أيها الثوب شكرا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نجلاء الرسول
    أديب وكاتب
    • 27-02-2009
    • 7272

    أيها الثوب شكرا

    أيها الثوب شكرا

    .
    .

    كعادتي
    أمسك بالأشياء دوما
    والتقطها كفأر صغير
    أمسك الماضي من رقبتي
    وأضحك
    أمسك بي وأضحك
    لكنه الحب هذا المجرم الطيب
    يصعب استدراجه
    أن أحفر له حفرة صغيرة وأخفيه
    أو أكسره على طاولة تتمدد على القلبِ

    أن أبيع غيابي للرماد
    لا يعني شيئا
    أن أحبك لا يعني أن أموت لمرة واحدة


    لا ألتصق بذاتي
    خرجت الأريكة
    خرجت الأضواء
    خرج البيتْ

    لست مدينة لباب يقف بوجهي
    ولست الطفلة التي هربت
    مع الدمية التي تشبهها
    لست الآن
    من آلاحق نفسي


    في الظلام
    قد تدوس على ذاتك وتتوهم أنها ورقة
    قد تكسر مزهريتك الوحيدة وتظن أنك صانع معجزات
    قد تؤجر عتبة بيتك للحرب ثم تبتهل كنبي
    في الظلام
    قد يجلس عليك كل شيء
    الغياب القارص
    والنبوءة الكاذبة
    وصورة
    تفهم معنى الكآبة على الجدار
    وتفهم أيضا أن طعم الغيم
    كطعم الحب في لوحة
    لا تدل على شيء


    هذه القسوة التي ولدت على كفي
    وتفرعت أغصانها منحتها للطريق الذي غاب
    وهو ينظر النظرة الأخيرة
    لأشيائي التي لم تفهم

    القسوة التي تداعبني زمنا
    لن تمس إلا برودة المرآة
    لن ترى إلا رصاصة
    نزف من شبّاكها العالم

    ربما
    نكون خدعة مبتكرة
    نلتف كمشنقة ناعمة
    لا نسقط أبدا
    نرى الانحناء
    وهو يحاول الصعود أليفا
    لم ينج من نزوة البلل
    ظل يقطع غيمه وقلبه
    إلى أن اكتملت لوحة السماء

    أو لأنه سبقتنا أشياءٌ كثيرة
    الوقت
    ودقة القلب
    الوردة التي فرت من أشواكها
    لتجف على طاولتي
    والطاولة التي تفر إلى الشجرة
    القهوة التي تشبه طعم سرب
    يصطاده البحر
    وساعة لا تخيب فيها الحرب

    كلمات سخرت من ألمها
    ورحلت إلى الوراء
    وأخرى
    للغارقين بأنفسهم
    من صعدوا
    من ناموا
    من عبثوا
    من وهبوا أحلامهم لعزف لا ينقطع
    وتركوا الصدفة خارجا

    الآن
    أنا لا أمسك بشيء
    ينفلت القلب من يدي
    لابد لشيء ما أن يموت
    ليعيش الوقت كخيبة ضالة
    تسيل كالمدى الذي يزاحم نفسه
    أو كما تأتي الرصاصة بعد الموت
    ولا تسأل إن كنتُ في الظلام
    أو كنت في قلبك

    أظل أحب كما تحب الخرافة
    أن تنسى أبطالها

    هذه الأوراق التي أنتزع منها ملامحي
    وجدتها في سلة المهملات
    كأن شيئا باهتا قد ألفها
    فارتخت قبل أن تتكور على نفسك
    لتسقط عليها
    مثل غرفة تهيم على البحر
    أو مثل سخرية تجوب حولك
    أو مثل عتبة أخذت شكل قلبك
    أدخل في جيبي لأختفي
    من حشد المرايا التي أتكاثر فيها

    بات من الصعب أن أقايض الحلم
    بموت لا يراني
    والزمن طفل
    يخرج من زرقة المعنى
    إلى زرقة قلبه

