قصة قصيرة
الزلزال
جلس على الصخرة التى تتوسط أرضه وقد اكتست ببساط اخضر من الاعشاب البريةوتناثرت عليه زهور بألوانها الزاهية وبشكل هندسى بديع من صنع الطبيعة ،فلم تعبث بها يد الانسان منذ فترة طويلة00 جال ببصره فى الارض التى تحيط بأرضه وقد زرعت جميعها بكافة انواع المحاصيل الزراعية ويباشر المزارعون مزارعهم بعناية دون اكتراث لارض الصخرة المهجورة ، وقبر والده على جانب الصخرة وقد زينته زهور الحنون الحمراء وقد ميزته وسط خضرة الطبيعه 00 وشاهد والده يقف بكوفيته البيضاء وعقاله الأسود يتوسط رأسه بهامة وجلال ، وتجاعيد الزمن تعلو وجهه وقمبازه الشاهى المخطط الذى شوهته رقعات متفرقة ونظرات البؤس تملأ عينيه حزنا على ارضه التى اصابها العقم بهذه الصخرة اللعينه 000 كان لايزال يافعا عندما سأل والده ببراءة لماذا لم نزرع ارضنا مثل الجيران ؟ فأثار سؤاله مكامن الحزن فى قلب والده وعلت وجهه سحابة فاضت بقطرة من عينيه استقرت كبحيرة صغيرة وسط تجاعيد وجهه وفاض لسانه يحدث ولده بعد ان خرجت منه تنهيدة بعد جهد بذله لينزع صخرة اخرى تجثو على صدره 0 منذ اكثر من عشر سنوات كانت ارضنا هذه أحسن وأخصب من الاراضى التى تراها حولك وكانت مدعاة فخر لنا بانتاجها الذى كان يكفينا ويزيد بعض الشىء رغم الضرائب المتنوعة والباهظه00 وكنا أنا وأمك نسكن عشة بنيتها من خشب الجميز وسعف النخيل هناك بجوار تلك الشجرة00 وأشار باصبعه الى شجرة جميز كبيرة تجثو على طرف الصخرة كديدبان الزمن صامدة 00 وقد مضى عشر سنوات ولم يرزقنا الله أولادا وكنا راضين قانعين بنصيبنا من الدنيا وتسير حياتنا بهدوء ، والسعادة تخيم على كل بقعة من الأرض وكانت هنا 00 مشيرا الى المكان الذى يقف عليه فوق الصخرة00 شجرة زيتون كبيرة زرعها جدك ، كنا نجلس على باب العشة نأكل من زيت وزيتون تلك الشجرة عندما اهتزت الأرض من تحتنا وماجت الأرض وطارت العشة وتناثر سعفها وسط الأحجار المتناثرة والغبار يلف المكان وانتشرت رائحة الدمار والموت وبعض الناس هرب الى الوادي المجاور 00 والبعض ابتلعته الأرض 00 ومنهم من لم تتركه الحجارة يهرب فدفنته فى مكانه ، والارض تموج والريح تزأر وتصفر مجتاحة كل ماتبقى في طريقها من الاشجار . بيوت تختفي وركام يرتفع وأغصان تتطاير رهيبا .. رهيبا.. وبعد فترة وجيزة هدأ الزلزال .. وجثث هذه الصخرة على ارضنا كما ترى .. وبنفس البراءة سأل الطفل والده لماذا لم تزلها ؟ وابتسم الوالد ابتسامة حزينة واجاب .. لقد حاولت وحاول كل الجيران بامكانياتنا البسيطة محاولات عديدة , وكل محاولة كانت تبؤ بالفشل بعد ان يدفن تحت هذه الصخرة العديد من الرجال والنساء وجاء بعض الجيران بخبراء وعلماء يروحون ويجيئون دون فائدة . وأردف الوالد
ولكن الله سبحانه لم ينسى عباده ابدا ففي نفس الشهر ... شهر الزلزال الرهيب حملت والدتك بدون علاج بعد عشر سنوات لم نترك باباً الا وطرقناه , حملت والدتك بك بعد ان فقدنا الامل في ان يكون لنا ولد ... وبعد تسعة شهور جئت الى الدنيا والصخرة تزحف على ارضنا وتعلو فوقها بصلف وعجرفة ... واستمرت حياتنا بشظف العيش , امك هنا بجانب الصخرة .. وانا اعمل في الارض المجاورة بأجر واعود في المساء لأجد امك في انتظاري كعادتها... توفى والده بعد ذلك وهو يعمل في الارض المجاورة وأصرت والدته على عدم دفنه في الارض المجاورة , انه يرى والدته امام عينيه وهي تقاتل في كل الاتجاهات حتى وصلت بجثة والده الى ارضه على جانب الصخرة .. كانت الصخرة لم تزحف بعد لتغطي كل الارض .
