أيها الثوب شكرا
.
.
كعادتي
أمسك بالأشياء دوما
والتقطها كفأر صغير
أمسك الماضي من رقبتي
وأضحك
أمسك بي وأضحك
لكنه الحب هذا المجرم الطيب
يصعب استدراجه
أن أحفر له حفرة صغيرة وأخفيه
أو أكسره على طاولة تتمدد على القلبِ
أن أبيع غيابي للرماد
لا يعني شيئا
أن أحبك لا يعني أن أموت لمرة واحدة
لا ألتصق بذاتي
خرجت الأريكة
خرجت الأضواء
خرج البيتْ
لست مدينة لباب يقف بوجهي
ولست الطفلة التي هربت
مع الدمية التي تشبهها
لست الآن
من آلاحق نفسي
في الظلام
قد تدوس على ذاتك وتتوهم أنها ورقة
قد تكسر مزهريتك الوحيدة وتظن أنك صانع معجزات
قد تؤجر عتبة بيتك للحرب ثم تبتهل كنبي
في الظلام
قد يجلس عليك كل شيء
الغياب القارص
والنبوءة الكاذبة
وصورة
تفهم معنى الكآبة على الجدار
وتفهم أيضا أن طعم الغيم
كطعم الحب في لوحة
لا تدل على شيء
هذه القسوة التي ولدت على كفي
وتفرعت أغصانها منحتها للطريق الذي غاب
وهو ينظر النظرة الأخيرة
لأشيائي التي لم تفهم
القسوة التي تداعبني زمنا
لن تمس إلا برودة المرآة
لن ترى إلا رصاصة
نزف من شبّاكها العالم
ربما
نكون خدعة مبتكرة
نلتف كمشنقة ناعمة
لا نسقط أبدا
نرى الانحناء
وهو يحاول الصعود أليفا
لم ينج من نزوة البلل
ظل يقطع غيمه وقلبه
إلى أن اكتملت لوحة السماء
أو لأنه سبقتنا أشياءٌ كثيرة
الوقت
ودقة القلب
الوردة التي فرت من أشواكها
لتجف على طاولتي
والطاولة التي تفر إلى الشجرة
القهوة التي تشبه طعم سرب
يصطاده البحر
وساعة لا تخيب فيها الحرب
كلمات سخرت من ألمها
ورحلت إلى الوراء
وأخرى
للغارقين بأنفسهم
من صعدوا
من ناموا
من عبثوا
من وهبوا أحلامهم لعزف لا ينقطع
وتركوا الصدفة خارجا
الآن
أنا لا أمسك بشيء
ينفلت القلب من يدي
لابد لشيء ما أن يموت
ليعيش الوقت كخيبة ضالة
تسيل كالمدى الذي يزاحم نفسه
أو كما تأتي الرصاصة بعد الموت
ولا تسأل إن كنتُ في الظلام
أو كنت في قلبك
أظل أحب كما تحب الخرافة
أن تنسى أبطالها
هذه الأوراق التي أنتزع منها ملامحي
وجدتها في سلة المهملات
كأن شيئا باهتا قد ألفها
فارتخت قبل أن تتكور على نفسك
لتسقط عليها
مثل غرفة تهيم على البحر
أو مثل سخرية تجوب حولك
أو مثل عتبة أخذت شكل قلبك
أدخل في جيبي لأختفي
من حشد المرايا التي أتكاثر فيها
بات من الصعب أن أقايض الحلم
بموت لا يراني
والزمن طفل
يخرج من زرقة المعنى
إلى زرقة قلبه
أحلم بأن يكون الموت رشيقا
فأصعد على درّاجة تسير في مكانها
أجمع الأحلام الأليفة حولي
وآكل كثيرا
لحد الصدفة التي أحاول أن أبتلعها
ألعب كما يلعب الفقر
أو كما تلعب الحرب
ودون وعي
أفرح كثيرا
حين أضع دمية على الوسادة
تلك الدمية التي تراقب السقف بدلا عني
وعادة أجهز حياتي لأموت بمسدس كاتم للصوت
كي لا تهرب الطيور من غابتي الكبيرة
ربما
سأفرح أكثر
سأفرح قريبا
سأفرح بعد انتهاء الأرض
من دورانها
أو أكون قد نسيت القهوة
وتذكرت حماقة
أو ربما انفصل شيء عني
وها أنا أخرج كوطن ميت
أزيح عن ترابي قذارة الحرب
وأضع الكره على الطاولة
أو لأن الغيمة لم تخلق بعد
فلم تعد تلك السماء
التي طردت العصافير من
الحلم
قد أكون يوما
هذا الجدار أو هذا الباب
أو حجر
وأرجم نفسي
أو أحرقها
أو أصلب الأشياء
على ذاتي
ربما لن أكون أنا
من يخبر الكون بخيباته
ليس عيبا
أن أهدم جدارا
إن كان الضوء خلفه
أو أزور الموتى
الذين أشبههم
ليس عيبا أن أناضل لأجل حشرة
تمسك بيد ظلي
لا أغتال أحدا
أيكون هناك يوم
لا يسقط إلا بنفسه !
