنام في خافقي
        لا يحلو لها الغناء ..
        كحل العيون ..
        الحياة .. إلا بذاك النبيذ الذي يرشه الفجر .. أمام خطى النهار مخدرا كل هواجس الأرض ..
        و الغبار الذي يسكن الشقوق
        فلا ترهقوا غباءكم ؛ النهار قادم كعرس كوني !

        هنا قصيد بكاء
        يكل على ما كان و ما يكون
        ما بين الماضي و الآن
        راحلا في البلاد .. في كل ما تعني
        تباريح تتهجى البلاد في
        جمال نثري
        و كان التمني شائقا و مؤلما
        انتظارا مرا
        ومن ذا
        يُعيدُ لي جنائِني المعلَّقة
        أو من بابلَ قيحاً
        أو حتى بقايا من رمالٍ

        بوركت أخي الجميل

        محبتي
        التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 24-06-2013, 03:41.
        sigpic

        تعليق

        • زياد هديب
          عضو الملتقى
          • 17-09-2010
          • 800

          #5
          إن خطاباً شعرياً كالذي قرأت هنا
          لا يفضي إلا إلى الشعر
          لك كل التقدير صديقي
          هناك شعر لم نقله بعد

          تعليق

          • محمد مثقال الخضور
            مشرف
            مستشار قصيدة النثر
            • 24-08-2010
            • 5517

            #6
            هنا . . .
            الكثير من الجمال
            الكثير من الشعر
            والكثير الكثير من متعة القراءة

            تشرفت بكم أستاذنا الفاضل

            تعليق

            • إيمان عبد الغني سوار
              إليزابيث
              • 28-01-2011
              • 1340

              #7
              بعض الميزات أو الأدوات في الشعر تكون أقل استعمالاً
              لكنها في الوقت ذاته لا تؤدي أي وظيفة في النثر,أي التأثير الذي تحدثه للمتلقي
              لتلمح الاختلاف المطلوب في النثر ,هنا في المقطعين المقتبسين تشكل النثر بصورة واضحة


              أيا وطني المتثائبَ حدَّ الاحكامِ"
              والمتخمَ بالجيوشِ لَمْ تَعُدْ وسيماً
              فقناديلُكَ أوجعَها الزكامُ
              ترى كَمْ
              يخيفُكَ تواطُؤُ البجعِ و الزوابعِ
              أو لمّا تزَلْ"
              التحليق هنا في مدارات اللغة حرر النص
              وانصهر في مفهوم الخطاب النثري بالتشديد
              على المفاتيح الدلالية و بوفرة الإشارة .


              "يا أيها الفاتحون
              ملءُ دميَ المسفوكِ أجهضَهُ الضبابُ
              وملءُ المذابحِ غيّبَها السعالُ و السؤالُ
              والضحى كمقلتيكَ يا وطني
              غادرَه الضياءُ واستحكمَ الظلامُ
              فمن ذا يُعيدُ النعناعَ ليواريَ"


              من المهم أن نشعر بالجزء المبهر في النص وهي القضية
              المطروحة والنزعة الوطنية, التي ابتعدت عن التكّلف
              وأضافت ظل واعياً فطين .

              الأديب الفاضل حسن الشيخ ناصر

              هذه ليست سوى محاولة لقراءته الكثير
              من قطاف جنائنكم المبهرة ,سلمت ودام يراعك.

              تحيتي
              " الحرية هي حقك أن تكون مختلفاً"
              أنا الهذيان وبعـض الوهم حقيقة!

              تعليق

              • نجلاء الرسول
                أديب وكاتب
                • 27-02-2009
                • 7272

                #8
                أيا وطني المتثائبَ حدَّ الاحكامِ

                والمتخمَ بالجيوشِ لَمْ تَعُدْ وسيماً

                فقناديلُكَ أوجعَها الزكامُ

                أهلا بك وبحروفك الجميلة جدا
                وتلك الصورة التي علقت معها الشعر
                تناثرت المعاني الجميلة في أجواء كلاسيكية
                وكأنها حفلة ما قبل الحرب
                تلك الحرب التي قد تنجو

                تقديري أخي الشاعر حسن
                أضاء المكان حرفك
                نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


                مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
                أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

                على الجهات التي عضها الملح
                لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
                وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

                شكري بوترعة

                [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
                بصوت المبدعة سليمى السرايري

                تعليق

                • سليمى السرايري
                  مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                  • 08-01-2010
                  • 13572

                  #9
                  شاعرنا

                  جميل أن يفضي بنا الممرّ إلى هذه النثريّة المحلّقة
                  ونلمس كثير من الشعر ونعرف ما معنى لون الدمع في الخلجان....
                  جمال يشدّنا إلى آخر قطرة...

                  تحيّاتي سيّدي.

                  لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                  تعليق

                  يعمل...
                  X