    أحلم بأن يكون الموت رشيقا
    فأصعد على درّاجة تسير في مكانها
    أجمع الأحلام الأليفة حولي
    وآكل كثيرا
    لحد الصدفة التي أحاول أن أبتلعها

    ألعب كما يلعب الفقر
    أو كما تلعب الحرب
    ودون وعي
    أفرح كثيرا
    حين أضع دمية على الوسادة
    تلك الدمية التي تراقب السقف بدلا عني
    وعادة أجهز حياتي لأموت بمسدس كاتم للصوت
    كي لا تهرب الطيور من غابتي الكبيرة

    ربما
    سأفرح أكثر
    سأفرح قريبا
    سأفرح بعد انتهاء الأرض
    من دورانها

    أو أكون قد نسيت القهوة
    وتذكرت حماقة

    أو ربما انفصل شيء عني
    وها أنا أخرج كوطن ميت
    أزيح عن ترابي قذارة الحرب
    وأضع الكره على الطاولة

    أو لأن الغيمة لم تخلق بعد
    فلم تعد تلك السماء
    التي طردت العصافير من
    الحلم

    قد أكون يوما
    هذا الجدار أو هذا الباب
    أو حجر
    وأرجم نفسي
    أو أحرقها
    أو أصلب الأشياء
    على ذاتي

    ربما لن أكون أنا
    من يخبر الكون بخيباته

    ليس عيبا
    أن أهدم جدارا
    إن كان الضوء خلفه
    أو أزور الموتى
    الذين أشبههم
    ليس عيبا أن أناضل لأجل حشرة
    تمسك بيد ظلي

    لا أغتال أحدا

    أيكون هناك يوم
    لا يسقط إلا بنفسه !

    أو كمن غمره الماء
    فصنع فجوة في قلبه
    ليتنفس العالم

    حتى هذه اللحظة
    استوعبت أشياءً كثيرة
    أشياء أكبر من الضحك
    وأغبى من الحرب
    أكدس نفسي على الأريكة
    وأشعل شمعة لليلة واحدة
    أجهل طعم السرير
    الذي يفتح صدره كل مساء
    ولا يلتهمني

    حتى هذه اللحظة
    لازلت أتداول نفسي
    أسقط الكتاب من يدي
    وأظنه تفاحة
    أحمل معطفي البارد
    وأظنه نشيدا وطنيا

    حتى هذه اللحظة
    لازلت أجلس على الرصيف
    وأظنني معجزة
    أثقب سرتي
    وأكتب وشما
    وأقرأ ريلكا
    وأنام كنملة

    حتى هذه اللحظة
    كل شيء حولي
    ينظر إلى المشنقة
    التي أضعها بجواري


    والآن
    قد تخلصت من كل شيء

    تخلصت
    من الوقت المبهم
    من ثيابي التي تضيق
    من أحلام تسبح في الطين
    من البلاط البارد
    من الصورة الذابلة
    من المعنى الذي يبرز كغابة

    أسير
    بحذاء لا يفهم الحرب
    أو الحزن

    تخلصت من أغنيات الحب القديمة
    من براءة الدمية
    من المنظر المجهول


    تخلصت من الليل كي لا أحلم كثيرا
    تخلصت من النهار كي أحلم كثيرا
    من أرض تحتجز البحر فوقي
    تخلصت من الكتابة كي أكون تاجر اسلحة
    تخلصت من كل شيء

    من رفاهية القتل
    تخلصت مني

    كي أنام
    التعديل الأخير تم بواسطة نجلاء الرسول; الساعة 04-10-2013, 07:20. سبب آخر: تعديل كلمة الانحناء .. مع الشكر لأخي مهيار الفراتي
    نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


    مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
    أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

    على الجهات التي عضها الملح
    لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
    وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

