خارجا عن الشِعر ..إلى صديقٍ يهوى الشِعر / هيثم الريماوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نجلاء الرسول
    أديب وكاتب
    • 27-02-2009
    • 7272

    #16
    أسأل هنا بطريقة أخرى
    هل الخاطر يعتبر كتابة أولية للشعر
    أو مدخلا له وأنه رؤيا لم تكتمل ؟

    هل يمكن أن نصفه بالذاتية ؟
    وأن طابعه انفعالي ؟
    نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


    مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
    أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

    على الجهات التي عضها الملح
    لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
    وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

    شكري بوترعة

    [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
    بصوت المبدعة سليمى السرايري

    تعليق

    • شيماءعبدالله
      أديب وكاتب
      • 06-08-2010
      • 7583

      #17
      القديرة الغالية والشاعرة المورقة نجلاء الرسول
      شكرا يا غالية على رقي خلقك وذوقك
      وما كلماتي إلا شوقا لقربكم بيننا ...
      اما عن استفساراتك الترفة الملمة فأتركها لأستاذنا القدير هيثم الريماوي
      فـ له الإجابة لـ يجود علينا بإبداعاته الفكرية ونعتذر لاقتحام متصفحه الكريم
      ولا شك كلنا في حيز التقصير لبعضنا البعض ..
      موتي وشتائل الورد

      تعليق

      • هيثم الريماوي
        مشرف ملتقى النقد الأدبي
        • 17-09-2010
        • 809

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة ريما الجابر مشاهدة المشاركة


        حللت الحروف في ساحة الخاطرة لتتشرف بهذا الجمال
        وتزدان بأبهى حلة يمكن أن تكتسيها
        تحيتي وباقات الورد
        التقدير والامتنان الكثير لرقيكم الكبير ...الرائعة ريما الجابر
        لترحيبكم وفضل كرمكم وجميل كلماتكم

        امتناني
        هيثم

        ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

        بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
        بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

        تعليق

        • هيثم الريماوي
          مشرف ملتقى النقد الأدبي
          • 17-09-2010
          • 809

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة صهيب العوضات مشاهدة المشاركة

          الأديب الكريم
          هيثم الريماوي



          تراودني إمساكية الحرف على نفسها
          كي أقتات من تفاصيل الشعر و ملامح الضوء جناحين أمضِ بهما
          إلى حيث المجهول كي أبلل ما تبقى من جفاف الحياة
          ليس هناك أجمل من الشعر كي تتهذب روح الإنسان
          فهو الذي يغرس في صدورنا الإيمان بكل الأشياء التي فقدت ذاتها
          البحر ، و الرمل و كوخ يحمل من الأمنيات و الأحلام
          ما قد يسد رمق قبيلة أرهقها فقر الحال و الجوع ...
          تطوف حولك الحروف فتنقش في مفاصل ذاكرتنا
          ملامح حرف يبعث الهواء إلى صحراء الرئة
          دمت شاعراً رائعاً


          ربما لن تخذلنا الحروف ، لو أنصتنا لها بصدق ...
          تمام شكري صديقي الجميل صهيب ولروعتكم وياسمينكم الكثير

          محبتي
          هيثم

          ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

          بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
          بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

          تعليق

          • هيثم الريماوي
            مشرف ملتقى النقد الأدبي
            • 17-09-2010
            • 809

            #20
            اعتذاري أولا من القدير الخضور لتأجيل الرد على رائعته لأنها تحتاج إلى كثافة الوصف بما يليق

            شكري العالي للقديرة الأستاذة شيماء ...لعميق فهمها ...وكريم فضل.

            وطبعا الشكر الكبير للرائعة الأستاذة نجلاء ...لطروحاتها العميقة .

            أفترض وقبل التحوار حول موضوعة الخاطرة ، بضرورة تناول قضية الموضوع المركزية ، وهي ما مدى مشروعية تصنيف الخاطرة تجنيسيا وإفرادها كجنس أدبي ، وأجد أنه لزاما على من يعتقد بمشروعية التجنيس هنا ، أن يسوق الدلائل الموضوعية اللازمة لذلك وأعتقده عسيرا ، لقد وضعت نظرية التجنيس منذ أفلاطون وحتى اللحظة الكثير من الشروط والقواعد للتجنيس دون التصنيف ولا أجدها تجتمع بالخاطرة .

