مات أبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد مثقال الخضور
    مشرف
    مستشار قصيدة النثر
    • 24-08-2010
    • 5517

    مات أبي


    مات أَبي



    قُلتُ لِما بقيَ منِّي : الأَسرابُ الثقيلةُ لا تطير
    فــــ مع أَيَّـةِ قافلةٍ وصلتْ هذهِ الأَرضُ ؟
    وكيف اعتلاني- على البعدِ – نعشٌ ..
    وأَنا مُجرَّدُ نقطةٍ ميِّـتةٍ فوقَ حفنةٍ من فراغ ؟

    الوزنُ كذبةٌ في المداراتِ ..
    والبقاءُ خديعةُ التربةِ الراحلة !

    لم يكنْ لي في المكانِ وقتٌ ..
    لكي آخذَ حصَّتي من التيهِ أَو الانتماء
    وليس لي في الزمانِ بلادٌ ..
    لكي أَمتطي ساقيةً تُـمرِّغُ وجهَ الدقائقِ بالوحلِ والدوار

    طاولةُ الزهرِ .. شجرةٌ يتيمةٌ كــــ لُعبتنا الأَخيرةِ
    كم كانت تتسلَّى بضحكتِنا الحجارةُ !
    وكم كانتْ تغارُ منها جُدرانُ البيوت !

    المسافةُ .. كومةٌ جائعةٌ من الوداعاتِ والأُمنياتِ العالقة
    فاتركني يتيمًا على حافَّةِ القبرِ ..
    أُقيمُكَ حُجَّةً على فلسفةِ البُعدِ
    وأَراكَ بصمتٍ رغمَ أَنفِ التراب

    الضياعُ .. نورسٌ لم يَعثر على البحرِ ..
    فأَنفقَ أَجنحتَهُ فوقَ مساراتِ النعوش
    هكذا .. نسيتُ عَينيَّ على نافذةِ الطائرة
    وقد كانتا تُسابقانِ غيمتيْنِ إِلى تُربتك

    الغرقُ .. وجهي الذي نسيتُهُ بينَ كفَّـيْـكَ يومَ أَوصيتَني بِأُمِّي
    كم كنتُ أَخافُ عليكَ حينَ تسأَلُ !
    وكم كنتُ أَخافُ منكَ ..
    حينَ أَقولُ - كاذبًا - إِنَّني بخير !

    الكفرُ .. أَرضٌ كَفَّنها في غيابِكَ الثلجُ ..
    ولم تُكرِمْها بالدَّفنِ المداراتُ
    فاخرجْ طاهرًا من جُـثَّـةِ الكونِ ..
    خُروجَ المعاني من قيدِ الحروف
    واخرجْ مُبعدًا من لوثةِ الجُرحِ ..
    خروجَ الروحِ من بؤْسِ الأَنين

    الضلالُ .. طريقٌ أُفقيٌّ لا يُدركُ أَسرارَ الصعودِ
    فاكتملْ وحدَكَ في تقاليدِ التسامي
    ولا تنتظرني في طريقِكَ الأَبيضِ إِلى الله

    أَنا النُّـقصانُ ، أَتآكلُ مع الوقتِ كجدارٍ حزين
    أُدرِّبُ الفراغَ على فنونِ الانكماشِ لأَنَّـني صَغُرتُ
    أُخبِّـئُـني فيكَ وعدًا على شجرةِ البرتقال
    لم أَعد أَحتاجُ بئرًا خلفَ نافذتي ..
    لكي أَرى وجهي غارقًا بين أَغصانِ اللَّيمونةِ المُتعَبة
    ولم أَعد مُلزمًا بما بقيَ منِّي
    فليكنْ هذا الرثاءُ رثائي
    ولتكن هذهِ الأَرضُ الثقيلةُ سربًا طويلًا
    من قبورٍ طائرة !
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    أرأيتِ جبلا تأكله العتة
    ينام مبعثرا كأشلاء نافرة
    كغبار تطارده الريح ؟
    دعيني أسألك .. سيدة القلب
    أرأيت .. صقرا
    بلا أعالي ..
    بين الحفر و فئران الغيط ؟
    أراه
    و لم أجد مبررا كافيا
    أو غير كاف
    لأقنع نفسي
    و أقنعك
    أن من يرقد كقشة أو كعظاءة متهالكة
    كان هو
    ذاته الجبل
    و أن صخرته
    التي كثيرا
    ما سخرت من بؤسنا
    وما ندعي من جسارة
    و كم دوختنا
    طرادة نزقنا في ليالي الجموح
    و كم ملأت وجهه بالحزن و البثور
    لم تكن سوى صورة على صمت الحائط
    الباهت
    و المشبع برائحة الفقد ؟