    شكري بوترعة

    [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
    بصوت المبدعة سليمى السرايري
  • أبوقصي الشافعي
    رئيس ملتقى الخاطرة
    • 13-06-2011
    • 34905

    #2

    أن أحبك لا يعني أن أموت لمرة واحدة
    سوف أبتعد ْ.
    لن أقتفي أثر صخبك

    ولو انزلق إليَّ ..
    سأظهر مخلوقــًا آخر للعيان ..
    حتى لا أكون شاهدًا يلوِّح
    فوق قمة الصمت
    بـغضب متأجج لا يطرف
    ...
    ضربت لغتي ببعض لهفتي
    فانحنت نبوءتي ميلا
    لا صوت قيظ ٍأمـرُّ بجوفه يطري
    ولا ظهر السحابة..
    ينثني.. مصقولا

    سيري على الوحشة المقيتة شمعة ً
    ثم ارقصي.. خلف الرماد..
    وحرِّري التأويلا..


    قبل أن تشطرني غصـَّة ٌ من وقت ٍ
    خرجت من رأس قيد قاري.
    وسامة الظلال لا تخبز الوعود
    و أميرات الظلام بُحْن بتكلس
    يراعي .. و خاتلني المعنى..

    الشاعرة القديرة و المبجلة
    تحية ٌ تليق بك و بحرفك
    سأكون صريحا ً معك
    لم استطع إكمال النص
    توقفت هنا..
    أن أحبك لا يعني أن أموت لمرة واحدة
    بلغت ذروة الدهشة و اللذة اللغوية
    و ليس لي بعد هذا مطمع
    سأعود للنص على دفعات
    ففخامة البيان عادتك
    و الود طبعي..
    تقديري و جل احترامي
    و جحافل عرفان..



    كم روضت لوعدها الربما
    كلما شروقٌ بخدها ارتمى
    كم أحلت المساء لكحلها
    و أقمت بشامتها للبين مأتما
    كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
    و تقاسمنا سوياً ذات العمى



    https://www.facebook.com/mrmfq

    تعليق

    • رجب عيسى
      مشرف
      • 02-10-2011
      • 1904

      #3
      أحلم بأن يكون الموت رشيقا
      فأصعد على درّاجة تسير في مكانها
      أجمع الأحلام الأليفة حولي
      وآكل كثيرا
      لحد الصدفة التي أحاول أن أبتلعها

      ألعب كما يلعب الفقر
      أو كما تلعب الحرب
      ودون وعي
      أفرح كثيرا
      حين أضع دمية على الوسادة
      تلك الدمية التي تراقب السقف بدلا عني
      وعادة أجهز حياتي لأموت بمسدس كاتم للصوت
      =========

      ........
      وجدت أنا هنا
      وعرفت من الوجع ما يفرحني
      قتلتُ الهذيان بالفرح
      وركبتُ عيوني قناصة الارجوحة
      فلا نامت ولا قطعت حبال الذوغان المرتبطة بالسماء
      سهرتُ على جناح حمامة
      قطعوا أرجلها إعداماً برسالة كانت تحمل قلبي فيها
      والتهمة نقل ممنوعات ...........
      نقل النبض
      السلام
      البياض
      والابتسامة في زمن التشهي للحياة
      ورسموا على حبل المشنقة
      مدية
      وجرحاً ينزف ولا يمُيت ...
      أبقى معلقا من دهشتي بين ......الله وبين أملي بالحياة ...
      لِمَ أموت .......

