~¤۩۝ متحف القصص القصيرة // قصة أعجبتني ۝۩¤~

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #46
    ومن جميل الروح الزميل بسباس عبد الرزاق أقطف لكم هذه الرائعة الوصف.. من نص ( النافذة ) أمسك الطفل فراشته و أودعها روحه و راح يلاطف أجنحتها الغارقة في الألوان، الفراشة لا تحس بالخوف، تعرف جيدا أنها ستكون وليمة للبراءة، الفتاة قطفت الزهرة و هي تشتم عطرها و كأنها تتعاطف مع الربيع، بل هي تملأ روحها بالجمال، يقترب الطفل من الفتاة بخطوات قصيرة، يتوقف حينا و يمشي حينا، متردد و كأنه يعلم أنها منعطفات الخيبة.
    هل كلم الفتاة؟ .. قال ياسين.
    لم يكلمها، البراءة لا تعترف بالنفاق، تؤمن بالتصرفات الشفافة و الملامح، البراءة تتقن لغة العيون و الشفاه، إنه يبتسم لها و هي لا تملك لغة غيرها، فتغدق عليه بابتسامة أشبه ما تكون ضحكة.
    هل تراه يحبها؟ و هل يا ترى ستحبه؟ و هل تراهما ينجحان في صيانة حبهما؟
    ينظر إليها و إلى الفراشة، لقد أهداها فراشته، و لأنها تعرف جمال هديته تنازلت عن زهرتها و علقتها على صدره، الآن فقط تكامل الجمال و تعاطفت الكائنات معهم و راجت العصافير تحلق فوقهم، الأغصان تعانق الريح و تتمايل فرحا بحب بريء. ..................................... الفيزياء والحب والأدب هكذا أرى الزميل بسباس عبد الرزاق
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • بسباس عبدالرزاق
      أديب وكاتب
      • 01-09-2012
      • 2008

      #47
      لأول مرة سأضع بين أيديكم نصا كاملا
      ليتوج متحفنا بالجمال

      إنه نص للرائع و الأديب الجميل أحمد خيري

      بعنوان



      عيــــــــــــ ون


      بقلمى : أحمدخيرى








      " جميل هو متحف اللوفر


      اقولها وانا انظر الى أحد آثارنا بسخرية .. واتسائل بينى وبين نفسى لماذا اتت هنا..
      اهى مجرد سرقة أو هروب الى مكان ارقى ؟!



      اتنقل بين مشهد وأخر
      ،
      و
      اوقفتنى هذه النظرة الغاضبة فى عيون زرقاء تبدو شرسة وعصبية بعض الشىء وشعر قصير متنافر مع قوام فرنسى جميل ومتناسق وسيقان عارية فى هذا الميكروجيب المثير



      " اراك تنظر الى ايقوناتنا بشىء من السخرية
      " هل يمكنك الحديث بالانجليزية .. فـ لست متمكن من الفرنسية بعد
      " انت يهودى
      " مصرى
      " مسلم
      " أكيد
      "تسخر من آثاركم هذا شأنك ولكن لاتسخر من ايقوناتنا
      "لا هذا ولا ذاك انا مصرى وأسخر من جهلنا فى عدم الحفاظ على تراثنا .. والايقونات تذكرنى بالحروب .



      تركتنى بدون لياقة وعادت تمارس عملها ... وحديثها مع رواد المتحف أتابعها وهى تتحرك فى رشاقة رائعة ولسانها لايتوقف عن الحديث .. تجدنى انظر اليها فترمقنى بـ تعال ... واردها بسخرية .. فـ تعود حانقة :


      "انت مغرور
      "لست اول من يقولها ..بـ المناسبة اسمى ---- ، وانت
      " نونى
      " اسمك غريب ولكنه مميز وعطرك إيضا مميز .. أعتقد انه سييفل
      " تفهم فى العطور ؟
      " الانثوية فقط
      " اكثر ماتحبه فى المرأة العطور؟
      " لا السيقان
      " أنت وقح .. سأقبل دعوتك للعشاء
      " لم أدعوك
      " كنت ستفعل وفرت عليك الدعوة
      " فقط عشاء ؟



      وكان عشاء ...