            كان هنالك فصلا واضحا بين النثر والشعر ما قبل عصر النهضة ، وحتى بوجود التداخلات بين التقسيمين الكبيرين ، بقي التقسيم واضحا بشرطية الإيقاع الشكلي للشعر ، وفي تلك المرحلة المتقدمة (زمانيا ) كانت البئية أكثر مناسبة لتميز الخاطرة بوصفها تنتمي إلى النثر تحديدا ، ولكن ومنذ عصر النهضة بدأت تداخل النثريات بأصنافها والأشعار بأصنافها تداخلات كثيرة كالقص الرمزي والشاعري (ق.ق.ج ...القصة الحديثة والرواية الحديثة ...قصيدة النثر ...الخ )وانتقل الشرط الفاصل تدريجيا من الإيقاع الشكلي نحو الإيقاع المعنوي ، مما خرّب ما كان من مناسبة البيئة لتميز الخاطرة ، لانعدام حدود نثرية الخاطرة لاعتمادها على الكثير من أدوات الشعر دون ما كان من فصل عبر الإيقاع الشكلي .... لذلك لا أجده مجديا التحدث عن أصلية الشعر ،هل هو الخاطرة أم لا ، قبل البحث في مدى مشروعية الخاطرة تجنيسيا وما هي معالمها المحددة ؟ .... فإذا كانت كل قصيدة نثر متكالمة تحقق شروط الخاطرة ، فكيف لنا إذن أن لا نقول بأن كل قصيدة نثر هي خاطرة والعكس ليس صحيحا ، بمعنى ، أنه ليس كل خاطرة هي قصيدة نثر بالضرورة !!!!! بهذا المعنى يمكن القول أن أصل كل قصيدة نثر هو خاطرة أو بشكل أدق كل قصيدة نثر هي خاطرة لأن الخاطرة في واقع الأمر لا تشترط لتشكلها غياب الشاعرية والتوهج والتكثيف و( المجانية ) حتى وإن كانت لاتشترط وجودها بالشكلية المطلوبة في قصيدة النثر . ولكن من جانب آخر فإن ذلك لايعني بضرورة مرور قصيدة النثر أثناء تشكلها بمرحلة خاطرة عادية --- وبعدها خاطرة مميزة --- وفي النهاية قصيدة نثر ، بالتأكيد هذا التقسيم التعسفي ليس منطقيا على الأطلاق .

            متمنيا متابعة الحوار

            تقديري
            هيثم

            ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

            بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
            بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

            تعليق

            • أبوقصي الشافعي
              رئيس ملتقى الخاطرة
              • 13-06-2011
              • 34905

              #21
              لأنني لست شاعراً
              لن أعض قيداً لأنه أيقظني
              و لن اشتري نغما ً لا يشرب عورة
              كل الظلال التي لا تغتسل
              مجرد ريح ٍ متفائلة
              قرية النمل التي واعدها الحطام
              لم تكن مستودع وجل
              كل ما هناك أنهم قضوا حاجتهم
              على خطيئة ٍ من كساد
              و العطر الأعرج لن يقتل مرتين..


              اسمحوا لي أساتذتي الكبار بالمشاركة
              و أنا أقلكم دراية و خبرةً و لغة ً
              و لكن تواضعكم من أغراني بالمشاركة
              سأقول رؤيتي التي تمثلني بشكل خاص
              أو تجربتي الشخصية في الكتابة
              حين أكتب و الله لا أعلم
              هل أكتب خاطرة أم قصيدة نثر
              و لا يهمني هذا أبداً
              حاولت أن أفكر قبل أن أكتب
              أصنف مزاج محبرتي
              هذا سطر ٌ خاطري
              و ذاك قصيدة نثر
              فشلت و كرهتني حروفي
              فعدت لكركبتي ..
              أنا أكتب كيفما أتفق
              و أطرح نصي أينما أريد
              و لهم كل الحرية فيه
              بنقله أو حذفه أو نقده...