      االشاعرة نجلاء
      ........................النص ليس للقراءة العادية ..........
      النص تحريض على الكتابة وتحريض على الحياة ....
      وأنا أحب الحياة فأحببت القصيدة واندهشت

      تقبلي شياطين حروفي في غابة ملائكة لغتكِ .وأصمت
      رجب عيسى

      كم يلزم من ورق لنصنع رغيفا؟؟؟؟؟



      تعليق

      • صهيب خليل العوضات
        أديب وكاتب
        • 21-11-2012
        • 1424

        #4
        لله درك
        هذه أول كلمة شهقت بها
        أنتِ تستعرضين الشعر بصبر كبير
        على كم جيل لغوي مررتِ .... !
        سيدتي الشاعرة
        نجلاء الرسول

        تتلمذت كثيراً هنا على عراقتك
        لك الاحترام و التقدير
        كأخر جندي في ساحة المعركة أحارب هذا الحزن وحدي،

        تعليق

        • آمال محمد
          رئيس ملتقى قصيدة النثر
          • 19-08-2011
          • 4507

          #5
          .
          .

          جميلة أستاذة نجلاء وكدائما...

          تحاورين العادي بقلب غير عادي
          تقيميين من الأشياء البسيطة مدراج ترفعين عليها القصيدة
          تنطق بلحظاتك الحميمية, سامحة لنا بعبورها

          من يدخل حوارك مع الذات ..يرى نجلاء الطفلة ..يرى حيرتها وأسئلتها

          وكنت هنا على غير العادة تفتحين أوردتك بتلقائية سامحة للغة ان تفرض نفسها عليك
          فتحدثت بإسهاب ...

          لعل طول القصيدة لم يكن بصالحها ...فالنفس الحديثة تميل للخاطف المكثف
          ولكن من يستطيع لجم القصيدة!!!

          بوركت سيدتي


          تثبت

          تعليق

          • فوزي سليم بيترو
            مستشار أدبي
            • 03-06-2009
            • 10949

            #6
            أتعبتني هذه القصيدة
            تعب طيّب ومحبب
            طويلة نعم
            طول الثوب جاء متناغما ومتناسقا مع حجم
            العملاق الكامن في مضمون النص

            لي ملاحظات حول تشكيل النص الذي أطلَّ بتواضع
            وكنت أتمنى أن يطال النص بأكمله . لماذا هذا البخل عهدناكِ كريمة .
            أمثلة :
            أو أكسره على طاولة تتمدد على
            القلبِ
            خرج
            البيتْ
            نزف من
            شبّاكها العالم
            أو لأنه سبقتنا
            أشياءٌ كثيرة
            ولا تسأل إن
            كنتُ في الظلام

            كل الشكر لك أختنا نجلاء الرسول على هذه القصيدة الأكثر
            من جميلة .

            فوزي بيترو

            تعليق

            • عبد العزيز الهاشمي
              أديب وكاتب
              • 28-01-2013
              • 29

              #7

              هذه القسوة التي ولدت على كفي
              وتفرعت أغصانها منحتها للطريق الذي غاب
              وهو ينظر النظرة الأخيرة
              لأشيائي التي لم تفهم

              ..... مدهش أستاذة، و أنا أقفز بين سطور القصيدة كماعز جبليّ
              تعثّرت مرّات كثيرة بصور في غاية الادهاش وعمق في الدلالة
              أعجبتني القصيدة حقا
              دمت شاعرة

              تعليق

              • مهيار الفراتي
                أديب وكاتب
                • 20-08-2012
                • 1764

                #8
                في الظلام
                قد تدوس على ذاتك وتتوهم أنها ورقة
                قد تكسر مزهريتك الوحيدة وتظن أنك صانع معجزات
                قد تؤجر عتبة بيتك للحرب ثم تبتهل كنبي
                في الظلام
                قد يجلس عليك كل شيء
                الغياب القارص
                والنبوءة الكاذبة
                وصورة
                تفهم معنى الكآبة على الجدار
                وتفهم أيضا أن طعم الغيم
                كطعم الحب في لوحة
                لا تدل على شيء

