كانت يافطة كبيرة جدا تلك التي كانت معلقة أمام واجهة أحد المسارح السكندرية عن أحد العروض التي ستقدمها فرقة استعراضات هندية أتت خصيصا لمصر من أجل بناء جسر ثقافي فني بين مصر و الهند ,, و لأنني عاشقة للفن الهندي اتصلت بصديقاتي من أجل إعلامهن بالحفل و حجز المقاعد
بت ليلتي و أنا أتخيل العرض الساحر و أحلم برؤية غزلان الهند ممن نشاهدهم في الأفلام و هم يقفزون و يرقصون أمامنا على إيقاع الطبول و تنهيدات العذارى .
ذهبنا للحفل باكرا جدا و كما توقعنا وجدنا أمما و جماعات شتى أتت من هنا و هناك لمشاهدة العرض الهندي .
رحت أقتل الوقت في التطلع لديكورات المسرح و مشاهدة المتفرجين و إذا برؤوس عديدة في كل مكان تحدق تجاه ستارة المسرح في بله غريب و كأن هناك كائنات فضائية على وشك الظهور .
و أخيرا انطفأت الأضواء و ارتفعت ستائر المسرح و تعالت التنهيدات و الشهقات و تعالت معها نبضات قلوبنا لتصبح أعلى من موسيقي العرض .
و إذا بشاحنة كبيرة تدخل علينا من خلف الستار يرافقها صوت طبول مرتفع للغاية كاد أن يصيبنا بالصمم و رحنا نحدق بها بكل تركيزنا و فجيعتنا .. فإذا هي ليست بشاحنة بل ممثل هندي بدين جدا تتهدل بطنه على بنطاله القصير الواسع بينما لمعة صلعته تستطيع خطف أبصار المقيمين داخل اسكندرية و خارجها .. و على صدره آلة طبل كبيرة يضرب عليها بلا رحمة بنا و لا شفقة نحن البؤساء
حاولنا مواساة أنفسنا بأن هذه فقط مقدمة العرض و أن بقية العرض في الطريق و قبل أن نبتلع الصدمة الأولى دخلت علينا فتاة هندية نحيفة جدا و راحت ترقص رقصة واحدة بحركات واحدة متكررة على إيقاع واحد لا يتغير .
تشبثنا بالأمل و ظللنا ننتظر باقي العرض نصف ساعة ثم ساعة أخرى حتى انكشفت الحقيقة المُرة و أن هذا البدين و هذه الآلة المتحركة هما كل الأبطال و كل العرض .
شعرت بغصة في قلبي وشىء يسقط بالقرب مني .. فإذا هي إحدى الفتيات التي كانت تضع صورة أحد أبطال الهند على صدرها و في انتظار أن يظهر أمامها بطوله و عرضه و ارتفاعه بعد رفع الستار و الحقيقة قد أسعدتني خيبة أملها كثيرا و خففت من صدمتي و نفسيتي المحطمة ..
ثم توالت السقطات و اللعنات و الإنسحاب الجماعي من العرض
و كنت مصرة على البقاء رغم كل الكوارث التي حدثت بجانبي و حولي
راح الجمهور ينسحب و راحت الراقصة ترقص نفس الرقصة ذات الحركات المتكررة و راح البدين يدق بعنف على آلته المسكينة و راحت كل آمالنا تتضائل و تتبخر و تذهب مع الريح
و لم يبق في الصالة غيري أنا و صديقتي و رجل عجوز يبتسم و كأنه يشمت بنا أو يسخر من العرض و امرأة تغط في نوم عميق لا تأبه لما حولها .
