الزلزال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمود عودة
    أديب وكاتب
    • 04-12-2013
    • 398

    الزلزال

    قصة قصيرة

    الزلزال
    جلس على الصخرة التى تتوسط أرضه وقد اكتست ببساط اخضر من الاعشاب البريةوتناثرت عليه زهور بألوانها الزاهية وبشكل هندسى بديع من صنع الطبيعة ،فلم تعبث بها يد الانسان منذ فترة طويلة00 جال ببصره فى الارض التى تحيط بأرضه وقد زرعت جميعها بكافة انواع المحاصيل الزراعية ويباشر المزارعون مزارعهم بعناية دون اكتراث لارض الصخرة المهجورة ، وقبر والده على جانب الصخرة وقد زينته زهور الحنون الحمراء وقد ميزته وسط خضرة الطبيعه 00 وشاهد والده يقف بكوفيته البيضاء وعقاله الأسود يتوسط رأسه بهامة وجلال ، وتجاعيد الزمن تعلو وجهه وقمبازه الشاهى المخطط الذى شوهته رقعات متفرقة ونظرات البؤس تملأ عينيه حزنا على ارضه التى اصابها العقم بهذه الصخرة اللعينه 000 كان لايزال يافعا عندما سأل والده ببراءة لماذا لم نزرع ارضنا مثل الجيران ؟ فأثار سؤاله مكامن الحزن فى قلب والده وعلت وجهه سحابة فاضت بقطرة من عينيه استقرت كبحيرة صغيرة وسط تجاعيد وجهه وفاض لسانه يحدث ولده بعد ان خرجت منه تنهيدة بعد جهد بذله لينزع صخرة اخرى تجثو على صدره 0 منذ اكثر من عشر سنوات كانت ارضنا هذه أحسن وأخصب من الاراضى التى تراها حولك وكانت مدعاة فخر لنا بانتاجها الذى كان يكفينا ويزيد بعض الشىء رغم الضرائب المتنوعة والباهظه00 وكنا أنا وأمك نسكن عشة بنيتها من خشب الجميز وسعف النخيل هناك بجوار تلك الشجرة00 وأشار باصبعه الى شجرة جميز كبيرة تجثو على طرف الصخرة كديدبان الزمن صامدة 00 وقد مضى عشر سنوات ولم يرزقنا الله أولادا وكنا راضين قانعين بنصيبنا من الدنيا وتسير حياتنا بهدوء ، والسعادة تخيم على كل بقعة من الأرض وكانت هنا 00 مشيرا الى المكان الذى يقف عليه فوق الصخرة00 شجرة زيتون كبيرة زرعها جدك ، كنا نجلس على باب العشة نأكل من زيت وزيتون تلك الشجرة عندما اهتزت الأرض من تحتنا وماجت الأرض وطارت العشة وتناثر سعفها وسط الأحجار المتناثرة والغبار يلف المكان وانتشرت رائحة الدمار والموت وبعض الناس هرب الى الوادي المجاور 00 والبعض ابتلعته الأرض 00 ومنهم من لم تتركه الحجارة يهرب فدفنته فى مكانه ، والارض تموج والريح تزأر وتصفر مجتاحة كل ماتبقى في طريقها من الاشجار . بيوت تختفي وركام يرتفع وأغصان تتطاير رهيبا .. رهيبا.. وبعد فترة وجيزة هدأ الزلزال .. وجثث هذه الصخرة على ارضنا كما ترى .. وبنفس البراءة سأل الطفل والده لماذا لم تزلها ؟ وابتسم الوالد ابتسامة حزينة واجاب .. لقد حاولت وحاول كل الجيران بامكانياتنا البسيطة محاولات عديدة , وكل محاولة كانت تبؤ بالفشل بعد ان يدفن تحت هذه الصخرة العديد من الرجال والنساء وجاء بعض الجيران بخبراء وعلماء يروحون ويجيئون دون فائدة . وأردف الوالد
    ولكن الله سبحانه لم ينسى عباده ابدا ففي نفس الشهر ... شهر الزلزال الرهيب حملت والدتك بدون علاج بعد عشر سنوات لم نترك باباً الا وطرقناه , حملت والدتك بك بعد ان فقدنا الامل في ان يكون لنا ولد ... وبعد تسعة شهور جئت الى الدنيا والصخرة تزحف على ارضنا وتعلو فوقها بصلف وعجرفة ... واستمرت حياتنا بشظف العيش , امك هنا بجانب الصخرة .. وانا اعمل في الارض المجاورة بأجر واعود في المساء لأجد امك في انتظاري كعادتها... توفى والده بعد ذلك وهو يعمل في الارض المجاورة وأصرت والدته على عدم دفنه في الارض المجاورة , انه يرى والدته امام عينيه وهي تقاتل في كل الاتجاهات حتى وصلت بجثة والده الى ارضه على جانب الصخرة .. كانت الصخرة لم تزحف بعد لتغطي كل الارض .
    وتدحرجت دمعة من عينيه مسحها بأصبعه وهو يتذكر وفاة والدته التي كانت تتمنى ان تدفن الى جانب زوجها ولم يستطع تحقيق حلمها فلم تترك الصخرة مكانا في الارض يتسع لقبر امه .. ولمس بيديه زهر الحنون الذي ينمو بين اخاديد الصخرة التي حفرت اثناء محاولات قلعها العديدة .
    كان قد عاد لتوه من سفره الطويل في كل البلاد المجاورة يعمل ويجمع المال .. يبني ويزرع ويصنع ويشيد في كل الاراضي المجاورة , لقد عاد ومعه المال ووقف عاجزاً امام تلك الصخرة كان قد عرض مشكلتها هنالك
    . في كل اسفاره .. ولم يسعفه احد قال البعض سوف ندرس ونخطط ونقرر فانتظر وطال الانتظار
    .. واخر اكثر صراحة لا نستطيع نزع الصخرة فبعد دراسة مجموعة خبراء لتلك الصخرة اتضح استحالة نزعها فتحتها بركان سينفجر مع اية محاولة ويدمر المنطقة كلها فاقنع بالامر الواقع .
    وقال اخرون لا نستطيع مساعدتك رغم مساهماتك في صناعتنا وحضارتنا الحالية .. نحن تجار ونتعامل مع تجار كل العالم الذين لهم مصالح في وجود تلك الصخرة ومساعدتك تضر بمصالحهم وتنعكس على مصالحنا . وترك الصخرة وسار بخظواته المثقلة ينتزعها من الارض انتزاعا الى الارض المجاورة وعيونه معلقة بالارض والصخرة تجثو على ارضه وصدره .

