هناك.. على هامش الرسم العثماني..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابراهيم هادي
    قلم حر
    • 09-08-2012
    • 143

    #16
    ................


    الشفة الحقيقية..
    والجنية خسرى...
    مستلزمات شعرية...
    أسقطها الآن..
    حتى لا يتم تأويلها..
    إلى ما لا أعنيه..

    تعليق

    • ابراهيم هادي
      قلم حر
      • 09-08-2012
      • 143

      #17
      ............

      حكوا لي عن سيف..
      أمه كانت تعشق أباه..
      وكان عمره سنة وثمانية أشهر..
      عندما خرج أبوه صباحا..
      وعاد إليها ليلا..
      جنازة محمولة..
      كانت جميلة جدا وفي عز شبابها آنذاك..
      كما حكوا لي..
      تقدم لها الكثير..
      رفضتهم بعد أن غيرت اسم صغيرها..
      هكذا عبرت عن حبها لأبيه..
      ألا أعتز باسمي حمل معنى حبها ووفاءها....؟


      التعديل الأخير تم بواسطة ابراهيم هادي; الساعة 05-11-2013, 17:42.

      تعليق

      • ابراهيم هادي
        قلم حر
        • 09-08-2012
        • 143

        #18
        ..........................

        الربيع..
        فصل رائع..
        جدا..
        أعتز بكل ثوانيه..
        لا أنكر فضله على أحاسيسي..
        ولا أحمل له بذاكرتي..
        إلا تفرده بالسحر..
        كان الربيع جميلا حد الروعة..
        ولم أكن يومها سوى أغنية للربيع..
        حينما صكتني يد الواقع..
        وكانت السيوف هنا حولي مشرعة..
        تناهشتني..
        وكنت أترنح..
        كنت آيلا للسقوط ..
        فسقطْت..


        صباحي..
        لا يعرف للربيع إلا أنه فصل ملهم..

        ..............

        صباحي لا يعرف معنى الحقد..
        فلا تقلق على الربيع..
        أستاذي..

        أرى أنني ربما صرت أكبر همك..
        فدعك من أمري..
        فـــ..
        لا شيء يستحق..!



        ..
        التعديل الأخير تم بواسطة ابراهيم هادي; الساعة 06-11-2013, 15:29.

        تعليق

        • ابراهيم هادي
          قلم حر
          • 09-08-2012
          • 143

          #19
          ........................



          سيف هو انا رضيعا..
          وحب والدتي لزوجها هو ما جعلها تقوم بتعديل اسمي لإبراهيم..
          تقدم لها أعمامي واحدا تلو الآخر.. ليقوموا على تربيتنا أنا وإخوتي..
          كنا أطفالا..
          وامرأة ضعيفة.. قد لا يمكنها.. الاعتناء بستة أطفال..
          لم توافق..
          مع السنين تقدم لها آخرون....
          ونفس الرد..
          هذه قصةُ أني لا أخجل باسم ابراهيم بن ابراهيم..
          بل أعتز بالاسم والمناسبة..
          أوردتها هنا لا على سبيل الرمز..!
          بل كمثال أنا لا نحمل كل الأشياء على ظاهرها .. !



          أعتز بأمي..
          أفاخر بـ..عطافة..
          وليلى..
          وفاطمة..
          وأفخر بفيصل..
          ومحمد..
          وحمود..
          إخوتي..


          سقوطي تم منذ تاريخ بعيد..
          هل قلتُ أني أحاول النهوض..؟
          كلا...

          التعديل الأخير تم بواسطة ابراهيم هادي; الساعة 08-11-2013, 17:39.

          تعليق

          • ابراهيم هادي
            قلم حر
            • 09-08-2012
            • 143

            #20
            .................


            سأفرض أن الاسماء أقنعة..
            فــ ابراهيم عثمان.. قناعي..
            ان خلعته فبقي هادي..
            أيشار إلي بالكذب؟
            ابراهيم هادي..
            ان خلعته عن..
            ابراهيم بن ابراهيم...
            أيشار إلي بكذب الأول ؟
            حين أجعله آخرآً.. أيكون هذا.. لأمرمشين...؟

            الأقنعة..ربما تكون مشروعة..



            تعليق

            • ابراهيم هادي
              قلم حر
              • 09-08-2012
              • 143

              #21
              ............................



              لست ذئبا..
              ما معنى ذئب؟

              هناك..فيما مضى.. أنا من حاولت أن أبتعد..
              الرعاة.. كانوا يقولون عني مخيف..
              بينما كنت أضع أمامي خطا أحمر لا أجتازه..
              والله العظيم ما اجتزته..!
              بإرادتي أنا.. وبيدي أنا..
              عشت خارج التغطية...
              بلا جوال..
              حاولت الإشارة للجميع..
              أني كنت أريد العيش كذلك..
              استغنيت عن الجوال..
              لمدة عام..
              من 18/محرم 34
              إلى ما قبل أسبوع..

              عدت للجوال... بعد انقطاع دام سنة الا أياما..
              لم أمسك جوالا إلا منذ ليال..
              سبقه استخدام لمدة أربعة أشهر تقريبا..
              فقط بحالات الضرورة القصوى...
              وانقطاع.. قبله.. منذ 17شوال 1432..

              الاستغناء عن الجوال أمر في غاية الصعوبة...


              كنت أرتاع أن يسألني أحد عن السبب...
              أفر كلما سئلت عن السبب...

              الجوال أبسط.. من أن تحول دون اقتتنائه أسباب مادية..
              ميسور الحال وكثيرا ولله الحمد..

              فكيف أكون ذئبا.. وأنا كنت أبتعد مستطاعي..؟؟
              الذئاب لا يستطيعون العيش خارج التغطية...

              عندما أقول أني كان لي يوما جزيرة أحلام..
              فلأني حلمت بالجزيرة نفسها..
              لا أعتقد أني سأقصد يوما جزيرة.. لأني أحمل في جيبي خريطة كنز... مثلا..
              لو كنت أبحث عن الثراء..
              فهو قاب قوسين..
              أقربه.. أحدهم.. احدهم ما زال يحاول ليل نهار.. أن أوافق لأدير.. له سلسلة مستشفياته.. كل المطلوب مني فقط أن أديرها.. براتب مفتوح..
              ( ذلك شقيقي )
              لكني رفضت العيش في تلك المنطقة لأن لي بها ذكرى جرح..
              ثم هو قادر على إدارتها بنفسه..
              ثم إني أحب عيشتي وسطا فقد جربت كل الأحوال فوجدت التوسط رائع..

              لو أردت الثراء.. فأمامي عروض.. أحدها القلم..
              لا حاجة بي إلى أن أتحول الى قرصان.. يركب البحر.. وحين أحط مرساتي.. أترك الشطآن.. وسحرها.. ثم أتوغل بحثا عن الكنوز..
              كنوزنا.. هنا.. هي قلوبنا...
              كنوزنا داخلنا..
              الحب هو الكنز الأكبر..
              ولولا ذلك..
              لوجدتني أطارد بالشعر المـناسبات..
              أو صياد جوائز..
              لما وجدتني.. إما أرثي الحب.. أو أغني له.. أو أسير إليه...
              دون أن أفكر ما هو شكلي في العيون..

              هل تستطيع أن تتصور ما معنى أن يهرب شخص من جوال..
              بل ويلجأ لمستشار نفسي.. من أجل جوال... وأغنيتين.. وشاشة نت..؟

              كل من حولي يعلمون أني طيلة الفترة الماضية.. كنت رافض فكرة الجوال نهائي..
              وكل من يسألني اختلق له أي سبب..
              خسرت الكثير بتلك الطريقة.. نعم..
              وتحملت نتاج تلك الخسائر...


              أتظن أني لا أشعر بكل هذا التمزيق من حولي..؟
              أينا أقسى بنظرك..
              أنا على نفسي..
              أم المكان علي...؟


              سأجيبك فلا تستعجل علي..

              هل تدري ما معنى السجن..؟
              إلى أي مدى يستطيع أحدنا أن يفهم ما حوله... بلا هاتف..
              كيف تتصور أن يمارس شؤونه اليومية..
              هل تتوقع بهذه الطريقة.. أن تلتبس عليه بعض أمور... أم تصر أنه لن تخفى عليه خافيه.. ؟
              حاول وكن عدلا..؟
              لا تحاول أن تفكر ما هو هدفي الآن من كل هذا ..


              صدقني لا ترميز في كلامي..
              فقط سأجمع لك أجزاء.. لصورة.. حقيقية.. ستعلمها في النهاية.. صورة لا تمت لعالم افتراضيٍّ... بصلة ..
              فقط..

              لست مجنونا.. ولو أني كنت أتمنى ذلك... فقط ليكون القلم مرفوعا عني..

              ألا تظن أني أشعر بهذه الاقلام بل بهذه السيوف.. حولي.. وتمزيقها لي..
              ألا تظن أني أتألم.. جراء ذلك...
              إذن.. فأنا بخير.. لأن هدفي.. أسمى..!
              ومهما كان ثمنه.. أتحمله..!!!




              هل تذكر.. هذا..
              .........................
              ما أجمل النسيان !

              لو أن لي طريقةٌ إليه . .
              لكنتُ قبّلتُ له...
              ـــ في منةٍ ـــ
              يديه
              إنْ جاد بالقبول...
              ..........................

              هل تذكر متى كان موضعها .. ؟
              لقد كانت قديمة جدا..
              هل تتوقع أن تكون ذات صلة.. بقصة ديك الجن... مثلا...؟
              سأحاول.. فقط.. أن أكتمل..

              مع التمزيق.. تتسرب طاقتي..
              تتبع أسنة الحروف.. ترحل أسرابا اسرابا..
              أنظر فأرى العرب مجتمعين..
              يتقارعون بكؤوسهم..
              كل منهم يشير للآخر على جزء مني..
              يقول..
              دونكم..

              نعم أتألم...
              أحزن على نفسي.. نعم.. ومن لا تؤلمه نفسه..!
              أحاول أن ألمح بوجوهم.. شيئا واحدا جميلا..
              فاجد اثنين..
              اجتماعهم..
              وشيء آخر...

              أحاول النظر داخلي..
              أتحسس غايتي من كل هذا..
              فأشعر بتحسن..
              وأحمد ما تبقى من جراح..
              ..
              ولحديث النسيان..
              نصيب الأسد..
              فيما هو آت..

              لا تقلق..
              فأنا فلاح إما أن يحب..
              وإما أن لا أكره..
              أقسمت أني لا أحمل الضغينة..
              ..


              تعليق

              • ابراهيم هادي
                قلم حر
                • 09-08-2012
                • 143

                #22
                .............
                عندما يكون المكان محموما..
                والمشاعر.. مؤججة بالكراهية..
                فالقلوب تقرأ في كل حرف غارة...
                وكل حركة.. لغم..
                وكل سكون..
                قنبلة..
                لهذا قلت اني فقط أتمنى أن أظل لوحدي..
                وهذا ما اقصده بالضبط..
                أقصد أني اشتقت للبوح..
                فإن لم يفهمك أحد اليوم..
                ربما سيشعر بك غدا..
                ولو كان الأمل صغيرا..
                حجم بذرة ضئيلة..
                ..

                تعليق

                • ابراهيم هادي
                  قلم حر
                  • 09-08-2012
                  • 143

                  #23
                  .................


                  لن أستطبع القراءة..
                  سأكتفي..بالبوح..

                  تعليق

                  • ابراهيم هادي
                    قلم حر
                    • 09-08-2012
                    • 143

                    #24
                    .............
                    ما من سبيل آخر...



                    أجد
                    فيلم.. Angle Eyes .. رائع التصوير..
                    القصة ككل.. جميلة ورائعة...
                    جنيفر مدهشة دائما..
                    في ملامحها قوة ما.. ودائما..
                    لكن..
                    ما لفت انتباهي..
                    هو ذلك الشاب المشبوه..
                    ظهر فجأة..
                    حساسيته
                    الزائده..
                    ثم..
                    فزعه..
                    في مناطق معينة..
                    تلك الحالة.. التي تعتريه...
                    في تلك المناطق..
                    اتساع احداقه فجأة..
                    بعض الغضب..
                    نظرة الضياع تلك...إلى.. ربما.. لا شيء ..
                    .!!
                    دموعه
                    ..
                    وانكساره..
                    رحيله فجأة..
                    ما تلك الحالة ..
                    هل حاولوا تصوير حالة حقيقية يمر بها الانسان..
                    أم قصة مبالغ فيها.. لا علاقة لها بالواقع..
                    هل كان يعاني..
                    حاولَ أن يبدو طبيعيا أمامها..
                    وكان يخفي عنها العزلة التي يعيشها والتي فرضها على نفسه ، بنفسه..
                    هل كان يضمر أذيتها..؟
                    أقصد ذلك المشبوه..
                    عازف الجاز..


                    أريد السؤال..
                    بالضبط.. ما ملامحه تلك.. التي ترتسم على وجهه.. بعد أن يرتاع من(شيء محدد).. فيغضب.. فتسقط دموعه.. ثم يمضي..

                    هل كانت هناك.. رحلة نسيان ما.
                    .
                    وهل كانت رحلة فرار من.. عيني ملاك مثلا ؟

                    سأدون شيئا قريبا من هذا..
                    فتلك الملامح أعرفها تماما
                    لا لأني أجد بهذا متعة ما.
                    وانما هناك عدالة أثق بها .. ستمر بعد زمن من هذا المكان فتكتمل لديها أجزاء صورة.. لن تكتمل لسواها
                    لا يهم بعد كم من الوقت .. لا يهم .. أكان بعدد عام أم عشرين
                    وحسبي ذلك
                    سأجتهد وسأعاني لأن الحواف أصعب مافي الأمور..ـ



                    .

                    ..

                    تعليق

                    • ابراهيم هادي
                      قلم حر
                      • 09-08-2012
                      • 143

                      #25

                      .......................

                      عندما جئت هنا مع العيد..
                      لم يكن هدفي مثلا أن أسترد ملكا لم أعلمه بل اجهله...
                      ولا عرشا لم أجلس عليه يوما..
                      لا لم آت لهذا..
                      فأنا أعلم أن جرمي أسقط كل مطامعي في ذلك...
                      أتيت مستغفرا..
                      ليس إلا..
                      ألم آت إلا بالدمع..؟
                      فمن يغازل في النهاية.. بدموعه.. ؟
                      وهل تُتوسل إلى الحب الدموع..؟
                      فشدة بياض العيون وشدة سواد الثياب ، هيئة لا تغري بالحب..


                      كان كل هدفي..
                      أن أبحث عن العدالة..
                      وحين أجدها..
                      أسألها.. ما معنى الرحمة..

                      ذهبت إلى هناك..
                      فوجدت الجميع يتحدثون عن ثأر أب لن يمهل طفلا يبحث عن حلمه ،
                      أرسلته أمه إلى المدرسة ليصحح إجاباته..
                      هذا كلام لم يستوقفني..
                      لم أهتم له..
                      فقد كنت مستعدا للموت حتى أبلغ رسالة..
                      وكلما قرأت حرفا يطعنني من هنا أو من هنا.. أنزف..
                      أجل..
                      فأتحامل على جراحي..
                      تصفحت الوجوه هنا وجها وجها..
                      ولم أتعرف على وجهك...
                      فعلمت أن العدالة غائبة..
                      حاولت أن أقرأ هنا وهنا لعلي أقرأ..
                      لا تثريب عليك..
                      وحتى لو كنت وجدتك..
                      لما صدقت أنه أنت..
                      لاني.. بالفعل.. لا استطيع كثيرا التمييز..
                      وأما الترميز.. فلغة لا أفقه منها إلا بعض القشور...
                      رحم الله جاهلا.. يعترف بجهله..
                      كلامي ولغتي..
                      دائما.. أكبر مني..
                      وفهمي..
                      كنت دائما أحتاج.. لمترجم... أسأله..
                      ما معنى الاحراق..؟
                      ما معنى تورق...؟
                      ماذا تعني كذا..؟
                      وكنت أحتاج دائما لدليل.. أسأله عما وراء الوجوه...
                      ومن هذا ومن ذاك..
                      يفرِّق لي بين الابيض.. والاسود...
                      لا أقصد بهذا ألوان البشر..

                      تلك ظلماتي...
                      التعديل الأخير تم بواسطة ابراهيم هادي; الساعة 16-11-2013, 12:58.

                      تعليق

                      • ابراهيم هادي
                        قلم حر
                        • 09-08-2012
                        • 143

                        #26
                        .....................................

                        على ضوء ثلاث شموع ..
                        كنت أبوح..
                        شمعة حاضرة الوهج.. لكنها من الماضي...
                        وشمعة طفلة غائبة الوهج حاضرة الأثر.. مالئة الأثير..
                        وشمعة إلى الورق...
                        في ساعة متأخرة.. من العتمة..
                        أرى على ضيها.. قلبا..
                        وأشعر بالقِبلة..
                        خشيتُ منها عليها..
                        ضننت بها على نفسي..
                        وفررت من تعميري داخلها..
                        تجنبت حتى الترميم..
                        واجهتني..
                        صفعتني حد اليقظة..
                        آلمتني.. حد الدمع..
                        انهرت..
                        كان المفروض أن أنهار على صدرها..
                        لم أفعل..
                        لا أدري هل تريثت..
                        أم خفت أن أستعجل..

                        أم لم أشعر...
                        أم كنت أشعر انها تفهمني دون أن أبوح لها.. كل ما أعلمه.. أنني كنت بأشد لحظة انكسار مررت بها طول حياتي.. فكنت بأمس الحاجة لها..
                        هربت منها.. وسلكت أزقة الزمن.. فقادتني كلها إليها ...

                        أردت ذلك.. بشدة.. بمنتهى البشرية..
                        والطفولة.. والرجولة..
                        واليتم..
                        والحب..
                        والندم..
                        والهجرة..
                        أردتها بمنتهى الهداية.. وأوائل صراط مستقيم..
                        هناك.. لم أخش منها عليها.. ولا علي منها.. بل
                        بل خيم علي صمت قتلني...
                        وسيقتلني لأجيال..
                        أحببتها الدهر..
                        أحببتها فوق ما أستطيع التصور.. ولا أملك أن لا يتصور بنو الانسان...
                        شكلتها أنا...
                        ونضجت.. على دفء مشاعري..
                        كانت لعبتي الوحيدة..
                        لكني..
                        سُلِبْتُها...
                        ولم تسقط لي دمعة..
                        فلم أكن أعرف الدموع..
                        لكني همت على وجهي..
                        في كل واد..
                        كنت أراها في كل شيء...
                        في حزني أراها..
                        وعن فرحتي لا تغيب..
                        كانت حاضرة كالاحساس بها..
                        والتقينا في زحمة يوم غريب..
                        فعرفتني.. وعرفتها..
                        واعترفت بي.. ولكني أنكرتها...
                        وفي اللحظة التي قررت أن أضع قلبي بين كفيها..
                        وأسلم أمري وأمرها لله خالق قلبي وخالقها..
                        أردت أن أضع قلبي.. وخمسة وعشرين عاما بفرح طفولتي بها..
                        وشقاواتها..
                        وكفاحي المستميت.. لها ومن أجلها وفيها وفرارا منها..
                        قررت أن أخبرها.. ليس أنها انتصرت..
                        بل أن يقظتي جرحا..
                        كانت مشيئة غيبية حنونة علي ورحيمة بقلبي من حيث لا أحتسب....

                        أردت أن أخبرها أن القدر تآمر لي.. ضد القدر..
                        و.. أردت أن أخبرها..