أو كمن غمره الماء
فصنع فجوة في قلبه
ليتنفس العالم
حتى هذه اللحظة
استوعبت أشياءً كثيرة
أشياء أكبر من الضحك
وأغبى من الحرب
أكدس نفسي على الأريكة
وأشعل شمعة لليلة واحدة
أجهل طعم السرير
الذي يفتح صدره كل مساء
ولا يلتهمني
حتى هذه اللحظة
لازلت أتداول نفسي
أسقط الكتاب من يدي
وأظنه تفاحة
أحمل معطفي البارد
وأظنه نشيدا وطنيا
حتى هذه اللحظة
لازلت أجلس على الرصيف
وأظنني معجزة
أثقب سرتي
وأكتب وشما
وأقرأ ريلكا
وأنام كنملة
حتى هذه اللحظة
كل شيء حولي
ينظر إلى المشنقة
التي أضعها بجواري
والآن
قد تخلصت من كل شيء
تخلصت
من الوقت المبهم
من ثيابي التي تضيق
من أحلام تسبح في الطين
من البلاط البارد
من الصورة الذابلة
من المعنى الذي يبرز كغابة
أسير
بحذاء لا يفهم الحرب
أو الحزن
تخلصت من أغنيات الحب القديمة
من براءة الدمية
من المنظر المجهول
تخلصت من الليل كي لا أحلم كثيرا
تخلصت من النهار كي أحلم كثيرا
من أرض تحتجز البحر فوقي
تخلصت من الكتابة كي أكون تاجر اسلحة
تخلصت من كل شيء
من رفاهية القتل
تخلصت مني
كي أنام
.
.
كعادتي
أمسك بالأشياء دوما
والتقطها كفأر صغير
أمسك الماضي من رقبتي
وأضحك
أمسك بي وأضحك
لكنه الحب هذا المجرم الطيب
يصعب استدراجه
أن أحفر له حفرة صغيرة وأخفيه
أو أكسره على طاولة تتمدد على القلبِ
أن أبيع غيابي للرماد
لا يعني شيئا
أن أحبك لا يعني أن أموت لمرة واحدة
لا ألتصق بذاتي
خرجت الأريكة
خرجت الأضواء
خرج البيتْ
لست مدينة لباب يقف بوجهي
ولست الطفلة التي هربت
مع الدمية التي تشبهها
لست الآن
من آلاحق نفسي
في الظلام
قد تدوس على ذاتك وتتوهم أنها ورقة
قد تكسر مزهريتك الوحيدة وتظن أنك صانع معجزات
قد تؤجر عتبة بيتك للحرب ثم تبتهل كنبي
في الظلام
قد يجلس عليك كل شيء
الغياب القارص
والنبوءة الكاذبة
وصورة
تفهم معنى الكآبة على الجدار
وتفهم أيضا أن طعم الغيم
كطعم الحب في لوحة
لا تدل على شيء
هذه القسوة التي ولدت على كفي
وتفرعت أغصانها منحتها للطريق الذي غاب
وهو ينظر النظرة الأخيرة
لأشيائي التي لم تفهم
القسوة التي تداعبني زمنا
لن تمس إلا برودة المرآة
لن ترى إلا رصاصة
نزف من شبّاكها العالم
ربما
نكون خدعة مبتكرة
نلتف كمشنقة ناعمة
لا نسقط أبدا
نرى الانحناء
وهو يحاول الصعود أليفا
لم ينج من نزوة البلل
ظل يقطع غيمه وقلبه
إلى أن اكتملت لوحة السماء
أو لأنه سبقتنا أشياءٌ كثيرة
الوقت
ودقة القلب
الوردة التي فرت من أشواكها
لتجف على طاولتي
والطاولة التي تفر إلى الشجرة
القهوة التي تشبه طعم سرب
يصطاده البحر
وساعة لا تخيب فيها الحرب
كلمات سخرت من ألمها
ورحلت إلى الوراء
وأخرى
للغارقين بأنفسهم
من صعدوا
من ناموا
من عبثوا
من وهبوا أحلامهم لعزف لا ينقطع
وتركوا الصدفة خارجا
الآن
أنا لا أمسك بشيء
ينفلت القلب من يدي