              لا تصنيفات لحرفي
              أخلط هذا بهذا
              أعشق ضجيج حرفي
              وكركبة سطوري
              لا أقنن يراعي و لا أقيد مداه
              حر ٌ طليق

              هناك حيث الزوايا لا قياس لها
              إذ تنتهي من حساب الدهر للأبد

              فلا نواميس للأشواق تضبطها
              و لا قوانين للعشاق في البلد


              أنا أؤرخ قلبي و روحي
              فهل أحتاج لتقنين و تقيد ؟
              لذا أكتبني بصدق و كفى..

              أجدني مع هذا الرأي
              شاعرنا الكبير/ هيثم ريماوي
              الذي أكن له كل مودة و تقدير
              بأن كل قصيدة نثر أصلها خاطرة
              و ليس كل خاطرة ترتقي لقصيدة النثر


              تقديري و محبتي للجميع



              كم روضت لوعدها الربما
              كلما شروقٌ بخدها ارتمى
              كم أحلت المساء لكحلها
              و أقمت بشامتها للبين مأتما
              كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
              و تقاسمنا سوياً ذات العمى



              https://www.facebook.com/mrmfq

              تعليق

              • هيثم الريماوي
                مشرف ملتقى النقد الأدبي
                • 17-09-2010
                • 809

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد مثقال الخضور مشاهدة المشاركة

                في قلبِ الشعر . .
                نيابةً عن صديقكَ الذي يَهوى الشعر
                = = = = = = = = = = = = == = = = =

                بعيدًا عن الغرفِ البيضاء . . تلعبُ الريحُ
                تخضعُ تارَّةً لسلطةِ سليمانَ . .
                وأَحيانًا . . لجدرانِ البيوتِ وحبالِ الغسيل
                تُمارسُ بطولاتِها هناكَ على أَوراقِ الخريفِ . .
                والعُلب الفارغة . .
                وقطراتِ الندى . . والأَشرعة !
                لا هواءَ . . في الغرفِ المغلقة .

                لم أُقامر حين نثرتُ أَنفاسي على المسافاتِ
                ولكنَّ رئتيَّ أَرادتا رؤيةَ الهواءِ الفاسدِ عن قرب
                ولأَنَّ الجدرانَ تقتربُ مـنِّي كلَّ يوم . .
                رأَيتُ أَن أُقايضَ ما بقي من العُمرِ . . بكلمةٍ طيِّـبة

                نعم ، أَهواهُ ، ولستُ شاعرًا . . ! !
                وكيف لي أَن أَكونَ ؟!
                والصخورُ التي لم تنقلبْ على ظهورها ما زالت كثيرةً
                بعضُها اختارَ صدري وطنًا
                وبعضُها يسكنني ، فلا أَراهُ إِلا حين يشتدُّ الوجع
                نلتقي على طرف سريرٍ . .
                حزينيْنِ كطفلٍ وأُمٍّ لا يسمعُ حوارَهما أَحد
                ولا يعرفُ أَحدٌ . . من منهما سوف يُقتَلُ أَوَّلا

                كيف لي أَن أَكونَ شاعرًا ؟!
                فَــ يداي قصيرتانِ والسقوفُ بعيدةٌ . . كالأَمل
                عينايَ مُحاولتانِ فاشلتانِ لاكتشافِ النهاياتِ ومواعيدِ الوجع
                لا أَعرفُ ما تقولُ الأَرضُ في دورانها حولي
                ولا أَسمعُ شيئًا مما تتهامسُ به الكائناتُ
                حين تراني وحيدًا على تـلَّةٍ مزروعةٍ بالشواهدِ . .
                هناك حيثُ تُخيفني الشمسُ حينَ تصنعُ للقبورِ ظلالا كبيرة

                وكيف لي أَن أَكون شاعرًا ؟!
                وقد غرقتُ . .
                حين خذلني الملحُ الذي تقاعسَ عن حملِ الذنوب
                وأَلقتْ بيَ الأَسئلةُ على جبهةِ الكون . .
                فقيرًا . . كأَعمدةِ المشانقِ
                محروقًا . . كخبرٍ قديم
                مولعًـا بالوقتِ . . كهاربٍ
                منسيًّا . . كـــ لاشيء
                متعبًـا . . كالمساء !