                        أنني أيضا.. !
                        ......
                        أردت أن يهدأ روعها..
                        أيقظوني من عز نومي..
                        ليقولوا...
                        أنني إنما قررت في الوقت الضائع..
                        قرار في الوقت الضائع.. فات الأوان..
                        أخبروني أيضا أنني..
                        أنا صانع نهايتي..
                        فتلك حكايتي واياها..
                        أبوح بها..
                        لأشعر أنها بخير..
                        قصة قلبين صغيرين..
                        افترقنا مجتمعَين..
                        وابتعدت الاماكن.. ونحن قريبين..
                        .................
                        في السابعة من عمري... خرجت من البيت..
                        كنت في طريقي.. لدكان محمد ضايع.. رحمه الله..
                        رأيتهم مجتمعين.. كانوا بضعة عشر.. أعمارهم ما بين العاشرة.. حتى السادسة عشر تقريبا..
                        كانت لعبة البوح في قريتنا.. هي اللعبة الأم.. تعاقبت أجيال على هذه اللعبة الموسمية..
                        وخلدت الروايات المتواترة بعض أسماء.. بارزة.. كأمهر من مر على البوح.. من اللاعبين..

                        كانوا يحكون عن براعتهم ما يشبه الاساطير.. بالنسبة لنا نحن الصغار..
                        بأعيننا نحن الصغار فقط.. كانت تلك هي البطولات.. وعندنا فقط كان لها أهمية..
                        أغلب أبطالها من الماضي.. ماتوا.. واما من بقي فقد كبر عنها وانشغل بالعيال والدنيا..
                        آخرهم خمجان.. توفي.. يحكون عنه أنه الأمهر على الاطلاق... يقولون عنه أنه أصاب ستة بُدود..أو بدور.. بضربة واحدة.. وأكثر من مرة..
                        ومن الاحياء.. احمد الجهني.. محمود.. صالح.. فيهم من المهارة,, الكثير..
                        لكن لم يكن أحدهم ليتجاوز.. ذلك الاسم.. خمجان..
                        نعم هو من جيلهم.. لكنه توفي.. وهو في الرابعة عشرة... لكنه كان خارقا بحق.... في البوح.. بشهادة الجميع..
                        رأيتهم مجتمعين ولم أتوقف كثيرا إلا عند ذلك الحماس.. وتلك الاثارة المقروءة في ملامح الجميع..
                        ليست إلا لعبة أنامل.. وهذا ما أجد نفسي فيه..
                        هكذا فكرت باديء الامر ..
                        التعديل الأخير تم بواسطة ابراهيم هادي; الساعة 17-11-2013, 20:27.

                        تعليق

                        • ابراهيم هادي
                          قلم حر
                          • 09-08-2012
                          • 143

                          #27
                          .........................

                          رأيتهم مجتمعين ولم أتوقف كثيرا إلا عند ذلك الحماس.. وتلك الاثارة المقروءة في ملامح الجميع..
                          ليست إلا لعبة أنامل.. وهذا ما أجد نفسي فيه..
                          هكذا فكرت باديء الامر..
                          وقفت أتابع وأتحسس أناملي..
                          أعلم عنها الكثير..
                          كثيرا ما كنت أراهم يلعبون.. لكني لا أعرف بالضبط طريقة تلك اللعبة..
                          كل ما ألاحظه أنهم يضعون في الارض هدفا أو أهدافا..
                          ويصوبون عليها عن بعد..
                          ..

                          وحين هممت بالعودة..
                          إحساس كالسحر أمرني بالنظر ..

                          ولا زلت أصر أنه السحر..
                          هناك لمحتها للمرة الاولى..
                          لم أشعر بالفضول حينتها إلى ما يخبؤه الغيب.. فقط تمنيت شيئا.. أو حلمت بشيء..
                          عدت لمنزلي..
                          وأخرجت بوحات.. كنت احتفظ بها.. ففيها من رائحة محمد..
                          كانت المرة الاولى التي رأيت فيها البوح.. هي نفسها المرة الأول التي ذهبت فيها للبحر..
                          هي نفسها المرة الاولى التي سمعت فيها صوت ملاك ..
                          ذهبت للبحر لأني أحب ركوب السيارة مع محمد..
                          ولأني كان خايف عليه.. إذا راح ما عاد يرجع... لأنهم زرعوا في داخلي البحر رعبا.. فكل الذي كنت أعلمه.. أنه كبير.. أنه مخيف.. وقد لا يعود من ذهب إليه.. إن لم يكن في غاية الحذر..
                          كان ذلك قبل أربع سنين..

                          قلبت ذكرى تلك البوحات فامتزجت.. كل العطور.. كأحاسيس تتوحد لتصبح شيئا واحدا..
                          سيطرت عيناها علي بشكل غريب وبصورة غريبة.. المفروض أن الاطفال.. لا يشعرون هكذا.. لهذا أصر على السحر فيما بعد.. لم احتر وقتها في هذا.. بل احترت كيف أدخل فيها.. وما هذه اللعبة التي شدتها لتقف تراقبهم وهم يلعبون.. بدت مغرمة باللعبة..
                          كانت جالسة بينهم.. على علبة نيدو.. وكان جنبها صالح.. وبطريقة جلوسهما.. عرفت أنها فتاته.. المشكلة صالح أكبر مني.. وما راح يخليني في حالي..
                          وحتى لو قدرت عليه.. فهناك اخوانه.. والكثرة تغلب الشجاعة.. وأكيد إنه يلعب بمهارة بالبوح كما سمعت.. وأنا لم أكن أمسكت بوحة من قبل.. مسكة لاعب.. كل هذي عقبات.. وبعدين..!!
                          جمالها كان عجيب.. كان غير مألوف.. بالنسبة لنا..أهل القرية..
                          نظرتها.. خياااااال...
                          كانت تلك المرة الأولى التي أرى فيها.. عيونا عسلية.. فاتحة لدرجة الاقلاع.. رأيت شيئا من هذا انما ليس على الطبيعة.. كانت شقراء..
                          وبياضها.. زاد الطين بلة..
                          في قريتنا كلنا سمر.. لوحتنا الشمس...
                          طالعت فيني.. والا..لا... تساءلت..!!
                          كان موسم لعبة البوح في قريتنا هو الشتاء..
                          أو هكذا نقول.. والحقيقة أننا لا نفرق بين الشتاء والربيع..
                          مجرد أن يخف عنا الحر فذلك عندنا الفصل البارد..
                          نسمي أيامه أيام البرد..
                          صباح الخميس وصباح الجمعة..
                          ويوم الخميس.. تطول فترة اللعب إلى وقت الغدا..
                          هذا بالنسبة لأيام الدراسة..
                          وطيلة أيام عطلة الربيع..
                          اليوم الثاني ذهبت إلى مكانهم وغامرت وأخذت معي في جيبي كم بوحة..
                          كل الموجودين أولاد..
                          لم أجدها..
                          جلست على نفس العلبة.. واسندت ظهري.. على الجدار..
                          وجلست أراقب اللعب.. ولم أفلح في التقاط شيء من قوانين تلك اللعبة..
                          اكتشفت قرب انتهاء اللعب.. أنها.. كانت فوقي تماما.. تطل من على الجدار.. تشاهد اللعب.. وتغيب.. وتعود لتطل من جديد..
                          كان ذلك بيتها..
                          وكانت البنت الوحيدة بين الاولاد.. وجودها لم يكن مستنكرا.. لأن اللعب بجوار منزلها مباشرة..
                          لم ألاحظ أنها في الاعلى.. لأني كان مسرح..
                          ولو انتبهت لوجه صالح لاهتديت إلى مكانها..
                          قبل أن ينفض الجمع.. كان عبدالله يحاول يرد يحي أخوه.. أولاد شامي.. كان الاخير على وشك بدء مضاربة.. مع عبدالله جهني..( درجنا في القرية على حذف أل التعريف من اسم العائلة) وأكيد سيدخل معه أحمد.. و... و.. وتم اطفائها قبل بدايتها..
                          ولم أشعر إلا وهي تودع صالح..
                          كانا قريبين من بعضهما..
                          لا أسمع شيئا من حديثهما..
                          كان يحدثها وهي تبتسم..
                          كانت بسمتها ساحرة..
                          مشيا إلى بابها..
                          كدت أوصد باب الأمل.. ألغي الرحلة..
                          دخلت بيتها.. واختفت..
                          ..................


                          لم يكن في اللعبة لغز..

                          فقط الدقة في التصويب..
                          قيس..
                          بوح..
                          صنبة..
                          وردة..
                          والكرك... لا يستخدم إلا في حالات نادرة.. منها كخيار أخير..

                          طريقة الامساك بالـــ قيس..
                          وطريقة إطلاقه..
                          وحدة النظر..
                          تلك كانت مفاتيح النجاح..

                          وضع السبابة اليمنى أسفل الــ قيس..
                          والقبض على مقدمته بالسبابة اليسرى..
                          كما لو أن الاصبعين تتنازعان على بدنه..

                          وإحاطة منطقة وسطه.. بوسطى اليسرى وابهامها... برفق..
                          ( أيامها لم أكن بعد عرفت أسماء الاصابع.. أي لم أسمع بعد بلفظ.. سبابة.. وسطى.. خنصر.. بنصر..)
                          كلهم كانوا يعتمدون على قذفه بقوة..

                          كلهم بلا استثناء يعتمد على سبابته..
                          يقفون على مسافة بين عشرة الى خمسة عشر مترا من البدور..
                          المدهش أني بعد أعوام انتبهت أن شكل البدور تماما كشكل القصيدة العمودية ..
                          والبوحة الواحدة على شكل شطر صدر البيت.. تقابلها بوحة كعجز البيت.. تكملان بدرا.. او بدا.. تماما...كما لو كانتا بيتا في قصيدة عمودية..
                          الطريقة الأخرى.. هي..
                          الـــ كوم...
                          دائرة تُرسم على التراب.. بعود.. نصف قطرها ما بين المتر والمترين..
                          بمنتصفها يخط بالعود نواة بيضاوية.. ينظم البوح بشكل لا يراه من لم يلعب اللعبة منظما.. لكنه بنظام متسق.. تماما كنسق القصيدة التفعييلة..
                          استغرق مني فهم قانون اللعبة اليوم الثاني.. كاملا..
                          سألت وراقبت...فاستطعت الفهم ..

                          كل اثنين لن يخرجا من كل لعبة.. إلا.. سالبا.. ومسلوبا..
                          ولم نكن نقول.. (سلبني) فلان بوحي.. وإنما نقول.. (سباني)...
                          بعد عدة أيام عرفت أن.. الـــ كوم.. مغامرة..
                          يتجنبها اللاعبون لإمكانية خسارة الكثير بضربة.. موفقة..

                          وقد لا يفلح فيها حتى البارع في الكسب...
                          لأنك.. قد تطلق قيسك.. وإذا أصاب.. كوم.. البوح.. قد لا يُخرج من الدائرة شيئا..
                          وإن أخرجها قد لا يخرج هو... من الدائرة الكبرى.
                          أما في البدور..
                          فيكفي أن يلامس الهدف.. فتتحرك له ولو حركة طفيفة.. فتكون.. بذلك.. فزت.. ببوحتين..
                          ما يمسه قيس مقذوف.. يغدو لك.. البوحة باثنتين.. فقط..
                          وهذا قليل..
                          .........................
                          شاءت إرادة الله أن يلتهب ظفر سبابتي اليمنى وقتها ..
                          التهاب سبابتي في تلك اليومين .. قتلني بقية عمري..!!
                          فقد حباني الله بأنامل تجعل كل ما يُشغل بالانامل ، أجمل..
                          أحمد الله.. الذي لا نحمد سواه على ما نكره.. وكثيرا ما نعزوا لشواربنا الفضل على ما نحمد..
                          قبلها كنت قلمت أظفاري وبالغت مع السبابة فالتهبت..
                          نظرت في بوحي.. لأختار من بينه ما يصلح أن يكون قيس.. فوجدت أكبرها صغير الحجم إلا أني شعرت أنه هدية أخرجها البحر لي والمدهش أنه كان بلون عينيها.. لقد كان لونه تماما كلون عينيها.. بالفعل..
                          طرت فرحا لهذا التطابق..
                          الباقي كانت قيوسهم ثقيلة الوزن..
                          لأنهم..كانوا يفتحون حجر الرادي ( بطارية جافة )..
                          يخرجون منها مادة سوداء ثقيلة الكتلة.. تماما كالزفت.. يحرقونها حتى تسيح..
                          ويصبونها بجوف القيس ، يمسحون طرفها حتى يجف ناعما.. ويتركونها حتى تبرد.. لتتجمد داخله..
                          وعندما يصوبونه اثناء اللعب يرمونه بقوة فينطلق كالقذيفة..
                          وغالبا يصيبون..
                          لأن المضمار تراب...
                          أحيانا..حتى ولو لم يكن التصويب دقيقا.. أيضا يكسبون..
                          لأن الرمية قوية ، فتضرب في التراب قبل البدور فتسحب بل تدفع للأمام فتثير التراب أمامها ، فيحرك الترابُ البوحةَ الهدف.. ويكسبون.. أقصد يسبون....
                          وإن جاءت الرمية دقيقة وأصابت بوحة البدر.. تكسرها في الغالب.. أو تصبح قابلة للكسر.. للفارق بين الكتلتين..
                          أما أنا فلم يسخ قلبي بقيسي فلم أحشه بزفت حجر الرادي..
                          وتركته حرا.. بوزنه الحقيقي.. فكان خفيفا في يدي وانطلاقه.. ووصوله..
                          تحاملت على اصبعي التي تؤلمني.. ولم ينجح الأمر..
                          فجربت في البيت وضع الوسطى تحت قيسي..
                          ولأن يدي كانت تؤلمني.. فلم أستطع إمساكه بقوة.. جربته.. ونجح الأمر..
                          شعرت أن له روح ، كعينيها...
                          شعرت أنه يفهمني فحسب..
                          ولم أجرب أن أرميه قذفا.. بل أستطيع أن أقول أنني.. أرسلته.. فكان مسوَّما..
                          وأما إصابة البدود فلم أقلق لأني كنت حاد النظر متصل الحواس بأطرافي... أحمل منبالي دائما تحت بنطالي.. ( نبيطة ).. لا نستغني عنها نحن صغار الفلاحين.. كسلاح أمام كلب عقور.. أو ثعبان.. وأغلب استخدامه في صيد الهجف.. من الغابة جنوبنا والممتدة جنوبا..
                          وكان رفقتي يعلمون عني طبعا نشأت عليه.. أني لم أسدد حجرا على طير على عش..
                          نعم كنت طفلا.. لكني أصبح قناصة.. حين أمسك بيدي منبالي.. وأضع به حجرا صغيرا..
                          هذه الأمور قد تعني الكثير لصبي فلاح يسكن بآخر بيت جنوبا.. ومن خلفه الغابة..
                          في استخدام المنبال..كان من أقراني ثلاثة أبرع مني.. يتفوقون علي.. لكن في النهاية نحن الاربعة.. كل واحد منا بمستوى قناصة...


                          نعم كنت طفلا.. ولكن ذلك الشعور زارني ..
                          وفي اليوم الثالث.. تأكدت أنها حاضرة..
                          أردت ان ألعب ولا أعلم ممن أطلب الإذن... احترت..
                          وجلست جنبها..
                          ساكتة وانا ساكت..
                          لعب صالح.. وحانت منه إصابة في غاية الروعة.. فصاحوا.. وصاحت.. وكملت يومي جالس بجنبها ولم انطق بكلمة..
                          ما كان أيامها أعرف الساعة.. بس انفض اللعب ذاك اليوم باكرا جدا..
                          نسيت اني جيت عشان أدخل أكثر لعبة شدتني فحياتي ..
                          اليوم الثاني جيت وهي جالسة..
                          كانت تتفرج عليهم.. وانا كلما حسيت إنها مشغولة بالمتابعة.. أطالع فيها..
                          سألتني ما هو اسمك..
                          قلت لها براهيم براهيم..
                          ضحكت..
                          وضحكت معاها..
                          ـــ يعني ابراهم مرتين..
                          ـــ بكيفك..!
                          ــــ تدرس..
                          ــــ ييوه.. وانتي...؟
                          ـــــ لا..
                          ــــ أحسن.. جيفة الدراسة..!
                          ــــ لماهو تجلسين هنا كل يوم..
                          ـــــ احب البوح.. وأقول لك حاجة بس قول والله ما تبيي ولا واحد.!
                          ـــ ان شا الله ربي يموتني اذا بييت..!
                          ــــ وهن يلعبون.. كلما تطير بوحة كذا ولا كذا بالغلط.. ألقطها.. أدسها.. في ملابسي.. وأروح بها البيت.. واحسن وقت لما يتحاربون.. أحصل لي كثير..
                          ـــ يعني كم جمّعتي.. ؟
                          ـــ كثييير.. خمسين.. كذا..
                          ( اشارت باصابيعها العشر )!!!!
                          ــــ نفسك تجمعين كثير...؟
                          ــــ نفسي اجمع ملان بيتنا..
                          ـــــ قصدك ملان... الصندقة ولا ملان القبل..؟
                          ــــ ملانها كلها..
                          ــــ وااااو كثير..! وفي ما هو نفسك..؟
                          ــــ (((نفسي لو أنا ولد))).. ومعاية سيارة.. واروح عليها البحر..)
                          ـــــ ما تخافين منه..؟ الي يروح ما عاد يرجع..
                          ــــ انا تحلمت به .. وما خفت.. تحلمت اني جمعت منه بوح كثير..
                          ــــ طيب اقول لك حاجة.. تبغيني اسبيهم.. واعطيك.. وتعبين العلبة هذي الي تحتك.. ؟
                          ــــ ما تعرف.. وما يخلونك تلعب لانك صغير.. وهذولا محد يكسبهم.. الا صالح..
                          وصالح ما يعطيني.. !
                          ــــ طيب... ايش تسوين بالبوح...؟
                          ـــــــ !!!
                          انتهى اللعب..


                          .........................
                          كانت كل الالعاب الباقي.. أمرها سهل..
                          المنابيل.. نصنعنها من قطعة حديد.. وقطعة جلد.. ومطاطات.. الاخيرة نشتريها من البقالة.. والحديدة من علب البويا.. والجلدة من حزام الجلد نقصها..
                          المدوام.. من بهش الدوم.. (متوفر )
                          كل الالعاب الباقي مقدور على توفيرها.. إذا راحت عليك...
                          إلا البوح..
                          لا مصدر له إلا البحر..
                          وبوح لعبتنا لا نلقاه في أي بحر.. وله احجام معينة..
                          هناك شاطيء واحد.. يمنحه..
                          شاطيي طرفة..
                          والامكانيات الى طرفة صعبة بالنسبة لشباب الحارة.. فكيف بالصبيان..

                          قضي الأمر...
                          ما دامت تحب البوح نفسه..
                          يعني أدخل..
                          لازم أغامر..
                          يمكن اخسر البوحات الي معايه... ذكريات محمد اخويه..
                          أو أفرش لها القبل.. بوح..
                          واااااو..
                          قبلهم كبير..
                          اذن سأملأ لها.. الصندقة حقتهم..!
                          لكن..
                          اذا كان بوح القرية كله ما يعبي عشر علب نيدو مثل الي تجلس عليها..
                          نسيت سؤالها عن اسمها....

                          تعليق

                          • ابراهيم هادي
                            قلم حر
                            • 09-08-2012
                            • 143

                            #28
                            ......................



