يا آكلي لحم البشرْ
ياشاربين الكأس من أعمارنا نخب الكَدرْ
ياوائدي حلم الطفولة والكهولة والفِكرْ
ياركبين المجد زيفا في بحارٍ من دماءْ
يا حارقين الحلم دلهـًا في الصباح وفي الهجير وفي الأصيل وفي المساء ْ
ياجاثمين على خطى أبنائنا
يا زارعين الورد من أشلائنا
أين المفر ؟!..
وإلى متى تقسو القلوب كما الحجرْ


قد بعتم الأوطان والأزمان في سوق النخاسة والدياثة والقَذَر
وزرعتم الآهات في أعماقنا جرحا يفورْ
وحرقتم الجسد الطهورْ
كي لا يئن ولا يثورْ
ويقاتل الكلب العقورْ
إن هبّ ينهشُ في العراءْ
ونصبتم الوثن الحقير من الدهاءِ من الطلاءْ
ورفعتم الرايات تنعق فوق ساحات العطنْ
وسللتم الأمجادَ من جسد الوطنْ
ومن الحقول ..ومن صباحات المحنْ
وقهرتم الحر المسالم كي يسبح للوثنْ
خوفا يُلوّح للعلمْ
أو يضرب الأقداح تترى عند أقدام الصنمْ
فإذا تأبى أو تراخى .. أو وهـَنْ
قدمتوه إلى الشواءْ
خبأتمو عن عينه ..
نور السماءْ
وقذفتموه بقعر مُظلمةٍ وشرْ
يا أيها الباني على أشلائنا بالإفك مجدا
يا أيها النازي على أمجادنا هداً وصدا
يا أيها الباري لسهم عذابنا
أوما اكتفيت من انكسار شبابنا
شاخ الضياءْ..
والعمر كفنه الشقاء
وعلى شفا أرواحنا يجثو البلاء
لكننا نأبى الخنوع ..
نأبى الخضوع
نأبى الدهاء مع الطلاء
لن نحني ..لن ننثني
لن نستكين ولن نلين ...
لا لن تهون حرائرٌ خلف السجون
ينهلن من لحنَ الخلودْ
لا لن نذل ونحن نقفو في الدنا خطو الجدودْ
سنعود للروض الرطيب كما البلابل ْ
سنعود للبلد الأمين بدمعنا نروي السنابلْ
سنعود نزأر كالأسودْ ..
ونفكُّ أصفادَ القيودْ
وسنهزم الطغيان بالإيمان بالصبر الجميل..وبالهدى
سنظل رغم الجرح نطوي بالإباءِ صدى الردى
لنردها رغم الإحنْ
مصرالرجولة والبطولة رغم أسوار الفتنْ ..