    أرأيت جبلك يا أم
    يا سيدة العمر
    وربة هذا القلب
    أرأيت الراسخ
    يوم كنا هناك
    حبة رمل في عينيه
    و الجبل بين يديك
    خضال بكف بسمتك الحلوة
    يزهر أحلاما
    يقطفها قبل الفجر
    ليحمل صخره
    و يحط بلا قدمين
    كضريح حارس
    لمدن الماء و الرمل

    أقترب قليلا
    مشدودا بإحدى صخور
    خلفها بخاصرتي
    فتان ماء الحلم بين العينين
    : أنا هو .. أيها الجبل
    ألا تراني ؟
    ثقيل ما بين حشرجتي
    و قعقعة عظام البكاء ..
    رهيف ما بين انتظاري
    وسخرية الراقص على بصيص العتمة القادمة
    : من .. من أنتَ
    ليس من أحد .. هنا
    و لا أنا .. أيضا هنا
    ثم يفرك الصمم في أذنيه
    مغمورا برمال الخديعة
    فأستصرخه : الجبال تموت واقفة ..
    فلا تكسرني

    .................
    ...................
    ................
    ....................
    كرمش ضبابة رفافة على بياضه
    مانحا ما بقى منه لجنين
    في بطن اليابسة
    وصورة ..
    يتعكز عليها ضجيج الرحيل !



    و تبقى أنتَ شاهدا على
    جبل كان هنا
    و ربما لم يزل
    فهنا جبل تهالك .. و نال منه الوهن
    حد السخرية
    و لكن الجبال تموت واقفة
    كما الأشجار .. ألم تقل محمد ؟
    ألم يقل الرجال و صدقنا حين رأينا

    فاعط الذكريات وردة
    و لا تخزن القوارير .. بل اطلقها للحياة

    محبتي شاعرنا الرائع
    sigpic

    تعليق

    • مالكة حبرشيد
      رئيس ملتقى فرعي
      • 28-03-2011
      • 4544

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد مثقال الخضور مشاهدة المشاركة

      مات أَبي



      قُلتُ لِما بقيَ منِّي : الأَسرابُ الثقيلةُ لا تطير
      فــــ مع أَيَّـةِ قافلةٍ وصلتْ هذهِ الأَرضُ ؟
      وكيف اعتلاني- على البعدِ – نعشٌ ..
      وأَنا مُجرَّدُ نقطةٍ ميِّـتةٍ فوقَ حفنةٍ من فراغ ؟

      الوزنُ كذبةٌ في المداراتِ ..
      والبقاءُ خديعةُ التربةِ الراحلة !

      لم يكنْ لي في المكانِ وقتٌ ..
      لكي آخذَ حصَّتي من التيهِ أَو الانتماء
      وليس لي في الزمانِ بلادٌ ..
      لكي أَمتطي ساقيةً تُـمرِّغُ وجهَ الدقائقِ بالوحلِ والدوار

      طاولةُ الزهرِ .. شجرةٌ يتيمةٌ كــــ لُعبتنا الأَخيرةِ
      كم كانت تتسلَّى بضحكتِنا الحجارةُ !
      وكم كانتْ تغارُ منها جُدرانُ البيوت !