                            كنا نقطع اللعب فقط لنشاهد الكرتون..
                            ايامها كان الكرتون المعروض..
                            جزيرة الكــــنـز..
                            وكنت أقرب من أجد نفسي فيه..
                            قراي..
                            غامض.. لكنه ممتليء بالثقة .. ومهارات يديه.. وانامله..
                            انتماؤه لا يعني لي الكثير..
                            شاركتهم رحلتهم..
                            في أحلامي..
                            وكنت أتلهف للوصول للجزيرة..
                            أريد أن أكتشف أسرار تلك الجزيرة..
                            بل أردت أن أستنشق سحرها..
                            أريد أن أعيش معهم.. روعتها..
                            تصورتُني أتحدر للأعلى خلال شلالاتها...
                            اتسلق اشجارها..
                            أختار منها أعلاها.. وأعمر فوقها بيتا من الاخشاب الصغيرة..
                            تصورتُني..
                            تصورت الجنة مخبأة بين ثنيات ضفائر الجزيرة..
                            تصورت الكنز مغامراتي.. والكنز.. جزيرة..
                            وحين لاحت سواريها.. من خلال الموج.. وبدأت نار النزاع تستعر..
                            تركت التفكير في كل الجزر.. بل نسيت أمرها.. وبدأت أتحرق شوقا للعودة بأسرع ما يمكن..
                            فلا انتماء لي..
                            وأصبحت أحلم بشيء آخر تماما..
                            أحلم بالعودة..
                            لأتزوج والدة جيم..

                            ........................
                            .......................


                            بعد الكارتون..
                            عدنا.. للبرحة..
                            البوح كنزي الأغلى..
                            ترددت..
                            وفي النهاية...
                            قررت ألعب ببوحتين..
                            وإذا خسرتها..
                            لا..
                            فكرت أن لا أفكر في الخسارة..
                            اليوم الي بعده.. ألقوا..
                            بدودا.. (بدورا )
                            على ما اذكر اسم قرعة اللعبة .. (سكام..)
                            اقترعوا.. فكان دوري.. الأخير..
                            ما اعترضت لأني خايف يرجعون في كلامهم.. ويطلعوني بحجة أني صغير.. ( غير لائق ...)
                            وهم أصلا لم يقبلوا إلا لأنهم يظنون أني أملك الكثير من البوح..
                            وكانوا متأكدين أني راح أطلع خسران..
                            لأنه من سابع المستحيلات أن يأكل معاهم عيش طفل لا يعرف كيف يمسك بوحه..
                            رمى الأول.. ورمى الثاني... والثالث.. وأنا كنت الرابع.. ولما جا دوري.. التفت فرأيتها.. متلهفة.. ما نفسها أخسر..
                            مسكت الـ قيس.. بشكل مخالف للروتين.. بوسطى اليمين.. بدل السبابة..
                            أووه..!. لاحظ أحدهم... نادى علي يحي.. لحظة يا ابراهيم !..
                            وقام حتى عندي ومسك سبابتي بشويش.. وقال.. بهذي..
                            ـــــ آخ..
                            لاحظَ اني تألمت عندما مسك اصبعي فانحرج.. قلت له معليش.. سأحاول بالثانية.. تعورني الكبيرة..
                            أرسلته.... فانطلق بخفه.. وينسمع له صفير..
                            أصبت البدور الأربعة.. بدري.. والبدور الثلاثة.. بضربة واحدة.. وفي أول ضربة..!!!
                            (تعثرتْ هي.. وطاحت.. وهي تجري.. رايحة.. تجمع.. بوحها...!!! )
                            أذكر أنها التقطت قيسي أيضا.. وأعادته بعد أن قلت لها..
                            هذا قيسي..
                            وطلبت منها البوحتين الي جبتها وقلت لها... معليش... هذي أمانة..
                            البوحتين كانت مميزتين ، كانت من نوع (الـ ورد) (نفس شكل الصنبة.. لكنها حادة قليلا من الأمام.. أكثر التفافا.. ولونها أبيض حليبي.. ) .. نادرتين.. ذيك الأيام.. واليوم شبه معدومتين.. إلا ما شاء الله..
                            ولم أخرج من اللعبة حتى انتهى اللعب ذلك اليوم...
                            وكل بوحة كانت تنحط على الأرض.. كان مصيرها.. علبة عيون العسل..
                            كانت مبسوطة...لأنها.. جمعت كثير..
                            وانا طاير بفرحتي.. لانها مبسوطة.. ولأني كبرت في نظرها..
                            واتصرف.. كأغلب الاطفال عندما ينجحون.... بغرور.. !
                            لم اكن أفكر فيمن حولي..
                            أساسا لم أكن أعلم أنه يجب التفكير في سوى من نفكر فيهم..
                            والجماعة حقدوا..
                            كلما نظر أحدهم في علبته.. رأى البحر بداخلها.. ووعثاء الطريق إليه.. ونظر إلي ورأى صف أول ابتدائي.. واحتار...
                            ولم أشعر بالخطر..
                            لكني قلت لها من بداية اللعبة أن تذهب بعلبتها إلى منزلها.. وفعلت..
                            .........................
                            اليوم الثاني حضرت الصباح الا وقد بيتوا النية على استرداد ما سلبوه.. وبالتي هي أحسن.... وبطريقة مشروعة..
                            تجنبت اللعب ضد صالح..
                            (.. هذا طبع لا أحاول التطبع بسواه..)
                            فأجمعوا أمرهم على احضار.. أحد الخمسة الأبرع.. في تلك الفترة..
                            ابوعابد..
                            بالنسبة لي..
                            لا أميل للمنافسة.. أولا..
                            ثانيا.. لم أستوعب الوضع.. تماما..
                            حصل قبل ذلك شيء مشابه.. أيام النبل والصيد.. ولكنه شبه بعيد.. إنما هناك كانت منافسة وتحد..
                            وكان منبالي سبب في مشكلة كبيرة..
                            أما هنا فسلب.. وقد يسحقون وجهي.. من أجل بوحهم.. لا أكثر..
                            أنا وعدتها.. أني سأشبعها بوح..
                            واذا قضت عطلة الربيع.. يسير خير..
                            ما راح أدخل في لعبة بوح بعدها.. مرة ثانية.. هكذا كنت افكر...
                            أصلا كل هذا عشان أحصل فرصة أبسط معاها.. وأهم شي (أن أتأمل عينيها عن قرب..)
                            جلست أشوش أفكاري.. بيدي..
                            وأضرب أخماس في أسداس وأفكر اش راح يصير لما يدخل في اللعبة ابو عابد..
                            سمعت انه رفض يتنازل ويلعب.. مع طفل سنة أولى ابتدائي.. وسمعت انهم حاولوا معاه ومازالوا به حتى وافق..
                            وانا افكر..
                            اش راح يصير لو سبيته.. يعني...؟
                            طيب..
                            جاء وحطوا الصنب في البرحة.. ورجعونا مسافة عشرين متر تقريبا..!!!..
                            واختاروا البدود.. أصغر ما يمكن..
                            وتساكمنا..
                            فكانت البداية له.. وربما ستكون (الــ مغيتة..) لي..
                            والمغيتة أسهل.. وأصعب في نفس الوقت...
                            وهناك نقطة في قانون اللعبة يسمونها.. ( شقاح )
                            وهي خطيرة..
                            فاذا تــيـــَّر الأول بقيسه .. ولم يصب شيئاً من البدور.. وتجاوز قيسه البدود.. يصبح قيسه هدف... مثله مثل البدور.. ان أصبتَ بداً.. فلك البد الذي اصبت.. فقط..
                            وان اخطأتَ البدود.. واصبتَ القيس الذي تم رميه قبلك.. فقد كسبت كل ما هو موجود من البدور...
                            وتير ابو عابد.. بقيسه.. بقوة... فأثار النقع..
                            ولكن المسافة بعيدة....
                            وبرغم مهارته
                            فـــ..
                            لم يتمكن من لمس شيء...
                            أنا ما كنت لأتصرف بغرور.. لكن حسيت إني لوحدي فضعفت.. ونظرت فإذا هي تنظر إلي... فتهت..
                            لا زلت أقسم.. لأولئك.. لأصدقاء طفولتي القدامى فيما بعد.. أنها ليست براعة مني..
                            ربما أسدد برفق.. فأصيب.. وربما أكون ماهرا..
                            لكني لم أخبرهم أني بريء من ارتكاب الخوارق.. لم أخبرهم.. أني خارق فقط.. عندما تريد هي.. وصفرا حين لا أراها..
                            (حتى اليوم بعد خمسة وعشرين عاما.. لم أخبرهم.. أن كل المسألة..هي أن تلك الفتاة كانت خارقة.. )
                            أقول نظرت اليها فشعرت بقوة تيار ما.. يرفعني عن مستوى اللعبة..
                            أقول نظرت اليها.. وكان في مصلحتي أن أرخي..
                            كان خضير..( قيسي)... في يدي.. وكأنها سخرته لي..
                            وارسلته فانطلق..
                            هدوء الترقب ملأ بالخوف الاسماع..
                            صفيرا..
                            والظاهرة ليست في ان يصفر قيس ما..
                            بل ..
                            مروره على البدور واحدا.. واحدا.. قلبها جميعا.. وبمنتهى الرفق..
                            و...
                            استقر في مكان قيس ابو عابد بعد ان ضربه برفق.. فـــ.. أزاحه..
                            و......شقاح!!!!!!!
                            نسيت أن أقول أن البدود.. كانت ثمانية..
                            ولأول مرة بتاريخ البوح..
                            تنصاد ثمانية بدود بضربة واحدة....
                            والمعجزة..
                            الشقاح..!!!

                            سكتوا...
                            ولما جاءت لتجمع البوح.. صاحوا..
                            بنت !..!!!
                            لا تلمسين ولا حاجة..
                            قلت... لماذا...؟ .....دعوها..!
                            قالوا لأنك تكسب فقط اذا تيرت شقاح.. من غير ما تلمس البدود..
                            أما انته... فلمست..!
                            ما لك حق.. لم تكسب في هذه اللعبة..
                            قلت انتم ادرى... انا ما لي الا يومين..
                            ثم انهو اللعبة.. باكرا.... وتفرقوا..
                            ..........................................
                            جلسنا انا وهي..
                            ساكتين ...
                            لحالنا..
                            شالت عود..
                            ورسمتْ على التراب.. شكلا..
                            وانا ساكت ..
                            ( لا أريدها أن تعلم أني أجهل ما ذلك الرمز )
                            فرسمتُ أنا على طول..
                            أسداً !!!

                            كتبتْ.. على التراب..
                            ت ك ل م..
                            (طالعت انا في الكتابة.. وما فهمتها.. لأني.. لسا ما أعرف أقرا مضبوط... )
                            فظنت أني أطنشها..
                            قامت بمسحها.. وكتبت على التراب.. بخط أوضح..
                            تكلم..
                            ـــــ تكلم..
                            ( وابتسمتْ.. )
                            فابتسمتُ.. وقلت..
                            ــــــ خمسين.. هااااه..!!!
                            ــــــ ضحكتْ.. وسألتني..
                            فين بيتكم ؟
                            ـــــ البيت الأخير..
                            ( نعم.. تكلمنا عن (المدرسة).. والبيت.. وحكت عن أمها وأبوها.. وخواتها.. وانا اطالع فيها .. مش مصدق.. احس ان الي يتكلم واحد كبير.. )
                            سالتها..
                            ــــــ كم عمرك..
                            ــــــ نفس عمرك.. ليش..؟
                            ــــــ احس من كلامِك.. انك واحد كبير..
                            ــــــ ابراهيم.. اطلب منك طلب,, وتطاوعني..! .. لا عاد تلعب بوح.. خايفة عليك..
                            ــــــ مالك شغل.. !!
                            بس تصدقين..لو قلت لك.. والله.. اني اول مرة في حياتي العب.. ؟
                            ـــــ اصدقك.. بس..(لا عاد تحلف) لي مرة ثانية..
                            ــــ يعني قصدك اني اكذب عليك..؟
                            ـــــ لا.. قصدي.. انو انا اصدقك.. انته بالذات.. في كل كلمة تقولها..
                            ـــــ طيب.. في حاجة ثانية غير اني ما قد لعبت قبل كذا..
                            ـــــ ايش هي ؟
                            ــــ اني ما لعبت عشان البوح نفسه..
                            ــــ عارفة...
                            ـــــ لا.. مو عارفة.. انتي قصدك.. انك لما قلتي احب البوح وابغى املا بيتنا منه,, صح؟
                            لا.. قبل كذا مريت وشفتك.. تتفرجين... قررت ألعب بوح...
                            ــــــ ونويت تلعب عشاني.. وتتقرب مني.. وبعدين..!
                            ـــــ ولا حاجة.. خلاص.. زعلتي..؟
                            ــــــ لا.. والله...
                            ــــــ نسير اصدقاء..؟
                            تحبين ابوك..؟
                            ـــــ ايوه.. ليش.. عسى انته ما تحب ابوك..؟
                            ـــــ احبه..
                            بس ما شفته..
                            وكل ما شفت واحد كبير.. مع ولده.. أندس..


                            .....................
                            .....................


                            صارت تلك الفتاة مع مرور الوقت.. كل شيء.. بالنسبة لي..


                            ومع أزمة الخليج......
                            عندما اخبرتني أنهم راح يسافرون.. اظلمت الدنيا في وجهي..
                            شيئا فشيئا تعرقلت في الدراسة..
                            ساء حالي لفترة طويلة..
                            لم يكن في يدي شيء لأفعله..
                            كنت صبيا في العاشرة تقريبا.. وأرى الكبار الذين يستطيعون التصرف... استسلموا وتركوا دورهم وأموالهم واختفوا.. ما الذي سأستطيع فعله أنا ..!!
                            لم أعد اشتهي الاكل..نقص وزني.. وضاقت علي الارض بما رحبت.. ثم.. جلسنا مرة سوا.. وشكيت من تغير حالي..
                            وفي الاخيييييييير.. اعترفت لها.. انه بسببها.. وطلبت منها أن ( تفي بوعدها..!!)
                            سألتني..
                            ـــ أي وعد..
                            قلت لها.. تتذكرين... لما.. ( وعدتني أنك ستطيعيني لو طلبت منك.. أي شيء ).. ؟
                            والآن.,
                            أنا أطالبك.. بــ..
                            ورد..
                            بل..أنا أرجوووك..
                            بل أتوسل..
                            (وأعانني الله وفتح علي بالبيان.. فتكلمت وأحسنت التعبير.. )
                            إذا جا يوم السفر..
                            أجي لك قبل الفجر...
                            وأخبيك... عندنا في بيتنا..
                            معاية مكان.... ما راح يخطر على بال أحد..
                            ( وأخذت أشرح لها كيف سأطعمها.. وأسقيها.. بعد أن أنقلها فوق الشجرة..
                            تفاعلت معي.. كانت بمنتهى الجد تسألني.. وأنا أجيب.. بكل اجتهاد...)
                            وفي الاخير..
                            ابتسمت.. وقالت..
                            معاية بشارة.. !
                            بطّلنا.. ما عادنا مسافرين..
                            طرت من الفرحة..
                            قالت :
                            وفيه خبر ثاني.. اقول لك بس اوعدني ما تزعل مني.. قلت لها ما اقدر ازعل منك..
                            قالت اوعدني..
                            ــــــ تكلمي.. وعد.. والله ما اقدر ازعل منك..
                            قالت خبر السفر.. كذبة انا اخترعتها.. ابغى اشوف مكانتي عندك.. قد ايش اهمك..
                            قلت لها احلفي.. ( على المصحف..)..ان السفر كذبة انت اخترعتيها.. عشان اصدق انكم ما راح تسافرون.. وانك ما تتحيلين عشان تواسيني..
                            واصريت عليها..
                            الى ان احضرت المصحف وحلفت.. انها تمزح..
                            حطيت المصحف على جنب..
                            و..(صفقتها.. كف..!!)
                            وزعلت منها..
                            أعطيتها ظهري...
                            وتركتها.. ومضيت..
                            نادتني وهي تبكي..
                            طنشتها..
                            وحاولت أنساها..


                            ................
                            ...............

                            .......................


                            قبل ذلك بمدة طويلة...


                            قبل أن تدخل خطوط الاسفلت.. على وجه الغابة..


                            الغابة الي تكلمت عنها قبل كذا.. كانت تلك الايام كالغابة الحقيقية.. ... الاشجار تزداد من الصنيف.. وتزداد كثافة.. الى الخوارة.. والهجارية..
                            مناطق صيد طيور..
                            وشائعات اختطافات صبيان بشكل متكرر..
                            مخيفة.. بالنسبة لصغار السن...
                            أما البنات فمن سابع المستحيلات.. أن تدخل احداهن تلك الحدود.. مجرد لفظ اسم المكان.. يدخل الرعب.. في نفوس الصغار.. إلا أن يذهب الصغير.. مع مجموعة كبار...
                            على أني كنت بعض المسنات لا يخشين الذهاب لجلب العلف..

                            ذات صباح.. جاءت مفزوعة تبكي... سألها اهلي... مالك..؟
                            قطعت دموعها ولم تتكلم..
                            امسكتها من يدها.. وسحبتها على جنب.. انتظرت قليلا.. ثم قلت لها... لا عليك.. تكلمي..
                            قالت أخويه عمر...
                            (مولود عمره أسابيع. ..)
                            ــــ ماله..؟
                            ــــ شوية وبيموت.. قطعوه.. وسال منه دم كثير.. نزف ونزف.. شوية وبيموت..
                            ( وكانت تبكي بشدة.. )
                            ـــــ ختنوه..؟
                            ـــــ ايوه.. ( بخجل.. )
                            ـــــ حاولت تهدئتها.. ثم قلت لها..طيب.. تدرين انه اذا خلصوا من عمر.. يجي دورك.. !!!! و يختنوك..!!
                            طالعت في وجهي شافتني جاد... صدَّقت.. وخافت..
                            ـــــــ وفين أهرب..
                            ـــــــ نروح الصنيف.. !!!
                            ـــــــ لا.. استحالة.. اخاف..!
                            ــــــ وانت معي.. تخافين..!
                            ( وأقنعتها..)
                            ورحنا ... ومنبالي معايه...
                            حطيت في جيبي أحجار بيض مسننة... اخترتها بعناية..
                            وحملت معي سكين ميدالية صغير... لكنه خطير...
                            (..أنا كان كل هدفي... المغامرة أولا..
                            ثانيا أنا مرة قلت لها إني ما أعرف حاجة اسمها الخوف.. وأبغى بس أثبت لها كلامي...)
                            رحنا المزارع.. الي خلف الصنيف.. توغلنا للجهة الغربية منطقة اسمها القديم الرشيدية.. (اخطر مكان).. يقولون فيه نباش..
                            ويقولون فيه جن... ويقولون.. ويقولون..

