في المَسْلَخِ (قصّة قصيرة جدّاً) بقلم: أحمد عكاش.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد عكاش
    أديب وكاتب
    • 29-04-2013
    • 671

    في المَسْلَخِ (قصّة قصيرة جدّاً) بقلم: أحمد عكاش.


    في المَسْلَخِ

    بقلم: أحمد عكاش


    في القفصِ انتفضَتْ دجاجةٌ وَصاحَتْ:


    - هلْ بَيْنَكُنَّ مَنْ تُفسّرُ لي ما يَحدُثُ لنَا ؟.


    أجابتْهَا دجاجةٌ أُخرى:

    - عَلَيْنا أنْ نَرْكَنَ إِلَى الأمانِ، مادامَ الدِّيكُ يَرْعانا.


    احتجَّتْ دجاجةٌ في أقصى القفصِ:

    - مَصيرُنا في أَيْدٍ أمينةٍ، فاخْلُدْنَ إِلَى الرّاحةِ.


    عادَتِ الدّجاجةُ المنتفِضَةُ تصيحُ:

    - أَلاَ تُفَكّرنَ بهذهِ اليَدِ الملطّخةِ بِالدّمِ الَّتي تمتدُّ

    إِلَى القفصِ المرّةَ تِلْو المرّةِ، وَتنتزعُ في كلِّ مرّةٍ واحدةً منّا،

    وَتمضي بها دُونَ
    عَوْدَةٍ ؟.

    تثاءَبَتْ واحدةٌ وَقالَتْ بِكسلٍ:

    - أنا عَلَى يَقِينٍ لوْ أنَّ الخطرَ يتربّصُ بِنا، لَحَمَانا
    الدِّيكُ منْهُ.

    تَعالى صياحُ الدَّجاجةِ المنتفضَةِ:

    - وَلكنْ .. أينَ الدِّيكُ؟. ذهبَتْ بِهِ اليدُ الملطّخةُ


    بِالدّمِ، ما أَرَى إلاَّ أنّهُ قدْ ذُبِحَ.

    هَمْهَمَتْ إِحْدى الدّجاجاتِ:

    - لا تقلقْنَ يا أَخَوَاتي، فقطْ أغمضْنَ أعينَكنَّ بهدوءٍ،


    سَيأتي الدِّيكُ لِيَحمِيَنا... سيأتي الدِّيكُ ...


    الدّجاجاتُ كلّهُنَّ استسلمْنَ لِسُباتٍ عميقٍ هادئٍ،

    إِلاَّ المنتفضةَ فقدْ بقيَتْ تُقَلّبُ عينيْهَا حولَهَا في قلقٍ،

    انفتحَ بابُ القفصِ وَامتدّتِ اليدُ الملطّخةُ بِالدّمِ،

    وَأهوَتْ عَلَى المنتفضَةِ،
    ضجّتِ الدّجاجةُ بِالصِّياحِ،

    إِلاَّ أنَّ الأُخْرياتِ ..
    بَقِينَ نائماتٍ بِأمانٍ.

    *
    يَا حُزْنُ لا بِنْتَ عَنْ قَلْبِي فَمَا سَكَنَتْ
    عَرَائِسُ الشِّعْرِ فِي قَلْبٍ بِلا حَزَنِ
    الشاعر القروي
  • ريما ريماوي
    عضو الملتقى
    • 07-05-2011
    • 8501

    #2
    القصة تحمل الفكرة الحلوة... الاستاذ أحمد عكاش.. عليك الآن العمل على تكثيفها، بما لا يؤثرعلى تلك الفكرة...

    أنا شخصيا أحب نصوصك حتى لو فيها إسهاب.

    تحيتي واحترامي وتقديري.



    أنين ناي
    يبث الحنين لأصله
    غصن مورّق صغير.

    تعليق

    • حسن قرى
      أديب وكاتب
      • 19-07-2013
      • 143

      #3
      زميلي أحمد، ما كتبته يعبر عن فكرة جميلة، كم كنت أتمنى -كما قالت ريم- أن يكون التكثيف في النص حتى لا يقترب أكثر إلى القصة القصيرة، لكن لكل قناعته في تحديد حجم النص في (ق ق ج )وفي مكوناته وآلياته، دام لكم التألق زميلي...

      تعليق

      • خالد أبجيك
        أديب وكاتب
        • 26-05-2009
        • 284

        #4
        من يتوق للحرية عليه بالتضحية..

        سلمت أناملك أخي الكريم، ولو أن مشاركة تحتاج إلى تكثيف أكثر ..
        الصحبة الطيبة مفتاح لكل خير

        http://sohba-liberter.blogspot.com/

        تعليق

        • فاطيمة أحمد
          أديبة وكاتبة
          • 28-02-2013
          • 2281

          #5
          كثيراً ما يحاول الكاتب منا عدم الوقوع في الفخ القائم بين السردية والقص القصير جداً
          قد نحاول جاهدين أن نصيب عصفورين بحجر .. فيحتج البعض
          ولعلنا نصيب أحياناً ما نبغي دون الحاجة للتصنيف المتعب
          أحببت قراءاتها كما هي
          كبيرة قليلا على الصغار و لكني وجدت في بعضها شيء لهم
          عقولهم الصغيرة بدأت تكبر هذا الزمن بحجم هموم الأمة
          وقرأتها بعيني طفل مع بعض الصور !
          دعائي بالتوفيق


          تعليق

          يعمل...
          X