                بين الصدفة و الظلام يرقد الحب كوحدة باردة
                ما كل هذا الحزن المعجون بألم الخيبة
                أنهمر و أقرأ و أقرأ و أنهمر
                هذي التفاصيل تبكي
                هذي اللوحات التي تثير مع الدهشة شجنا عميقا
                هذي التشكيل الــ لا يشبه سواك هو لك
                الأخت الشاعرة نجلاء
                كعادتك تدهشين و تمتعين
                كعادتك يخطك الشعر
                شكرا لك و دمت بألف خير


                هامش : اصطدمت بكلمة انحاء و قد قلت ربما أنها انحناء و الفصل عندك

                أسوريّا الحبيبة ضيعوك
                وألقى فيك نطفته الشقاء
                أسوريّا الحبيبة كم سنبكي
                عليك و هل سينفعك البكاء
                إذا هب الحنين على ابن قلب
                فما لحريق صبوته انطفاء
                وإن أدمت نصال الوجد روحا
                فما لجراح غربتها شفاء​

                تعليق

                • عبد الرحيم عيا
                  أديب وكاتب
                  • 20-01-2011
                  • 470

                  #9
                  كلمات سخرت من ألمها
                  ورحلت إلى الوراء
                  وأخرى
                  للغارقين بأنفسهم
                  من صعدوا
                  من ناموا
                  من عبثوا
                  من وهبوا أحلامهم لعزف لا ينقطع
                  وتركوا الصدفة خارجا

                  الآن
                  أنا لا أمسك بشيء
                  ينفلت القلب من يدي
                  لابد لشيء ما أن يموت
                  ليعيش الوقت كخيبة ضالة
                  تسيل كالمدى الذي يزاحم نفسه
                  أو كما تأتي الرصاصة بعد الموت
                  ولا تسأل إن كنتُ في الظلام
                  أو كنت في قلبك
                  ----------------------------------
                  شاعرتنا الجميلة نجلاء
                  هذه معلقة من الزمن الجميل
                  قلما يطيل الشاعر ويحافظ على نفس الرتم والقوة
                  في هذا أرفع لك القبعة
                  نص اعجبني وشدني اليه
                  مودتي

                  تعليق

                  • ليندة كامل
                    مشرفة ملتقى صيد الخاطر
                    • 31-12-2011
                    • 1638

                    #10
                    السلام عليكم
                    روعة وفقط
                    محبتي نجلاء
                    http://lindakamel.maktoobblog.com
                    من قلب الجزائر ينطلق نبض الوجود راسلا كلمات تتدفق ألقا الى من يقرأها

                    تعليق

                    • محمد مثقال الخضور
                      مشرف
                      مستشار قصيدة النثر
                      • 24-08-2010
                      • 5517

                      #11
                      معلقة .. لا ترضى إلا بجدار الوقت وطنا
                      الطفولة وقتٌ ... وكذلك الظلام
                      والوقت يمسك بنا كأطراف الخيوط
                      ويصطادنا بلحظاته الجميل
                      نحن الذين ندوسنا ونظننا ورقة
                      ونحن الذين نتوهمنا أحرارا
                      حين يطلع على المكان من حولنا فجر كاذب وجميل

                      نص غني كالمطر

                      محبتي لك واحترامي
                      أستاذتنا الجميلة

                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        #12
                        قصيدة فارهة
                        كبيرة .. قالت الأنا بروح فنان جسور
                        قادر عل خلط الألوان
                        و تسيير المراكب الشراعية على أجنحة الورد
                        و دمعات الحزن

                        رائعة رائعة أستاذة
                        و من النصوص التي لا تشبع بقدر ما تفتح الشهية للشعر !