وتدحرجت دمعة من عينيه مسحها بأصبعه وهو يتذكر وفاة والدته التي كانت تتمنى ان تدفن الى جانب زوجها ولم يستطع تحقيق حلمها فلم تترك الصخرة مكانا في الارض يتسع لقبر امه .. ولمس بيديه زهر الحنون الذي ينمو بين اخاديد الصخرة التي حفرت اثناء محاولات قلعها العديدة .
كان قد عاد لتوه من سفره الطويل في كل البلاد المجاورة يعمل ويجمع المال .. يبني ويزرع ويصنع ويشيد في كل الاراضي المجاورة , لقد عاد ومعه المال ووقف عاجزاً امام تلك الصخرة كان قد عرض مشكلتها هنالك
. في كل اسفاره .. ولم يسعفه احد قال البعض سوف ندرس ونخطط ونقرر فانتظر وطال الانتظار
.. واخر اكثر صراحة لا نستطيع نزع الصخرة فبعد دراسة مجموعة خبراء لتلك الصخرة اتضح استحالة نزعها فتحتها بركان سينفجر مع اية محاولة ويدمر المنطقة كلها فاقنع بالامر الواقع .
وقال اخرون لا نستطيع مساعدتك رغم مساهماتك في صناعتنا وحضارتنا الحالية .. نحن تجار ونتعامل مع تجار كل العالم الذين لهم مصالح في وجود تلك الصخرة ومساعدتك تضر بمصالحهم وتنعكس على مصالحنا . وترك الصخرة وسار بخظواته المثقلة ينتزعها من الارض انتزاعا الى الارض المجاورة وعيونه معلقة بالارض والصخرة تجثو على ارضه وصدره .
محمودعودة
الزلزال
جلس على الصخرة التى تتوسط أرضه وقد اكتست ببساط اخضر من الاعشاب البريةوتناثرت عليه زهور بألوانها الزاهية وبشكل هندسى بديع من صنع الطبيعة ،فلم تعبث بها يد الانسان منذ فترة طويلة00 جال ببصره فى الارض التى تحيط بأرضه وقد زرعت جميعها بكافة انواع المحاصيل الزراعية ويباشر المزارعون مزارعهم بعناية دون اكتراث لارض الصخرة المهجورة ، وقبر والده على جانب الصخرة وقد زينته زهور الحنون الحمراء وقد ميزته وسط خضرة الطبيعه 00 وشاهد والده يقف بكوفيته البيضاء وعقاله الأسود يتوسط رأسه بهامة وجلال ، وتجاعيد الزمن تعلو وجهه وقمبازه الشاهى المخطط الذى شوهته رقعات متفرقة ونظرات البؤس تملأ عينيه حزنا على ارضه التى اصابها العقم بهذه الصخرة اللعينه 000 كان لايزال يافعا عندما سأل والده ببراءة لماذا لم نزرع ارضنا مثل الجيران ؟ فأثار سؤاله مكامن الحزن فى قلب والده وعلت وجهه سحابة فاضت بقطرة من عينيه استقرت كبحيرة صغيرة وسط تجاعيد وجهه وفاض لسانه يحدث ولده بعد ان خرجت منه تنهيدة بعد جهد بذله لينزع صخرة اخرى تجثو على صدره 0 منذ اكثر من عشر سنوات كانت ارضنا هذه أحسن وأخصب من الاراضى التى تراها حولك وكانت مدعاة فخر لنا بانتاجها الذى كان يكفينا ويزيد بعض الشىء رغم الضرائب المتنوعة والباهظه00 وكنا أنا وأمك نسكن عشة بنيتها من خشب الجميز وسعف النخيل هناك بجوار تلك الشجرة00 وأشار باصبعه الى شجرة جميز كبيرة تجثو على طرف الصخرة كديدبان الزمن صامدة 00 وقد مضى عشر سنوات ولم يرزقنا الله أولادا وكنا راضين قانعين بنصيبنا من الدنيا وتسير حياتنا بهدوء ، والسعادة تخيم على كل بقعة من الأرض وكانت هنا 00 مشيرا الى المكان الذى يقف عليه فوق الصخرة00 شجرة زيتون كبيرة