" منورة " في حفلة هندي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منار يوسف
    مستشار الساخر
    همس الأمواج
    • 03-12-2010
    • 4240

    " منورة " في حفلة هندي

    كانت يافطة كبيرة جدا تلك التي كانت معلقة أمام واجهة أحد المسارح السكندرية عن أحد العروض التي ستقدمها فرقة استعراضات هندية أتت خصيصا لمصر من أجل بناء جسر ثقافي فني بين مصر و الهند ,, و لأنني عاشقة للفن الهندي اتصلت بصديقاتي من أجل إعلامهن بالحفل و حجز المقاعد
    بت ليلتي و أنا أتخيل العرض الساحر و أحلم برؤية غزلان الهند ممن نشاهدهم في الأفلام و هم يقفزون و يرقصون أمامنا على إيقاع الطبول و تنهيدات العذارى .
    ذهبنا للحفل باكرا جدا و كما توقعنا وجدنا أمما و جماعات شتى أتت من هنا و هناك لمشاهدة العرض الهندي .
    رحت أقتل الوقت في التطلع لديكورات المسرح و مشاهدة المتفرجين و إذا برؤوس عديدة في كل مكان تحدق تجاه ستارة المسرح في بله غريب و كأن هناك كائنات فضائية على وشك الظهور .
    و أخيرا انطفأت الأضواء و ارتفعت ستائر المسرح و تعالت التنهيدات و الشهقات و تعالت معها نبضات قلوبنا لتصبح أعلى من موسيقي العرض .
    و إذا بشاحنة كبيرة تدخل علينا من خلف الستار يرافقها صوت طبول مرتفع للغاية كاد أن يصيبنا بالصمم و رحنا نحدق بها بكل تركيزنا و فجيعتنا .. فإذا هي ليست بشاحنة بل ممثل هندي بدين جدا تتهدل بطنه على بنطاله القصير الواسع بينما لمعة صلعته تستطيع خطف أبصار المقيمين داخل اسكندرية و خارجها .. و على صدره آلة طبل كبيرة يضرب عليها بلا رحمة بنا و لا شفقة نحن البؤساء
    حاولنا مواساة أنفسنا بأن هذه فقط مقدمة العرض و أن بقية العرض في الطريق و قبل أن نبتلع الصدمة الأولى دخلت علينا فتاة هندية نحيفة جدا و راحت ترقص رقصة واحدة بحركات واحدة متكررة على إيقاع واحد لا يتغير .
    تشبثنا بالأمل و ظللنا ننتظر باقي العرض نصف ساعة ثم ساعة أخرى حتى انكشفت الحقيقة المُرة و أن هذا البدين و هذه الآلة المتحركة هما كل الأبطال و كل العرض .
    شعرت بغصة في قلبي وشىء يسقط بالقرب مني .. فإذا هي إحدى الفتيات التي كانت تضع صورة أحد أبطال الهند على صدرها و في انتظار أن يظهر أمامها بطوله و عرضه و ارتفاعه بعد رفع الستار و الحقيقة قد أسعدتني خيبة أملها كثيرا و خففت من صدمتي و نفسيتي المحطمة ..
    ثم توالت السقطات و اللعنات و الإنسحاب الجماعي من العرض
    و كنت مصرة على البقاء رغم كل الكوارث التي حدثت بجانبي و حولي
    راح الجمهور ينسحب و راحت الراقصة ترقص نفس الرقصة ذات الحركات المتكررة و راح البدين يدق بعنف على آلته المسكينة و راحت كل آمالنا تتضائل و تتبخر و تذهب مع الريح
    و لم يبق في الصالة غيري أنا و صديقتي و رجل عجوز يبتسم و كأنه يشمت بنا أو يسخر من العرض و امرأة تغط في نوم عميق لا تأبه لما حولها .
    أما ما أعجبني هو أن الفرقة ظلت تؤدي عملها بإتقان و إخلاص و دون أن تتذمر أو تعترض أو تنسحب.. بينما انسحب من عروقنا الإحساس و الذوق و الدم .. و لم نستطع أن نضغط على أنفسنا و نستمر حتى نهاية العرض على الأقل بدافع واجب الضيافة
    وقتها عرفت لم العالم كله يتقدم و نحن نتأخر
    و رغم احترامي للفرقة المتفانية في عملها
    إلا أن هذا لم يشفع لها عندي لكي أكون آخر متفرجة للعرض
    و انسحبت قبل أن تنفجر مرارتي
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    #2
    الفرق كبير بين ما تتوقع والواقع .
    والست منورة هذه المرّة خانها حدسها .
    والحفلة الهندي التي ترجّتها .. طلعت حفلة هندي بجد ؟
    تعيشي وتوكلي غيرها

    أعتب عليكِ يا منار . منذ متى تتقاعسين عن مطالبة حق لكِ ؟
    أقلّها إعملي مثل ما عملت أنا ذات ظرف مشابه ، حين صرخت
    وزملاء لي قائلين :
    سيما أونطة هاتوا فلوسنا !
    طبعا لا رجّعوا لنا فلوسنا ، ولا السينما امتنعت عن جلب
    العروض الهايفة .

