وفاء....
يصيخ السمع إلى شبيه له في المرآة يقف قبالته ..يشير إليه بأصبعه مخاطبا إياه ...
_أنت يا من .....
تحاول اصطياد ومضة من الماضي ...
..تنظر إلي بصمت .عيناك شاخصة نحوي ، الخوف يلجم فاك وكأنك تحملني جريرة أفعالك ،,,
تلك اللوحة تثير الرعب فيك وأنت من رسمها ..
تتراءى لك أشجار غريبة التكوين تزحف نحوك باتئاد ..وأنت تحاول الهرب منها لكن الأبواب موصدة ..
الغربان تحلق على ارتفاعات عالية .نعيقها يصم الآذان ..الدخان يتصاعد .
.كل شيء يوحي بأن دنياك أدبرت عنك ..
.. العالم لديك بلا موازين .. ....
. بعد لحظات عسر .. تأتي ابتسامتك باهتة بلا معنى حين أحاط بك عدد من الرجال لا تعرف عددهم ، لم ترهم من قبل ، تحلقوا حولك .. ضربوك ، ركلوك بأقدامهم ، ويداك مكبلتان بالعجز .. منعوك من الكلام أو محاولة الدفاع عن النفس ..سحبوك عنوة ..لم تتأوه ، لم تصرخ ، ترنو بعينيك إلى أرجاء الغرفة المضاءة بضوء خافت تبحث عن وفاء ....التي لم تحاول منعهم من اقتيادك .. ربما كانت نائمة .. لم تنتبه لقدومهم .. ولا إلى تلك الفوضى التي أحدثوها في الغرفة
قدماك تحفزك للهروب من ذاتك ،
مع إصرار غريب على البقاء وكأنك تجذرت في ذات المكان .
خطا أوهامك مضطربة .، تدفع بمخيلتك نحو غياهب الانصياع لماض لا تعرف كنهه ولا حقيقته ، عجلات اليأس تسر ع بك نحو هوة عميقة . تخاف أن تكبلك تلك الحبال التي تتدلى من أشجار عالية تعانق السماء ،
تغمض عيناك وتتكور بجسدك في الزاوية البعيدة من الغرفة
في خضم صراع أبدي واضطراب لا تعرف كنهه ،
خيالك يقودك إلى مراقصتها تراها وهي تتثنى كغصن البان بفستانها الأبيض الفضفاض طاوية الزمان بين ذراعيها ، لتجلي وحشة المكان برقة صوتها الذي يصل مسامعك كعزف ناي شجي وهي تهمس بأذنك ..تعانقها ..تمسك بها من يدها لتدور وتدور ..
.كلعبة صغيرة تخاف عليها من الضياع تحاول ضمها لصدرها .. تنعشك خيالات تلك الصور
وهذا العطر الذي تظنه من شعرها يضوع ...
، تعتقد أنها تقترب منك ، و تشعر أنها تحاكيك
تنصت لدفء صوتها وهي تقول
أحبك ...
لكن ذلك مجرد خيال لا يتعدى أبواب عقلك المريض
تضع فرشاتك التي جفت ألوانها على تلك اللوحة .
بدهشة تستجدي الحقيقة ..
من حرائق جواك التي تضرمها الرياح ، ليشتعل هشيمها بين غمام نفسك العطشى للبحث عن ذاتك..
تكسر أمواج حزنك الكظيم ..بحواجز أحلامك.التي لا لون لها . و تفتت صخور غضبك بأصوات تأتيك من المجهول
بلورات مائية تصفع بها وجه لوحتك .تقترب منها تبتعد كأي رسام محترف
تتراءى لك وفاء بثوبها الحريري ، تضطجع على أريكتك النحاسية .. صفاء وجهها .الوضاء يجعلك ترنو إليها تتمعن بجمالها . تدنو ..تجلس قريبا منها تطوقها بذراعيك .. يأسرك سحر ابتسامتها .. تحاول تقبيلها ..
لكن لاشيء غير الفراغ حيث تنكفئ على وجهك..لتلثم تلك الوسادة التي كانت شاهدا على خلواتكما المحرمة ..
فقاعات بلون قوس قزح تحيط بك ...
تطير في فضاءات شاسعة تدفع الريح .بها
تتابعها تجري نحوها .. أقدامك تتثاقل بين الرمال تحاول أن تمسكها لكن سرعان ما تنفجر بين كفيك
لتحصد اللاشيء بعد عناء ...