                لم تسرُّني الأَطيافُ التي تسرُّ الناظرينَ يا صديقي
                الناظرونَ الطيِّبونَ . . لا يعرفون !
                كنتُ منشغلًا بإِحصاءِ ذرَّاتِ الهواءِ وقطراتِ الندى على نافذة
                لكي أَعرفَ من منهنَّ ستذهبُ بالأُخريات ؟!
                لكي أَجعلَ من كفِّي وطنًا لما سيبقى على لائحةِ الانتظار
                فبدوتُ صامتًا كطفلٍ حائرٍ . . وسعيدٍ . . بلعبةٍ غريبة !

                الظلالُ التي رسمتْـني . . لم تُتقنْ سوى الأَطرافِ والحدود
                فهي . . وَهمُ الهياكلِ الواثقة
                نُتوءاتُـها مخدوعةٌ بالوضوح
                لا تقرأُ ما بين السطورِ . . ولا ما بين العظام
                فتظلُّ خاليةً من ملامحِ الموتِ . . ونكهةِ الانتهاء
                تتنقَّلُ – بِخفَّـةٍ ومرحٍ – بين السطوحِ
                إِلى أَن تُخيفَها عتمةٌ . . فتعودُ صاغرةً إِلى أَسرار أَصحابها

                الأَلحانُ مؤامرةُ الجسدِ على سُكونِ الفكرةِ والسؤال
                تتقافزُ حولَ الحيرةِ برقصةٍ لافتةٍ
                تُـغلِّفُ الخَواءَ . . بالفرح
                يلجأُ إِليها العاطلونَ عن الصمتِ . .
                والعاطلونَ عن الكلام

                نعم يا عزيزي . .
                كنتُ أُنصتُ خاشعًا للعصافيرِ والماءِ والغيمِ والأَشياء
                ووقتها قلتُ :
                السماءُ . . أُمُّ البذورِ والغرائب
                الأَرضُ . . أُمُّ المسافرِ والغريق
                الماءُ . . صدفةٌ جميلةٌ تجمعُ بين الأَرضِ والسماء
                نحنُ . . الصدفةُ التي تجمعُ بين التيهِ والطرقِ اليتيمة
                نُـؤَجِّلُ موتَـنا . . لأَنَّـنا لا نعرفُ كيف سنصعدُ إِلى أَرواحنا . .
                والدروبُ كلُّها . . مُمدَّدةٌ على الأَرض !؟

                "الصباحاتُ" هي التي نَـثرتني على هذه الأَرضِ المُجدبة
                تلك التي تمحو شوارعَها . . لكي تُعاقبني بالضياع
                فغدوتُ مثلَ نبيذِ القبيلةِ
                لا يسكُنني وطنٌ . . وتَـتـنكَّر لملامحي الأُمَّهات
                لا تثقُ بيَ المحطَّاتُ !
                فكلَّما التقيت واحدةً . . أُغازلُ الأُخريات
                وكأَنَّـني امتهنتُ الحيرةَ بين موتيْنِ لا ثالثَ لهما
                فواحدٌ يحملُهُ الصباحُ كلَّ يوم
                وواحدٌ يحملُ العمرَ كلَّهُ في خطيئةٍ واحدة
                فكانت "الهواية" جريمتي الباسلة
                أَرتكبها انتقامًا صامتًا من ضجيجِ الموتِ الذي يزورُني كلَّ يوم . . ولا يجيء . . !
                أُعرِّيها على خشبةٍ لا تختلفُ عن الصليبِ بشيءٍ
                إِلَّا أَنَّـها أَقلَّ طُهرًا ووقارًا
                وأَتركُ لها حُريَّـةَ انتقاءِ القبر وابتذال الوقت . .
                الذي يُراهنُ على انكساري
                وذلك الوجع الذي لا يُريدُني أَن أَموتَ مرَّةً واحدةً
                فاختار لي أَن أَنتهي قُربه ومعه انتهاءً مسرحيًّا . .
                تمامًا . . كما تنتهي القلاعُ . .
                والتواريخُ . .
                والأَشجارُ . .
                والأُممُ الحزينة !
                على مرآى من الشِعر ..... محاكمةٌ بتهمةِ الشِعر
                ..............................................
                لأنَ حبالَ الغسيلِ لنْ تصدَّ الريحَ يوما
                لأنَ حبالَ الغسيلِ ليستْ أشرعةً للبيوتِ ؛ صارَ المكانُ عينَ الوطن
                لأنَّ عُلبَ الصفيحِ بديلٌ تقنيٌّ عن الطبيعةِ ، حزنَ التينُ والداليةُ العتيقةُ ، وافترشَ الصدأُ حدود الفرح
                لأن الغرفَ المُغلّقةَ بلا هواءٍ ، صارَ هاجسا ، تنفّسُ الغريبِ عن الهواءِ ، ولو بشقِّ حرفٍ يثقبُ الجدارَ بمسمار زفرة
                ربما يرى أيَّ نورٍ هوائيٍّ يقطعُ الفراغَ بخطٍ مستقيم
                وربما تخذله قوانينُ الفيزياءِ أو الظلامُ أو بصيصُ النور.