                            (( كان فيه عرجين ملتفين على بعض.. تماما بشكل الكوخ.. لدرجة انه لا تنفذ منه اشعة الشمس الا عن طريق مدخله..( لا زالا موجود حتى اللحظة..)).. )
                            قلت لها تشوفين هذا البيت الصغير..
                            اهل القرية يسمونه..
                            ((الدغل.))
                            ــــ يعني ايش.. دغل..؟
                            ــــ مدري..!!
                            جلسنا أنا واياها نلقط .. كين.. حول الدغل..
                            ودخلت أنا الكوخ..
                            (انا كان أعرف المكان جيدا... فيه ورل.. مسكته قبل كذا مرتين.. ولما دخلْت.. كان قصدي أمسكه.. وأسوي لها مفاجأة.. وأخليها تشوفه.. واثبت لها اني ما أخاف.. واني بطل واني.. واني.. وفي نفس الوقت كان نفسي أوريها إن الثعابين والزواحف.. لو لمستها مرتين او ثلاث بشويش.. لو حسستها انك.. ما تبغى تأذّيها.. لو ما خوفتها.. لو بس كنت حنون معاها شوية.. استحالة تؤذيك.. وفعلا أيامها.. جربت بنفسي.. واكتشفت إن خطورة الزواحف.. مجرد اساطير.. وكنت أمسك الثعابين بكل سهولة.. )
                            المهم قعدت أدور الورل.. وبعد شوية.. سمعتها تقول.. .. براهيم براهيم..
                            لم تكن تناديني.. وانما تخبر شخصا ما.. انني انا في الداخل..
                            هلعت..
                            وخرجت بسرعة..
                            لقيت.. !!سالم!!.. قريب منها..
                            مبتسم ويكلمها..
                            شعر راسي وقف..
                            سالم هذا.. المغتصب.. الاخطر على الصبيان.. وأكثر وقته في المنطقة هذي...
                            والموقف عصيب...
                            ــــــ سالم.. خلك.. بعيد...!!!
                            ــــــ اش قاعدين تسوون.. لحالكم.. هااه.. ؟
                            اش قاعد.. تسوي لها..هااه..
                            أنا أوصل خبر لأهاليكم... ؟
                            (كان سالم.. ماسكها في يدها.. لكنه لا يجرؤ على لمس الفتيات.. وكل عيال القرية.. عارفين عنه.. واستحالة يرتكب كارثة ويلمسها.. وانا عارف اش يبغى.)
                            ـــــ فك يدها... ولك الي تبغاه.. ..... ( وانا واثق.. انه راح يوافق ..)

                            تركها.. فقلت لها أن تبتعد.. وتنتظرني تحت الاثلة الكبيرة.. هناك.. ومشت مسافة.. لكنها التفتت فرأتني وأنا أمسك مطاط بنطلوني...
                            صحت بها.. ونهرتها عن النظر.. فأسرعت خطاها وغابت.. عن نظري..
                            وهي مرعوبة من الي راح يحصل.. وشوية.. الا وهي تسمع.. صرخته..
                            بعدها بلحظات.. ركضتُ.. وسحبتها من يدها.. وجرينا.. وما وقفنا.. الا عند ماطور مزرعة بوالخير..
                            كنا عطشانين واول ما وقفنا... أقنعتها أن تشرب من ماء البركة.. وسقيتها.. بعد أن شربت.. أمامها.
                            ثم لم أشعر إلا وانا استفرغ...
                            استفرغتْ حتى لم أعد أستطيع الوقوف...
                            وغسلتُ وجهي.. وجلسنا.. على جدار البركة..
                            سألتني اش حصل لك..؟
                            ـــــ ولا شي..
                            ــــ ماذا فعل بك..
                            سوا لك شي..؟
                            ـــــ لا ........
                            ـــــ شكلك.. مبهوز.. وريني.. وفنيلتك.. ومن ايش هذا الدم في ظهرك.. اش حصل لك..؟
                            ـــــ يمكن الدم لاني كان جوة الدغل... في مكان ضيق ،... ما يمديك تدخله الا وانته جالس ...ولا يمديك تتحرك الا بشويش.. ولما سمعتك تتكلمين معاه.. انبهزت..وقفت فجأة.. دخل الشوك في ظهري.. وخرجت اشوفك.. وما أمداني احس به.. إلا الآن...
                            ــــ فصخ فنيلتك.. وريني ابغى أشوف..
                            ــــ طيب..( وفصخت فنيلتي...)
                            قامت بنزع الشوك من ظهري ..
                            ــــ براهيم.. متأكد انه ما سوى لك ولا شي ؟؟؟..
                            طيب اش يعني كان قصدك.. لما قلت له (فك يدها.. ولك الي تبغاه ).. ؟
                            براهيم ... سوى لك شي.. قول؟؟؟
                            براهيم!!!
                            براهيم..
                            ـــــ !!!!!!!!..
                            ( ظليت ساكت.. حاولت أن أتجنب نظرتها.. وجعلت أنظر للأرض تارة.. وأنظر لأسراب الطير حول البركة تارة أخرى,,.. للحظات.. أحاول منعها أن تلمح بعيوني.. أثر الاستفراغ.. فتظنه دمعا..)
                            ـــــ تكلم..
                            ـــــ .....
                            ـــــ براهيم.. تكلم...
                            ـــــ اسمعيني.. سالم أكبر مني.. وما أقدر عليه.. طيب كيف أحميك..؟
                            ( ولو كنت لحالي... كان ممكن أجري.. وما راح يلحق بي.. )
                            ( لكن وانتي معايه )..(ما أقدر أهرب).. اخاف يلحقك انتي..
                            وكان ممكن يسوي لك شي..
                            ولو أذاك لا سمح الله.. يمكن اموت..
                            وبعدين... هو.. معروف..
                            يفضل الاولاد..

                            ـــــ يعني سوى لك شي.. !
                            ــــــ ورد...اسألك بالله.. خلاص.. لا عاد تسأليني..
                            ــــــ ...... ( جلست تبكي )

                            ....وانا ساكت أنظر للأرض.. ما عندي كلام أقوله.. وفجأة..
                            ـــــ ورد..
                            قولي.. لي.. الصدق..
                            هل أنا شرير...؟
                            ورد..
                            (طالعي فيني.. )
                            ــــــ لا انته والله طيب.. انته اطيب واحد..
                            ــــــ ورد.. ابغى اوريك حاجة.. شوفي هذا..!
                            وحاولت ادخال يدي في سروالي من الامام.. لأريها...
                            فأشاحت بوجهها بسرعة قبل أن ترى شيئا..
                            ــــــ لا..
                            لا براهيم... لا..
                            حاولت أن ألمس يدها لتلتفت إلي.. وتراه..
                            فاستدارت الي بسرعة ولطمتني كف.. واشاحت بوجهها من جديد...
                            لم استطع ان ابكي ولم اضحك..
                            بل نظرت للأرض طويلا حتى نطقت هي.. فقلت لها مباشرة...
                            ـــــ ورد.. شوفي.. هذا.. وادخلت يدي في سروالي ..
                            واخرجت منبالي..
                            (كلنا عيال القرية نحتفظ بمنابيلنا.. داخل القرية.. تحت سراويلنا من الامام.. لا أدري لماذا.. ربما حتى لا تتم مصادرتها.. من قبل أهالينا.. ربما..)
                            ــــ شوفي منبالي..
                            ابتسمت.. وهدأ روعها,,
                            وحاولت تجبر بخاطري..
                            ـــــ الله.. حلو.. يجنن..
                            من سوى الزخرفة الي عليه..؟
                            ـــــ أنا...
                            (...وكان مميزا بسلك نحاس ملتف عليه يثقله فيكون أقوى عند النبل وبنفس الوقت أجمل ما يكون شكلا)
                            أمسكته بيديها... وناولتها.. حجرا.. فكادت تنبل به نفسها.. ( لا تعرف كيف تمسكه جيدا ).. تضاحكت .. وتناولته منها.. ثم..
                            ورد.. سألتك.. هل أنا شرير...؟
                            ـــــ ليش تسأل..؟
                            ـــــ لأني.. ما ادري.. المنبال هذا صح اني احتفظ به.. والا غلط..
                            احس انه سلاحي..
                            حماني كثير مرات من كلاب شبقة..
                            مواقف كثبر انقذني منها..
                            وفي مرات.. تطيح فوق راسي..
                            ومرات.. احس انه حرام.. لانه اكثر استخدامه عشان نقتل به الطيور...
                            ورد.. تدرين هذاك الطير اش اسمه...؟
                            ـــــ ابو عويرة...
                            ـــــ تخيلي احنا نسميه بوعويرة.. وانا سمعت مهندس زرع مصري يكلم صاحب المزرعة.. يقول له هذا.. بلبل.. بلبل فلسطين...
                            انجنيت لما عرفت انه بلبل..
                            انا كل يوم أقتل.. منه خمسة ولا ستة...
                            اكثر الاحيان أنبله عشان اجرب نبلتي..
                            حرام والا.. لا..
                            أما الهجف..!
                            ــــ تصيد هجف... صعب صيدها.. ؟؟
                            ـــــ عبلة..!!!...
                            انزلها من الجو وهي طايرة..!!
                            ـــــ ابغى اشوف.. يالله..
                            ( وقت ما كنا نتكلم والهجف حولنا.. الي في الارض ، في الارض.. والي طاير طاير.. والي على الشجر على الشجر.. )
                            لحظات.. ونبلت وحدة.. طيحتها..
                            طاحت قدامها..
                            رفعتها.. من غير رأس.. وفي أعلى صدرها فجوة تعمدت أن أنبلها بهذي الطريقة.. في نحرها.. مشينا خطوات للمكان الي طاحت فيه... وشلتها من الأرض وناولتها..
                            شافتها.. بكت.. رفضت لمسها.. وما تناولتها مني... !!!!
                            أخيرا قالت..
                            براهيم...( المنبال حرام..)
                            ــــــ طيب.. ورد..! شوفي..
                            ورميت منبالي بعيييد... بين الزرع..
                            ووعدتها ما عاد امسك منبال بيدي..
                            مع انه واحنا اطفال.. كان اغلى شي عند الواحد.. منباله..
                            (..قدرت احافظ على وعدي.. وفعلا الله يدري...انه من ذاك اليوم والى اليوم ما لمست ولا منبال.. )
                            ................................
                            بعدما رميت المنبال..
                            قلت لها.. والله.. والله انه كان اغلى ما املك..
                            لكن (على شانك).. ما عاد ابغاه..

                            (((امسكت ورد يدي وباستها..)))
                            !!!! كانت هذي الحركة غريبة.. لكنها جعلتني اشعر اني اعني لها كثير..!!!!!
                            (ودخل هذا الموقف فيما بعد..ضمن الاحلام..بشكلٍ ملح..مشتت الصور..موحد الرجع )

                            ................................
                            ..
                            كانت تسألني... وأنا أجاوبها..
                            ( كنت أشعر أنها تحاول أن أنسى وأنا أريد منها نفس الشيء..)
                            سألتني لماذا أترك شعري طويل..
                            فأخبرتها.. (بسري...) وأن بقاءه طويلا.. يضايقني.. ولكني.. ( لا أطيق أن يلمس أحد خدي.. ولا حتى الحلاق.. )
                            ولما قلت ما أطيق حد يلمسني..
                            نظرَتْ للأرض..
                            كما لو أنها شعرت أنها جرحتني..
                            لم أجد ما أقوله... لم يبق شيء حولنا.. إلا ورميت بصري فيه لبرهة..
                            ثم...
                            نزلتُ للبركة ..
                            وهي جالسة.. (على جدار البركة..)
                            نزلت انا في بركة المويه.. وكان الدفق من فوق على راسي.. قوي.. ومستوى المويه حتى صدري..
                            كان شعري ناعم.. غزير.. كثيف.. وطويل بشكل مبالغ فيه... إلا أن شعري كان بنيا فاتحا.. وشعرها (جعد) لكنه أشقر جدا...
                            الماسورة التي تصب المويه.. للبركة.. ضخمة بالنسبة لحجوم الاطفال..
                            كانت تصبه بقوة من الأعلى.. وضعها أقرب لوضعية سلة كرة السلة.. ولكنها ماسورة وليست سلة...
                            كانت جالسة على الجدار.. تشاهدني.. والخوف باين عليها.. يحضُرها ويذهب عنها.. ويدها ممدودة.. تمتد لي..مع كل هزة يهزني بها انحدار الماء..
                            الماء يندفع بقوة من تلك الفوهة..
                            وهي تضحك.. كلما أقبض على سروالي بكل قوتي حتى لا تنكشف عورتي من شلال الماء.. أمامها...
                            (( والمويه.. يغسل ما بقي من دم الشوك في ظهري..))
                            ( وهذا غريب فظهري ليس بمنطقة رؤيتي.. )
                            و...
                            هدير الماء يمنعك من سماع أي صوت آخر حتى لو كان صراخا..
                            وضرْب الماء المتدفق تباعا على راسي.. شوش علي في الجزء الأهم من مشهد الذاكرة ..هذا..
                            ولا اذكر بالضبط.. هل كانت يدها الممدودة نحوي.. عن خوفها علي من الغرق.. مدتها لتنقذني..
                            !!..فقط لا أدري.. !!
                            ولا أدري.. هل أنا من لا يريد لها أن تدخل معي (داخل الغرق) نفسه.. فلم أتناول يدها منها..
                            أم ماذا..
                            فقط لا أدري.. ولم أسألها عن شيء أثناء العودة..
                            (..وقررت بعدها أن أقطع بها صلتي...)

                            .......................
                            هذا المشهد بالذات.. يتكرر في احلامي بدون ترجمة..
                            باختلاف بسيط..
                            يدخل فيه على رسمة الصوت بشفاها... شكلين.. لاسم واحد..
                            كل شكل يحمل معنى مخالفا للآخر...
                            اسمي واسمي..
                            ........................


                            والسبب أن ماطور المياه من النوع القديم... أظنه ديزل.. (..دوف.. دوف.. دوف..)
                            وصوته عالي لدرجة أنه يُسمع في القرى المجاورة...
                            والسبب الاخر هو ضرب الماء.. على رأسي.. المنطقة التي فيها سمعي..
                            فقد ربما كانت تسمعني هي.. بينما لا أسمعها..
                            في ملامحها خوف.. لا أدري ما هو.. لكنه لم يكن على نفسها..
                            كلهم رموها فيما بعد بالغرور.. وجنون العظمة..
                            لكني ــ وأنا الأدنى رؤية ـــ أشهد..
                            أنها لا تعترف بذاتها..
                            أن ظاهرها جميل..
                            أن داخلها أجمل..
                            فلا يمكن بحال أن أفسر بركة الماء بغرقي في الدمع..
                            وأفسر لبثها على الجدار.. نأيا عن البلل.. بنفسها..
                            فقد فدتني بعد ذلك بنفسها..
                            دفعت ثمنا لا دخل لها به إطلاقا....
                            ولم تختر لي بركة الدموع..

                            ...................

                            بعد عامي الواحد الثلاثين..
                            أي بعد أكثر من خمسة وعشرين عاما..
                            صرت أنام فألمح مشهدا من حياتي..
                            أدونه..
                            أعلم يقيناً أنه مشهد من حياتي.. ولكن أجهل موضعه..
                            أستطيع تمييز ما هو مشهد على درب العمر..
                            ولكن لا أدري بالضبط.. أين موقعه على خط الزمن..
                            (أهو أمامي.. أم خلفي)..!
                            ..............................
                            الأرواح هي الآلة الوحيدة التي يمكن للانسان أن يسافر فيها عبر الزمن..
                            ورحلاتها.. الاحلام...
                            قد تكون أمراً بالسعادة... أو نهياً.. عن الواقع...
                            لكنها لا يمكن أن تأمر بالواقع..

                            ...............................

                            سافرَ طفلا.. عبر الزمن.. في تلك الآلة... لمسافة ربما عشرين عاما.. وللأمام..
                            فشاهد لقطة من حياته..
                            رأى فيها تحته العرش ..
                            باتصال مسموع مرئي محسوس جدا..تخاطبه الروح من موضع المشاهدة..
                            وتصف له المشهد بلهجتها..
                            تخبره عن فريق من الكواكب له يسجدون..
                            بقيادة الشمس والقمر نفسيهما..
                            وتعود من سفرها في نفس اللحظات لفراشه ..

                            ولم يجعلها الله حصرا عليه.. ولا حصرا على الصلاح...
                            وفي اعتقاد هذا تكذيب للواقع..
                            فقد كان الملك كافرا يوم حَلُم..
                            وكلنا نستقل تلك العربة العجيبة.. كثيرا..
                            وكلنا نسافر بآلة الزمن تلك..
                            ولكن.. كثيرا ما لا نتأمل المشاهد على جانبي الطريق..
                            أو يعي أكثرنا.. لهجة روحه نفسها..
                            ومنا من خلع الله عليه حلة من السحر يرفل فيها أنى اتجه وحيث سار وهالته تسبقه..
                            ومنا من يرى معالم رحلته.. بوضوح..
                            فيرميه أغلبنا بالغرابة..
                            ....................

                            ورد.. لم تكن منا..
                            بل كانت من أولئك الانبياء..
                            ولذلك أثرت كثيرا ..
                            في تكويني..
                            ....................
                            ثم..
                            ...................

                            كلما طرق باب السجن طارق...
                            سألته..
                            أأنت يوسف...!!!
                            ....................
                            لماذا كنت أنا يعقوب..؟
                            ألهذا علاقة بالتقصير...
                            أم لأنه تركني في بركة الدمع..
                            أم لأني لم أتناول يده منه..
                            ولماذا لم أتناولها..؟؟
                            هل خفت عليه البلل..!!
                            فقط لا أدري...
                            هو من يعلم... فقط..
                            نعم.. لا أحد سواه يعلم..
                            حتى أنا..
                            ........................
                            ثم..
                            ..............
                            في فترة السجن..
                            كان يوسف لا ينقطع عن زيارتي في غيابة سجني...
                            هكذا كنت أراه.. كلما حاولت تحليل داخلي إلى.. عواملي الأولية...
                            فما الذي جعل يوسف يحضر في هيئة طيف... في كل زيارة.. ؟
                            أو ما الذي جعلني أرى في كل طيف.. يوسف.. ؟
                            أما عنصر الجمال فيولده الحب..
                            ولن أستطيع إفراده بالجمال... فكل معشوق... يوسف...ولكن..
                            بعين زليخا..
                            أما أنا فوالله.. لست زليخا...
                            لأني ما غلقت على يوسف باباً.. ما حييت..
                            ولا قدمت عليه نقاء وجهي..
                            بل حفظته حتى تكسرت القضبان..
                            فإن لم أكن زليخا...
                            فمن أنا...؟
                            ربما تذكرت..!
                            أنا رب الدمع..
                            إذن فالذي جعل يوسف يتلبس بكل طيف...
                            هو... الـــ حلم...!!!!
                            لا الجمال..
                            نعم... كان طفلا يصعد العربة متى شاء..
                            بل.. ويرى المشاهد على جانبي الطريق كما هي..
                            بدون تشفير...
                            يسافر عبر الزمن.... ولـلأمام..
                            ا لـ.. أ..م..ا...م..
                            وهذا فريد..
                            ولكني تعلقته قبل أن يبوح لي بالرؤى..
                            وبعدها ازددت..
                            قلت له.. أن يكتم..
                            أن لا يخبر أحدا عن الـــ حلم..
                            نعم كان يسافر على خط الزمن.. وللأمام..
                            ويُحضِر الأشياء من مواضعها.. دون أن يعي.. خطورتها علي... ولا عليه..
                            ودون أن اعي أو أعلم أنه طفل..
                            يُحضرها حتى لو كانت سما..
                            أو بياض عيون...
                            لي.. وله..
                            يحضرها فحسب..
                            لهذا.. ولما أغابه الأبد...
                            لم أقل.. يوما.. عسى الله أن يأتيني به..!!
                            ولكن كلما.. نكأته داخلي سافية وجد من الخارج..
                            صحت.. وا أسفى...
                            ولا أذكر يوما أني قلت.... عسى الله ..
                            فلا عسى بعد القبر...
                            وما سكن قبله إلا السجن.. وقلبي في مراحله الثلاث ..
                            فلما... فر من السجن..
                            فررت منه.. إلى السجن..
                            حتى فقدت حاسة الشم..
                            أما الذوق..
                            فحاسة ولدت بدونها..
                            فلا تظاهرت بها يوما..
                            ولا سلكت العناء إليها ..
                            بل لم يشغلني أمرها..