عالمك المسحور مليء .بالمفاجئات
. تتشظى حالات الخوف لديك وأنت تجلس قبالة رجل كهل أنهكه سعال لا ينقطع ، يحمل بيده مسدس .ويتطاير الرذاذ من فمه كاشفا عن أسنان مهدمة صفراء .. اثنين من رجاله الأشداء يمسكون بك ..
. يصل إلى سمعك صوته المبحوح محذرا .رغم أثار الكدمات وتلك الدماء التي تيبست على قميصك ووجهك ، وازرقاق عيناك ، وتورم شفتاك ورأسك الذي لازالت تنز منه الدماء إثر جرح غار في الأعماق .
كان يكلمك ومن عينيه يقدح شررا ,,
- ألا تعرف أنها زوجتي ..
- من هي تلك التي تتكلم عنها ..؟
لم تعرف عمن يتحدث ...؟ ..فرأسك مشوش ، ضوضاء مستمرة كأن هدير محرك يدور فيه ..
حين أطلقوا سراحك بحثت عن بيتك .. لم تجده ضاع كما ضاع منك الدليل والأثر .. لم تعرف عنه شيئا .. لم تعرف من أنت ، ولم أتيت .. ومن هم أولئك الذين خطفوك ..
سألت عن مأواك ، لكن لا تقابل إلا بنوبات من الضحك والاستهزاء .. والتهكم .
...تمزقك الآهات و ترتج عليك الذكريات تصهر روحك في بوتقة البحث عن كينونتك .دون جدوى .
تحب زرقة السماء لأنها تشبه بحر عينيها حين وطأت شفتيك مآقيها ..المشبعة بالزبد الحائر على جفنيها .. شعرت بمرارة تلذع لسانك ..شعرت بسخونة تسري في خدك كونه لصق خدها
_لن أستطيع العيش دونك ..
قلتها وأنت تمسح عينيها بمنديلك
كانت تمشي معك تسند رأسها على صدرك تحيطها بذراعك .. تسمع نشيجها .وعلى شفتيها تتهدج الكلمات.
_حبنا محرم
_ تلك البذرة التي زرعت دليل على أنه حب لن يموت ..
..تتأمل العودة إلى ذات الطريق ,,,لكن عيون الحاقدين مجدة بالبحث عنك .. ارتباطك بها ..تحد للأعراف ..
الغمام يحيط بجبال الأحلام البعيدة ..اليم الذي تبحر به عميقا ليس له مستقر ..لا أمل لك في النجاة
كنت تسير مترنحا تنفث حسرات الأسى كمرجل .. تحمل غموض تلك السنين التي عشتها طويلا .باحثا عن الحقيقة
.لا تعرف شيئا عن ماضيك غير صور هلامية تأتيك كومضات من المجهول... وأسم وفاء الذي لازلت تلهج به
تساءل نفسك دوما
من أنا ... وإلى أين يقودني هذا المسير ؟
الجوع يعضك ، تبحث عن بقايا طعام ..
يد تحط على كتفك تشعر بدفئها .. ترنو إلى صاحبتها فتاة بعمر الورود ..لم تعرفها ..
ارتاحت لها نفسك .. أ سعدك وجودها دون أن تعرف من تكون ...تسير معها دونما ممانعة .. ودون أن تنبس بأي كلام
تأخذك إلى بيتها .. تطعمك .. تلبسك أحسن الثياب ..
من أنت ....؟ قلت لها
..تزم شفتيها وعيناها بالدمع تجود
.. سنوات وأنا أبحث عنك ..؟
من أنت ...؟
.يكرر سؤالك يريد الاستبيان .. يأتي صوتها
هادئا
أنا ثمرة حبك من وفاء ...هكذا قالت أمي
دون وعي تلمست رأسك .. لازالت آثار تلك الضربة التي أفقدتك الذاكرة ، موسومة في جبينك دون أن تعرف سبب وجودها ..
صورة موشحه بالسواد معلقة على الجدار .. لامرأة ملامحها ليست غريبة عليك .. تنظر إليها تحاول مقاربة صورتها مع وفاء ..
لاتصل إلى قرار .. تخرج رغم محاولات تلك الفتاة ثنيك عن مبتغاك .
تضحك في داخلك ..وأنت تخط بقدميك طريقا بلا نهاية ...
. وفاء ..
تقهقه كثيرا تضحك ملئ شدقيك وتقول .....
... لابد أنها مجنونة ..... ... وفاء .. امرأة من صنع خيالي أنا ..
.................................................. ...................
سالم وريوش الحميد 21 / 10/ 2013
.
