في المَسْلَخِ
بقلم: أحمد عكاش
في القفصِ انتفضَتْ دجاجةٌ وَصاحَتْ:
- هلْ بَيْنَكُنَّ مَنْ تُفسّرُ لي ما يَحدُثُ لنَا ؟.
أجابتْهَا دجاجةٌ أُخرى:
- عَلَيْنا أنْ نَرْكَنَ إِلَى الأمانِ، مادامَ الدِّيكُ يَرْعانا.
احتجَّتْ دجاجةٌ في أقصى القفصِ:
- مَصيرُنا في أَيْدٍ أمينةٍ، فاخْلُدْنَ إِلَى الرّاحةِ.
عادَتِ الدّجاجةُ المنتفِضَةُ تصيحُ:
- أَلاَ تُفَكّرنَ بهذهِ اليَدِ الملطّخةِ بِالدّمِ الَّتي تمتدُّ
إِلَى القفصِ المرّةَ تِلْو المرّةِ، وَتنتزعُ في كلِّ مرّةٍ واحدةً منّا،
وَتمضي بها دُونَ عَوْدَةٍ ؟.
تثاءَبَتْ واحدةٌ وَقالَتْ بِكسلٍ:
- أنا عَلَى يَقِينٍ لوْ أنَّ الخطرَ يتربّصُ بِنا، لَحَمَانا الدِّيكُ منْهُ.
تَعالى صياحُ الدَّجاجةِ المنتفضَةِ:
- وَلكنْ .. أينَ الدِّيكُ؟. ذهبَتْ بِهِ اليدُ الملطّخةُ
بِالدّمِ، ما أَرَى إلاَّ أنّهُ قدْ ذُبِحَ.
هَمْهَمَتْ إِحْدى الدّجاجاتِ:
- لا تقلقْنَ يا أَخَوَاتي، فقطْ أغمضْنَ أعينَكنَّ بهدوءٍ،
سَيأتي الدِّيكُ لِيَحمِيَنا... سيأتي الدِّيكُ ...
الدّجاجاتُ كلّهُنَّ استسلمْنَ لِسُباتٍ عميقٍ هادئٍ،
إِلاَّ المنتفضةَ فقدْ بقيَتْ تُقَلّبُ عينيْهَا حولَهَا في قلقٍ،
انفتحَ بابُ القفصِ وَامتدّتِ اليدُ الملطّخةُ بِالدّمِ،
وَأهوَتْ عَلَى المنتفضَةِ، ضجّتِ الدّجاجةُ بِالصِّياحِ،
إِلاَّ أنَّ الأُخْرياتِ .. بَقِينَ نائماتٍ بِأمانٍ.
*
تعليق