    محمودعودة
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    محمود عوده
    لم تتعجل نشر نصوصك عزيزي
    دع السابقات يأخذن حقهن من القراءة والرؤى
    أنا لم أقرأ هذا النص لأن رأسي يؤلمني جدا فمعذرة منك
    لو أحببت أحذف لك هذا النص لتنشره بعد أيام لأن لك نصوصا أخرى تستحق أن نقرأها
    ولي عودة لهذا النص أعدك
    تحياتي ومحبتي
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • محمود عودة
      أديب وكاتب
      • 04-12-2013
      • 398

      #3
      شكرا جزيلا استاذتنا نادرة وارجو المعذرة لأستعجالي ولو اردت حذف النص الأخير فلا مانع لدي مع خالص تقديري واحترامي لك ولحسن ادارتك الرائعة وما فيها من حرص على قراءة كل المشورات اكرر اعتذاري ولن انشر المزيد حتى تأخذ نصوصي حقها من القراءة
      مودتي وتحياتي
      التعديل الأخير تم بواسطة محمود عودة; الساعة 18-12-2013, 14:11.

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        الزميل القدير
        محمد عوده
        أنت مشروع أديب ناجح زميلي العزيز
        تمتلك مقومات الأديب
        خيالك رحب
        سردك سلس
        لكنك تميل للإسهاب قليلا وهذا أمر طبيعي ستتداركه فيما بعد
        أنصحك زميل محمود وأرجوك أن تأخذ كلامي على محمل الجد
        حاول أن تسرد نصوصك دون إطالة للئلا تصاب نصوصك بالتهدل والتخمة
        تجنب الجمل التقريرية مثل تلك السطور التي تتحدث عن الشركات فقد كانت جمل تقريرية جدا
        نص جميل حتى أني أحسست بالصخرة ترقد على صدري
        تستطيع أن تكثفه قليلا فهو يستحق لأنه نص دسم وفيه قضية
        أنت كاتب لك بصمة
        كل الورد لك
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • محمود عودة
          أديب وكاتب
          • 04-12-2013
          • 398

          #5
          الأستاذة الأديبة المبدعة والقديرة عائدة محمد نادر كل الشكر والأمتنان لبصمتك الرائعة وارجو العلم ان هذه القصة كتبت في عام 1985 ونشرت في صحيفة البيان
          في الأمارات وهي احدى مجموعتي القصصية التي نشرت في القاهرة بعنوان رسائل من السجن الأسرائيلي
          مودتي وتحياتي

          تعليق

          يعمل...
          X