      السؤال مصباح عنيد
      لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

      تعليق

      • بسباس عبدالرزاق
        أديب وكاتب
        • 01-09-2012
        • 2008

        #48
        نص للزميل
        فتحي اسماعيل

        نص عملاق بحق

        إنه بعنوان

        عوسجة انقر هنا لقراءة النص


        أتمنى أن تقرؤوه

        *****************************

        تتعثر الحروف على لسانها بينما تتباعد ماجدة ، تتراجع وكأن شيئا ما يدفعها للخلف حتى تختفي، تصرخ " ماجدة " ..." ماجدة "... , و ...
        - "أمينة" ... " أمينة
        "
        يصلها صوت هامس حاني ، يسحبها خلال ممر رمادي تفتح عينيها لتجد أمها تضع يدا على صدرها والأخرى تمسح على شعرها

        - حلمت ؟

        - ماجدة يا أمي

        - لها الله

        - لم تذنب

        - القتل جرم بشع

        تعتدل في سرعة خاطفة ، تراه فوق الدولاب يخرج لسانه لها

        - كان يستحق

        - ليس لنا الحكم ، وإن كان ...فلا نملك الفعل ، لا يأخذ الروح إلا من خلقها

        - لم يكن آدميا

        - لايجوز عليه الآن إلا الرحمة

        - لن يرحمه الله

        - استغفرى الله

        - انه شيطان ، شيطان يا أمي

        تلقى
        بنفسها تحت الدش ، تحتضن حلمها بالماء البارد ، تسبل جفنيها ، تثق في الجدران تترك لجسد ها حريته ، يبوح ويتنفس ، ولكن اللحظة تأبى تركها والحلم يهنئان بلا ذكرى يجفل لها قلبها وتتأجج في الجسد نار تؤرقه ، تجرحه ...ولا تفلح المياه في تبريد الجراح فتبقى لترى فيها دموع " ماجدة " التي تبلل خمارها
        -" لم اعد أطيق لقد وصلت إلى هنا بصعوبة ، يطاردني أينما ذهبت ،
        لم يدع لي منفذا ، رنين الهاتف لا ينقطع ، لا يترك أبى وأخي لحالهما ، يطاردهما أيضا ، بات رواد المقهى يعرفونني ، صوري يتناقلها الطائشون ."
        - منها لله " مديحة " أسلمتك للشيطان

        - بعد أن أسلمت نفسها

        - يفرد شباكه القذرة أينما راح

        - ولا يعدم وسيله

        - فرصة لا تضيعها الساقطات

        - على أشكالها تقع الطيور

        - خنازير

        - أنتِ الصيد الذي تمرد

        - يهدد آبي بنشر صوري ولا يترك أمي لحالها ، يطلب مالا ليسكت

        - أعطوه إذا ما يريد

        - يقول أبي أن في ذلك اعتراف بثمة علاقة

        - والعمل ؟

        - سأصبر
        ...
        و.... تنظر للسماء بعين دامعة وقلب مكلوم ، تشاركها " أمينة " الصلاة صمتاً
        .....،
        لا تدرى أن أرقها جثم على قلب صاحبتها ، بات همها ولما فعلتها انشطرت أمينه نصفين ،

        نصف مستريح ونصف يقتله الألم ، نصف يبكى صاحبتها ونصف ينشد فيها الأغانى ، نصف قلق على مستقبلها ، ونصف قرير بنجاتها



        ********************
        السؤال مصباح عنيد
        لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

        تعليق

        • بسباس عبدالرزاق
          أديب وكاتب
          • 01-09-2012
          • 2008

          #49
          مقطع جميل من روائع الأخ

          محمد الشرادي

          من نصه

          سيرة ظل


          *****************************

          انزوى الظل في ركن قصي من قاعة الاحتفال. يراقب صاحبه، و الحزن يعصر فؤاده. لم يصدق ما رأت عيناه.كأن روحا شيطانية كانت راقدة في أعماقه، فاستيقظت دفعة واحدة،و أحيت فيه هذا الإقبال الجنوني على الملذات.
          دخلت عليه رئيسة قسم التسويق في مكتبه الفاخر. تسبقها فغْمة طيب باريسي كان قد اشتراه لها هدية بمناسبة تنصيبه. قميصها الرهو، و جبتها القصيرة تشيان بكل مفاتن جسدها الذي يفيض أنوثة.
          اشمأز الظل من تبرجها.ارتعب من تنين الشهوة المنتصب في عيني صاحبه. يقف عند باب شقتها. يحاول أن يثني المدير الجديد عن الدخول في علاقة قد تتحول إلى متاهة لن يعود منها أبدا. لكن الشهوة خلبت لبه... أعمت بصيرته. يؤنب ظله. يصيح في وجهه:
          - أنت عبدي آمرك فتأتمر،و إن شئت أنت مجرد قرد خاسئ يقلد حركاتي، و سكناتي. لن أسمح لك بعد اليوم بالتمرد عن إرادتي.
          يجرؤ الظل على تقديم النصح، و لكن لحكمة ما لا يستطيع فراقه، فينصاع، و يلوذ بالصمت.