                كيفَ لا تغمرنا المقامرةُ – يا صديقي – والحياة أحجية
                لا يفكّ طلاسمها الموتُ ، ولا الهواءُ الفاسدُ ، ولا الكلمة الطيّبة
                كلُّ الشعراءِ ونحن (أنا وأنتَ) مقامرونَ فاشلونَ ، يستبدلونَ بقيّةَ العمرِ بكلمةٍ / أغنية.

                كيف لاتغمرنا المقامرةُ ، يا صديقي ، والشعرُ – أيضا – أحجية
                نسألُ : كيفَ لا تكون ؟!
                ولا يسألُ إلّاك : ((وكيف لي أَن أَكونَ ؟! ))

                عندَ تخومِ الأملِ ، لا فرقَ بين نجاح أو فشل
                لا فرقَّ بينَ هسيسِ الأعشابِ على التلالِ و همهمةِ كلِّ الكائناتِ ، وبينَ طنينِ الذّهنِ خارجَ المَلل
                لا فرقَ بينَ إنصاتٍ مفرطٍ للصمتِ ، أو ضجيجٍ مفرطٍ للنظر.

                عندَ تخوم الأمل ، يتساوى ، وجع الذكرياتِ ولذّة الوجعِ ، وتنفرطُ الظلالُ
                ففي ظلمةِ القبرِ لا نرى ظلَّهُ المتطاولَ خارجا ، عند المغيبِ لنفزع
                لا نتحسّسُ السقفَ ، لنعلمَ كم هو قريبٌ
                ولا...لا تخزُ الحصى أجسادنا ، لنعلمَ مدى قبحِ عرينا
                حتى في ظلماتِ قبرنا ، نربّي الأمل .

                فكيفَ لكَ أنْ تنجو من الغرق !!
                ((خاطرَ منْ لمْ يركبْ ...هلكَ منْ ركبَ وما خاطرَ )) وماتَ وحيدا منْ نجا من الغرق
                أعمدةُ المشانق يتوزّعُ عليها بالتساوي ، الفقرُ والموتُ والبطولةُ والخلود.


                ولأنكَ منَ الناظرينَ الطيبينَ ، فأنتَ – أيضا – لا تعرف كالآخرين
                أطيافكَ التي تسرُّ الناظرينَ ، كأطيافِ ألعابكَ الغريبةَ تسرُّ الطفلَ فيكَ كما الأخرين


                وأطيافُ التخومِ على الحدودِ لا تتقنُ التفاصيلَ ولا تعلمُ العظامَ واللحمَ ولا الفرقَ بينَ الغموضِ و الوضوح
                تتقنُ المرحَ وحدهُ لتقول مرةً أخرى : كيف لا تكون ؟!


                الكلامُ الذي يخطو على وقعِ الرملِ ، شعرٌ
                لأنهُ يتركُ الأثرَ بلا ضجيج
                الكلامُ الذي يتقنُ الرقصَ على الحصى ، مثاليٌّ للغرفِ الفارغة
                لأنه يعشق الصدى .

