الليلة الخامسة عشر
شدّ الفتى لحاف الوقت على لحية الانتظار , وأشار لصهيله أن اهدأ, تفقّدَ اللهفة في وجهه ورحيق آخر قبلة , ارتدى ثوبا بلون عشقها بحريّ مموج بفرح الأحمر وغادر كل موانئ الارتجاف ,فعلى ضفة النهر موعدهما , مشى وفي كل خطوة تصدح خيبة يُُطفئها تفاؤل أختها , هل ستأتي لموعدي, هل ستصادفها خيبة وتمنعها, هل ستنسى على غير عادتها موعدي, هل سيخبو النهر كي لا نلتقي, أم أنها تُعدّ الآن ثوب لقائنا وتدسّ خلف الأذن عطرها الشهي , وترتدي خلخالها ذاك الذي يهديني قطعة من جنون, وتحطّ الكحل بلحظِها كسيف حنون يقتلني من أول رمقة ويحيني , وتعدّ كدوما استثنائية تخرجني مني ولا تُعيدني إلا والفجر يغني, تنحنح الليل فنظر الفتى إليه وابتسم كأنه يقول : الليلة عذرا سيدي إنها لنا فلا تحاول أن تستثير مخاوفي, تبسم الليل كأنه يرد للفتى تحيته : ها قد أتت والليلة هي ليلتك . يا آلاهي قال الفتى ,فاليوم هي استثناء لاستثناء كأن الشمس تحكي فوق وجهها وابنة الليل تجدّل شعرها والتوت سافر شغفا في طلاء أظافرها والفجر نام على الساق فأشرق نهارها , فستانها صبحٌ تهادى البرتقال في راحتيه , كان يتيح للنهد أن يشتمّ الهواء وللفتى أن يفقد بعض حديثه ,قال الفتى وعيونه أضاعت اتزانها : أنتِ كما تشتهي وأشتهي حبيبتي؟ ردت :بلى لكني أشتاقك أكثر حين تكون أو لا تكون معي ,دنى منها ملأ فراغ أصابعه بأناملها الناعمة وحطّ كتفه على كتفها وسارا معا خلف ظل النهر , مالت برأسها على كتفه كأنها تود الاختباء به , فصار له أن يعبئ رئتيه من رائحتها ويشهق, قال لها بصوت لا يسمعه غيرها : أحبكِ فازدادت اقترابا كأنها تقول : أحبكَ يا وطني, تآمرا والوقت على ظل النهر , تمددا كلحن يعزفه فلوت , حكا لها ألف شوق وألف عشق وحكت له حبها ولهفتها , اقترضا من الوقت فسحة لقبلة حتى مجيئ الفجر فغابا عن الوعي
قبل أن يدق رنين النجمات وتُعلن صحو النحلات وتتثائب ليلة من أبهى الليلات
شدّ الفتى لحاف الوقت على لحية الانتظار , وأشار لصهيله أن اهدأ, تفقّدَ اللهفة في وجهه ورحيق آخر قبلة , ارتدى ثوبا بلون عشقها بحريّ مموج بفرح الأحمر وغادر كل موانئ الارتجاف ,فعلى ضفة النهر موعدهما , مشى وفي كل خطوة تصدح خيبة يُُطفئها تفاؤل أختها , هل ستأتي لموعدي, هل ستصادفها خيبة وتمنعها, هل ستنسى على غير عادتها موعدي, هل سيخبو النهر كي لا نلتقي, أم أنها تُعدّ الآن ثوب لقائنا وتدسّ خلف الأذن عطرها الشهي , وترتدي خلخالها ذاك الذي يهديني قطعة من جنون, وتحطّ الكحل بلحظِها كسيف حنون يقتلني من أول رمقة ويحيني , وتعدّ كدوما استثنائية تخرجني مني ولا تُعيدني إلا والفجر يغني, تنحنح الليل فنظر الفتى إليه وابتسم كأنه يقول : الليلة عذرا سيدي إنها لنا فلا تحاول أن تستثير مخاوفي, تبسم الليل كأنه يرد للفتى تحيته : ها قد أتت والليلة هي ليلتك . يا آلاهي قال الفتى ,فاليوم هي استثناء لاستثناء كأن الشمس تحكي فوق وجهها وابنة الليل تجدّل شعرها والتوت سافر شغفا في طلاء أظافرها والفجر نام على الساق فأشرق نهارها , فستانها صبحٌ تهادى البرتقال في راحتيه , كان يتيح للنهد أن يشتمّ الهواء وللفتى أن يفقد بعض حديثه ,قال الفتى وعيونه أضاعت اتزانها : أنتِ كما تشتهي وأشتهي حبيبتي؟ ردت :بلى لكني أشتاقك أكثر حين تكون أو لا تكون معي ,دنى منها ملأ فراغ أصابعه بأناملها الناعمة وحطّ كتفه على كتفها وسارا معا خلف ظل النهر , مالت برأسها على كتفه كأنها تود الاختباء به , فصار له أن يعبئ رئتيه من رائحتها ويشهق, قال لها بصوت لا يسمعه غيرها : أحبكِ فازدادت اقترابا كأنها تقول : أحبكَ يا وطني, تآمرا والوقت على ظل النهر , تمددا كلحن يعزفه فلوت , حكا لها ألف شوق وألف عشق وحكت له حبها ولهفتها , اقترضا من الوقت فسحة لقبلة حتى مجيئ الفجر فغابا عن الوعي
قبل أن يدق رنين النجمات وتُعلن صحو النحلات وتتثائب ليلة من أبهى الليلات
تعليق