      المسافةُ .. كومةٌ جائعةٌ من الوداعاتِ والأُمنياتِ العالقة
      فاتركني يتيمًا على حافَّةِ القبرِ ..
      أُقيمُكَ حُجَّةً على فلسفةِ البُعدِ
      وأَراكَ بصمتٍ رغمَ أَنفِ التراب

      الضياعُ .. نورسٌ لم يَعثر على البحرِ ..
      فأَنفقَ أَجنحتَهُ فوقَ مساراتِ النعوش
      هكذا .. نسيتُ عَينيَّ على نافذةِ الطائرة
      وقد كانتا تُسابقانِ غيمتيْنِ إِلى تُربتك

      الغرقُ .. وجهي الذي نسيتُهُ بينَ كفَّـيْـكَ يومَ أَوصيتَني بِأُمِّي
      كم كنتُ أَخافُ عليكَ حينَ تسأَلُ !
      وكم كنتُ أَخافُ منكَ ..
      حينَ أَقولُ - كاذبًا - إِنَّني بخير !

      الكفرُ .. أَرضٌ كَفَّنها في غيابِكَ الثلجُ ..
      ولم تُكرِمْها بالدَّفنِ المداراتُ
      فاخرجْ طاهرًا من جُـثَّـةِ الكونِ ..
      خُروجَ المعاني من قيدِ الحروف
      واخرجْ مُبعدًا من لوثةِ الجُرحِ ..
      خروجَ الروحِ من بؤْسِ الأَنين

      الضلالُ .. طريقٌ أُفقيٌّ لا يُدركُ أَسرارَ الصعودِ
      فاكتملْ وحدَكَ في تقاليدِ التسامي
      ولا تنتظرني في طريقِكَ الأَبيضِ إِلى الله

      أَنا النُّـقصانُ ، أَتآكلُ مع الوقتِ كجدارٍ حزين
      أُدرِّبُ الفراغَ على فنونِ الانكماشِ لأَنَّـني صَغُرتُ
      أُخبِّـئُـني فيكَ وعدًا على شجرةِ البرتقال
      لم أَعد أَحتاجُ بئرًا خلفَ نافذتي ..
      لكي أَرى وجهي غارقًا بين أَغصانِ اللَّيمونةِ المُتعَبة
      ولم أَعد مُلزمًا بما بقيَ منِّي
      فليكنْ هذا الرثاءُ رثائي
      ولتكن هذهِ الأَرضُ الثقيلةُ سربًا طويلًا
      من قبورٍ طائرة !

      مات أبي......
      الصدى معلق في الفراغ
      الفرحة مشدوهة خلف
      الهزيع الاخير
      من حكايانا المركونة
      عند زوايا البيت الكئيب
      لا أصدق أن لثغة العمر
      الغزيرة بالحنان
      لن تتجدد بعد
      لتقتل وحشة المجال
      أبي لم يمت ....
      هو حي في جذوع الاشجار
      في زهو العروش
      الفارهة الاحلام
      هو نجمة الروح البهية
      التي ترصع عتمة الايام
      تحفظ ذاكرة الطين
      عند جدع شجرة خروب
      هي الكنف والعنوان


      ماذا اقول ايها القدير
      والوجع هنا قال كل شيء؟
      لم يترك لنا فرصة تعبير عن اسى
      الحرف هنا توغل عميقا في الجسد
      حمل الروح على صهوة آآآآه
      نحو حزن في قرار مكين

      رحم الله الوالد واسكنه فسيح جناته
      كنت رائعا ....رائعا...رائعا
      الوجع الشامخ ....الصارخ
      زاد كلماتك جمالا وروعة