                            ..........

                            كان بوسعي أن لا أكون بشرا..
                            وكان بوسعي أن يكون بشرا..
                            ولم يكن بوسعي أن لا يكون يوسف ..

                            .........


                            ..........
                            لو أني .. أطعته.. فنزل معي للبركة..
                            لجف عني ماؤها..
                            ولو أني أيضا.. أطعته.. فجلست معه على الجدار.. لما تبللتُ..
                            ولكن الله يريد..
                            ................
                            فلا أعترض أن لا يسيل إلا من ظهري الدم..
                            ولا أعترض على أن أرى دمي بعيني ..
                            ولا أعترض على أن لا أغسله إلا بالدمع..
                            ولا أنكر أن الشوك مؤلم..
                            لكن يده كانت بلسما..
                            ...............

                            وكنت كلما سألت طارقا.. أأنت يوسف؟...فقال لا...
                            أقول له..
                            إذن عفوك..
                            فلست من أحلم به..!!
                            أجرحه..
                            (وأعلمُ).. أني لا أقصد..
                            فأحاول أن اعتذر..
                            فأعتذر...
                            ولكن ما حيلتي أن لا أستطيع أن أتحدث إلا بلغة بائدة...
                            وما حيلتي أني كنت لا ألاحظ التعديل بأسماء الأيام..
                            ولا تغيير التاريخ..
                            هل كان نوعاً من العيش في لحظة...
                            هل من الممكن أن يتعاظم حدثٌ بسيط.. لدرجة أن يسجن الإحساس داخل قضبان لحظة.
                            ...............

                            ولكن المجروح..
                            لا يرى بياض عيوني..
                            فكيف له أن يرى سواد قلبي..

                            كيف.. والقلوب..
                            لا يمكن المرور إليها.. إلا عبر العيون..
                            فمن لا يرى بياض العيون...
                            صدقني..
                            لا يستطيع الجزم بسواد ما وراء العيون..
                            قطعا..

                            ..................


                            لست أدري..
                            ما إذا كان عاملا أوليا..
                            لكنه.. أول عامل..
                            وأهم عامل..
                            في اقتيادي لمنصة الإعدام...
                            وأظن ذنبي الأعظم. ..


                            فذنبي أنا...
                            وذنبي العظــــــيم,,


                            بأنني..
                            ـــ ولست آسفا ــــ
                            أحبـبـت...
                            قبل..
                            موسم البلوغ..


                            .........................
                            عندما شعرتُ بالألم..
                            أقول..

                            (( أشقتني "لوجه البوح " حتى أني على وشك أن احسم أمري معها ... ))
                            لا أدري..
                            كالدموع..
                            يا صاح...
                            ألسنا نخفيها عن الآخرين..
                            ونجود بها ذات خلوة !
                            هذا هو حالي مع حروفي..
                            أحس أنها لم تخلق لتلقى على الملأ
                            ربما كان خللاً في نظرتي..
                            ربما
                            لكن كيف تطيق فكرة أن يقرأ الجميع تفاصيل أحاسيسك ؟
                            قضت مضجعي هذه الفكرة !!
                            .............


                            هكذا كنت أقول..
                            وعرفت الآن..
                            ما سببي..
                            ................



                            لكني كنت قد قررت وانتهى الامر..
                            أراني في منامي على منصة إعدامي..
                            هنا..
                            وأرى ملأ مجتمعين..
                            وأراني أستمهلم قبل أن يرموا رأسي .. أستمهلهم مدة كافية لتصل الدمعة ..
                            لبر الأمان..

                            ولكن أراني لا أُمهل إلا ثوانٍ..
                            قبل وبعد استجواب أحاسيسي..
                            أراني أُسأل عن الأحلام..
                            فأجيب بالمقسوم.. أخبر عنه.. بكل حسرة...
                            لكن لماذا أراهم يسألونني.. فأجيبها..
                            أراني أجهد أن أخبرها..
                            ومهما حاولت..
                            صدقا.. كذبا.. خيالا.. حقيقة..
                            فلن تفهم..
                            لأن حولي خنادق من فلسفة ..
                            تكيل المر والعلقم..
                            أراني في النهاية... سأصمت..
                            وأشعر..
                            بالمرارة عندما أبلع.. حرفي البائد.. المبهم...
                            لقد عشت عي النطق..
                            وها أموت.. بغصة حرفي..

                            حلمت..
                            بأن حلماً لن يتحقق... بل... ربما يبقى.. بحلقي..
                            كبقاء الشجى في حلق ذي غصة..
                            فيقتلني..
                            قبل أن تفيق العتمة..
                            من دربي..
                            ..............................................
                            نعم خرجت من السجن..
                            لكني لا أشعر بفرحة الإحساس بالحرية...
                            لم أعد أشعر إلا بـ الألم.. فقط..
                            كم أتمنى لو كنت أستطيع أن أقول..
                            آآه..
                            ..................................

                            التعديل الأخير تم بواسطة ابراهيم هادي; الساعة 22-11-2013, 20:21.

                            تعليق

                            • ابراهيم هادي
                              قلم حر
                              • 09-08-2012
                              • 143

                              #29



                              ................................
                              ( اختفى سالم من تلك اللحظة من القرية ... )
                              وجلست أنا تعبان طيلة مدة اختفائه.. ولم أشك لأحد..
                              وأخذت عليها عهدا قبل أن تعلم أني أفارقها... أن لا تتكلم..
                              ( ولم يكن أبرَّ منها.. أحد.. ( لكني لم أعلم بذلك إلا بعد فوات الاوان..) )

                              في ذيك الفترة ما كنت اتكلم عليها...
                              ولا كلمة..
                              لم أكن أطيق الجلوس في المنزل.. فحاولت الخروج..
                              ورجعت ألعب بوح.. ولكن بنفسية متعبه..
                              وكانت ايام دراسة..
                              يعني اللعب.. خميس وجمعة.. بس..
                              وأول ما شفتها.. صفقتها كف أمام الجميع...
                              لسبب تافه.. ( أنا اختلقته..)
                              دخلت بيتها باكية..
                              فلم تخرج بعد ذلك..
                              وكان الي يجمع لي البوح.. في غيابها..
                              حسن.. ولد في سني أو أصغر مني..
                              اولاد قريتنا كانوا.. يفضلون رفقة الاولاد.. يسمي احدهم.. رفيقه.. واد...
                              وحسن هذا.. كان الجميع يتمنونه يرافقهم..
                              لكني.. جعلته يجمع لي سلب البوح.. ويأخذه له.. بإذني..
                              واقتصرت رفقته لي على هذا..!
                              خلال تلك الفترة خسرت عدة مرات..
                              وشاع الخبر ان براهيم براهيم... ممكن يخسر..
                              مر الاسبوع الاول والثاني.. والثالث..
                              وخرجت ورد في الرابع.. ولم أكلمها.. وكلما حاولت سؤالي فررت بنظري.. من عينيها..
                              لم يكن يعلم بهمي الا الله..
                              حزنتْ علي.. ثم تركتني..
                              ( أنا المخطي عليها.. ومع ذلك كانت متأسفة على حالي..!!!! )
                              ( وهذا مؤلم...جدا )
                              .......................
                              عادت..
                              وكنت كلما رايتها تضحك مع صالح.. يزداد تعبي..
                              فـــ...
                              أتذكر شيئا فانصرف..
                              كان الجميع قد لاحظ أني لست على ما يرام...
                              فرحوا.. ولم يكن أحد يملك التفسير... إلا ورد..
                              وانا تجنبتها..

                              ....................
                              عاد سالم...
                              فرحت بل.. طرت من الفرح..
                              تحسنت نفسيتي... وارتفعت معنوياتي...
                              وخرجت أطوف أزقة القرية.. وكأنما تلك الأزقة درب من النار...
                              حتى باب الجنة..
                              يسلكه ناج.. أعتقه الله.. بعد عذاب أليم..
                              ....................
                              حلمت تلك الليلة بورد..
                              وصباح الخميس..
                              استيقظت.. وانطلقت أجري.. حتى منزلها..
                              كلهم كانوا نياما... أيقظتها بقوة.. فاستيقظت كالمذعورة.. لم أمنحها الفرصة لتتحقق مني...
                              استطعت حملها... رغم أنها بنفس طولي وربما زاد وزنها عن وزني.. لكنها فرحتي والنشوة.. مكنتاني من حملها.. ومشيت بها وقبل باب منزلها.. سقطنا معا.. قلت لها هيا معي.. هيا فقط.. ومن غير كلام..
                              فرحتْ عندما رأت الفرحة في وجهي..
                              جرينا الى منزلنا.. فسبقتني.. ودخلناه..
                              أريتها منزلي الخشبي الصغير فوق... اعلى شجرة النيم...
                              كانت عملاقة..
                              بما يزيد عن ضعف عمري.. كان عمرها...
                              تسلقتْ معي..
                              قلت لها.. هذا منزلي.. بنيته حين كان عمري اربع سنوات..!!
                              هنا أختبيء عندما أخاف..
                              رغم أني ( لا أخاف شيئا..)... هكذا قلت لها...
                              وأريتها المكان الذي أخبيء فيه السبع بوحات..
                              قلت لها..
                              ــــــ ورد.. تذكري فقط.. هذا الصباح...! في هذا اليوم...!! في هذا المكان...!!! وعلى هذه الشجرة..!!!!
                              تذكري ما أقول..
                              (كل ما أعرفه عن نفسي.. أنني لا أخاف..
                              نعم أتألم ..
                              لكنني (لا أبكي)... يا ورد.. !!!
                              حتى لو تم تمزيق جسدي.. والله.. (لا أبكي..)!!!
                              (لا أبكي)... .. حتى حين يجب أن أبكي..!!
                              نعم أنا طفل ..
                              لكن كيف..أشعر أنك تحولينني لطفل خارق..
                              عندما أشعر انك معي.. أصنع العجائب.. لماذا..؟؟
                              أنا خدعتك عندما جئت تبكين من منظر الدم.. وقلت لك أن دورك سيحين بعد اخيك الرضيع...
                              ــــ ادري..
                              ــــ لكني لست مخادعا ولا كذابا.. يا ورد... فقط اردت ان اريك الغابة.. اردت ان اريك.. كيف ان الورل.. مسالم.. وكيف احنا عيال الفلاحين الصغار نمسك الحنشان.. التي يخافها الناس .. وما نخاف منها.. ممكن ابغى بس اتفيشر منك...
                              هذا فقط ما أردته..
                              لكني فشلت.. ان تكون اللحظات هناك جميلة.. فسامحيني..
                              ــــ انته سامحني.. فقد تعرضت لأشنع ما يمكن.. من أجلي... عشان تحميني..
                              كنت حزينة لاجلك.. طيلة هذه المدة.. وانت كنت زعلان مني لأنني سببت لك كل هذا..
                              ـــــ لا عليك.. اولا.. أنا لا يمكن أن ازعل منك..
                              ولا تؤنبي نفسك.. لأني ايضا.. ( لم اتعرض لأذى كبير..)
                              ولكن لا تسأليني,,
                              فقط لا تسأليني,,
                              و.. عديني انك ما تزعلين.. مني مهما فعلت.. مهما فعلت..!!
                              وتطاوعيني بكل ما اقول..
                              ـــــ اوعدك..

                              ......................

                              في اليوم الذي يليه..
                              رحت البرحة.. وحدي..
                              كانوا مجتمعين..
                              لقيت سالم موجود معهم...
                              فرحت..
                              كان جالس في آخر الجمع..
                              مشيت حتى عنده..
                              صافحته فاستحى أن لا يرد السلام أمام الجميع..
                              جلست الى جانبه .. ثم استجمعت شجاعتي.. وواجهته.. وتحدثت معه.. حتى احرجته وما زلت به حتى ابتسم..
                              واحضرت له علبة نيدو صغيرة مملوءة بوح.. ورجوته أن يقبلها.. رفض.. ثم أخذها..
                              حدثه قليلا..
                              وقمت لأنصرف..
                              فاذا ورد.. هناك.. تشاهد ما يجري..
                              تمعر وجهي..
                              اسودت الدنيا فوجهي..
                              وعدت للبيت..

                              ......................

                              اخذت خضير.. وعدت للبرحة..
                              البوووووح..
                              طلبت ابوعابد.. للــــ (كــوم)...
                              تهرب مني..
                              ( عرضت عليهم..
                              أن يختاروا من يلعب معي....
                              وأن أحضر كل البوح.. الي جمعته..
                              وأن يحضروا كل بوحهم..
                              ان فاز.. تنازلت لهم أو.. له.. عما جمعت.. ولا أعود لألعب مرة أخرى,,
                              ولو فزت.. فلي مثل الذي معي.. ، ومتى أرادوا استرداده عن طريق البرحة لا أرفض..
                              ولكن.. على شرط..
                              !!!....الكوم..!!!
                              وزدت لهم بندا.. ظاهره الغرور.. وباطنه.... ! ورد...!
                              قلت لهم..
                              أتير بقيسي... وانا.. ( مغمض..)
                              ولا أتير.. إلا.. بــ خضير..
                              وافقوا فورا لما سمعوا كلمة.. ( مغمض )..
                              كنت حريصا أن تسمع ورد.. كل بنودي..
                              ارتاعت هي ايضا.. من كلمة.. (...كل البوح...)..
                              كان في منزلهم.. سطلين... مملوءة.. بوحا..
                              كل واحد مكتوب عليه.. معجون جاهز للخشب والجدران..
                              أي أن عدد البوح.. كبير جدا...
                              كنا صغارا.. حتى المراهقين منا.. يعتبرون أطفالا صغارا...
                              ما لم أشر إليه في القصة.. هو أنه كانت هناك متاجرة يومية بالبوح..
                              قيمة الصنبتين بريال..
                              والبوح.. الحبة.. بريال..
                              الـ قيس الجيد.. قد تصل قيمته لـــ خمسة ريالات..
                              والوردة لا قيمة لها.. على رغم أنها الأجمل..!!
                              والكرك.. متذبذب...
                              مما يعني أن خساراتهم كانت فادحة..
                              وأن خسارتي ستكون الأفدح... فيما لو سُلبت..
                              وأنهم سيغنمون مني لو خسرت.. مغنم سنوات.. من اللعب..
                              صنعوا الدائرة الكبرى في البداية.. تشاوروا فيما بينهم... ثم أعادوا رسمها ولكن.. أصغر من المعتاد..
                              ونواتها.. كبيرة...
                              وحشروا البوح.. في قلب النواة.. ولكنه كان منظوما...
                              كان لصالح.. بوحة جميلة..
                              جعلوا المد خياليا..
                              يزيد على العشرين متر...
                              وكل هذه مؤشرات..لـــ فخ.. تظاهرت بعدم رؤيته...
                              وجعلوا الدور الأول لي...
                              ( هناك جانب لم أشر اليه من قبل..
                              كل لاعب لابد أن يلعب بــ قيسين.. لا بقيس واحد..
                              أي أنه يتير في كل لعبة في دوره مرتين...
                              ولم أكن ألعب إلا بواحد..
                              وكانوا قبلوا.. من أول يوم.. لأن الفرصة في كسب اللعبة بواحد أقل منها باثنين..
                              أي أن هذا ليس في صالحي.. أصلا..
                              لكنه لا يخل بروح اللعبة.. )

                              ...................

                              صالح سيواجهني..

                              لاني سألعب مغمض العين..
                              لم يقل هذا ولكني اتوقع ذلك..
                              وكانت البداية لي.. فماذا فعلت...؟
                              ناديت ورد... أمامهم..
                              قلت لها أمسكي هذه.. (بوحة صالح..) واذهبي بها.. لقلب الكوم..
                              واختاري لها موضعا...
                              وقلت أمامهم...
                              اشهدوا...... اذا وضعتِها ورد بيدها.. سأصيبها... مغمض..!!
                              وفَعَلَتْ..
                              ثم قلت لها.. قفي ورائي تماما والتصقي بي كجزء مني..
                              مدي يديك.. وغطي على عيني..
                              عندما جاءت من ورائي.. كلهم اقترب مني.. ليتأكدوا من أن لا فراغ بين أصابعها.. فأرى منه..
                              وغطت على عيني.. بيديها..
                              امسكت القيس برفق..
                              وانحنيت لأرسله... فانحنت معي...
                              لم أكن أمارس الغرور..
                              بل... أردت أن تشعر بشيء أنا شعرت به حقا..
                              (( أنها ورائي.. !! ))
                              أن وجودها في كل شيء يصنع العجائب ..
                              وارسلتُه.. وكفيها على عيني..
                              مع شعوري بوجودنا خارج العبة..
                              أرسلته ولم أفتح عيني.. ونسيتْ أن ترفع كفيها..
                              وسمعتها الوحيدة التي صاحت..
                              أخرج قيسي بوحة صالح.... من بين ثلاثين بوحة.. تقريبا...
                              أخرجها من الدائرتين..
                              فكان الاثنين..
                              خارج دائرة الـــ كوم..
                              (قيسي..)
                              ( وبوحة صالح.. )
                              استدرت... وأمسكت ورد.. قدام الجميع..!!
                              ( حضنتها.. بشكل مفاجيء.. وبستها قدام اهل القرية..!!! )
                              وأطلقتها.. لا ترى دربها من خجلها.. لا تدري عن شيء.. ولم تعتد مني قبل ذلك ما يحرج... ولا ما يجرح... !
                              وقبل أن أطالبهم بما هو لي..
                              قالوا.... قف.. !!
                              لا... فوز... لك.. !!!
                              قيسك هذا غير مقبول.. هذا أولا.... لأنه ما هو محشي زفت.. !!!
                              قلت.. هذا ليس صحيحا..
                              ليس عدلا..
                              أنا رفضت من البداية حشوته..
                              قالوا ثانيا انته تلعب بقيس واحد..
                              واللعبة.. بالجوز.. !!
                              وليست بالفرد...

                              (عندما سمعت هذا قررت ترك المكان..)
                              وقبل.. أن (أعطيهم ظهري..) قلت لهم..
                              اذن احتفظوا ببوحكم..!
                              لست حريصا على الكسب... !!
                              و...
                              مضيت..
                              صاح أحدهم....... براهيم.. اوقف.. !..
                              بأي اصبع تلعب..؟؟؟
                              كان ابوعابد.. هو من سألني... بأي اصبع..
                              التفت اليه..
                              مددت ذراعي مبسوطة الكف...
                              جعلت راحتها للأعلى.. وظاهرها للأسفل...
                              ورفعت له الوسطى التي العب بها.. نصبتها للأعلى.. منفردة..!
                              وقلت له...
                              هذا..!!!!
                              و... (اعطيتهم ظهري..)
                              وأردت أن أمضي..
                              سمعت الركض خلفي.. يتجه نحوي..
                              وآآخ.. أحسست بضربة حجر بمؤخرة رأسي..
                              لم أسقط اثرها..
                              هجموا علي..
                              ولم أشعر إلا بالركل.. واللكم.. واللطم..
                              لا أدري كم عددهم..
                              إنما أثخنوني...
                              (شعرت بضربة بين ضلوعي.. )
                              فقدت على اثرها الوعي...

                              ...............