                        تقديري و احترامي
                        sigpic

                        تعليق

                        • عبد الاله اغتامي
                          نسيم غربي
                          • 12-05-2013
                          • 1191

                          #13
                          الأستاذة والشاعرة القديرة نجلاء الرسول،كم هو صعب التخلص من ثياب فرض علينا لباسها قسرا أو اقتنعنا أنها فعلا هي الملابس التي تلائمنا لأنه لا بديل سواها . طرحت هنا عدة أشكال وأوجه للموضوع الذي أعتبره بحرا شاسعا من التأويلات والقراءات تنتهي في النهاية بالتخلص من كل مسببات الألم والحزن والكره وكل المتناقضات المطروحة . حل أرى فيه الخلاص رغم قسوته ، لكن يبقى حرفك أستاذة نجلاء هو المميز وهو القيمة الرفيعة التي يحملها النص بكل دلالاته العميقة . تقبلي سيدتي الفاضلة هلوسة قراءتي المتواضعة أمام هذا الإبداع الراقي الذي وشحت به صفحة الملتقى . لك مني كل التحايا وكل الإجلال سيدتي نجلاء الفاضلة ...تحياتي...
                          sigpic
                          طرب الصبا وأطل صبح أجمل*** بصفائه وزها الشباب الأكمل
                          متلهفا لقطاف ورد عاطر ***عشق الندى وسقاه ماء سلسل
                          عزف الهوى لربيعه فاستسلمت*** لعبيره قطرات طل تهطل
                          سعد اليمام بقربه مستلهما ****لنشيده نغمات وجد تهدل

                          تعليق

                          • رشا السيد احمد
                            فنانة تشكيلية
                            مشرف
                            • 28-09-2010
                            • 3917

                            #14

                            هكذا ..
                            تهطلين مزنة من دهش

                            تعانق الحياة بحلم
                            يضج به الألم
                            حتى يكتب اللحظات لوحات
                            من أنين تفرش الطرقات القادمة
                            بعلبة ألوان وفرشاة متأملة
                            تتشهى أن ترسم الربيع
                            في كل الجنبات

                            تقذف من طريق القلب حجارة
                            أتعبت خطوه
                            نحو سموات تحترف الحب
                            والحكايا البيضاء
                            ورقصات الشذى في شرفات المساء
                            تتخلص من ضجة الوجود من صهيل لا ينام
                            لتنام في دوح العطر .

                            الغالية نجلاء
                            لكلماتك السريالية نكهة الألوان الماورائية
                            في قلب هذا الوجود
                            كم أحب لوحاتك التشكيلية فوق السطور

                            لقلبك قصائد الياسمين الدمشقي .
                            https://www.facebook.com/mjed.alhadad

                            للوطن
                            لقنديل الروح ...
                            ستظلُ صوفية فرشاتي
                            ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
                            بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

                            تعليق

                            • مالكة حبرشيد
                              رئيس ملتقى فرعي
                              • 28-03-2011
                              • 4544

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء الرسول مشاهدة المشاركة
                              أيها الثوب شكرا

                              .
                              .

                              كعادتي
                              أمسك بالأشياء دوما
                              والتقطها كفأر صغير
                              أمسك الماضي من رقبتي
                              وأضحك
                              أمسك بي وأضحك
                              لكنه الحب هذا المجرم الطيب
                              يصعب استدراجه
                              أن أحفر له حفرة صغيرة وأخفيه
                              أو أكسره على طاولة تتمدد على القلبِ

                              أن أبيع غيابي للرماد
                              لا يعني شيئا
                              أن أحبك لا يعني أن أموت لمرة واحدة

                              لا ألتصق بذاتي
                              خرجت الأريكة
                              خرجت الأضواء
                              خرج البيتْ

                              لست مدينة لباب يقف بوجهي
                              ولست الطفلة التي هربت
                              مع الدمية التي تشبهها
                              لست الآن
                              من آلاحق نفسي


                              في الظلام
                              قد تدوس على ذاتك وتتوهم أنها ورقة
                              قد تكسر مزهريتك الوحيدة وتظن أنك صانع معجزات
                              قد تؤجر عتبة بيتك للحرب ثم تبتهل كنبي
                              في الظلام
                              قد يجلس عليك كل شيء
                              الغياب القارص
                              والنبوءة الكاذبة
                              وصورة
                              تفهم معنى الكآبة على الجدار
                              وتفهم أيضا أن طعم الغيم
                              كطعم الحب في لوحة
                              لا تدل على شيء