يصيخ السمع إلى شبيه له في المرآة يقف قبالته ..يشير إليه بأصبعه مخاطبا إياه ...
_أنت يا من .....
تحاول اصطياد ومضة من الماضي ...
..تنظر إلي بصمت .عيناك شاخصة نحوي ، الخوف يلجم فاك وكأنك تحملني جريرة أفعالك ،,,
تلك اللوحة تثير الرعب فيك وأنت من رسمها ..
تتراءى لك أشجار غريبة التكوين تزحف نحوك باتئاد ..وأنت تحاول الهرب منها لكن الأبواب موصدة ..
الغربان تحلق على ارتفاعات عالية .نعيقها يصم الآذان ..الدخان يتصاعد .
.كل شيء يوحي بأن دنياك أدبرت عنك ..
.. العالم لديك بلا موازين .. ....
. بعد لحظات عسر .. تأتي ابتسامتك باهتة بلا معنى حين أحاط بك عدد من الرجال لا تعرف عددهم ، لم ترهم من قبل ، تحلقوا حولك .. ضربوك ، ركلوك بأقدامهم ، ويداك مكبلتان بالعجز .. منعوك من الكلام أو محاولة الدفاع عن النفس ..سحبوك عنوة ..لم تتأوه ، لم تصرخ ، ترنو بعينيك إلى أرجاء الغرفة المضاءة بضوء خافت تبحث عن وفاء ....التي لم تحاول منعهم من اقتيادك .. ربما كانت نائمة .. لم تنتبه لقدومهم .. ولا إلى تلك الفوضى التي أحدثوها في الغرفة
قدماك تحفزك للهروب من ذاتك ،
مع إصرار غريب على البقاء وكأنك تجذرت في ذات المكان .
خطا أوهامك مضطربة .، تدفع بمخيلتك نحو غياهب الانصياع لماض لا تعرف كنهه ولا حقيقته ، عجلات اليأس تسر ع بك نحو هوة عميقة . تخاف أن تكبلك تلك الحبال التي تتدلى من أشجار عالية تعانق السماء ،
تغمض عيناك وتتكور بجسدك في الزاوية البعيدة من الغرفة
في خضم صراع أبدي واضطراب لا تعرف كنهه ،
خيالك يقودك إلى مراقصتها تراها وهي تتثنى كغصن البان بفستانها الأبيض الفضفاض طاوية الزمان بين ذراعيها ، لتجلي وحشة المكان برقة صوتها الذي يصل مسامعك كعزف ناي شجي وهي تهمس بأذنك ..تعانقها ..تمسك بها من يدها لتدور وتدور ..
.كلعبة صغيرة تخاف عليها من الضياع تحاول ضمها لصدرها .. تنعشك خيالات تلك الصور
وهذا العطر الذي تظنه من شعرها يضوع ...
، تعتقد أنها تقترب منك ، و تشعر أنها تحاكيك
تنصت لدفء صوتها وهي تقول
أحبك ...
لكن ذلك مجرد خيال لا يتعدى أبواب عقلك المريض
تضع فرشاتك التي جفت ألوانها على تلك اللوحة .
بدهشة تستجدي الحقيقة ..
من حرائق جواك التي تضرمها الرياح ، ليشتعل هشيمها بين غمام نفسك العطشى للبحث عن ذاتك..
تكسر أمواج حزنك الكظيم ..بحواجز أحلامك.التي لا لون لها . و تفتت صخور غضبك بأصوات تأتيك من المجهول
بلورات مائية تصفع بها وجه لوحتك .تقترب منها تبتعد كأي رسام محترف
تتراءى لك وفاء بثوبها الحريري ، تضطجع على أريكتك النحاسية .. صفاء وجهها .الوضاء يجعلك ترنو إليها تتمعن بجمالها . تدنو ..تجلس قريبا منها تطوقها بذراعيك .. يأسرك سحر ابتسامتها .. تحاول تقبيلها ..
لكن لاشيء غير الفراغ حيث تنكفئ على وجهك..لتلثم تلك الوسادة التي كانت شاهدا على خلواتكما المحرمة ..
فقاعات بلون قوس قزح تحيط بك ...
تطير في فضاءات شاسعة تدفع الريح .بها
تتابعها تجري نحوها .. أقدامك تتثاقل بين الرمال تحاول أن تمسكها لكن سرعان ما تنفجر بين كفيك
لتحصد اللاشيء بعد عناء ...