          *****************************
          السؤال مصباح عنيد
          لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

          تعليق

          • هائل الصرمي
            أديب وكاتب
            • 31-05-2011
            • 857

            #50
            ما أرةعها من فكرة لله درك
            سر ونحن معك
            اختيارتك موفقة

            تعليق

            • نادين خالد
              طالبة جامعية / سنة أولى
              • 09-04-2014
              • 460

              #51

              ~ ظلك حقيقتك ~
              للأستاذ المبدع محمد الشرادي


              التثنية شيء أصيل في البشر. كل فرد هو في الحقيقة شخصان داخل جلد واحد.كثيرا ما نجد أنفسانا نتحدث وحدنا، في الواقع، نحن نكلم الآخر الذي يشاركنا ذاتنا.
              لم يستصغ هذا الكلام ، و قرر أن يكون واحدا لا ثاني له. بعد أن قدر أنه قضى على التثنية في ذاته. وقف مزهوا ينظر إلى الشمس المشرقة. أثار انتباهه ظله . استشاط غضبا. و صاح في وجهه:

              - أريد أن كون واحدا ، فلماذا تصر على أن تظهر فيَّ الثنية؟
              أمسك بظله. قرر أن يشنقه. لم يطلب الظل منه الرحمة، بل أخبره أنه سيندم على فعلته الشنيعة. افتتن بنفسه. لم يبال بنصائح ظله. علقه على طرف مقصلة حتى الموت.
              ما أقبح أن يغتر المرء بنفسه، و يطمح في أن يضفي على نفسه صفات لا تليق به! يطمع في أن يصير واحدا في ذاته. خرج على الناس ، يفيض فخرا. لقد قضى على التثنية في باطنه ، و ظاهره.
              كلما مر بإنسان فر منه مذعورا ، و هو يردد المعوذتين، و يهتف:
              - رجل بدون ظل ...شيطان رجيم.
              سأل أحد المارة رفيقه، الذي ارتعب من رؤية الرجل بدون ظل:
              - هل سبق، أن رأيت الشيطان؟ هل هو فعلا بدون ظل؟
              - لا ، لم أره. لكن الذين رأوه، أخبروني أن الشيطان، لا ظل له.
              صار يمشي وحيدا على الرصيف، و الناس يتجنبونه مرعوبين. وصل محل تجارته. سلم على جاره . امتقع وجهه، و تجمدت الكلمات على شفتيه. قفز من دكانه، و جرى إلى التاجر الذي يقابله، و قال مرتعدا:
              - لقد تأكدت شكوكي في صاحبنا الكتبي. إنه إنسان يفسد في تجارته، و يبيع للشباب كتبا خليعة، تفسد عقولهم، و قد عاقبه الله بحرمانه من الظل، علامة على مسخه.
              - يا له من عقاب قاس...إنسان بدون ظل...سيظل مثارا للاستغراب... للسخرية... ستطارده الأعين، و تتحاشاه الخلائق، حتى يموت وحيدا.
              باتت لعنة الظل تطارده أينما حل و ارتحل، و حرم الكثيرون على أنفسهم التعامل معه خوفا من غضب الله عليهم. لن يأتي من وراءه سوى الكساد، و البوار. تردد في ذهنه بعض مما قاله الظل قبل شنقه:
              - إنك ترتكب جريمة نكراء، و خطأ ستندم عليه...إن قتلتني قتلت نفسك... ستحتاجني لتثبت للناس أنك بشر... حملت نفسك أمرا ثقيلا، لن تكتشفه إلا في نهاية القصة.
              اشتاق إلى ظله، و تحول الشوق إلى لوعة حارقة، ثم إلى شعور بالذنب.
              جلس يفكر في ورطته. لا وقت للوم، أو الندم. عليه أن يجد طريقة لاسترجاع ظله. قد يعثر على شيء إذا حفز ذاكرته، و استعاد ما قاله الظل قبل مفارقته الحياة:
              - "ظلك حقيقتك"، و لن تسترجع حقيقتك إلا بوجودي. لكنني لن أظهر ملازما لك، بعد اليوم، إلا على مرآة ...
              جرى إلى الحمام لاهثا. و قف أمام المرآة. تراءى له ظله خلفه مبتسما. التفت نحوه. لم يره. أعاد النظر إلى المرآة. كان الظل خلفه، و هو يردد:
              - قلت لك لن تراني، إلا على صفحة المرآة.
              كلما رأى ظله منعكسا على مرآة الحمام، سعد بذلك سعادة لا تقدر بثمن. غطى جدران البيت كلها بالمرايا، تعددت صورته، و تعددت معها الظلال. احتار في النظر إليها. أحس بصداع حاد في رٍأسه، و ضياع بين الظلال الكثيرة .هشم المرايا. بقيت واحدة. رأى نفسه وجها لوج مع ظله.
              جلس قرب المرآة. جلس الظل جانبه. نظر إليه نظرة مفعمة بالحزن و الندم، و خاطبه:
              - ألا يمكن أن تغفر زلتي، و نعود إلى سالف عيشنا...بشنقك شنقت إنسانيتي...هل يمكن أن تعود...
              أحس بالظل يربت على كتفه، و يقول في حزن:
              - من مات لا يعود، و من لا ظل له، لا يندرج في "النور الأعظم"، و لا تنظر إليه عين الله المشرقة على كونه.
              نهض من جانب المرآة كسيرا، يخاطب نفسه:
              - فهمت، فهمت مغزى كلامك ...
              سمع الظل ، يقاطعه:
              - قضي الأمر...قضي الأمر، يا من كنت رفيقي. بات قدرك، أن تحمل معك مرآة في حلك، و ترحالك..



