عند الفراق
وقفا سويا لا يجرؤ أحدهما على النظر في عيني الآخر
فعطش الشوق الآتي .. وجوع اللهفة المرتقبة بين لحظة وأخرى تبدو على العيون التي تتلفتْ في جزع مكبوت يرقد على المآقي الحزينة التي سهِرتْ ليلة الأمس لتنهل من القُرْب الذي سينقشع مع جحافل الظلام ..
جاءتني صديقتي
شاكية وباكية أيضاً ،
فهدأت من روعها
وقلت لها إني أسمعك
ماذا بك ولما
هذا التمرد على كل شئ ؟
قالت لقد خلقت حرة
إمتداداً لحواء الأولى ،
وبحكم طبيعتي
ورسالتي في الحياة ،
إقترنت برجل كأي أنثى ،
لكنه أهلك مني العمر
وسقاني العذاب ألواناً
حتى صرت خيالا
وشبحاً لأمرأة
في خضم هذه الحياة ،
قد تكون هناك زيجات سعيدة
يفني الرجل عمره
في سبيل إسعاد زوجته ،
وهناك رجال على العكس
من ذلك تماماً
كتبت أقداري
أن أكون زوجةً لأحدهم ،
وكأني قد سطر على جبيني
أن أهلك بيد وفعل
رجل أحسبه عدوًا للمرأة
وقد خلق لكيدها ،
والغريب أن الرجال
يطلقون على الإناث لفظة
( إن كيدهن عظيم )
بالرغم أن حنانهن
أعظم لمن يعطيهن
الأمان ودفئ الإقتران ،
فصاحتك يارجل
وتجاهلك لكيان الأنثى
أهلكتني وأنت لاتفقه شيئاً
عن هذا النبع الرقراق
من الدفئ والحنان ،
فأنا الأنثى قد خلقت لك ومن ضلعك ،
لتكملك وتكون نصفك الحلو
والمعينة لك في الحياة ،
ولتكون أنت البحر وأنا شاطئك ،
أنت تسعى وأنا أدبر لك شئون بيتك ،
وأكون واحتك الظليلة
التي تذهب تعبك وهمك
وتركن إليها عند الشدة والرخاء ،
وأربي لك أطفالاً
يكونون إمتداداً لك
إن صلحوا نسبوا إليك ورفعوا هامتك ،
وإن فشلوا تنسب فشلهم لي أنا ،
وواصلت صديقتي حكايتها
فقالت ،
كنت أحترمه فيهينني
وأزرع البسمة على شفتيه ،
فيبكيني وشبهني
بأحط الأوصاف والعبارات ،
فهل رأيتي أنثى
تحب زوجها
لكنها ترهب منه ؟
وتخاف أن تقترب
منه وأن أقتربت منه أرتجف ؟
وحين أحدثه ينفطر قلبي ؟
فأرتب الكلمات أمامه
وكأني في قاعة محكمة ؟
وحين أتكلم يغالبني البكاء ،
فأشعر بسعادته لكوني في هذا الموقف ؟
وكيف ينسى أن الأنثى كالياسمين
كلما رويتها أزداد رحيقها
وعندما ترهقها تفقد بريقها ؟
الانثى بحكم طبيعتها رقيقة
إن صمتت أمامك فليس ضعفاً
وإنما لآنها تحبك وهل تعلم أيها الرجل
أن الأنثى أكثر تحملاً من الرجل ،
وهي من تحتضن ألمها في صمت
وتبذل الجهد ألا يبدو عليها ؟
وإن أعطيتها الأمان والحب
تضعك في قرة العين منها ؟
فلماذا لاتأخذ بالمثل القائل
أن حنان الأنثى أعظم من كيدها ؟
أنثى لاتكيد أبداً
إلا إذا ضاقت بها السبل
وفقدت الوسيلة في أن تحيا
في أمان وسكينة .
لماذا ياآدم لاتستمع
إليها وتقدر مشاعرها
كرفيقة درب وشريكة حياة ؟
المرأة كيان
خلق من رقة وحنان
وأودع خالقها
في قلبها العاطفة
لتجبر كسرك
وتحنو عليك
وقت الشدة والملمات .
هي لاتحتاج منك
سوى نظرة
ولمسة حنان
لتكون لك رفيقة
وزوجة وحبيبة متيمة بك ،
لماذا لاتتذكر
حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
" رفقاً بالقوارير "
حنانيك ياآآدم ...!!
حرف يصوغ
واقع المرأة في المجتمع
العربي ككل
بقلم وشآاح كبريآاء
التعديل الأخير تم بواسطة وشاح كبرياء; الساعة 27-08-2015, 07:41.
بعض الذكريات تبقى كنواقيس تدق في أعماق بعيدة ، تطفو إلى السطح كلما مَرَق شيء من صفحاتها.
وبعض الذكريات تحاول جاهدا أن تبقيها في طى النسيان لأنها تنكأ جراحا قديمة ومنعطفات مؤلمة.
لذا : كان لزاما على القلب أن يطويها ويجعلها على رفوف النسيان
علميني ما قبل الحب وما بعد.. كيف أخلصني مني لترثني عيناك ِ و القصائد عنقود ظمأٍ و الليل لأرذل محبرتي يمتد كيف أفوح بالغروب ووجهك يختصرني كيف أنتهي من جسدي لأبدأ من صمت ٍ العد
كم روضت لوعدها الربما
كلما شروقٌ بخدها ارتمى
كم أحلت المساء لكحلها
و أقمت بشامتها للبين مأتما
كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
و تقاسمنا سوياً ذات العمى
تعليق