                والصدى لا يعيدُ صياغةَ حقيقةٍ أو جمالٍ لأنه نسخُ أصواتنا المشوّهة
                (الأرضُ ..الماءُ ..نحنُ ..والدروابُ كلها ) خطانا على رمال الساحل – يا صديقي - وكأسُ نبيذٍ عندَ الغروب

                هكذا تولدُ "الصباحاتُ" ، بكاملِ الهدوءِ من خلف رملِ المغيب
                أثرا واضحا بلا ضجيج
                لتقولَ برفقِ صوتِ الأمِّ :
                كم أنتَ بيعدٌ ووحيد !!!
                تتقنُ الحياةَ في الموتِ ، عندما يتقنُ الآخرونَ العيشَ ميّتين
                تتقنُ الحياةَ
                (( كالقلاعِ ..
                والتواريخِ
                والأشجارِ
                والإممِ الحزينة !))

                هيثم

                ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

                بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
                بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

                تعليق

                • شيماءعبدالله
                  أديب وكاتب
                  • 06-08-2010
                  • 7583

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة هيثم الريماوي مشاهدة المشاركة
                  اعتذاري أولا من القدير الخضور لتأجيل الرد على رائعته لأنها تحتاج إلى كثافة الوصف بما يليق

                  شكري العالي للقديرة الأستاذة شيماء ...لعميق فهمها ...وكريم فضل.

                  وطبعا الشكر الكبير للرائعة الأستاذة نجلاء ...لطروحاتها العميقة .

                  أفترض وقبل التحوار حول موضوعة الخاطرة ، بضرورة تناول قضية الموضوع المركزية ، وهي ما مدى مشروعية تصنيف الخاطرة تجنيسيا وإفرادها كجنس أدبي ، وأجد أنه لزاما على من يعتقد بمشروعية التجنيس هنا ، أن يسوق الدلائل الموضوعية اللازمة لذلك وأعتقده عسيرا ، لقد وضعت نظرية التجنيس منذ أفلاطون وحتى اللحظة الكثير من الشروط والقواعد للتجنيس دون التصنيف ولا أجدها تجتمع بالخاطرة .

                  كان هنالك فصلا واضحا بين النثر والشعر ما قبل عصر النهضة ، وحتى بوجود التداخلات بين التقسيمين الكبيرين ، بقي التقسيم واضحا بشرطية الإيقاع الشكلي للشعر ، وفي تلك المرحلة المتقدمة (زمانيا ) كانت البئية أكثر مناسبة لتميز الخاطرة بوصفها تنتمي إلى النثر تحديدا ، ولكن ومنذ عصر النهضة بدأت تداخل النثريات بأصنافها والأشعار بأصنافها تداخلات كثيرة كالقص الرمزي والشاعري (ق.ق.ج ...القصة الحديثة والرواية الحديثة ...قصيدة النثر ...الخ )وانتقل الشرط الفاصل تدريجيا من الإيقاع الشكلي نحو الإيقاع المعنوي ، مما خرّب ما كان من مناسبة البيئة لتميز الخاطرة ، لانعدام حدود نثرية الخاطرة لاعتمادها على الكثير من أدوات الشعر دون ما كان من فصل عبر الإيقاع الشكلي .... لذلك لا أجده مجديا التحدث عن أصلية الشعر ،هل هو الخاطرة أم لا ، قبل البحث في مدى مشروعية الخاطرة تجنيسيا وما هي معالمها المحددة ؟ .... فإذا كانت كل قصيدة نثر متكالمة تحقق شروط الخاطرة ، فكيف لنا إذن أن لا نقول بأن كل قصيدة نثر هي خاطرة والعكس ليس صحيحا ، بمعنى ، أنه ليس كل خاطرة هي قصيدة نثر بالضرورة !!!!! بهذا المعنى يمكن القول أن أصل كل قصيدة نثر هو خاطرة أو بشكل أدق كل قصيدة نثر هي خاطرة لأن الخاطرة في واقع الأمر لا تشترط لتشكلها غياب الشاعرية والتوهج والتكثيف و( المجانية ) حتى وإن كانت لاتشترط وجودها بالشكلية المطلوبة في قصيدة النثر . ولكن من جانب آخر فإن ذلك لايعني بضرورة مرور قصيدة النثر أثناء تشكلها بمرحلة خاطرة عادية --- وبعدها خاطرة مميزة --- وفي النهاية قصيدة نثر ، بالتأكيد هذا التقسيم التعسفي ليس منطقيا على الأطلاق .

