الوداع القاسي
بقلم: فلاح العيساوي
شبح الفراق بات في القريب العاجل، ذبول في ذبول كأن سيل الماء بات جافا، فأصبحت كالعود الذي جف وتساقطت أوراقه، آلم العشرة أمسى عندي أقوى وامض من آلم الوداع، دعواتي لها بالرحيل مستمرة في الصباح والمساء، أمست تتقلب أمام ناضري، والضجر بادي على وجهها الذابل، والحزن غائر وعميق كعمق عينيها، الأيام الخوالي مضت سريعة، والقادم ينبأ بالأسى واللوعة، في أخر يومين كان فؤادي صريع الهواجس والهم يعتريه كما تعتري السحب القاتمة السماء الصافية، بعد العشاء بساعة واحدة، حضر عندي احد الصبيان، وكان الوجوم مسفر على ووجهه الشاحب، قفزة من مكاني مهرول إليها والخوف والوجل من الموعد الموحش قد حان اجله وحلت ساعته، نظرة فوجدت عينيها شاحبتين ويديها انقلبت زرقاوين، تحسستها فوجدت جسدها الناعم بارد مع حرارة الصيف، فتملكتني الحيرة عندها، إذ كيف لي أن املك القدرة على تصبير ثلاث بنات حانيات أضلاعهن على أغلى مخلوق لديهن في هذه الحياة التعيسة، مرت اللحظات في عراك وسيطرة روحي على جميع الأرواح، فوجهتها إلى ثم وجه الباري، ووسدتها وجلست أتلو عليها أنغام الحديث القدسي، وروحها تعالج الجسد، ونفسها تخالج الخروج في جوى من الأسى والنحيب، حتى بلغت الحلقوم، وقيل هل من رآق، وحل الفراق وفاضت روحها الطاهرة بين أناملي.
بقلم: فلاح العيساوي
شبح الفراق بات في القريب العاجل، ذبول في ذبول كأن سيل الماء بات جافا، فأصبحت كالعود الذي جف وتساقطت أوراقه، آلم العشرة أمسى عندي أقوى وامض من آلم الوداع، دعواتي لها بالرحيل مستمرة في الصباح والمساء، أمست تتقلب أمام ناضري، والضجر بادي على وجهها الذابل، والحزن غائر وعميق كعمق عينيها، الأيام الخوالي مضت سريعة، والقادم ينبأ بالأسى واللوعة، في أخر يومين كان فؤادي صريع الهواجس والهم يعتريه كما تعتري السحب القاتمة السماء الصافية، بعد العشاء بساعة واحدة، حضر عندي احد الصبيان، وكان الوجوم مسفر على ووجهه الشاحب، قفزة من مكاني مهرول إليها والخوف والوجل من الموعد الموحش قد حان اجله وحلت ساعته، نظرة فوجدت عينيها شاحبتين ويديها انقلبت زرقاوين، تحسستها فوجدت جسدها الناعم بارد مع حرارة الصيف، فتملكتني الحيرة عندها، إذ كيف لي أن املك القدرة على تصبير ثلاث بنات حانيات أضلاعهن على أغلى مخلوق لديهن في هذه الحياة التعيسة، مرت اللحظات في عراك وسيطرة روحي على جميع الأرواح، فوجهتها إلى ثم وجه الباري، ووسدتها وجلست أتلو عليها أنغام الحديث القدسي، وروحها تعالج الجسد، ونفسها تخالج الخروج في جوى من الأسى والنحيب، حتى بلغت الحلقوم، وقيل هل من رآق، وحل الفراق وفاضت روحها الطاهرة بين أناملي.
تعليق