              التعديل الأخير تم بواسطة نادين خالد; الساعة 13-05-2014, 13:20.
              لفلسطين أنا ولفلسطين أنتمي ...

              تعليق

              • نادين خالد
                طالبة جامعية / سنة أولى
                • 09-04-2014
                • 460

                #52
                فكرة رائعة أستاذنا للنهوض بملتقى القصة
                نستطيع نحن المشاركة في هذا المتحف .. أليس كذلك ؟
                التعديل الأخير تم بواسطة نادين خالد; الساعة 13-05-2014, 14:13.
                لفلسطين أنا ولفلسطين أنتمي ...

                تعليق

                • بسباس عبدالرزاق
                  أديب وكاتب
                  • 01-09-2012
                  • 2008

                  #53
                  عدت لأنتقي بعض النصوص المميزة

                  و أتمنى أن ألقى بعض المساعدة



                  إليكم هذا المقطع الحار من قصة

                  ما تيسر من الأمــــل

                  للرائعة ...عاشقة الأدب






                  ************************************************** *******************
                  تسمّرت في مكانها وهي ترى الرجل الأربعيني الأبيض ، الوسيم والأنيق أمامها ،
                  ملامحها تشبهه كثيرا ، لولا أن قسوة طقس قريتها وقصر يدها جعلت لون بشرتها مائلا للسُمْرة ،
                  ونحافتها الزائدة أخفت جمالها فبدا وجهها كأنه عظام مكسوة بجلد لا لحم فيها .
                  مدّ يده ليسلّم عليها ، استحيَت ،قد توسّخ يده الناعمة بيدها المتشققة والخشنة... فسحبتها بسرعة
                  خاب أملها حين ظنت حضنه سيلمها ويبكي حالها وتبكيه معه .
                  ـ هو نعم إنه هو ... كلّ هذه السنين وأنا أحلم برؤيته ولقاءه..وحضنه .
                  ارتبكت ، لم تفهم كلماته الموجهة إليها بالعربية... فاستنجدت نظراتها برقية ، تتوسل منها ترجمة فورية...