                  متمنيا متابعة الحوار

                  تقديري
                  هيثم
                  تحية تليق

                  وشكري الكبير لك أستاذنا وشاعرنا هيثم الريماوي على هذا التصنيف والتحليل الدقيق لأبعاد الخاطر وتجزئته لأناقة وصف أعجبتني أنا شخصيا ..
                  بما أن الحوار بلغ من التشويق ما بلغ وأثرت تدخلنا وحوارنا ؛
                  حقيقة لطالما بحثت ودرست عن الخاطر ،
                  فلم أجد تعريفا مناسبا لما يراد به إلا مما هو منثور من القول
                  ونسب إليها النثر كنثرنا للبذور والسكروالملح
                  وي كأنها تركيبة وخلطة مازجها الفكر ليصفّها لنا صفا ..
                  و قصيدة النثر من الحداثة فهي للخاطر أقرب
                  فهي ما خطر في الفكر وجال به من أحداث بأبعاد رمزية وصور واستعارات في مخيلة الكاتب بطرحها أو نثرها بلغة إيحائية نستقرأ من خلالها فكرة الكاتب ..
                  ولا ننسى أمر جد مهم أن كل الصنوف النثرية لو اجتمعت هي تندرج تحت مسمى الخاطر
                  من نثر وقص ورسائل أدبية وحتى المقامة عدت من الخاطر وما إلى ذلك ..
                  وعليه بناءنا يأتي استنباطيا من العصور الأولى وليومنا هذا حيث تتطور الفكرة وتتبلور وفق معطيات الحداثة التي تمارس على الكتابة بحد ذاتها لتبرز لنا معالم جديدة ووصف أدق من ذي قبل ..
                  وصفت علمها وتعلمها ذات يوم كأحكام تلاوة القرآن الكريم كيف تدرس اليوم وتستقرأ وتُعلم بـ أطر جديدة لم يسبق لها دراسة على هذا النحو الحديث ...
                  فهل كانت الأحكام تكتب كتابة كيومنا هذا؟! كانوا يقرؤها وفق معرفتهم الشفوية واليوم أصبحت علم يدرّس ويعلم وله مؤلفات وكتب عدة ...
                  كذلك لبقية الأصناف والأدوات الأدبية تتطور وفق ما يجري من حداثيات وتجدد عصري ..
                  واسمح لنفسي من متواضع ما تعلمته وعرفته من خلال متابعتي ببعض إجابة وإن لا تشف ولا تستشف ؛
                  لأسئلة شاعرتنا القدير نجلاء الرسول
                  أسأل هنا بطريقة أخرى
                  هل الخاطر يعتبر كتابة أولية للشعر
                  أو مدخلا له وأنه رؤيا لم تكتمل ؟

                  هل يمكن أن نصفه بالذاتية ؟
                  وأن طابعه انفعالي ؟


                  الخاطرة عبارة عن استحضار للحدث والمواقف في فكر الكاتب جراء انفعالات ومشاعر مؤثرة لمشاهد ما
                  أدركها الكاتب واستثارت شجونه فبرزت معالم انطباعاته كفكرة شاعرية ملهمة باستحضار صور واستعارات واقتناء لغة ومرادفات فذة تستأثر الذات ومن ثم القارئ أو المتلقي ..
                  وكل هذه الصفات قد اجتمعت بذات الشعر
                  ولكن لكل عمل له خصائصه وفصائله الأدبية ؛
                  ويبقى يحدها وجهة الكاتب نفسه حيث ميوله واقتناصه الفكرة ومخزونه اللغوي ومعاني لا يحسنها إلا العارف والمترسخة فيه هذه الموهبة ...
                  فلا الموهبة وحدها تكفي ولا العلم بهذه الصنوف الأدبية كاف ليكون الكاتب شاعرا أو أديبا عارفا
                  ولا ننسى ممكن أن يكون الشاعر غير أديب وممكن أن يكون الأديب غير شاعر وممكن كلاهما معا ..
                  ربما أطلت ربما استغرقت مني المفاهيم الكثير لأصلها لحضرتكم ولكني استرسلت شوقا وحبا بهذا المصطلح الأدبي الجميل ...
                  وشكرا كبيرا لحسن إنصاتكم وأتقبل نقدكم ...
                  تحيتي وتجل التقدير

                  وكم أكلت الشابكة من وقتي وشربت ........

                  تعليق

                  يعمل...
                  X