                              على اثر دمعة سقطت على وجهي..
                              استعدت وعيي..
                              لم تكن الدنيا مظلمة... إلا بعيني....
                              لكني استطعت رؤية.. حناية هائلة..(شجرة حنا .. ).. خلفها..
                              ــــ أين نحن..؟
                              ـــــ بعيدا عنهم... لا تخف..
                              ــــــ انا لا أخاف.. يا ورد.. !!!
                              ـــــ اتبتسم..؟
                              ـــــ لأني لا ابكي يا ورد.. ولن ابكي.. حتى أموت.. أعدك بهذا..
                              ــــ براهيم..
                              لا تتضايق.. حتى لو بكيت.. ما فيها شي.. انته جاهل..
                              براهيم.. برضه... لا تتضايق..
                              ذهب البوح... !!
                              أخذوه.. !
                              السطلين.. والعلبة الكبيرة..
                              ـــــ كله..؟؟؟؟؟؟ حتى خضير.. والوردتين..؟؟؟
                              ــــــ كله..
                              ــــــ ورد... هل رأيت في يد أحد منهم ــــ قبل لا أطيح ــــ... حديدة ـ... ؟؟؟
                              ـــــ مدري.. بس كلهم ضربوك..
                              ــــــ كلهم..؟؟؟
                              ــــــ فقط صالح.. جاول الدفاع عنك لكنهم ضربوه ايضا..
                              ـــــــ صالح..!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
                              ( عندما قالت ان صالح وقف معي.. صعقتني صفعة هذا الخبر..)
                              ــــــ نعم... عندما رآني أحاول الدفاع عنك.. دفعني.. وتدخل معك.. لكنهم ضربوه..
                              ــــــ ولماذا تتدخلين....؟؟؟؟ ...
                              ( وهنا.. صفعتين... أما تدخلها فليس بالامر المستنكر في ذلك السن..ولكن الصفعة بالنسبة لي.. أن يحميها صالح...)
                              ويحميك صالح.. ليش.. ؟؟؟
                              ــــــ لو ما دافع صالح عني أمي راح تضربه ..
                              ـــــــ..؟؟؟..
                              واش دخل امك انتي ؟
                              ـــــ صالح خالي..
                              ـــــ صدق !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
                              ( لم أستطع أن أخبرها كم كنت أحمق... بل غلبتني الفرحة.. فضحكت... )
                              ــــــ ليش تضحك؟؟
                              ــــــ انتي نكتة محطوطة...
                              ــــــ وانته خبعة !!!!... و..
                              وصخ !!
                              ـــــــ عشان البوسة.. أنا آسف.. تههورت!!
                              ـــــــ عشان كل حاجة سويتها...
                              عشان وجهك هذا الازرق.. والاخضر.. !
                              عشان شفتك هذي المورمة.. !!
                              عشان هذا الدم من أنفك.. !!!
                              براهيم...ليش سويت لهم ذيك الحركة.. عاجبك الي صاير لك ذحين.. ؟
                              ــــــ أي حركة..؟
                              ــــــ الي انضربت عشانها..؟
                              ـــــــ البوسة..؟
                              ــــــ براهيم..!!!! لا تسوي نفسك ما تدري..!!!!
                              حركة يدك... لما رفعت صبعك..!!
                              ــــــ هااااه... قصدك كذا.. ( وسويت نفس الحركة..).. وابتسمْت... فـــ زعِلَتْ..
                              ــــــ عيب عليك تقولها لي.. في وجهي !!!
                              ــــــ كيف يعني عيب.. يا ورد ؟؟...
                              سألوني وجاوبتهم...!!!
                              سألوني بأي اصبع أتـــير..؟
                              وجاوبتهم..
                              وانا بهذي اتـــير..
                              ومالي فيها قصد.. ولا عارف انها عيب.. ولا ان لها معنى ثاني.. اصلا.. إلا ذحين.. منك..

                              ورد...
                              انا كل وقتي أما في ذيك الغابة أنا والمنبال أصيد .. أو اذا كنت في البيت أقضي وقتي فوق... في البيت الي شفتيه فوق الشجرة..
                              معاكم فيديو..؟
                              ـــــ لا.. ليش..؟
                              ـــــ معانا فيديو..ومن وقت ما شفت فيلم توم.. وهاك.. على طول سويت لي بيت فوق الشجرة.. وصرت احيانا انام فيه...
                              يعني...
                              حاجات كثير ماني فاهمها.. فاتتني...
                              وما أدري ان رفع صبعي بالطريقة ذي.. عيب..
                              وبعدين أنا متأكد اني ما انضربت علشان الحركة ( الوصخة)..
                              وانما علشان ما ألعب بوح مرة ثانية..
                              ..............

                              ((( كان البوح الي معاية بقيمة.. قطعة أرض.. بمساحة منزل..
                              كانت قيمة القيراط في قريتنا أيامها.. ثلاثة آلاف ريال...
                              وكنت أعلم هذا.. وورد هي من أخبرتني عن هذا...
                              فقد كانت تقوم بعدِّه ..
                              قالت أني كسبت ما قيمته أربعة آلاف ريال
                              لأنها كانت تستطيع أن تعد إلى الألف..
                              وكنت لا أستطيع تجاوز المئة في العد...)))

                              حتى الحروف الي كتبتها لي على الارض.. ما كانت تدري اني ما عرفت أقراها.. وحفظت بس شكلها.. ورحت كتبتها لعطافة.. وقلت لها.. اقري لي الكلمة ذي... وقرتها..
                              .............
                              .............

                              لم ألعب بالبوح منذ ذلك الصباح..
                              حتى اللحظة..
                              ....................

                              بنهاية المرحلة الابتدائية...
                              شعرت أن شيئا يتغير.. في تصرفاتها.. وشكلها..
                              جلسنا خلف شجرة الحنا.. بين منزلهم ومنزل جدتها...
                              بعد صلاة المغرب.. وبعد معركة دامية.. اثر مباراة.. بين فريقنا وفريق آخر.. من القرية التي تلينا..
                              (وضعت رأسي على حجرها...)
                              ــــ أنفك لا زال ينزف..
                              ـــــ لا تقلقي.. سيتوقف نزيفه..
                              كلما نزف أرتاح...
                              ورد..
                              فيك شيء.. يناديني وأنا أتبعه..
                              أدمنتك.. حتى صرت لا أستطيع رؤية الاشياء بدونك..
                              لكني أشعر ان الخطا تبتعد..
                              أنت تتغيرين..
                              نعم صرت احلى.. لكنك ابعد.. وابعد..
                              واتوقع أن لا يسير كل شيء كما أريد..
                              انا ايضا بدأت أتغير.. وقريبا لن استطيع الا أن اراك في النادر..
                              لكن..
                              عديني مهما حصل أنك لي..
                              عديني انك لن تكوني غير ما أعرفك..
                              أن لا تكوني إلا أنت.. دائما..
                              ــــ اوعدك..
                              ـــــ تذكرين البركة.. والمنبال..؟
                              ـــــ اذكر..
                              ــــ تذكرين آخر يوم لعبت فيه بوح... يوم انضربت عند بيتكم.. ؟
                              ـــــ ايوه..
                              ــــــ تذكرين قبل اللعبة نفسها بيوم واحد اني تكلمت مع سالم.. والتفت.. الا وانتي ورايه.. تطالعين.. ؟
                              ـــــ اذكر.. انك.. كنت قبلها (تعبان)... وزعلان مني.. وأول ما ظهر الكلب.. شفتك تتكلم معاه..؟
                              ــــ ورد..
                              تذكرين السنة الماضية مرة طلعنا على الدباب.. ومرينا جنبه وقلتي ( هذا الكلب سالم ).. وقلتي انه كان ينظر إلي.. و... (( يضحك..))..
                              ( وانا قبلها كنت أعطيها بدلة رياضية من ملابسي.. تلبسها.. وتحط قبوع على شعرها..
                              ونظارة سودا.. ونطلع نتمشى على الدباب...
                              على اساس انها واحد صديقي.. من حارة بعيدة .. كنا صغار وهذه ليست كبيرة... فقط خطورة الدباب علينا..
                              كنا تقريبا في الثانية عشر.. ولم تكن تحجبت بعد حجابا كاملا... كانت مغامرات ما تبقى من (الطفولة) وقبل المراهقة ... ليس الا..))
                              تذكرين يومها سألتك..
                              ــــــ ليش (كلب)...؟
                              مالك وماله..!!
                              قلتي... لأنه ينظر إلي ويضحك..؟

                              ـــــ أذكر اني حرقت منه .. بعد كل الي سواه لك.. يطالع فيك.. ويضحك..
                              ــــــ ورد..
                              سالم... لم.... يكن.... يضحك...!!!!!
                              ( لو كنت تأملتِ شكله يوم اعطيته علبة البوح كان تأسفتي عليه...)
                              ((لم يكن يضحك..))
                              المسكين... مشوه لدرجة فظيعة..
                              كان أشرم.. يا ورد..
                              وناقص ثنتين من أسنانه.. !!!!
                              ــــــ ؟؟؟؟
                              ـــــــ ذلك اليوم... مقابل الدغل..
                              لما فك يدك قلت لك انتظريني تحت الأثلة ...الي ذحين صارت مبروقة..
                              ومشيتي..
                              حطيت يدي على سروالي.. وقلت له خلك مكانك.. حتى تبعد ورد..
                              ما كان عنده مشكله.. سينتظر...
                              سروالي... ما كانت يدي عليه عشان أفصخه.. لا..
                              انما علشان أطلع منبالي...
                              أول ما مشيتي مسافة.. طلعت منبالي من سروالي.. ونبلته بقوتي كلها..
                              شفتي ذاك المنبال الي مزَّقت به الهجفة البيضا..؟

                              الهجف نوعين.. يا ورد..
                              أحمر... ( قماري البيوت).. الي تشوفينه.. في بيتكم..
                              والأبيض مستوحش.. عصي.. عاتر.. قوي.. ما ينصاد بسهولة.. واذا أصيب.. ما يطيح بسهولة.. وقوة عضلاته.. تمنع ان يتمزق بسهولة.. خاصة منطقة الصدر..
                              كان المنبال.. ( أربعة في خمسة.... أربعة أدوار... في كل دور خمس مطاطات ميرزا يعني أصلية.. )

                              ــــ يعني.. ؟؟؟
                              ـــــ يعني إذا صوبته على ( جمجمة آدمي من الخلف)... وشديته بقوة..
                              متأكد... إني راح... أقتله...!!
                              وأنا عارف..
                              وهو عارف..
                              لكنه لم يتوقع أن منبالي معي...
                              ــــــ ؟؟؟؟؟
                              ــــــ وأول ما شديت منبالي... تسمَّرَ هو.. واستسلَم.... وقال.. خلاص يا براهيم.. خلاص.. ( روح.. والله ما ألمسك... ولا أقرب منك.. ولا منها..).. لا تنبل.. خلاص..

                              لكني مستحيل أثق فيه ذيك اللحظة.. ما قالها إلا خوف من المنبال... !!!!
                              فـــ..
                              نبلته.... وبكل قوتي... و.. مباشرة.. إلى فمه..!!
                              تمزق فمه.... وتكسرت أسنانه.. صاح.. ركع على ركبتيه.. وعلى يديه..
                              شاف بعينه شظايا أسنانه.. ونزف بشكل مخيف.. وكان..( يبزق دم.. وعلق..)
                              وأنا كنت صغير يومها... ومنظر الدم الي يطلع من فمه.. رسخ في عقلي انه قاعد يموت..!!
                              هربت..
                              ووالله ما هربت خوف من الي صار..
                              ( ولا ندمت.. )
                              فلا خيار..
                              انما بس ما ابغاك تشوفين.. منظر واحد يموت قدامك...
                              (وقتها.. بدا لي... بل كنت على يقين.. أن بزق الدم بتلك الطريقة.. إنما هو احتضار..)
                              تدرين لو كان قرّب منك.. وما نفع المنبال ..كان اش ممكن اسوي.. ؟
                              كان معايه سكين برضه فسروالي.. وما راح اردها من صدره..
                              تدرين واحنا نجري.. ( كنت مقتنع تماما.. اني قتلت...)
                              وما كنت نادم.. إنما كنت أركض وأراجع ذكرياتي مع المنبال نفسه... باشمئزاز شديد منه.. أرى فيه أداة قتل..
                              كنت قبلها أحمي به نفسي.. واستخدمه غالبا لمتعة الصيد.. كنت أبغى أرميه واحنا نجري... وفي نفس الوقت أركض وأتخيل الولد هذا وهو يموت...
                              وما عطشت من الركض... انما هلعا من منظر الدم على وجه قتيل..
                              ولو لم استفرغ.. لا أدري ما كان سيحدث لي.. أظن رأسي كان سينفجر...
                              .....................
                              .....................

                              تذكرين لما قلت لك ابغى اوريك حاجة وجيت أدخل يدي في سروالي عشان اطلع المنبال..
                              ولطمتيني..؟!!!!
                              وطلعته.. وكلمتك.. عن قتل العصافير.. والطيور.. بكل ندم..
                              تذكرين لما قتلت هجفة قدامك..؟!!!!
                              تدرين ليش سويت كذا..؟
                              ابغاك انتي تقررين اني اتخلص من المنبال..
                              لأني ساعتها واثق ان الولد مات !.. انقتل!!.. وبمنبالي ..!! وكرهت المنبال.. وكرهت نفسي...
                              تدرين ليش بعدها صرت تعبان.. وما اجلس إلا لحالي..
                              لأني كل يوم اسأل عنه ويقولون اختفى فجأة.. ؟
                              كانت ..تزيد قناعتي.. كل يوم عن الآخر... ( انه مات..)
                              وأنني قاتل...
                              لا أعرف عنه الكثير..
                              بيتهم.. كان بعيد عن حارتنا... في.. (قطبة)..
                              ذهبت لحارتهم وانا أتمنى ألقاه.. لو مصاب...
                              سألت عن بيتهم...
                              دلوني عليه..
                              ودخلت.. فإذا به عشة... في وسط البيوت.. ولا حتى جدار طين يحيط بها..
                              فقط عشة..!!
                              فيها قعادتين.. على احداها..عجوز عمياء..
                              جدته..
                              والأخرى خالية ... أقسم اني شعرت بها تلعنني..

                              ومع حركة دخولي.. صاحت تلك العجوز العمياء من بطن قعادتها.... ولكن بصوتها الضعيف...
                              سالم..!!!
                              قلت لها.. لست سالم...
                              بل جئت اريد سالم.. فأين أجده...؟
                              شكت لي من غيابه.. وهي تبكي...
                              قالت نعم هو مؤذي.. لكنه ومن رائحة ابنتي الوحيدة التي ماتت في النفاس به..
                              فهو ابن ابنتها الوحيد.. ايضا.. ولا أحد لها سواه..
                              وحيدها...!!
                              سألتني هل آذاك يا صغيري..؟
                              يشتكون منه دائما ولكنه مسكين..
                              ـــــ لا.. والله... لا.. انما أسأل عنه..
                              سألتها عن ابيه.. قالت توفي بعد موت زوجته بأقل من عام...
                              أظنها ظلت تحكي كثيرا..
                              أما أنا فلم أحتمل المزيد من الجلد وانسحبت بعدما علمت منها أنني... ( قتلت صبيا.. يتيم الابوين... لم ير أمه يوما.. ولا عرف أباه...)
                              ولم أعلم في حياتي يوما أشأم ولا أسود علي من تلك الأيام..
                              كنت لا أستطيع النوم وإن غفوت.. فأنا أراه.. يحتضر.. وأرى جدته تبكي..

                              كنت تعبان اكثر من شهر.. لأني أحسب أنه مات..
                              كل يوم كنت اروح افتش حول المكان الي نبلته فيه.. ادوِّر عليه..
                              اقول يمكن.. زحف... وزحف... ومات في مكان ثاني.. أفتش في كل مكان ثاني... ولا أجد إلا ما أخشاه..
                              أقول أكيد بعد ما مات.. شاله النباش.. وراح يتعشى به..
                              ( يعني متأكد إنه مات..)
                              كل يوم انوي اروح لأقاربه أقول لهم.. انا قتلت سالم... لكن والله... دفاعا عن نفسي.. من غير ما اقصد قتله..
                              أعود لنفسي فأقول..
                              أي أقارب...!!!
                              جدته.. !!!!!!
                              وأتخيلها تموت.. أول ما تسمع إنه مات...
                              مستحيل.. !!!
                              كان بس اتخيل اني اعترف.. وانسجن.. واخسرك..

                              آآآه يا ورد..
                              كانت أحوج لحظاتي اليك..
                              وكنت أخشى الكلام عليك..
                              كان الامر عظيما في داخلي...
                              ولا حيلة لي... ولا أفقه الكثير في هذه الدنيا...
                              تخيلي بس لو إنك مكاني... (( أنت وهذا الإحساس المريع.. لوحدك.. لا يمكنك.. أن تفضفضي لمخلوق... فيخف همك... تخيلي... مو إن أخوك الطفل انختن وسال الدم منه.. لا..
                              بل تخيلي.. أنك لسا طفلة.. وانقتل ولد قدامك.. ولفظ أنفاسه قدامك...
                              وكل هذا حطيه على جنب...
                              وتخيلي لو لحظة.. لو بس لحظة... إنك... أنتي.. الي قتله...
                              وتخيلي بعدها.. إن الولد ــــ مهما كان صايع ــــ.. يتيم... عمره.. ما شاف.. أبويه..
                              لا يدري ما معنى أم... ولم ير أبا...
                              وتخيلي العجوز العمياء في بطن قعادتها.. وهي مستنياه.. مع كل هبة هوا ، تصيح : سالم!! ))

                              كانت تحول حواجز دون اخبار أهلي..
                              ورد... أنتم تشتكون على أهاليكم بكل صغيرة وكبيرة.. تشتكون..من كل سوء تلقونه..
                              أما أنا فلا أستطيع أن أناقش حتى أبسط الأمور مع أهلي..
                              فكيف.... ( أبوح ).... بكارثة كهذه.. لهم...
                              لا أريد أن أحمِّل أمي المزيد من القهر..
                              لا زالت تبكي أبي...
                              ولا تنساها الدموع.. حتى تذكر خمجان فتبكيه..
                              وأما محمد.. فأنا أهرب من عذابي عليها عندما تتذكره...
                              أهرب لبيتي بأعلى الشجرة..
                              أدعو الله من مكان أقرب.. أن ينسيها..
                              وينسيني.....
                              ورد..
                              فكيف.. أزف اليها قاصمة ظهر كهذه.. ؟
                              محاااال..
                              وإن أخبرت فيصل.. الأقرب مني..
                              فلن يتأخر عليها بالخبر...
                              يستحيل..
                              فهي لا تسلو عن بؤسها إلا حين تراني..
                              أفأنكب عيشتها..
                              كان مطلوبا مني أن آكل... وأشرب.. وأذهب إلى المدرسة...
                              (وأخبيء عن أهلي قاتلا.. بينهم... وفي ملابسي..)
                              وأي تغير بسيط....
                              لماذا..؟...
                              وماذا بك...؟
                              ثم يجرجروني في الكلام..
                              لا لا.. مستحيل..
                              لقد يئست من نفسي..
                              وأنا طفل يا ورد.. فلاح..
                              كل ذكائي فطري.. فقط..
                              وليس إلا..
                              في حماية نفسي.. من كلب.. من حيوان متوحش..
                              من أحد أقراني.. في عراك..
                              أشياء كهذه..
                              أما معضلة كتلك.. فصدقيني.. لا أستطيع التعامل معها..
                              لقد كسرتْ ظهراً غضاً عن حملها..




                              لمن سيبوح.. طفل... منكوب..
                              أفكر فيك..
                              وكلما فكرت في اللجوء اليك.. أتذكر أنك لم تحتملي رؤية ختانة رضيع..
                              ولا رؤية هجفة.. تنازع جسدها الحياة فيما تبقى من روحها..
                              اختلقت لك خطأ ...
                              ولطمتك.. عليه.. وقلبت وجهي فيك..
                              كي تبتعدي.. عني.. بإرادتك...

