المقابر الجماعية/الجزء الاول

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • احمد نور
    أديب وكاتب
    • 23-04-2012
    • 641

    المقابر الجماعية/الجزء الاول

    المقابر الجماعية
    الجزء الأول

    كنت امشي في الشارع بين مترقب وخائف فالحرب قد وضعت أوزارها قبل أيام ، والأجواء لا تُحتمل ،والثورة
    قد قامت ضد الدكتاتورية والاستبداد ، ثورةٌ رغم إنها غير منظمة إلا إنها تبشر بالخير للشعب .

    أتت سيارة ووصلت قربي ، ترجل منها مجموعة من الأشخاص يحملون البنادق الرشاشة
    والهراوات وانهالوا علي بالضرب ، ولا أعرف من أين تأتي الضربة وفي أي مكان .
    بدئت بالصراخ إلا أنهم حملوني بعدما احسوا إنني لا استطيع الحراك ورموا بي إلى السيارة ، وأنا اردد
    لماذا ما هو ذنبي ؟ ألا أنهم لا يتكلمون بل يضربون فقط .
    نضرت بالسيارة التي رميت بها فرأيتها مزدحمة بالشباب والشيوخ والنساء والأطفال ، فهذا
    محمد جارنا وذاك علي الذي يسكن في الجهة المقابلة لنا وتلك خديجة وعائشة الصغيرة .
    كانت السيارة تتقدم ببطء وسط صراخ ، وسط زحام ، وسبٌ وشتم ..... لا مكان للوقوف ولو برجلٍ واحدة ودرجة الحرارة لا تطاق ، حتى
    إنني شعرت بالاختناق ، فجاءتني فكرة أن اقفز وأهرب ، ألا إنني تراجعت عن قراري بعد أن حسبتها
    جيداً فالحشود كثيرة وهي تزداد بين مشارك في الثورة بصدق وبين من أخذوه مع الجميع ، ولا يمكن
    التحرك والخروج من خلالها ، وأصحاب الرشاشات والهراوات كثيرين أيضاً لذلك فأي تصرف سوف يجابه بالرمي بالرصاص
    وسوف أموت ويموت معي الكثير من الموجودين في السيارة ونحن لا نعرف مصيرنا إلى ألان فقد يطلقون سراحنا في أي لحضه، لذلك تجمدت في مكاني
    ولم انطق بكلمة واحدة ولم أقم بتصرف يثير ريبتهم واستفزازهم ، فانتظرت إلى أين يكون مصيرنا والسيارة تمشي بنا هويداً هويدا.
    وصلت السيارة إلى مكان خالي من كل شيء إلا حفرة ً كبيرةً تتسع للسيارة بكاملها لو تم رميها فيها ، وترجل منها حاملي السلاح والهراوات ، وأمرونا
    بالنزول ، شعرت خلالها إن شيئاً ليس بطبيعي سوف يحدث وإننا ذاهبون إلى رحلة اللاعودة لا محاله ، فبدئت
    بالتراجع إلى الخلف ، والناس تنزل الواحد تلو الأخر ، وقد أنهكها التعب والضرب ، فنزل سامي العجوز وجبينه
    يتفصد عرقاً ورجلاه النحيفتان قد تسلل إليهما التعب ، وهجتا عن حمل جسده المنهك ، وهو يتساءل
    ما هو الذنب ، ولمَ هذا الفعل معنا وأنا بدوري أتساءل أيضاً مع نفسي كيف تنبت الأزهار مع الشوك ، وكيف
    تولد القوة من الضعف ، وكيف ينبلج النهار في وسط الليل المظلم ..... الكثير من المتضادات ، ولعل أصلها
    كيف تولد الحياة من الموت ، تلك هي الثورة الحقيقية ، وفي غمرة تفكيري هذا جاءنا صوت عالي ،اصطفوا الواحد تلو الاخر بسرعة.
    أصطف الجميع فهذا الشاب سعيد وذلك الطفل عبد الله والشيخ علي ، وتلك المرأة الحامل بطفل هي فاطمة وكثير كثير غيرها.
    بدء رمي الرصاص ، فسقط الجميع بين قتيل وجريح وسقطتُ أنا معهم أتأوه من جراحاتي التي تؤلمني كثيراً ، بعدها جاءت الجارفات
    وبدئت بدفعنا إلى الحفرة جميعنا ، وعندما شعرت إن النهاية قد اقتربت صرختُ بأعلى صوتي
    إن معنى أن يكون للمرء صوت في اختيار مَن يحكمه هو وسيلة لحماية النفس .. من حق كل إنسان أن يتمتع بها ، كما إن الشعب لم يطلب إلا حقه
    بالعيش بحياة حرة كريمة ......... إلا أنهم جرفوني مع الجميع ووضع علينا كمٌ هائل من التراب ، أدركتُ خلالها إني لم أمت بل سأعيشُ إلى الأبد.
    انتهى الجزء الأول


    تحياتي
    أخوكم

    احمد عيسى نور

    التعديل الأخير تم بواسطة احمد نور; الساعة 19-08-2013, 05:26.
  • جودت الانصاري
    أديب وكاتب
    • 05-03-2011
    • 1439

    #2
    صباح الورد اخي احمد
    نص ذو شجون
    سجل لحقبة لا تزال اثارها شاخصة للعيان
    تدين الدكتاتورية ,, واحزابها الشمولية القذره
    احترامي
    لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

    تعليق

    • احمد نور
      أديب وكاتب
      • 23-04-2012
      • 641

      #3
      الاخ الاستاذ جودت الانصاري
      تحية من الاعماق اهديها اليك معطرة باكاليل الورد
      شكري الجزيل لمرورك على القصة
      هذا هو حال العراقيين يخرجون من مأساة لتأتيهم الاخرى وهم يتحملون ويتحملون الى ان يأذن الله
      تحياتي
      احمد عيسى نور

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        الزميل القدير
        أحمد نور
        ومازالت الجثث تدفن بالمئات دون ذنب
        فكرة النص جاءت على أوضاع نعيشها مرغمين دون أن ندري لم أو بأي ذنب يقاصص الناس وبأي عرف يتعامل معنا ؟
        هناك الكثير من الأخطاء الإملائية التي وبصراحة شديدة لا يحتملها النص فكيف أصبحت بدأت / بدئت ؟
        أتصور يجب أن تراجع أكثر من هذا قبل النشر
        أحببت الفكرة لأنها من صلب الواقع المر الذي نعيشه
        ونبقى نبحث عن الأحسن حتى نجد الطريق
        تقبل مني رؤيتي المتواضعة والتي تقبل الخطأ قبل الصواب
        تحياتي لك
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • احمد نور
          أديب وكاتب
          • 23-04-2012
          • 641

          #5
          الاخت الاستاذة عائده محمد نادر
          تحية اهديها اليك معطرة باكاليل الورد
          شكري الجزيل لمرورك على القصة
          هذا هو حال العراقيين يخرجون من مأساة لتأتيهم الاخرى تلو الاخرى
          تحياتي
          احمد عيسى نور

          تعليق

          يعمل...
          X