زرعها جدك ، كنا نجلس على باب العشة نأكل من زيت وزيتون تلك الشجرة عندما اهتزت الأرض من تحتنا وماجت الأرض وطارت العشة وتناثر سعفها وسط الأحجار المتناثرة والغبار يلف المكان وانتشرت رائحة الدمار والموت وبعض الناس هرب الى الوادي المجاور 00 والبعض ابتلعته الأرض 00 ومنهم من لم تتركه الحجارة يهرب فدفنته فى مكانه ، والارض تموج والريح تزأر وتصفر مجتاحة كل ماتبقى في طريقها من الاشجار . بيوت تختفي وركام يرتفع وأغصان تتطاير رهيبا .. رهيبا.. وبعد فترة وجيزة هدأ الزلزال .. وجثث هذه الصخرة على ارضنا كما ترى .. وبنفس البراءة سأل الطفل والده لماذا لم تزلها ؟ وابتسم الوالد ابتسامة حزينة واجاب .. لقد حاولت وحاول كل الجيران بامكانياتنا البسيطة محاولات عديدة , وكل محاولة كانت تبؤ بالفشل بعد ان يدفن تحت هذه الصخرة العديد من الرجال والنساء وجاء بعض الجيران بخبراء وعلماء يروحون ويجيئون دون فائدة . وأردف الوالد
ولكن الله سبحانه لم ينسى عباده ابدا ففي نفس الشهر ... شهر الزلزال الرهيب حملت والدتك بدون علاج بعد عشر سنوات لم نترك باباً الا وطرقناه , حملت والدتك بك بعد ان فقدنا الامل في ان يكون لنا ولد ... وبعد تسعة شهور جئت الى الدنيا والصخرة تزحف على ارضنا وتعلو فوقها بصلف وعجرفة ... واستمرت حياتنا بشظف العيش , امك هنا بجانب الصخرة .. وانا اعمل في الارض المجاورة بأجر واعود في المساء لأجد امك في انتظاري كعادتها... توفى والده بعد ذلك وهو يعمل في الارض المجاورة وأصرت والدته على عدم دفنه في الارض المجاورة , انه يرى والدته امام عينيه وهي تقاتل في كل الاتجاهات حتى وصلت بجثة والده الى ارضه على جانب الصخرة .. كانت الصخرة لم تزحف بعد لتغطي كل الارض .
وتدحرجت دمعة من عينيه مسحها بأصبعه وهو يتذكر وفاة والدته التي كانت تتمنى ان تدفن الى جانب زوجها ولم يستطع تحقيق حلمها فلم تترك الصخرة مكانا في الارض يتسع لقبر امه .. ولمس بيديه زهر الحنون الذي ينمو بين اخاديد الصخرة التي حفرت اثناء محاولات قلعها العديدة .
كان قد عاد لتوه من سفره الطويل في كل البلاد المجاورة يعمل ويجمع المال .. يبني ويزرع ويصنع ويشيد في كل الاراضي المجاورة , لقد عاد ومعه المال ووقف عاجزاً امام تلك الصخرة كان قد عرض مشكلتها هنالك
. في كل اسفاره .. ولم يسعفه احد قال البعض سوف ندرس ونخطط ونقرر فانتظر وطال الانتظار
.. واخر اكثر صراحة لا نستطيع نزع الصخرة فبعد دراسة مجموعة خبراء لتلك الصخرة اتضح استحالة نزعها فتحتها بركان سينفجر مع اية محاولة ويدمر المنطقة كلها فاقنع بالامر الواقع .
وقال اخرون لا نستطيع مساعدتك رغم مساهماتك في صناعتنا وحضارتنا الحالية .. نحن تجار ونتعامل مع تجار كل العالم الذين لهم مصالح في وجود تلك الصخرة ومساعدتك تضر بمصالحهم وتنعكس على مصالحنا . وترك الصخرة وسار بخظواته المثقلة ينتزعها من الارض انتزاعا الى الارض المجاورة وعيونه معلقة بالارض والصخرة تجثو على ارضه وصدره .
محمودعودة
تعليق