أما ما أعجبني هو أن الفرقة ظلت تؤدي عملها بإتقان و إخلاص و دون أن تتذمر أو تعترض أو تنسحب.. بينما انسحب من عروقنا الإحساس و الذوق و الدم .. و لم نستطع أن نضغط على أنفسنا و نستمر حتى نهاية العرض على الأقل بدافع واجب الضيافة
وقتها عرفت لم العالم كله يتقدم و نحن نتأخر
و رغم احترامي للفرقة المتفانية في عملها
إلا أن هذا لم يشفع لها عندي لكي أكون آخر متفرجة للعرض
و انسحبت قبل أن تنفجر مرارتي
بت ليلتي و أنا أتخيل العرض الساحر و أحلم برؤية غزلان الهند ممن نشاهدهم في الأفلام و هم يقفزون و يرقصون أمامنا على إيقاع الطبول و تنهيدات العذارى .
ذهبنا للحفل باكرا جدا و كما توقعنا وجدنا أمما و جماعات شتى أتت من هنا و هناك لمشاهدة العرض الهندي .
رحت أقتل الوقت في التطلع لديكورات المسرح و مشاهدة المتفرجين و إذا برؤوس عديدة في كل مكان تحدق تجاه ستارة المسرح في بله غريب و كأن هناك كائنات فضائية على وشك الظهور .
و أخيرا انطفأت الأضواء و ارتفعت ستائر المسرح و تعالت التنهيدات و الشهقات و تعالت معها نبضات قلوبنا لتصبح أعلى من موسيقي العرض .
و إذا بشاحنة كبيرة تدخل علينا من خلف الستار يرافقها صوت طبول مرتفع للغاية كاد أن يصيبنا بالصمم و رحنا نحدق بها بكل تركيزنا و فجيعتنا .. فإذا هي ليست بشاحنة بل ممثل هندي بدين جدا تتهدل بطنه على بنطاله القصير الواسع بينما لمعة صلعته تستطيع خطف أبصار المقيمين داخل اسكندرية و خارجها .. و على صدره آلة طبل كبيرة يضرب عليها بلا رحمة بنا و لا شفقة نحن البؤساء
حاولنا مواساة أنفسنا بأن هذه فقط مقدمة العرض و أن بقية العرض في الطريق و قبل أن نبتلع الصدمة الأولى دخلت علينا فتاة هندية نحيفة جدا و راحت ترقص رقصة واحدة بحركات واحدة متكررة على إيقاع واحد لا يتغير .
تشبثنا بالأمل و ظللنا ننتظر باقي العرض نصف ساعة ثم ساعة أخرى حتى انكشفت الحقيقة المُرة و أن هذا البدين و هذه الآلة المتحركة هما كل الأبطال و كل العرض .
شعرت بغصة في قلبي وشىء يسقط بالقرب مني .. فإذا هي إحدى الفتيات التي كانت تضع صورة أحد أبطال الهند على صدرها و في انتظار أن يظهر أمامها بطوله و عرضه و ارتفاعه بعد رفع الستار و الحقيقة قد أسعدتني خيبة أملها كثيرا و خففت من صدمتي و نفسيتي المحطمة ..
ثم توالت السقطات و اللعنات و الإنسحاب الجماعي من العرض
و كنت مصرة على البقاء رغم كل الكوارث التي حدثت بجانبي و حولي
راح الجمهور ينسحب و راحت الراقصة ترقص نفس الرقصة ذات الحركات المتكررة و راح البدين يدق بعنف على آلته المسكينة و راحت كل آمالنا تتضائل و تتبخر و تذهب مع الريح
و لم يبق في الصالة غيري أنا و صديقتي و رجل عجوز يبتسم و كأنه يشمت بنا أو يسخر من العرض و امرأة تغط في نوم عميق لا تأبه لما حولها .
أما ما أعجبني هو أن الفرقة ظلت تؤدي عملها بإتقان و إخلاص و دون أن تتذمر أو تعترض أو تنسحب.. بينما انسحب من عروقنا الإحساس و الذوق و الدم .. و لم نستطع أن نضغط على أنفسنا و نستمر حتى نهاية العرض على الأقل بدافع واجب الضيافة
وقتها عرفت لم العالم كله يتقدم و نحن نتأخر
و رغم احترامي للفرقة المتفانية في عملها
إلا أن هذا لم يشفع لها عندي لكي أكون آخر متفرجة للعرض
و انسحبت قبل أن تنفجر مرارتي
تعليق