    تحية واحترام
    فوزي بيترو

    تعليق

    • المختار محمد الدرعي
      مستشار أدبي. نائب رئيس ملتقى الترجمة
      • 15-04-2011
      • 4257

      #3
      طريفة و واقعية و قد ذكرتني بقصة مماثلة ...
      حضرت ذات مرة حفلا غنائيا مملا
      بدأ الجمهور يغادر منذ اللحظات الأولى
      حتى لم يبق مع المغني إلا حارس القاعة
      فإنتفض هو الآخر و قال للفنان سيدي إذا كنت مصرا على الإستمرار في الغناء
      خذ مفاتيح القاعة و لما تنهي حفلك عليك بإطفاء الإنارة و غلق الأبواب لأني
      سأغادر الآن
      أشكرك أختنا منار نصوصك دائما تلتقي فيها الفكرة البناءة بالإبتسامة
      تحياتي و تقديري

      [youtube]8TY1bD6WxLg[/youtube]
      الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف



      تعليق

      • منار يوسف
        مستشار الساخر
        همس الأمواج
        • 03-12-2010
        • 4240

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
        الفرق كبير بين ما تتوقع والواقع .
        والست منورة هذه المرّة خانها حدسها .
        والحفلة الهندي التي ترجّتها .. طلعت حفلة هندي بجد ؟
        تعيشي وتوكلي غيرها

        أعتب عليكِ يا منار . منذ متى تتقاعسين عن مطالبة حق لكِ ؟
        أقلّها إعملي مثل ما عملت أنا ذات ظرف مشابه ، حين صرخت
        وزملاء لي قائلين :
        سيما أونطة هاتوا فلوسنا !
        طبعا لا رجّعوا لنا فلوسنا ، ولا السينما امتنعت عن جلب
        العروض الهايفة .

        تحية واحترام
        فوزي بيترو
        كانت أكلة جامدة دكتور فوزي
        و كل أحلامي ذهبت مع الريح
        شكرا لك دكتور لمرورك خفيف الظل و مواساتي على مصابي
        دنياااااااااا
        و عرض أونطة هههههه
        عايزين فلوسنا

        تقديري و احترامي دكتورنا العزيز

        تعليق

        • منار يوسف
          مستشار الساخر
          همس الأمواج
          • 03-12-2010
          • 4240

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة المختار محمد الدرعي مشاهدة المشاركة
          طريفة و واقعية و قد ذكرتني بقصة مماثلة ...
          حضرت ذات مرة حفلا غنائيا مملا
          بدأ الجمهور يغادر منذ اللحظات الأولى
          حتى لم يبق مع المغني إلا حارس القاعة
          فإنتفض هو الآخر و قال للفنان سيدي إذا كنت مصرا على الإستمرار في الغناء
          خذ مفاتيح القاعة و لما تنهي حفلك عليك بإطفاء الإنارة و غلق الأبواب لأني
          سأغادر الآن
          أشكرك أختنا منار نصوصك دائما تلتقي فيها الفكرة البناءة بالإبتسامة
          تحياتي و تقديري

          أضحك الله سنك أستاذ المختار
          و أنا اللي كنت فاكرة أني وحدي مستهدفة بالعرض الهندي ( الأونطة )
          و من يومها بتحسر على سوء حظي و تحطم أحلامي على صخرة المسرح
          واسيتني كتيــــــــــــر و خففت من صدمتني
          خصوصا أن ضميري كان واجعني على الآلات المتحركة أقصد الفرقة

          شكرا لك أستاذ المختار الصديق العزيز
          و دائما لمرورك إضافة مميزة
          كل التقدير لك

          تعليق

          • أسد العسلي
            عضو الملتقى
            • 28-04-2011
            • 1662

            #6
            نعم أستاذة منار هناك الكثير من الفضاءات الثقافية في الوطن العربي أصبحت تقدم لنا ما يشوش أدمغتنا و يلوث أفكارنا
            تماما كتلك النفايات التي تلوث البيئة.. ماهي الفائدة التي سنجنيها المتفرج في نهاية العرض...أن يفكر
            الإنسان العربي في أن يصبح بدينا كصاحبنا
            و المرأة العربية راقصة نحيفة كهذه الأخيرة ؟ يا له من عرض مهزلة أضحكتني بقدر ما ألمتني ههههه
            شكرا و تقديري لطرحك الهام
            ليت أمي ربوة و أبي جبل
            و أنا طفلهما تلة أو حجر
            من كلمات المبدع
            المختار محمد الدرعي




            تعليق

            • منار يوسف
              مستشار الساخر
              همس الأمواج
              • 03-12-2010
              • 4240

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أسد عسلي مشاهدة المشاركة
              نعم أستاذة منار هناك الكثير من الفضاءات الثقافية في الوطن العربي أصبحت تقدم لنا ما يشوش أدمغتنا و يلوث أفكارنا
              تماما كتلك النفايات التي تلوث البيئة.. ماهي الفائدة التي سنجنيها المتفرج في نهاية العرض...أن يفكر
              الإنسان العربي في أن يصبح بدينا كصاحبنا
              و المرأة العربية راقصة نحيفة كهذه الأخيرة ؟ يا له من عرض مهزلة أضحكتني بقدر ما ألمتني ههههه
              شكرا و تقديري لطرحك الهام
              الفائدة أننا نخرج من هذه العروض بضغط مرتفع و مرارة منفجرة و نفس محطمة
              هذا غير ( ثمن التذكرة ) أهىء أهىء
              و الحمد لله أني تخليت عن شهامتي بآخر لحظة و إلا ما بقيت على قيد الحياة
              شكرا لمرورك وذوقك و ردك الطيب
              أخي العزيز أسد عسلي
              كل عام و أنت و أسرتك بخير
              تقديري و احترامي

              تعليق

              يعمل...
              X