                              لم أستطع اللجوء الى أحد... حتى الله...
                              حتى الله يا ورد....
                              والله...كنت أختبيء منه كل ليلة.. تحت لحافي... لأنام... فتهاجمني طوابير من الكوابيس المتوحشة...
                              أختبيء من الله.. وحين لا يراني في الظلام.. ساعتها أغمض جفني.. فيهجم سالم..
                              محتضرا ويبصق العلق وينفث أنفاسه دماً.. في طريقه إلي...
                              وأصحو مع البرد المبلل...
                              أكتشف نص الليل اني صرت أتبول نائما في فراشي..
                              أقلب فراشي... وأخشى أن يميز إخواني عن طريق بولي أني قاتل فيخبروا أمي فتطب ساكتة.. من فجيعتها..
                              ولم أزل كذلك...
                              حتى اقتنعت أني قاتل يا ورد..
                              ولعنت كل يوم.. نفسي..
                              ولعنت وجهي كل صباح ، ولعنت المنابيل والصنيف.. والمغامرات...
                              ولم أستطع اقناع نفسي أني.. (.. بحجة الدفاع عن النفس.. )...
                              لأن الفكرة... (الخروج )... كانت فكرتي ولأني أنا من طلبت منك الخروج للصنيف ولأني أنا من أقنعتك.. وبالحيلة...
                              كلما لذت بحجة الدفاع عن النفس.. بصق علي منظر الجدة المفؤودة.. وطريقة نشأته...
                              يقولون يا ورد أن الدموع تشفي...
                              ولكني لا أذكر أن دمعة سقطت يوما من جفوني..... فأنا محروم من الدمع حتى الآن...
                              فهل هذا صحيح...؟
                              هل في الدموع شفاء..
                              .................................

                              ورد..
                              ( تخيلي كيف راح أكون إذا شفته.. فجأة.. حي )
                              أنا أول ما قالوا سالم رجع من عند عمته..
                              ما نمت من ( الفرحة...)
                              حتى لما شفت وجهه مشوه.. نعم استحيت منه.. لكني فرحتي انه ما مات.. كان أكبر بكثير...
                              ولم أستطع أن اخفي فرحتي ( في وجهه...)
                              اعتذرت له بيني وبينه..
                              ولو لم يرض لاعتذرت له على الملأ..
                              ولو كنت أستطيع أن أبكي.. ولم يرض.. لبكيت بين يديه حتى يرضى...
                              اعتذرت له بيني وبينه... واعطيته الصنب وفرحته.. وقلت له لا تقول.. ( براهيم نبلني ) لأني خايف أهلي يدرون..
                              ( وكنت أكذب عليه .. فلم يخطر هذا ببالي.. لأنه خايف ينسئل .. )
                              فوعدني ما يقول.. ولم أتركه حتى جعلته يحس انه متفضل عليَّ.. واقتنع.. وطابت نفسي..
                              وما كنت مستاء منك ايامها.. والله ما كنت مستاء.. انما كنت برضه خايف اعترف لك اني قتلت.. فتخافين مني واخسرك.. عبثت بي مشاعر كثيرة.. أغلبها كان يجب أن تكوني بعيدة عنها...


                              عندما شاهدتِني أتكلم معه...
                              اسودت الدنيا في وجهي.. أتعلمين لماذا..؟ خطر على بالي.. أنك حين ابتسمتُ لصالح وتحدثت اليه.. ستظنين أنه صديقي وأنني اتفقت معه على خداعك..!!!!!!
                              خطر هذا على بالي.. لأني أعلم لا تفسير آخر لديك... لكني كلما تذكرت أنه لم يمت.. أسلو عما عدا ذلك..
                              وكلما ضاقت علي ملامح أمرك..
                              أمني نفسي بحسن ظنك.. ما استطعت...

                              (( هذا جزء من حديث دار بيني وبينها.. بعدما لاحظتُ أن صوتي بدأ بالخشونة.. وتغيرت ملامح وجهي.. وبدأت نظرات أهلها تستنكر براءتي.. وبعدما شعرت أن الحجاب سيحول بيني وبينها..
                              وشعرت أني ربما بلغت الحلم...
                              وفكرت كثيرا ثم خشيت الكارثة الأسوأ في النهاية...
                              خشيت من جمالها على قسمتي..
                              كان جانب عشها الضعيف.... الذي أخشى أن تؤتى منه.. هو... المال..
                              فأحطتها بجدار من الوضوح بينها وبين ذلك الجانب الضعيف..
                              لئلا يعلق بذهنها ما ليس مني.. فيحول دون نمو شجرة كنت أتعاهدها بالسقيا كلما زرت قلبها.. أو تعتذر به لنفسها يوم تُضْطَرُّ لقتلي..
                              لكنها...
                              وبعيدا.. عن كل هذا..
                              صارت كل يوم أجمل ...
                              و
                              ...............

                              حتى الآن..
                              أنا أكثر ما في الصورة..
                              لأن المهم... في هذه الصفحة... هو الرسم من جهتي... فقط..

                              .................................

                              قبل الحجاب..
                              كنت أنا أجمل مني بعده...
                              وقبله كانت هي أحلى..
                              فصارت أحلى .. وأحلى...
                              ..............................................
                              !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

                              فيما بعد...

                              ( أح ب ك)
                              هذه الكلمة...
                              عندما خرجت من فيها لأول مرة..
                              سمعت أذان الفجر...
                              بأم روحي...
                              وبلغ بي الغرور..
                              حد العرش...
                              .........................
                              عندما قالت لي....
                              .............ا ح ب ك.........
                              قلت لها..
                              صمتا...
                              سألتني لماذا أطلب منها الصمت...؟
                              فأخبرتها..

                              ..............

                              أردتها أن تصغي معي... قبل أذان الفجر..

                              لصياح الديكة..
                              سألتني... وهي الأفقه مني.. وهل تفقه لغة الطير..؟
                              قلت.. لا قبل الآن..!
                              بس ذحين أسمع كل ديك يقاقي...
                              بكل فصاحة الديكة..
                              ـــــ وماذا تقول....؟
                              ـــــ تصيح.. أن
                              (( الملك لله..

                              ثم لــ..
                              براهيم براهيم.. ))

                              ...............

                              ....................

                              قبل هذا بكثير..

                              اكتشفتُ.. الحلم من أمرها..
                              قبل تلك الكلمة...
                              في البداية..
                              أخبرتني سرا.. عن أشياء ستقع..
                              لا احتمال فيها لفراسة.. ولا لتوقع مبني على مجريات.. ولا على تلقي خبر...
                              ( تماما كما أقول.. بلا معطيات..)
                              وعند حدوث.. ما تخبرني به ، كنت أدخل في دوامة ذهول وكانت ترقص أمامي فرحا بلون النشوة.. كأنها من العصافير...

                              ...................


                              ثم أحدقت بها..

                              حاصرتها...
                              فأخبرتني أنها... فقط تحلم..
                              تحلم بالشيء...
                              فيقع..

                              ...................

                              الغريب...

                              أن هذا لم يحدث عدة مرات...
                              بل...
                              باستمرار...

                              دائما..

                              ..................


                              كان تنبؤها..

                              على كيفها...
                              وأحيانا...
                              إذا... ( طلبت منها معرفة نتيجة قادمة..!!!!)
                              وأكثرت في التحيل عليها...
                              تخبرني بالنتيجة... و..
                              ((( بالتفصيل..)))

                              ....................

                              السحر أحد احتمالات التفسير .. فيما لو كنت أتكلم الآن عن امرأة..
                              لكن أنا أتكلم عن فتاة وهبها الله ذلك من لدنه.. في التاسعة من عمرها.. ثم ..العاشرة.. ثم ما بعدها..
                              ..


                              ..............

                              رأيتها كيف تنتشي ولا تسعها الدنيا.. عندما يثبت لي تفاصيل صدقها..
                              بكل براءة..
                              ...............

                              كانت تصف حين تخبرني بغاية الوضوح..
                              إلا حين يتعلق.. الأمر بي...
                              فلا شيء واضح...
                              ..............

                              أما بعض ما لم يكن واضحا.. لدي..

                              في عامي السابع والعشرين...
                              أخبرَتْ شخصا ليخبرني بــ أنها تراني.. (في البحر)... (حوتا..) ..
                              وعندما سألتها..
                              كيف أكون حوتا.. كان جوابها :
                              أنا..
                              (سأحولك).. (فجأة).. إلى.. (حوت)..
                              قلت لها لماذا أخبرت ذلك الذي باح لي بهذا ؟
                              قالت...
                              كيفي مو شغلك.. أحلامي... وأنا حرة...!!!
                              قلت لها...
                              ارجووك... ما كل الاحلام تحكى .. !!!
                              أخاف من تاليتها..
                              قالت..
                              ما هو إلا خير...

                              .................
                              أيامها لم يخطر على بالي أن أكتب يوما شيئا.. ولا شيء من قبيل هذا..
                              سيكون كلامي هذا واضحا.. ولكن في النهاية..



                              ................

                              وبعض ما لم يكن من أحلامها واضحا أيضا :
                              ( أحمل قلبك..
                              أعلقه صورته على أكبر حائط.. فأرسم وجهه جمبلا..
                              وحين يأتي دور عينيه..
                              أختار لك.. اللون الأبيض...)

                              ........................
                              كانت أناملها سحرية..
                              ( تنقش ) بابداع يفوق الوصف..
                              ........................
                              أيضاً..

                              ( أشطبُ خانة عمرك...
                              من شهادة ميلادك..
                              بسيف جدك.. )

                              ................
                              قالت..
                              أراني ألطمك...
                              بــ (آخر ) قوتي...
                              فــ أعيدك طفلا ..
                              .................

                              تلك أحلامها التي خصتني بها والتي كانت غير واضحة بالنسبة لي..
                              أما البقية.. وفيما لا يتعلق بي..
                              فوصفها غاية في الدقة ..
                              ............................

                              تعودتْ على هذا حتى صرت أنهاها عن الحديث عما تراه في أحلامها..
                              ولا تستمع...
                              .......................
                              بعيدا عن أحلامها...
                              كنت أحلم وأنا طفل أن اشتري لها مريولا..
                              ولم أستطع تحقيقه لها..

                              أيضا حلمت وأنا مراهق أنها لي...

                              و..
                              ........................
                              .......................
                              .......................

                              بعد أح ب ك...
                              بمسافة طويلة..
                              عدت من إحدى مباريات كرة القدم... مشعور القدم..
                              وتقيدت بالجبس..
                              بغرفتي.. لا أبرحها إلا لدورة المياه..
                              تحدثنا... كثيرا.. أيامها..
                              استطاعت أن أعرفها أكثر..
                              ولم أستطع إلا أن.. أخبرها في النهاية أنني لا شيء..
                              سواها..

                              ...........
                              في شهر الجبس..
                              وإلى جوارنا...
                              كان هناك زواج يقام..
                              حدثتني عنه وعن تفاصيله...
                              وأنه كلف ما يقارب مبلغ الخمسين ألف..
                              حدثتها وأنا جاد عن الزواج...
                              فرحتْ ثم قالت..
                              ولكن..!

                              ..................

                              كنت في الثالث المتوسط...
                              وورقة الخمسين ريال كبيرة على جيبي آنذاك...
                              ..................

                              قلت لها..
                              هل تذكرين ماذا قلت لك عندما أخبرتِني أنك تحبين البوح..؟
                              قالت ذكرني.. ناسية..!
                              قلت لها..
                              قلت لك.. سأغدقك به..
                              ووفيت..
                              قالت نعم ولكنك خسرته كله.. يا حسرة..
                              ــــ لا تتكلمي هكذا...
                              لم أخسر شيئا طالما حظيت بك..
                              البوح .. كل شيء.. بك..
                              ولا شيء..
                              بدونك..
                              ويوما ما ستذهبين معي...
                              للبحر..
                              وهناك ستجدين البوح..
                              كما أخرجه البحر..
                              وبدون زفت..
                              وكما لم تمسه الأيدي..

                              ..............

                              والآن أقول لك..إن كنت موافقة على الزواج بي..
                              فأمر النقود هين..
                              صحيح أني صغير..
                              بس أنجح كلما حسيتك معاية وقريبة مني..
                              وأحقق المعجزات..
                              .......................
                              قولي نعم.. حتى ولو ما كنت أملك خمسين ريال..
                              فأفك الجبس وأجيب لك خمسين ألف..
                              قالت...
                              يا مجنون...
                              من وين ؟

                              ..........

                              أزلت الجبيرة.. بنهاية الشهر... ثم قلت لها..
                              خلاص..
                              أنا جاهز....
                              تدبرت المبلغ..
                              كامل...
                              يا الله.. نتزوج..

                              ................

                              كانت هناك مسابقة..
                              هذا المبلغ.. للمركز الأول منها..
                              علمت عن أمرها قبل الجبس... ورفضت دخولها.. لنفوري من المسابقات..
                              وحين لزمت الفراش..
                              رأيت أن أستغل وقتي... وقررت دخولها..
                              ولا انكر أن هدفي من دخولها... كان.. ورد

                              كانوا يتهيأون لها في سنين..
                              واستطعت في شهر.. أن أجمع جاهزيتي لها..
                              وفزت...

                              ................

                              قالت..
                              احنا باقي صغار..
                              انته باقي صغير...
                              (لازم أهلك.. يوافقون..)

                              .................

                              قلت لأهلي أبغى أتزوج..
                              لم يسألوني حتى... من هي...؟
                              فقط قالوا... اذا كبرت.. وتوظفت..
                              والا أقل حاجة.. إذا دخلت الجامعة...
                              أما الآن فـــ....
                              مستحيل..!!!

                              ................

                              زهدت في كل شيء..
                              ولجأت إليها لتؤمن لي الحماية من حبها.. إلى أن... ( أكبر.. وأدخل الجامعة )..

                              ..............
                              ثم..
                              ..............


                              و..

                              لازم أشد حيلي..
                              في أول ثانوي..
                              كانت بداخلي شعلة ورد..
                              جبت حول الثمانية والتسعين..
                              ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                              في الصف الثاني الثانوي..
                              (( رسبت..
                              لكنهم أشفقوا علي.. ودفعوني قليلا في بعض المواد فنجحت.. أو تظاهرت أمام أهلي.. أني نجحت..
                              وفي الصف الثالث الثانوي..
                              كدت أرسب..
                              ولم أقرر النجاح..
                              الترم الثاني.. بكامله.. لم أحضر خلاله للمدرسة إلا أياما معدودة...
                              لكن... و قبل اختبار الوزارة باسبوعين...
                              خطرت ببالي فكرة تحتاج لمعدل جيد..
                              (( الهجرة..))
                              فذكرياتي تشهر بوجهي كارتا أحمر...
                              ولم أعد أشعر إلا بالغربة...

                              فعلتها ونجحت خلال الوقت الضائع...
                              وبشق الانفس جبت... ممتاز.. (طيحة وقومة..)
                              قدمت على طب الملك فيصل.. تم قبولي مباشرة..
                              وقدمت على نظام الابتعاث الجامعي.. أرامكو.. cpc
                              دخلنا ألوفا...
                              اختبارات القبول بهذا النظام عديدة ، لأهداف متعددة ..
                              وكأن الجن وضعتها..
                              اجتزت اختبارات القبول وبنتيجة استثنائية..
                              و.. في المقابلة الشخصية...


                              ـــــ اختر وجهتك.. والتخصص..
                              ـــــ الولايات المتحدة... هندسة كيمياء
                              ـــــ سنهيؤك هنا... باللغة.. بالتوفل.. وما يلزم.. سنة تحضيرية.. ثم ستذهب لأريزونا...
                              وقد رأينا أن مكانك الذي يناسبك.. هو مركز الأبحاث والتطوير.. بالظهران..
                              هذا ما اخترناه لك بعد أن تعود..
                              أيلائمك..؟
                              ــــــ لا أكذبك سيدي..
                              فإن كنت لا أود العودة.. ولن أعود... فما سيلحقني.. منكم..؟
                              ـــــــ يقهقه.. (رئيس لجنة المقابلة الشخصية...) بأعلى صوته.. ثم يسأل..
                              ولم لن تعود.. يا ولدي..؟
                              ــــ أنا ما جئت إليكم إلا لأنكم منفذي الوحيد... فقط أريد الابتعاد... ولا أدري ما هو الوضع هناك.. فإن كان لكم دائرة هناك.. فهذا ما أريد.. !!!!
                              ــــ سيد عثمان..
                              لا عليك..
                              أنا شخصيا أقول لك من الآن أننا لن نفرط فيك.. لا عليك..
                              سافر.. وانجح... وإن لم يتغير رأيك هذا.. خلال سنواتك الجامعية.. هناك.. فلن نفرط فيك..
                              لكني واثق أنك ستحن لديارك.. ولأمك.. وأهلك..

                              تعليق

                              • ابراهيم هادي
                                قلم حر
                                • 09-08-2012
                                • 143

                                #30
                                ................
                                قبل بداية الصف الأول الثانوي..
                                ذهبت لأصلي..
                                أقاموا الصلاة.. ثم نظروا جميعا إلي.. ولم يتقدم الإمام.. بل.. فاجأني الجميع....
                                تقدم.. للمحراب !!
                                أنت الآن أقرؤنا لكتاب الله..
                                تغير لوني.. وشعرت بحرج شديد ألجمني عن الرد... فتقدمت...
                                بعد مدة...
                                صرت اخلص كورة وأجي أصلي مغرب بــ (اللبس الرياضي)... عشان ما يقدموني...
                                برضه قدموني..
                                فلم أجد إلا أن أتأخر عن الإقامة..
                                أو أن أترك الجماعة...
                                أخيرا كفوا عن تقديمي.. بعدما شكوت لأكبرهم سنا انهم لو دفعوني للإمامة مرة أخرى سأترك الجماعة.....

                                ............

                                لقيت ورد بعد هذا قالت... كنو (عبدالله خياط).. صار إمام حارتنا..
                                ليه ما ترجع إمام..؟
                                صوتك حلو.. معاية شريط سجلتك.. وانته تصلي...
                                قلت.... كيف أصلي بهم وأنا أبعد الناس عن الإلتزام....
                                وما أحب الإمامة.. وبعدين تعالي... ليش تسجليني..؟؟؟
                                ـــــ كسري الشريط..
                                ـــــ ليش ..؟
                                ـــــ من غير ليه.. ورد اتضايق من التسجيل.. والصور.. ؟

                                ( جابت شريطها وكسرته.. قدامي..)

                                ..........

                                ـــــــ أنا مش عارف كيف استنى.. من ذحين حتى الجامعة..
                                اربع سنوات... كيف أقول بروحي فيها..
                                ـــــ تحبني...
                                ــــــ احبك..!!!..
                                ــــــ معليش... اصبر..
                                تقدر..
                                إذا تحبني.. اصبر عشاني..
                                بس شد حيلك في الدراسة.. هذا كل المطلوب..
                                ــــــ احبك..
                                ونفسي أفتح عيوني... وألقاك من غير حواجز..
                                طيب... ممكن تحلمين... وتقولين لي انك قسمتي.. وإلا.. لا
                                ــــــ تخيل...
                                ياما حاولت... لكن... موقعك.. محجوب..
                                ــــــ احلفي..
                                ــــــ والله..
                                ــــــ يعني ايش.. ؟؟
                                ـــــ يعني إنا قسمة بعض.. يعني خير.. ان شاء الله
                                ـــــ ماني فاهم..
                                ـــــ كلما دخلت الحلم.. وجيت ألبس الفستان .. وأطالع في الوجه الي جنبي..
                                ما أشوف الا وجهي..
                                مرات كثير..
                                حتى اقتنعت إنه محجوب...
                                ـــــــ حاولي.. من جديد... عشاني..
                                ـــــــ أحاول..

