خاطرة يراد بها العمل: الترجمة، و"العين" و"الغير"
كنت أقرأ ذات يوم كتابا نفيسا للعالم الموسوعي الأستاذ الدكتور ضياء الدين سردار(1) بعنوان "Islamic Futures: The Shape of Ideas to Come"(2)، فوقع بصري على أسماء مفكرين وعلماء مسلمين كبار لم أسمع بهم قط، فضلا عن أن أكون قرأت لهم، فتساءلت: يتحدث كثير من المترجمين وفقهاء الترجمة وبعض الأقلام الأدبية وقليل من أهل الحل والعقد السياسي عن الترجمة لـ"الغير" (أو الآخر)، ويقصد به عادة "الغرب" (أمريكا وأوروبا خاصة)، وأحيانا قليلة جدا "الشرق" (الصين واليابان أساسا)، لكن الواقع أنه ينبغي الترجمة لـ"العين" (أو الذات، أو "الأنا" كما يقولون) أيضا. فقد أصبحت هذه العين غَيْرًا أحيانا، حتى إن أكثر العلماء والمفكرين والمثقفين المسلمين لا يعرف بعضهم بعضا بسبب حاجز اللغة.
فكثير من هؤلاء لا يكتبون أو يقرؤون إلا بلغة واحدة: العربية أو الإندونيسية/الماليزية أو الأوردو أو الفارسية أو التركية أو غيرها من لغات البلدان المسلمة، علما بأن بعضهم من الأقليات ولا يتكلمون إلا لغات الأغلبيات، مثل الهندية والصينية والروسية والانجليزية والفرنسية والألمانية.
ومن هنا دورنا نحن معشر المترجمين...
-------------
(1) مفكر مسلم من أصل باكستاني يقيم في بريطانيا، وهو مؤسس "المستقبليات الإسلامية" (فيما أعلم).
وفيما يلي موقعه على الشابكة:
http://ziauddinsardar.com
(2) Ziauddin Sardar, Mansell Publishing Limited, 1985
للاطلاع على بعض عناوين الكتاب، يرجى النقر على الرابط التالي:
http://books.google.ch/books/about/Islamic_futures.html?id=JPvXAAAAMAAJ&redir_esc
تعليق