جنائِني المعلَّقة
يورِقُ ساقُكَ المروءةَ
والغيبُ كسيحٌ
يتوكَّأُ أصداءَ طفلةٍ مغمضةٍ
تكبو كما الخيلِ المنهزمةِ
فأجهشُ في جنباتِها وأنتشي
كطفلٍ ثابَ عن غيِّه البكاءُ
أيا وطني المتثائبَ حدَّ الاحكامِ
والمتخمَ بالجيوشِ لَمْ تَعُدْ وسيماً
فقناديلُكَ أوجعَها الزكامُ
ترى كَمْ
يخيفُكَ تواطُؤُ البجعِ و الزوابعِ
أو لمّا تزَلْ
يخيفُك أنْ تُقاضيَ محارتُك جذعَها الغريرَ
أَمْ ناءَتْ إماراتُكَ وباتَتْ
مخالبُك تتفيَّأُ تَأوُّهي لتستريحَ
فكَمْ رثيْتُ قمحَكَ
وَهَجَوْتُ قطيعَ فرسانِكَ القُدامى
حينَ عادوا خائفين
كالفراشاتِ ضنَّتْ رُؤاها وَتَدانى مِعْصَمُها الرمضاءَ
وضوضاءُ لظى أزهارِها يُذْكي الوهادَ
لتلبسَنا عريَ خلجانِها بِأَشْأَمِ عويلٍ
آباؤنا
قراراتُنا
شيَمُنا
راياتُنا
خفقَتْ والهتافُ المتثائبُ
يواري خلفَ محاجرِنا شهواتِ المدائحِ
يا أيّها الفاتحون
لَمْ يَبْقَ مِنْ خلاياي الضيقةِ غيرَ جُرحٍ في عقالٍ
فالخيولُ نامَتْ موهنةَ البدنِ كتهويمةٍ كأسُها الثواءُ
يا أيها الفاتحون
ملءُ دميَ المسفوكِ أجهضَهُ الضبابُ
وملءُ المذابحِ غيّبَها السعالُ و السؤالُ
والضحى كمقلتيكَ يا وطني
غادرَه الضياءُ واستحكمَ الظلامُ
فمن ذا يُعيدُ النعناعَ ليواريَ
كما النعامِ رأسَكَ الترابَ
ومن ذا يستمطرُ أذرُعَ حدائقِنا المتقوِّساتِ
ومن ذا ...
ومن ذا
يُعيدُ لي جنائِني المعلَّقة
أو من بابلَ قيحاً
أو حتى بقايا من رمالٍ
حسن الشيخ ناصر
تعليق