                              هذه القسوة التي ولدت على كفي
                              وتفرعت أغصانها منحتها للطريق الذي غاب
                              وهو ينظر النظرة الأخيرة
                              لأشيائي التي لم تفهم

                              القسوة التي تداعبني زمنا
                              لن تمس إلا برودة المرآة
                              لن ترى إلا رصاصة
                              نزف من شبّاكها العالم

                              ربما
                              نكون خدعة مبتكرة
                              نلتف كمشنقة ناعمة
                              لا نسقط أبدا
                              نرى الانحناء
                              وهو يحاول الصعود أليفا
                              لم ينج من نزوة البلل
                              ظل يقطع غيمه وقلبه
                              إلى أن اكتملت لوحة السماء

                              أو لأنه سبقتنا أشياءٌ كثيرة
                              الوقت
                              ودقة القلب
                              الوردة التي فرت من أشواكها
                              لتجف على طاولتي
                              والطاولة التي تفر إلى الشجرة
                              القهوة التي تشبه طعم سرب
                              يصطاده البحر
                              وساعة لا تخيب فيها الحرب

                              كلمات سخرت من ألمها
                              ورحلت إلى الوراء
                              وأخرى
                              للغارقين بأنفسهم
                              من صعدوا
                              من ناموا
                              من عبثوا
                              من وهبوا أحلامهم لعزف لا ينقطع
                              وتركوا الصدفة خارجا

                              الآن
                              أنا لا أمسك بشيء
                              ينفلت القلب من يدي
                              لابد لشيء ما أن يموت
                              ليعيش الوقت كخيبة ضالة
                              تسيل كالمدى الذي يزاحم نفسه
                              أو كما تأتي الرصاصة بعد الموت
                              ولا تسأل إن كنتُ في الظلام
                              أو كنت في قلبك

                              أظل أحب كما تحب الخرافة
                              أن تنسى أبطالها

                              هذه الأوراق التي أنتزع منها ملامحي
                              وجدتها في سلة المهملات
                              كأن شيئا باهتا قد ألفها
                              فارتخت قبل أن تتكور على نفسك
                              لتسقط عليها
                              مثل غرفة تهيم على البحر
                              أو مثل سخرية تجوب حولك
                              أو مثل عتبة أخذت شكل قلبك
                              أدخل في جيبي لأختفي
                              من حشد المرايا التي أتكاثر فيها

                              بات من الصعب أن أقايض الحلم
                              بموت لا يراني
                              والزمن طفل
                              يخرج من زرقة المعنى
                              إلى زرقة قلبه

                              أحلم بأن يكون الموت رشيقا
                              فأصعد على درّاجة تسير في مكانها
                              أجمع الأحلام الأليفة حولي
                              وآكل كثيرا
                              لحد الصدفة التي أحاول أن أبتلعها

                              ألعب كما يلعب الفقر
                              أو كما تلعب الحرب
                              ودون وعي
                              أفرح كثيرا
                              حين أضع دمية على الوسادة
                              تلك الدمية التي تراقب السقف بدلا عني
                              وعادة أجهز حياتي لأموت بمسدس كاتم للصوت
                              كي لا تهرب الطيور من غابتي الكبيرة

                              ربما
                              سأفرح أكثر
                              سأفرح قريبا
                              سأفرح بعد انتهاء الأرض
                              من دورانها

                              أو أكون قد نسيت القهوة
                              وتذكرت حماقة

                              أو ربما انفصل شيء عني
                              وها أنا أخرج كوطن ميت
                              أزيح عن ترابي قذارة الحرب
                              وأضع الكره على الطاولة

                              أو لأن الغيمة لم تخلق بعد
                              فلم تعد تلك السماء
                              التي طردت العصافير من
                              الحلم