                  لم تتكلم ولم تسمع غير الآمازغية ،كانت لغتها منذ أن تزوجت أمها ثانية لترحل معها لتلك القرية الجبلية
                  تاهت بين كلماته ، لم تفهم منها غير ما ترجمة لها رقية بعجالة ،بدا لها كلاما بلا معنى ولا طعم من فم رفيقتها،فردد صداه اثاث منزل كبير وضخم فأضحت خرساء صماء تجمد الدم في عروقها وتصلبت لتصير امامه جسدا بلا روح ،لم تستطع ان تعانقه ،ولا هو اقترب منها ليختصر تلك المسافات التي فرقتهما طيلة السنوات التي غاب عنها ، لتحجب كلمات امها الحانقة واقعها :إنّه عربي الأصل ، لقد رحل وتركك ،لعينة انت لو كنت صبيا لما تركنا ، لقد طلقني لأنها غنية وقال انه يحبها ...
                  انطفأ الحلم بداخلها ، ليكسر بروازا جميلا رسمته ليوم للقاء ، فانهار الجسر الجميل في مخيلتها ليبعدها عن الحضن العظيم ولم يتبق لها غير
                  اسم نسب حملته بالولادة ، ودم يسري في عروقها ظنته للحظة سيفور ليتبرأ من واقع أمر من ماض عاشته .


                  ************************************************** *
                  السؤال مصباح عنيد
                  لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

                  تعليق

                  • بسباس عبدالرزاق
                    أديب وكاتب
                    • 01-09-2012
                    • 2008

                    #54
                    ســـارقة الورد

                    للرائع جدا ادريس الحديدوي


                    ********************************************

                    كانت ابنته الصغيرة المدللة تحبه كثيرا .. بمجرد خروجها من المدرسة، تهرع إليه و أملها أن تراه بخير و تمرح معه قليلا .. و بمجرد وصولها، تتسلل داخل المشتل بحيوية و تناديه: " أنا هنا يا أجمل من الورد .. يا أفضل أب على وجه الأرض..!!" فيمسكها على غفلة منها، ويعانقها بقوة و يقرص على خدها قائلا: " ما أجملك يا قرة عيني..!! أنت فراشتي الجميلة. "
                    بعد ذلك، تتجول في المشتل الصغير و هي مندهشة من جمال الورد و سحره... و تردد في نفسها، هذا ليس وردا عاديا .. فكأن الحياة تنز منه كالعسل ... لابد أن أبي الحنون يعتني به أشد العناية و يغدق عليه من حبه و رعايته أكثر من اللازم.. فجأة توقفت قليلا و كأنها تفكر في شيء ما .. ثم تابعت المسير إلى أن توقفت أمام وردة حمراء زاهية كالقمر ..التفتت يمينا و يسارا، ثم قطفتها بخفة و وضعتها في محفظتها الصغيرة.. خرجت على الفور و هي تودعه بابتسامة مشرقة و تردد في نفسها سامحني يا أبي، ستعرف يوما أنني أحبك أكثر..!!
                    كلما زارته، كانت تسرق أجمل وردة في المشتل، و تغادر المكان بنفس الابتسامة و الرشاقة رغم أنها تخاف عليه أشد الخوف .. فهو يحب وروده كثيرا .. و يكره كل من يعبث بها أو يدوس عليها برجليه..
                    عندما تصل إلى غرفتها، تغلق الباب جيدا وتضع الورد في مكان لا أحد يراه، و كأنها تخطط لأمر ما ..!! ثم تغادر المكان و كأن شيئا لم يقع.
                    ذات صباح بهيج، استيقظ الأب فرحا على غير عادته .. فتح باب مشتله و النسيم يفوح منه كالروضة الغناء .. ثم بدأ يرش الماء الندي على الورد، ويغني كالبلبل .. فجأة، اسود وجهه.. تملكته الدهشة والرعشة والغضب الشديد في آن واحد.. ردد بصوت مرتفع " من عبث بورودي وتجرأ على قطعها !؟ .. سيدفع ثمنا غاليا..!! " ثم جلس على الأرض حزين الوجه، و الأسئلة تدور في رأسه عن هوية سارق الورد، علما أن من يدخلون إلى المشتل سوى أعز أصدقائه و أسرته الصغيرة التي تحبه، ولا يتصور أن يفعلوا به ذلك.
                    تملكه حزن كبير.. خرج من المشتل بعد أن أحكم إغلاقه...وهو في طريقه إلى البيت، كانت ابنته المدللة تهيئ له مفاجأة جميلة في بيتها الصغير، و كأنها أحست بحزنه وباكتشافه لواقعة الورد، لذلك كانت تسرع في إعداد المفاجأة حتى يكون كل شيء جاهزا في وقته المناسب.
                    بعد انتهائها، أقفلت باب غرفتها جيدا، ثم خرجت تنتظره أمام باب المنزل متظاهرة باللعب هناك .. بعد لحظات, ها هو أخيرا قد وصل .. هرعت إليه و عانقته بقوة و هي تقول له " عندي لك مفاجأة جميلة يا أبي الحنون".. ابتسم بقوة و نسي حزنه في لحظة البرق و قال لها " سعادتي هي أنت يا وردتي".
                    لما وصلا إلى غرفتها، طلبت منه أن يغمض عينيه أولا قبل أن تفتح الباب.. استسلم لها وهو يبتسم .. فتحت الباب ..فتح عيناه .. فإذا بالورود تزين حلوة عيد الميلاد بدل الشموع....
                    ************************************************
                    السؤال مصباح عنيد
                    لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