لابد لشيء ما أن يموت
ليعيش الوقت كخيبة ضالة
تسيل كالمدى الذي يزاحم نفسه
أو كما تأتي الرصاصة بعد الموت
ولا تسأل إن كنتُ في الظلام
أو كنت في قلبك
أظل أحب كما تحب الخرافة
أن تنسى أبطالها
هذه الأوراق التي أنتزع منها ملامحي
وجدتها في سلة المهملات
كأن شيئا باهتا قد ألفها
فارتخت قبل أن تتكور على نفسك
لتسقط عليها
مثل غرفة تهيم على البحر
أو مثل سخرية تجوب حولك
أو مثل عتبة أخذت شكل قلبك
أدخل في جيبي لأختفي
من حشد المرايا التي أتكاثر فيها
بات من الصعب أن أقايض الحلم
بموت لا يراني
والزمن طفل
يخرج من زرقة المعنى
إلى زرقة قلبه
أحلم بأن يكون الموت رشيقا
فأصعد على درّاجة تسير في مكانها
أجمع الأحلام الأليفة حولي
وآكل كثيرا
لحد الصدفة التي أحاول أن أبتلعها
ألعب كما يلعب الفقر
أو كما تلعب الحرب
ودون وعي
أفرح كثيرا
حين أضع دمية على الوسادة
تلك الدمية التي تراقب السقف بدلا عني
وعادة أجهز حياتي لأموت بمسدس كاتم للصوت
كي لا تهرب الطيور من غابتي الكبيرة
ربما
سأفرح أكثر
سأفرح قريبا
سأفرح بعد انتهاء الأرض
من دورانها
أو أكون قد نسيت القهوة
وتذكرت حماقة
أو ربما انفصل شيء عني
وها أنا أخرج كوطن ميت
أزيح عن ترابي قذارة الحرب
وأضع الكره على الطاولة
أو لأن الغيمة لم تخلق بعد
فلم تعد تلك السماء
التي طردت العصافير من
الحلم
قد أكون يوما
هذا الجدار أو هذا الباب
أو حجر
وأرجم نفسي
أو أحرقها
أو أصلب الأشياء
على ذاتي
ربما لن أكون أنا
من يخبر الكون بخيباته
ليس عيبا
أن أهدم جدارا
إن كان الضوء خلفه
أو أزور الموتى
الذين أشبههم
ليس عيبا أن أناضل لأجل حشرة
تمسك بيد ظلي
لا أغتال أحدا
أيكون هناك يوم
لا يسقط إلا بنفسه !
أو كمن غمره الماء
فصنع فجوة في قلبه
ليتنفس العالم
حتى هذه اللحظة
استوعبت أشياءً كثيرة
أشياء أكبر من الضحك
وأغبى من الحرب
أكدس نفسي على الأريكة
وأشعل شمعة لليلة واحدة
أجهل طعم السرير
الذي يفتح صدره كل مساء
ولا يلتهمني
حتى هذه اللحظة
لازلت أتداول نفسي
أسقط الكتاب من يدي
وأظنه تفاحة
أحمل معطفي البارد
وأظنه نشيدا وطنيا
حتى هذه اللحظة
لازلت أجلس على الرصيف
وأظنني معجزة
أثقب سرتي
وأكتب وشما
وأقرأ ريلكا
وأنام كنملة
حتى هذه اللحظة
كل شيء حولي
ينظر إلى المشنقة
التي أضعها بجواري
والآن
قد تخلصت من كل شيء
تخلصت
من الوقت المبهم
من ثيابي التي تضيق
من أحلام تسبح في الطين
من البلاط البارد
من الصورة الذابلة
من المعنى الذي يبرز كغابة
أسير
بحذاء لا يفهم الحرب
أو الحزن
تخلصت من أغنيات الحب القديمة
من براءة الدمية
من المنظر المجهول
تخلصت من الليل كي لا أحلم كثيرا
تخلصت من النهار كي أحلم كثيرا
من أرض تحتجز البحر فوقي
تخلصت من الكتابة كي أكون تاجر اسلحة
تخلصت من كل شيء
من رفاهية القتل
تخلصت مني
كي أنام
تعليق