                              قد أكون يوما
                              هذا الجدار أو هذا الباب
                              أو حجر
                              وأرجم نفسي
                              أو أحرقها
                              أو أصلب الأشياء
                              على ذاتي

                              ربما لن أكون أنا
                              من يخبر الكون بخيباته

                              ليس عيبا
                              أن أهدم جدارا
                              إن كان الضوء خلفه
                              أو أزور الموتى
                              الذين أشبههم
                              ليس عيبا أن أناضل لأجل حشرة
                              تمسك بيد ظلي

                              لا أغتال أحدا

                              أيكون هناك يوم
                              لا يسقط إلا بنفسه !

                              أو كمن غمره الماء
                              فصنع فجوة في قلبه
                              ليتنفس العالم

                              حتى هذه اللحظة
                              استوعبت أشياءً كثيرة
                              أشياء أكبر من الضحك
                              وأغبى من الحرب
                              أكدس نفسي على الأريكة
                              وأشعل شمعة لليلة واحدة
                              أجهل طعم السرير
                              الذي يفتح صدره كل مساء
                              ولا يلتهمني

                              حتى هذه اللحظة
                              لازلت أتداول نفسي
                              أسقط الكتاب من يدي
                              وأظنه تفاحة
                              أحمل معطفي البارد
                              وأظنه نشيدا وطنيا

                              حتى هذه اللحظة
                              لازلت أجلس على الرصيف
                              وأظنني معجزة
                              أثقب سرتي
                              وأكتب وشما
                              وأقرأ ريلكا
                              وأنام كنملة

                              حتى هذه اللحظة
                              كل شيء حولي
                              ينظر إلى المشنقة
                              التي أضعها بجواري


                              والآن
                              قد تخلصت من كل شيء

                              تخلصت
                              من الوقت المبهم
                              من ثيابي التي تضيق
                              من أحلام تسبح في الطين
                              من البلاط البارد
                              من الصورة الذابلة
                              من المعنى الذي يبرز كغابة

                              أسير
                              بحذاء لا يفهم الحرب
                              أو الحزن

                              تخلصت من أغنيات الحب القديمة
                              من براءة الدمية
                              من المنظر المجهول


                              تخلصت من الليل كي لا أحلم كثيرا
                              تخلصت من النهار كي أحلم كثيرا
                              من أرض تحتجز البحر فوقي
                              تخلصت من الكتابة كي أكون تاجر اسلحة
                              تخلصت من كل شيء

                              من رفاهية القتل
                              تخلصت مني

                              كي أنام



                              القسوةُ لا تهرمُ بسرعةٍ
                              هي قادرةٌ على الوقوفِ
                              بوجهِ الأنباء
                              وما خطتْ الأيادي الشّرسةُ
                              على جدرانِ التّرقبِ
                              من أمورٍ نافلةٍ
                              وأنا المسكونةُ بالحبِّ
                              أوهموني أن الدفءَ
                              يذيبُ الصّقيعّ
                              يصونُ الأملَ
                              إلى أن يغادرَ الأزمنةَ الباردةَ
                              كانت تلك حكاياتُ جدتي
                              وهي تمرّرُ أصابعَها الحانيةَ
                              بين خصلاتي
                              لم أدركْ أنها خدعةٌ
                              إلا حين وجدتني
                              أمثلُ أمامَ الميزانِ
                              لأفهمَ أخيرًا أن حدوثَ المعجزةِ
                              رهينٌ بثقلِ كفةٍ .
                              احييك استاذة نجلاء على النص الشامخ
                              المفتوح على كل الجهات
                              القابل لتاويلات تستدرج الانسان القابع
                              في اخمص منطقة فينا
                              كي يعيد ترتيب حواسه

                              استمتعت حقا هنا شكرا نجلاء

                              تعليق

                              يعمل...
                              X