                                ..........................

                                ــــ القسمة ما قدرت..

                                لكني أحلم انك معاية لآخر لحظة فعمري...
                                ـــــ يعني كيف القسمة ما قدرتي..
                                وقدرتي تشوفيني معاك.. لاخر العمر .. ما ني فاهم..!!
                                ــــ انته جنبي لآخر العمر... يعني..
                                أنا لك.. وانته لي..!!
                                ـــــ !!!

                                ..........................


                                (لم أكن قلقا على هذه الناحية.. إلا لأني أعلم أنها ممن يضحون..)


                                ..........................


                                حاولت جهدي المرور على أهم المحاور..
                                ولا أريد أن أسهب كثيرا في وصف طريق العشق..
                                إنما.. هو حب من الصبا... بل.. منذ الطفولة.. استمر في التكون.. مرورا بالمراهقة.. وروعة أحلامها.. فتغلغل..
                                كنت صغيرا على تقبل القدر..
                                والكارثة أني وصلت لتلك السن وأنا لا أذكر أني تمنيت شيئا وعجزت عن تحقيقه..
                                لا أذكر أني دخلت تحد وخسرته..
                                لا أذكر أني خسرت.. في شيء أردت ان لا أخسره....
                                قط..
                                وتلك المصيبة...
                                لم اضع احتمال الخسارة ضمن قائمة غدي..
                                في تلك السن...

                                ................................

                                بل أذكر.. أنها قالت لي..
                                وكنت في الصف الأول متوسط حينها..
                                بعدما رأينا طائرة تصنع شكلا.. بل رمزا معينا.. في الفضاء أظنه كان شكل قلب...
                                وتكلمت هي عن هذا كثيرا... حتى شعرتُ أن هذا قد عنى لها الكثير...
                                لم أقل شيئا.. وقتها..
                                لكن الفكرة ظلت معي وكدت أن أظفر بالقبول في الطيران الحربي يوما لولا بعض إجراءات متعلقة بهوية الأم..
                                وإلا لاقتحمت.. أشق الفضاء.. لا لخدمة وطني...
                                بل لأرسم يوما في الفضاء...
                                ذكرى

                                ...........................


                                ( ما لا أفهمه... أني كدت أفعل هذا بعد أن صارت... محالا..!!!)


                                ................................


                                سأحاول البدء من هنا..

                                ????????????????????????????????????????????

                                حاولت حتى تمكنت من لقائها... خالية..
                                ونفس الحناية...

                                وباللفظ...


                                ــــــ يا هووه.....
                                كيف..؟؟... وليه.. ؟؟؟ ومتى..؟؟؟
                                ــــــ براهيم..
                                خلاص.. يكفيني..
                                ـــــــ يكفيك ما هووو..؟
                                ورب محمد إنك أحلى قمر...
                                وتهبلين... وكل حاجة..
                                بس أنا نفسي أعرف.... وين الخلل..؟
                                طيب.. أدري مع الناس.؟.. أقل حاجة..خبر مهم في حياتك زي هذا.. زفيه لي بنفسك..؟
                                ـــــــ براهيم....
                                معليش.. أنا آسفة..
                                ـــــــ إيفا.. عبلة..!..يا آسفة ذي الي ابت ما تنصرف لي.. !!!
                                آسفة.. تجب لي نوم... والا يحلا لي بها زاد.. والا ماهو .؟
                                آسفة ذي مخدة إذا حطيت من بعدك راسي عليها .. أرقد..؟
                                وإلا شرشف أتلحف به.. كلما بردت.. والا ماهو.. ؟
                                آسفة ذي.. دوا..؟ كلما انكبدت... وحرق جوف جوفي.. أشربه.. وتبرد ناري.. والا ماهو؟
                                أنا يا ورد.. آسفة ذي.. أنا.. أنــ
                                إنتي آسفة من جد....؟؟؟؟
                                طلي في عيوني..
                                طلي في عيوني.. عشان أقراها.. مقنعة.. واقتنع وانتهى الامر..
                                طلي...

                                ـــــ ( تبكي.. ).. أنا آسفة.. والي تبغى تقوله.. قوله.. اعذرك.. واسامحك..
                                ــــــ وزيده تسامحيني.. يا كرمك.. !!!
                                أسألك بالله.. لا عاد تقولين آسفة...
                                ــــــ آسفة...
                                ــــــ آسفه تقوليها.. إذا ما عاد في يدك ولا حيلة...
                                انتي باقي ما قتلتيني..
                                باقي ما صار ولا شي..
                                يمديك.. وفي يدك.. انه ما تذبحيني.... ولا تقولين آسفة...
                                باقي يمديك..
                                ــــــ آسفة.. وبس..
                                ـــــــ خلاص.....؟؟؟؟؟
                                آسفة وبس.. ؟؟؟؟
                                شيل آسفة وروح دبر نفسك واصرفها.. ؟
                                بس ؟؟
                                ــــــ لا.. انما حاول...
                                انما... انما..
                                مدري ماهو أقول.. آسفة.. وبس...
                                براهيم.. سوي الي تبغاه فيني..
                                سوي الي تبغاه فيني حرقني.. موتني.. بس لا تلومني..
                                أنا قدامك.. تحت امرك...
                                ـــــــ ما أبغى منك ولا حاجة..
                                بس حطي عينك فعيني..
                                ــــــ لا..
                                ـــــــ هااااه... وتقولين الا الفستان ، كلما لبسته.. ما أشوف وجه الي جنبي...
                                محجوب يا ورد... محجوب..!!! وأنا المسكين أصدق...
                                ذحين عرفت انه الوجه الثاني أحلا من وجه ايامي.. ملايين.. وفيلا.. وسيارة فخمة.. وسفريات..
                                طيب كان استنيتيني شوية.. وانا قادر.. احقق لك كل احلامك..
                                بس أكبر.. كلها كم سنة...؟
                                ورد.. حرام عليك.. تتأثمين بي..
                                ــــــ براهيم.. !!!!
                                ــــــ طيب تدرين..! تبغين الصراحة...
                                من حقك تحلمين..
                                بس أنا كيف أقول بروحي من بعدك ؟؟... هذا الي كاسر ظهري... بس..
                                أما الي يبيعني أعذره.. ان كان الثمن ضخم..
                                هذا.. يعني انه أغلاك.. رفع قيمتك..
                                هذي معادلتك..
                                بعتيني... بمقابل كبير.. والمفروض.. مكاني.. أفرح.. صح..؟
                                ورد.. فكري أكثر.. في نفسك..
                                واعيدي النظر في أمري...
                                كذا ظلم..
                                لا تسويها فيني...
                                لا تظلميني.. ماهو تقولين في نفسك ..
                                براهيم.. والله أهلي غصبوني.. ويزعل.. كم يوم... وبعدها يسلا..
                                لا مو كذا المسألة... !!
                                انتي معايه من وعادني بسم الله.. ما عرفت ولا حاجة في الدنيا الا انتي.. ابره بك معايه المدرسة.. العب كورة وانتي معايه..
                                ارقد واحلم بك.. كل ليلة..
                                عسى تحسبين نفسك بس انتي الي تحلمين..
                                لا حتى انا بين احلم...
                                صح انه احلامي ما تتحقق مثلك..
                                بس معايه قلب..
                                وانتي بلا قلب.. يا ورد..
                                ومعايه رب..
                                وانتي والله ما تخافينه..

                                ....................


                                ورد أنا أخمع واحد في الدنيا ذي..

                                أحسب كل شي بطريقتي.. وما أبغى ولا شي يطلع غلط...
                                احسب ان الشمس تطلع علشانك..
                                احسب ربي خلقني علشانك..
                                احسب انه اذا ابتسمتي ربنا راضي عني..
                                واذا زعلتي شادخل النار..
                                لو قلت لك انه احسب كل شي فحياتي علشانك... تصدقين ؟
                                عشر سنوات..
                                من وقت ما اصحى من نومي حتى اصحى من نومي وانتي على بالي...
                                تدرين ليش رفضت الإمامة..؟
                                لأني ـــ استغفر الله ـــ ما حفظت القرآن لوجه الله... حفظته عشان وجهك.. وانبني ضميري وقلت والله ما اصلي بالناس اذا كان نيتي في الاساس مو خالصة...
                                ــــــ ؟؟؟؟؟
                                .................
                                ( وفعلا لم أقل لورد هذا ساعتها... إلا لأني كنت أيامها بالفعل أفكر بهذه الطريقة...)
                                .................
                                ــــــــ أشحت بنظري عنها.. ثم قلت لها... ما قصدي أمنّ عليك.. بس هالجرح.. مدري ليه.. أحسه قاتل..
                                قريت ياما.. وسمعت عن العاشقين وأقسم أني كنت أقرأ وأضحك من جنونهم..

                                ...................

                                بس تذكري بس انك في يوم.. عاهدتيني...

                                ..................

                                على سيرة العهد...
                                انتي وعدتيني في يوم لو طلبت منك مباشرة روحك.. تعطيني.. تذكرين..؟
                                ــــــ اذكر..
                                وذحين... بس تأمر... أنا لك.. وبين ايديك.. وعيوني لك... وروحي لك..
                                ـــــ ابغى شيء واحد..
                                ما دام مفاتيح الدنيا في يدك..
                                اسكني في مكان بعيد..
                                لا قريتنا.. ولا مدينتنا... لا تسكنيها..
                                شوفي أبعد مكان عني واسكني فيه...
                                ولو عندي امكانية كان هجرت المكان أنا.. كان ابتعدت.. لكن انا ما يمديني..
                                وانتي ما يرضيك..
                                ومع ذلك.. لو ما بعدتي...
                                انا ابتعد... ما اقدر اتحمل..
                                اش قلتي...؟
                                ـــــ براهيم.. ابغى قريب من أمي...
                                واهم شي قريب منك..
                                ــــــ الخبر عندك...
                                وتذكري بس انك عاهدتيني...

                                .................

                                أما عهد الحب.. أما عهد الحب فلا أتكلم عنه...

                                فقد.. نكثتِه..
                                وتخيلي انني انا اليوم الناكث... ما سيكون شعورك..؟
                                انكثي... لن أبكي..
                                لازلت اذكر.. كل كلمة قلتها لك.. ببيت الخشب.. على الشجرة...
                                والله لو تمزق قلبي.. وأنا أراه... لن أبكي...
                                منذ ولادتي حتى أموت... لا جرح كجرحك...
                                وأوعدك... لن تسقط.. عليك دمعة..
                                لن أبكي..
                                وانما اطلع لك حاجة من اعماقي.. ما تخيلت في يوم اني ممكن الجأ لها..
                                لكني الان محناج اقولها..
                                .................
                                دايما احس انك اكبر مني..
                                دايما وانا معاك احس انو انا محتاج لك مو انتي الي محتاجه لي..
                                انا ما علقني فيك لذي الدرجة الا حاجة ما ذقتيها..
                                فداخلي طفل يتيم..
                                رفض الرحيل مني.. ورفضت اخراجه على تصرفاتي ..
                                يلازمني كالنبض...
                                لم يرحل عني.. إلا.. حين أكون معك..
                                هو الان يكسرني بين يديك..
                                انما.. الآن... لو اضطررت.. لقتله..
                                سأقتله..
                                كما قتلت سالم يوما.. لأجلك.. وكي أحميك..
                                سأقتله.... لأجلك أيضا..
                                لأحمي.. أحلامك..

                                .................

                                أعطيتها ظهري..

                                وقبل أن أغادر المكان..
                                قلت لها... ( وبحرقة...)
                                لكن...
                                يا ورد...
                                ( الله لا يسامحك..
                                لا دنيا ولا آخرة.. )

                                سمعتها تشهق..
                                ( كانت تبكي اغلب الحديث.. وعندما دعوت عليها... أحست بحرقتي.. فأجهشت... )
                                لم أتمالك نفسي.. ولم أستطع تركها.. هكذا وبهذه الحالة... عدت إليها.. قلت لها... خلاص حياتي معليش.. خلاص..
                                الله يسامحك دنيا وآخرة.. الله يسامحك.. الله يسامحك..
                                يا الله ابتسمي..
                                يمكن ما عاد اشوفك العمر.. خلاص عاد.. لا تبكين.... ما ابغى اخرج وانتي تبكين..

                                شوفي هذا القوس الاصفر على سني... حاولت اصنفره.. حتى خفت تروح السن .. ولولا ان الصيدلاني قال هذا فسفور وهذا قوة عظمك.. و.. و.. وما يروح.. والا كان نكعتها وانا اجاهدها ابغاها تلق.. قدامك..
                                ــــــ ابتسمت.. اخيرا... لا تروح... استنى حتى اسمعهم ينادوني وبعدها روح...
                                قبل لا تروح.. ابغى..
                                ابغى اطمن عليك..
                                الى اين ستذهب.. وماذا ستفعل بعد أن تمضي.. .؟
                                ــــــ لا شيء..
                                لا وطن... لا أحلام..
                                سأصنع منبالا..
                                وكلما سمعت ديك يقاقي..
                                أخرس حياته بحجر..!!!
                                لا عليك... لن تضيق على مثلي... صدقيني...!
                                بكره أنسى... أكبر.. وأتوظف.. وأحب.. وأتزوج..
                                ــــــ من برا قلبك.. لن تنساني.. ولن أنساك.. ولا سيد لقلبي إلا أنت...
                                سيظل قلبي لك حتى الموت...
                                كل نبضة.. بقلبي ستظل لك... حتى آخر نبضة بحياتي.. سـ تصيح ...( الملك لك..)
                                ............
                                كنت فقط أتكلم.. لاكفكف دموعها..
                                ودعوت لها.. بالتوفيق...

                                .................
                                ومن يومها.... تخلى عني.. التوفيق..!
                                .................

                                قبل أن أغادرها استمر هذا الحوار بيننا أكثر من ليلتين.. وهو أطول مما أسلفت بكثير.. تجاوزت منه نقاطا.. شديدة علي.. لا أستطيع سردها كما هي.. لأن هذا فوق طاقتي...

                                المهم أن هذا حوار حقيقي.. دار بين مُرَاهقَيْن.. أو.. طفلين.. بالأصح...
                                كان أحدهما يحب الآخر...
                                واكتشفت مع السنوات..
                                ما يزيد على هذا..
                                أو وجها آخر للحقيقة..

                                .................


                                مضيت خطوات.. عنها..

                                وفي كل خطوة.. انهيار عظيم.. بقوة داخلي...
                                كدت أعود بعد خطوتين ثلاث..
                                لأرجوها.. لأتوسل إليها... لأقبل كل موضع منها.. أرجوه أن يقنعها أن تفعل شيئا..
                                أن يحث موضع القرار منها.. بما يستطيع...
                                لئلا يتشرب داخلي سكك الضياع..
                                كنت أعلم أنني لن أشفى.. منها...
                                كنت سأركع بين يديها.. لتفهم أن الله لم يخلقها.. لسواي.. أو لم يخلقني لسواها.. بأي الكذبتين قبلت.. لكنا بخير...
                                لنجونا...

                                كدت اعود من منتصف الطريق...
                                لأقول لها..
                                هات يديك....

                                لن تردني.. أعلم ذلك..
                                لكن أخذتني العزة بالإثم...
                                انكسرت نفسي...
                                وتوقعتى أن تلحق هي بي.. لتقول.. لقلبي...
                                شيئا..
                                ولم يحدث لا هذا ولا ذاك..

                                .................



                                ..................


                                مشكلة الحب عندي..

                                أن لا شيء سواه يستحق العيش لأجله..
                                ولا شيء سواه يمكن العيش به..

                                مشكلته أنه مخصص جدا جدا..
                                وهمٌ أساسٌ في بناء الواقع..


                                ................

                                مراهقا....
                                لطالما فكرت .. لماذا خلق الله حواء.. لآدم.. (منه.. ) ؟
                                ولم يخلقها له مما حوله...؟
                                ولطالما طفت حول مناطق كهذه.. باحثا عن الخلاص...
                                فلم يقتنع مركزها بطردي.. ولا آنست من فكاك الجذب نارا...

                                ...............

                                ..................
                                ثلاث ليال...
                                في اليوم الرابع...
                                نسوة جلوس..
                                ــــــ سمعتي اش صار في براهيم....؟
                                ــــــ يقولون مسكوه المباحث.. لانه يتكلم في السياسة..
                                ـــــ يقولون شغل مكروفون المسجد.. وسب الدولة.. ومسكوه..
                                ثالثة...ــــــ لا والله انا سمعت انه مسكوه في المسجد وهو سكران.. شغل المكروفون..
                                قبل أذان الفجر بأكثر من ساعة.. ولخبط في الأذان..
                                قال.. الله أكبر... كذا مرة..
                                وسكت شوية.. بعدين قال الملك الله... ولــ بو ماجد..
                                ـــــ مين ابو ماجد...؟
                                ــــ مدري..!.. يمكن قصده على نفسه... شربان.. الله يقطعه.. عاده صغير على الخراب..
                                ــــــ حرام عليكم.... مسكين عاده جاهل.. يمكن في المتوسط .. كيف يشرب.. حافظ قرآن.. متفوق... السنة الماضية وهو امام... قولي استغفر الله..؟
                                ـــــ لا قديه في الثانوية مهو متوسط.. المهم شالته الحكومة.. يا في شراب.. والا سب الدولة... العلم عند الله.. وبعدين يا ورد.. كل شي جايز اليومين ذي...
                                ــــــ صادقة...
                                العلم عندالله...

                                ...............


                                هنا...
                                سلبت...
                                } هذا هو الجرح الأول بحياتي... {
                                ولو كان من سلبني رجلا...
                                لربما كنت عليه من القادرين...
                                رغم اني ما كنت حينها إلا ابن ستة عشر ربيعا...
                                لكن عزة حمقاء داخلي رفضَت أن أتخذ إلا القدرَ خصيما..
                                ما ولد عندي شرخين .. أحدهما في جدار العقيدة..
                                والآخر في قلبي ..
                                .

                                ...............

                                ففي ليلة حالكة... المسار...

                                جاء مليونير.. في أرذل العمر... إلى قريتنا..
                                ولم يختر من كل فتيات العالم.. إلا حبة قلبي..
                                التي قضيت في تشكيلها.. ونقشي داخلها.. عشر سنين دأباً..
                                اختارها..لتكون زوجته الثالثة...
                                إذن فهو القدر..
                                فالفتيات بالملايين...
                                وبقريتنا المئات إن لم يكنّ ألوفا..
                                أخيرا.. ومن بين عدة أخوات.. أكبر وأصغر منها..
                                اختارني.. ليسلبني...
                                حياتي...
                                إنه القدر..
                                لم أستطع أن أحملها كامل المسؤولية لصغر سنها..
                                ولضعف رأيها أمام أهلها..

                                ( هكذا فكرت في النهاية.. )

                                ومن الزيت النازف من هذا الجرح اشتعلت الشمعة الأولى..
                                على صغر عقلي بذلك السن... كنت أظن أن مثل هذا الجرح هو الآلم في الدنيا..
                                ولكن تعلمت فيما بعد أن الحياة من الممكن أن تكون قصيدة.. كل بيت يحمل من الدهشة.. ما يمحو البيت الذي قبله..

                                تعليق

                                يعمل...
                                X