                    تعليق

                    • بسباس عبدالرزاق
                      أديب وكاتب
                      • 01-09-2012
                      • 2008

                      #55
                      البـــــــــاب

                      للأديبة غالية يونس الدرعاني



                      ************************************************** ****

                      انتظرته بشغف السنين ، ارتوت به وسادتها قوس قزح ،وأشرق على صفحة وجهها أقماراً وشموس، ومع طول الانتظار وضعته في مكحلتها ، وعلقته وردة ندية في ضفيرتها الطويلة السوداء.
                      عندما أتى ، وطرق الباب ، ارتبكت، اعتصر قلبها حيرةً ، وهمست كأنها لا تريده أن يسمع:
                      - ارحل أرجوك!
                      وكأنه لم يسمعها ، هوى على الباب بالغضب يطرقه بكلتا يديه بعنف ، حتى راودها أمل أن الباب سينهار ويسقط :
                      - افتحى ..افتحي الباب !
                      التصقت بالباب كأنها تحميه من السقوط ، وغرقت في الأسى ، فحزم عناده المعهود ، وجلس عند العتبة ، وقال محدثاً نفسه :
                      - ستفتح الباب لا محالة .
                      وقالت هي بدموع القهر :
                      - سيمل ويرحل ، لا محالة .
                      كسبت الرهان ، ورحل .
                      بعد قليل رآها الجيران ، تركض حافية في الشوارع الموحلة خلف لا أحد .

                      ************************************************** **************
                      السؤال مصباح عنيد
                      لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

                      تعليق

                      • نادية البريني
                        أديب وكاتب
                        • 20-09-2009
                        • 2644

                        #56
                        بارك الله فيك أخي الرّائع بسباس
                        أتابع جهدك وحرصك
                        سنتعاون جميعنا بإذن الله تعالى
                        دمت بخير

                        تعليق

                        • بسباس عبدالرزاق
                          أديب وكاتب
                          • 01-09-2012
                          • 2008

                          #57
                          اليوم سأستأنف ما كنت بدأته قبل اليوم

                          لأن بعض النصوص ترغمنا على الحياة و كأننا مقبلون على موعد في مقهى قسنطيني، فنتناول النصوص و كأنها قهوة قسنطينية، إنها بسمة الصيادي عندما تعزف بلحن خرافي


                          ممنوعة أنت: بسمة الصيادي

                          في أيّ شهر نحن؟ هل نزفت السنة غير نيسان بسبب عاشقين آخرين؟
                          هل تبقّى في الرزنامة موعد للفرح؟ وهل ما زلت تشترين الجرائد ككل يوم؟
                          ماذا قالت عنّي الجريدة يا نورا؟ أوضعتني تحت لائحة المخربّين؟ أم المناضلين؟
                          أعرفتِ اسم سجّاني؟ أم ترينه مثلي كل يوم، تشتمين رائحته الغريبة، تسمعين صوته المزعج ، يناديك ولا تعرفين ما اسمه؟
                          ماذا قالوا عنّي يا نورا؟ ماذا صدّقّت أمّي؟
                          كنت ذاهبا إلى السوق ، إلى السوق فقط، لأشتري لك عقدا أطّوق به عنقك يوم زفافنا.
                          عقدا ليس باهظ الثمن، لكني عملت من أجله لشهور طويلة ...
                          ولا أدري ماذا حدث حين دخلتُ زحام السوق ، واخترقني الضجيج هناك، والعبث..
                          وجوه أعرفها ولا أعرفها،شعارات أفهمها ولا أفهمها
                          أحجار تطايرت وأحذية، وطلقات رصاص.
                          لحظة وصولي كان أحد الناس يصافح آخر، يقّبل خديّه، يضحك معه
                          لكن سرعان ما تحوّلت المصافحة بعدها إلى قتالوملاكمة ،والسلام إلى شتائم.
                          وأقبلت جماعات جديدة، وجوه ملثّمة، وأخرى ترتدي ثيابا قتالية ...
                          - أردت فقط أن أشتري عقدا يا حبيبتي ...
                          - من أنت ؟