عالمك المسحور مليء .بالمفاجئات
. تتشظى حالات الخوف لديك وأنت تجلس قبالة رجل كهل أنهكه سعال لا ينقطع ، يحمل بيده مسدس .ويتطاير الرذاذ من فمه كاشفا عن أسنان مهدمة صفراء .. اثنين من رجاله الأشداء يمسكون بك ..
. يصل إلى سمعك صوته المبحوح محذرا .رغم أثار الكدمات وتلك الدماء التي تيبست على قميصك ووجهك ، وازرقاق عيناك ، وتورم شفتاك ورأسك الذي لازالت تنز منه الدماء إثر جرح غار في الأعماق .
كان يكلمك ومن عينيه يقدح شررا ,,
- ألا تعرف أنها زوجتي ..
- من هي تلك التي تتكلم عنها ..؟
لم تعرف عمن يتحدث ...؟ ..فرأسك مشوش ، ضوضاء مستمرة كأن هدير محرك يدور فيه ..
حين أطلقوا سراحك بحثت عن بيتك .. لم تجده ضاع كما ضاع منك الدليل والأثر .. لم تعرف عنه شيئا .. لم تعرف من أنت ، ولم أتيت .. ومن هم أولئك الذين خطفوك ..
سألت عن مأواك ، لكن لا تقابل إلا بنوبات من الضحك والاستهزاء .. والتهكم .
...تمزقك الآهات و ترتج عليك الذكريات تصهر روحك في بوتقة البحث عن كينونتك .دون جدوى .
تحب زرقة السماء لأنها تشبه بحر عينيها حين وطأت شفتيك مآقيها ..المشبعة بالزبد الحائر على جفنيها .. شعرت بمرارة تلذع لسانك ..شعرت بسخونة تسري في خدك كونه لصق خدها
_لن أستطيع العيش دونك ..
قلتها وأنت تمسح عينيها بمنديلك
كانت تمشي معك تسند رأسها على صدرك تحيطها بذراعك .. تسمع نشيجها .وعلى شفتيها تتهدج الكلمات.
_حبنا محرم
_ تلك البذرة التي زرعت دليل على أنه حب لن يموت ..
..تتأمل العودة إلى ذات الطريق ,,,لكن عيون الحاقدين مجدة بالبحث عنك .. ارتباطك بها ..تحد للأعراف ..
الغمام يحيط بجبال الأحلام البعيدة ..اليم الذي تبحر به عميقا ليس له مستقر ..لا أمل لك في النجاة
كنت تسير مترنحا تنفث حسرات الأسى كمرجل .. تحمل غموض تلك السنين التي عشتها طويلا .باحثا عن الحقيقة
.لا تعرف شيئا عن ماضيك غير صور هلامية تأتيك كومضات من المجهول... وأسم وفاء الذي لازلت تلهج به
تساءل نفسك دوما
من أنا ... وإلى أين يقودني هذا المسير ؟
الجوع يعضك ، تبحث عن بقايا طعام ..
يد تحط على كتفك تشعر بدفئها .. ترنو إلى صاحبتها فتاة بعمر الورود ..لم تعرفها ..
ارتاحت لها نفسك .. أ سعدك وجودها دون أن تعرف من تكون ...تسير معها دونما ممانعة .. ودون أن تنبس بأي كلام
تأخذك إلى بيتها .. تطعمك .. تلبسك أحسن الثياب ..
من أنت ....؟ قلت لها
..تزم شفتيها وعيناها بالدمع تجود
.. سنوات وأنا أبحث عنك ..؟
من أنت ...؟
.يكرر سؤالك يريد الاستبيان .. يأتي صوتها
هادئا
أنا ثمرة حبك من وفاء ...هكذا قالت أمي
دون وعي تلمست رأسك .. لازالت آثار تلك الضربة التي أفقدتك الذاكرة ، موسومة في جبينك دون أن تعرف سبب وجودها ..
صورة موشحه بالسواد معلقة على الجدار .. لامرأة ملامحها ليست غريبة عليك .. تنظر إليها تحاول مقاربة صورتها مع وفاء ..
لاتصل إلى قرار .. تخرج رغم محاولات تلك الفتاة ثنيك عن مبتغاك .
تضحك في داخلك ..وأنت تخط بقدميك طريقا بلا نهاية ...
. وفاء ..
تقهقه كثيرا تضحك ملئ شدقيك وتقول .....
... لابد أنها مجنونة ..... ... وفاء .. امرأة من صنع خيالي أنا ..
.................................................. ...................
سالم وريوش الحميد 21 / 10/ 2013
.
تعليق