      تعليق

      • مهيار الفراتي
        أديب وكاتب
        • 20-08-2012
        • 1764

        #4
        لم يكنْ لي في المكانِ وقتٌ ..
        لكي آخذَ حصَّتي من التيهِ أَو الانتماء
        وليس لي في الزمانِ بلادٌ ..
        لكي أَمتطي ساقيةً تُـمرِّغُ وجهَ الدقائقِ بالوحلِ والدوار
        المسافةُ .. كومةٌ جائعةٌ من الوداعاتِ والأُمنياتِ العالقة
        فاتركني يتيمًا على حافَّةِ القبرِ ..
        الضياعُ .. نورسٌ لم يَعثر على البحرِ ..
        فأَنفقَ أَجنحتَهُ فوقَ مساراتِ النعوش
        الضلالُ .. طريقٌ أُفقيٌّ لا يُدركُ أَسرارَ الصعودِ
        فاكتملْ وحدَكَ في تقاليدِ التسامي
        ولا تنتظرني في طريقِكَ الأَبيضِ إِلى الله
        أَنا النُّـقصانُ ، أَتآكلُ مع الوقتِ كجدارٍ حزين
        أُدرِّبُ الفراغَ على فنونِ الانكماشِ لأَنَّـني صَغُرتُ
        أُخبِّـئُـني فيكَ وعدًا على شجرةِ البرتقال
        لم أَعد أَحتاجُ بئرًا خلفَ نافذتي ..
        لكي أَرى وجهي غارقًا بين أَغصانِ اللَّيمونةِ المُتعَبة
        ولم أَعد مُلزمًا بما بقيَ منِّي
        فليكنْ هذا الرثاءُ رثائي
        ولتكن هذهِ الأَرضُ الثقيلةُ سربًا طويلًا
        من قبورٍ طائرة !

        بين الإياب و التشييع
        يكسرني حزنك العميق و الجليل
        حروفك تنز روحا معذبة
        و ضياعا يلبس كل شيء
        أقرأ و أتألم مستعيدا شعورا
        حاول أن يدفنه النسيان عبثا و لم يستطع
        أخي محمد الجميل المصاب جليل
        و ليس لنا إلا الصبر و الذعاء
        رحم الله الوالد و جعله من أصحاب اليمين
        و جعل قبره روضة من رياض الجنة
        و ألهمكم الصبر و السلوان
        بوركت و دمت بألف خير
        أسوريّا الحبيبة ضيعوك
        وألقى فيك نطفته الشقاء
        أسوريّا الحبيبة كم سنبكي
        عليك و هل سينفعك البكاء
        إذا هب الحنين على ابن قلب
        فما لحريق صبوته انطفاء
        وإن أدمت نصال الوجد روحا
        فما لجراح غربتها شفاء​

        تعليق

        • صهيب خليل العوضات
          أديب وكاتب
          • 21-11-2012
          • 1424

          #5
          و أنا أيضاً مات أبي منذ سنين خلت
          لو ابتعدت قليلاً عن السياق الفني للقصيد - سأبكي حتّى يسمع الكل صوتي الأجش -
          لو ابتعدت قليلاً عن الذكريات - سأصطدم بوجه أبي المُجعد - كيف أنّه رحل بلا وداع
          آه ، أستاذي العزيز محمد الخضور ، مُصاب كبير هو فقدان الأب لا يشعر به إلاّ من يعيشه
          ولأنني عشته و انفطر قلبي منه أُقدّر ما تحسُه الآن و أفهم كثيراً هذا الحزن الشاسع
          رحم الله الوالد رحمة واسعة
          سعيد جدا بعودتك أيها الإنسان النبيل

          لك المحبة والتقدير الكبير
          كأخر جندي في ساحة المعركة أحارب هذا الحزن وحدي،

          تعليق

          • آمال محمد
            رئيس ملتقى قصيدة النثر
            • 19-08-2011
            • 4507

            #6
            .
            .

            الحزن باق يدس أنيابه بقلب جنين الفرح اللقيط
            وسيظل يلهث خلف البدايات حتى يتم نعمته ويقسم القميص

            ولكن أن نحوله إلى مجرى الضوء المتدفق لهو بعض الرحمة
            لهو سلوى الغاية

            وأنت أقمته هنا بأرقى ما تكون العبارة
            حملته ببصيرة الشاعر
            ووضعته بقلب مطمئن

            ولا بد من الحزن
            ولكنه ماض تاركا خلفه وصية الشعر

            ربي اجعله راضيا مطمئنا
            وابدله بدار أبقى وأعدل

            تعليق

            • إيمان عبد الغني سوار
              إليزابيث
              • 28-01-2011
              • 1340

              #7
              أنا آسفة
              لا أستطيع أن أقول شيء حين تحضر المراثي
              ولا أستطيع المرور دون أن أشارككم الدمع
              ليرحمه البارئ
              " الحرية هي حقك أن تكون مختلفاً"
              أنا الهذيان وبعـض الوهم حقيقة!