                          - أحمد ... أريد أن أشتري عقدا...
                          - من أنت؟

                          - عاشق أراد أن يفرح حبيبته ...
                          وأخذوني منك يا حبيبتي،لأني اعترفت بأنني عاشق ... ولستُ همجيا يقاتل ...



                          السؤال مصباح عنيد
                          لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

                          تعليق

                          • بسباس عبدالرزاق
                            أديب وكاتب
                            • 01-09-2012
                            • 2008

                            #58
                            مقطع غاية في الروعة و المتعة و الجمال، و كأنه من كوكب آخر

                            من نص:

                            نــــــــاي الجــــنة
                            للأستاذ علي التاجر

                            ************************************************** **
                            رفع كفه وهو يشير لقلبي، فأمسكت بصدري بدهشة وأنا أنتظر ما سيقول:
                            - ما الذي هناك؟ قلبٌ أم قطعةٌ جامدةٌ من الزنك؟ز أنت شابٌ يمتلك قلباً قوياً، رياناً وصلباً، زهرةٌ للتوّ نبتت على هذا الكوكب، كيف لك ألا تشعر بكل هذا التغريد الملائكي.
                            عضّ على نواجذه فخرج صوته حاداً:
                            - كم عمرك؟ عشرون، خمسةٌ وعشرون، وماذا بعد؟ يعني أنك منذ وقتٍ قصيرٍ هبطت لهذا العالم من موطن هذا الناي. يجب أن يصهرك هذا الصوتُ حتى تتحول روحك لحزمة ضوءٍ لتشعر بجسدك يغدو كنسمةً خفيفةً بإمكانه عبور جميع أبعاد هذا الكون. كيف لا وأنا الشائب يتكسر قلبي على ألحانه وأذوب معه كما يذوب على أصابع هذا العازف العظيم.
                            ************************************************** *********
                            التعديل الأخير تم بواسطة بسباس عبدالرزاق; الساعة 28-09-2015, 20:42.
                            السؤال مصباح عنيد
                            لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

                            تعليق

                            • عائده محمد نادر
                              عضو الملتقى
                              • 18-10-2008
                              • 12843

                              #59
                              ومن نص الرائع جدا
                              بسباس عبد الرزاق اقتبست لكم هذا
                              نص كلية اللحوم

                              كل اللوحات تتحدث بلغة صامتة، لغة غريبة عنها.
                              قبضت أجرتها وعادت للبيت.
                              وجدته هناك يقتات الحيرة، يطارد السحب من خلال زجاج النافذة.
                              جلست بجانبه، همست له بكلمات وطارت نحو المطبخ، لحظات وعادت إليه بلحم طازج.
                              سألها متجهم الوجه:أي عضو طبخت اليوم؟
                              قالت والدموع تنهش عينيها: القلب؟
                              الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                              تعليق

                              • عائده محمد نادر
                                عضو الملتقى
                                • 18-10-2008
                                • 12843

                                #60
                                ومن نص الرائعة سمية البوغافريه
                                أنقل لكم مقتطفا رائعا ولطيفا
                                من نص تزوجت أربعا ومازلت أرقص

                                لتنطق زوجة عاطل عن العمل بعد ضحكة جذبت إليها كل العيون وانتفضت الأجساد تتزلزل بالضحك لقولها الذي لم أستوعبه حتى ركبتني ذات موجتها:
                                ـ أما زوجي فوطواط... نائم بالنهار وقائم بالليل.. طول الليل يعمل... أشعر بانفكاك أعضائي عن بعضها...
                                ومضت تجري حركات رياضية تتفقد بها سلامة أطرافها.. وحينما أدنت عنقوديها المتورمين من أمي، ذهلت مما رأيت وكدت أسأل أمي: "هل جارتنا ترضع فيلة بالليل؟؟ "

                                وسأبقى أنشر الجميل لأننا نحب الجمال
                                ومنتهى الجمال أن نكون بحضرة الجمال القصصي
                                الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                                تعليق

                                يعمل...
                                X