              تعليق

              • البتول العاذرية
                أديب وكاتب
                • 27-09-2012
                • 1129

                #8
                أيها الشجن المترف بالجمال
                أستاذنا القدير محمد الخضور
                رحم الله الغالي وجعله في أعلى الجنان ورزقك الصبر وأعظم لك الأجر
                لاكلمات تقال فالمقام لايترك للحرف مجال

                ولكن فقط نقول إنا لله وإنا إليه راجعون

                واللهم اجعلنا على حكمك من الصابرين الراضين

                نزف قلمك فاخر السكب وإن توشحه الأسى المرير فأنت مبدع في كل حالاتك وبجميع طقوسك
                دمت بخير
                لتحكي بصمتك بلغة الحرف
                لتترك أثرها على الأسوار
                على ذوب جليد الأنهار
                على الأغصان والأزهار
                لتكن بصمتك حرف يُسمع الأصم ويُري الأعمى

                تعليق

                • منار يوسف
                  مستشار الساخر
                  همس الأمواج
                  • 03-12-2010
                  • 4240

                  #9
                  كثيرا ما أسأل
                  كيف يولد الإبداع من رحم الألم و المعاناة ؟
                  كيف ينضج التفاح على شجر منهك ؟
                  كيف نرى الثلج ناصعا في ليل حالك البؤس ؟

                  كانت مرثية قمة في الإبداع
                  لله درك من شاعر عرفت أن تحيك من الوجع ملحمة نور

                  رحم الله والدك و أدخله فسيح جناته
                  كل التقدير لك

                  تعليق

                  • أبوقصي الشافعي
                    رئيس ملتقى الخاطرة
                    • 13-06-2011
                    • 34905

                    #10
                    لا شيء يهذب اللغة
                    مثل الفقد..
                    أخي الحبيب و أستاذي الغالي
                    محمد الخضور
                    رحم الله والدك التقي
                    و أسكنه فسيح جناته
                    و ألهمك الصبر و السلوان
                    دمت بكل النقاء
                    محبتي و أكثر



                    كم روضت لوعدها الربما
                    كلما شروقٌ بخدها ارتمى
                    كم أحلت المساء لكحلها
                    و أقمت بشامتها للبين مأتما
                    كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
                    و تقاسمنا سوياً ذات العمى



                    https://www.facebook.com/mrmfq

                    تعليق

                    • زهور بن السيد
                      رئيس ملتقى النقد الأدبي
                      • 15-09-2010
                      • 578

                      #11
                      "مات أبي"
                      عنوان يختزل عمق الشعور برهبة الموت..
                      ويجسد صدمة فقدنا لمن امتلأنا بهم.. فرحلوا عنا.. وتركوا لنا غصة في النفس وفراغا مهولا ..
                      انصهر الحب والحنين والذكريات وأوجاع الحكاية والفقد .. في الذات الشاعرة .. فأنتج المبدع محمد الخضور مرثية فلسفية كبيرة..
                      صنع من لغته شرفات تعرف كيف تصغي لحكاية الحزن والأوجاع بداخل النفس ..
                      لغة تصور كيف تحط الذكريات, متعبة وحزينة على شجرة البرتقال اليتيمة قرب البئر..
                      قصيدة بطاقة إحائية معهودة في الكتابة الشعرية لدى محمد الخضور, وبفلسفتها العميقة ..
                      أجاد الشاعر فيها نحت فداحة الموت, ووقوف الذات أمام جبروته, بشحنات عاطفية كبيرة وبعتاد فني هائل ..
                      بالصبر والذكرى الجميلة وبإبداعك ولغتك الجميلة الراقية, يمكن أن تتحصن أيها الشاعر الكبير من هذا الحزن العميق ..
                      ويستمر الحب رغم الموت:
                      "أُقيمُكَ حُجَّةً على فلسفةِ البُعدِ
                      وأَراكَ بصمتٍ رغمَ أَنفِ التراب"

                      رحم الله والدك صديقنا العزيز محمد الخضور رحمة واسعة
                      وألهمكم الصبر الجميل في هذا المصاب الجلل
                      وإنا لله وإنا إليه راجعون
                      التعديل الأخير تم بواسطة زهور بن السيد; الساعة 02-01-2014, 08:58.

                      تعليق

                      • زياد هديب
                        عضو الملتقى
                        • 17-09-2010
                        • 800

                        #12
                        مصاب جلل
                        أحاط كالسوار معصم الروح
                        لم تذبل المعاني على مجرى الدمع
                        هو يجري
                        وهي غابة نخيل تلاحقه
                        ما أجملك أيها الشعر حين تبكي

                        تحيتي اليك صديقي الرائع
                        هناك شعر لم نقله بعد

                        تعليق

                        • حكيم الراجي
                          أديب وكاتب
                          • 03-11-2010
                          • 2623

                          #13
                          أستاذي وصديقي المتألق / محمد الخضور
                          الفقد مفردة قاسية الحروف ومرة الدلالة تستلب منا عادية الأيام وتزجنا في أتون شراسة التوتر وبديهية العجز أمام ذلك المارد ..
                          أحسن الله لكم العزاء وتغمد الله والدكم برحمته الواسعة ..
                          ألهمكم الله الصبر والسلوان ..
                          محبتي وأكثر ..

                          [flash= http://www.almolltaqa.com/upload//up....gif]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]

                          أكتب الشعر لا ليقرأه المهووسون بالجمال
                          بل أكتب لأوثق انهيارات القُبــــح ..



                          تعليق

                          • جمال سبع
                            أديب وكاتب
                            • 07-01-2011
                            • 1152

                            #14
                            أَنا النُّـقصانُ ، أَتآكلُ مع الوقتِ كجدارٍ حزين
                            أُدرِّبُ الفراغَ على فنونِ الانكماشِ لأَنَّـني صَغُرتُ
                            أُخبِّـئُـني فيكَ وعدًا على شجرةِ البرتقال
                            لم أَعد أَحتاجُ بئرًا خلفَ نافذتي ..
                            لكي أَرى وجهي غارقًا بين أَغصانِ اللَّيمونةِ المُتعَبة
                            ولم أَعد مُلزمًا بما بقيَ منِّي
                            فليكنْ هذا الرثاءُ رثائي
                            ولتكن هذهِ الأَرضُ الثقيلةُ سربًا طويلًا
                            من قبورٍ طائرة !

                            **********
                            مسافر في أرض تخيط الشجن
                            بسعف ولادة النخيل
                            تنتظرك الزخات في منتصف المطر
                            كي تسعفك كبقايا قشة
                            و الماء يدق الطبول
                            يمزق الطبول
                            يغتصب الطبول

                            دوما رائعا شاعرانا تشكل الرثاء كلحظة
                            تقديري الدائم
                            عندما يسألني همسي عن الكلمات
                            أعود بين السطور للظهور

                            تعليق

                            • مهتدي مصطفى غالب
                              شاعروناقد أدبي و مسرحي
                              • 30-08-2008
                              • 863

                              #15
                              لم يكن لي يا صديقي ...
                              إلا أن أقول لك شكراً ...
                              نص فيه من تقنيات النص الفنية ما يستحق أن يقرأ لمرات و مرات ..
                              شكراً لك نص فيه من الحياة و الوفاء ... ما يمطر الكون بالإخضرار ..
                              شكراً لك يا صديقي ..
                              قد كحلت روحي بالجمال و الذكرى
                              لك محبتي
                              ليست القصيدة...قبلة أو سكين
                              ليست القصيدة...زهرة أو دماء
                              ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
                              ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
                              القصيدة...قلب...
                              كالوردة على جثة الكون

                              تعليق

                              يعمل...
                              X