أهلا بك أختنا العنود مرة أخرى.
كما قلت لك آنفا، أنت تملكين قدرة كافية لتجعل منك كاتبة و أديبة ممتازة و متميزة لكن القدرة تحتاج إلى كفاءة في الأداء.
الموهبة لا تكفي وحدها لصنع كاتب/ة ممتاز/ة بل يجب استكمال الموهبة بالصقل و الرعاية و العناية و الاجتهاد في تحصيل اللغة العربية، أو غيرها من اللغات التي نريد التعبير بها عما يختلج نفوسنا من ... الخواطر و المشاعر، فكما حصلتِ على تخصصات متعددة في مجالات كثيرة على ما يبدو يمكن الحصول على الكفاءة في الأداء السليم و الجميل في الوقت نفسه فالمران يُكسب الإتقان كما أقول أو يقال "الممارسة تكسب الإتقان".
يبدو أنك في سن تسمح لك ألا تغتري "بقولهم حسناء و الغواني يغرُّهن الثناء" كما قيل قديما (أحمد شوقي) و من هنا فلا خوف عليك من الإطراء المبالغ فيه، لكنني أحب أن أقدم إليك و إلى كل من سيمر من هنا نصيحة غالية مكتسبة من تجربتي في مجال الكتابة و تدريب الصحفببن المبتدئين و هي:
أن تجعلي نصب عينيك أربعة أسئلة في الكتابة، أية كتابة: 1) ماذا أكتب ؟ 2) لمن أكتب ؟ 3) كيف أكتب ؟ 4) في أي قالب أكتب؟ فإن استطعت أن تجيبي على هذه الأسئلة الأربعة، و هي الخطة "الاستراتيجية" في الكتابة يمكنك بعد ذلك ترتيب الأسئلة "التكتيكية" (8 أو10: ماذا؟ من؟ متى؟ كيف؟ لماذا؟ أين؟ إلخ... مما هو معروف في التساؤلات في التحقيقات الميدانية) المعروفة في الكتابة الفنية لإحاطة بالموضوع من جوانبه كلها.
يا العنود ... الكتابة تحتاج إلى الصمود لتكسب ... الخلود.
تحيتي و تقديري و تشجيعي.

,




سعيدة جداً
أنا أستاذي بنصائحك الجوهريَّة
وتوجيهاتك الماسيَّة التي تمنح نصوصي ذاكَ البريق
الذي يزيدها جمالاً فوق جمال

مرَّة أخرى
خالص شكري وتقديري لشخصكَ الكريم

,

,

العنــــــود

[read]



,

حديث روح

,

,


العنـــــــود

[/read]

و عليك السلام أختي فاطيمة و عساك بخير و عافية و أهلنا في ليبيا.
أشكر لك كثيرا قراءتك الذكية و اهتمامك بما قلته عن الكتابة الهادفة.
و في هذا الوصف، "الهادفة"، تكمن الإجابة الفورية عن سؤالك الممتاز.
كان حديثي، و لا يزال، عن "إستراتيجية" الكتابة بأسئلتها الأربعة الأساسية، إلى كاتب قد حُـلَّتْ المشكلةُ في ذهنه فهو يعرف لماذا يكتب و علينا أن نساعده على "كيف يكتب" أو "ماذا يكتب"، أما "الكاتب" الذي لا يزال يعاني من معضلة "لماذا يكتب؟" فهو ليس كاتبا بعْدُ، و اسمحي لي أن أضيف لك بعد الأسئلة الأربعة التي ذكرتها لأختنا الشاعرة الرقيقة العنود و التي أتمنى لها الصمود، فعلى الكاتب الحقيقي أن يضع نصب عينيه ثلاث "هاءات" أساسية و هي، أن تكون كتابته هادفة هادية هادئة، فإن لم تكن كذلك كان مخربشا من المخربشين و المخربشات و ما أكثرهم و أكثرهن في المنتديات "السيبيرية" في الشبكة العنكبية، و بعد هذا كله يحرر نصه حسب هدفه و ... إرادته أي ماذا يريد أن يقول لقرائه أو للناس جميعا ثم يختار القالب الذي يكتب فيه، أي يصب فيه فكرته: مقالة، قصة، قصيدة، خاطرة، مسرحية، إلخ...
و بالعودة إلى أختنا العنود، هل لاحظتِ لغتها و شاعريتها و رقتها و لطفاتها ؟ إنها شاعرة رقيقة رقة النسيم في يوم ربيعي جميل و الله يحفظها من العين، إنها تملك المادة الخام و تحتاج إلى إعادة نظرة في بعض دقائق اللغة العربية و إلا فهي ممتازة جدا و أحسن بكثير من كثير من "الشعراء" و "الشاعرات" الذين يتخاتلون هنا و ... هناك في المنتديات الأدبية.
هذا رأيي صراحة في أختنا الشاعرة الجديدة العنود و التي أتمنى لها إقامة طيبة معنا هنا.
أكرر لك شكري على سؤالك الذكي و الذي أعطاني فرصة الحديث عن بعض "تقنيات" الكتابة الهادفة الهادئة الهادية.
تحيتي لك.

لعلك في مدينة تغتسل الآن بمياه المطر الطاهرة حيث يُستجاب الدعاء فادعي لي الله بما تشائين من الخير و لك مثله إن شاء الله تعالى.
يا شاعرتنا الرقيقة الراقية: يقال عندنا نحن المسلمين :"إنما العلم بالتّعلم و الحلم بالتّحلم" و كل شيء يمكن تعلمه حتى ... السحر الحلال.
إن من يملك موهبة كموهبتك الجميلة يجب ألا يترك وحده يعاني و يتألم، فما دور النقاد إذن إن هم أهملوا المواهب الحقيقية ؟
الرصيد الأساسي موجود عندك فعلا لكنه يحتاج إلى تصفية و تزكية و ... ترقية بالقواعد النحوية و الإملائية.
و إن سمحت لي بنصيحة أخوية أقترح عليك قراءة كتاب "دلائل الإعجاز" لعبد القاهر الجرجاني، رحمه الله تعالى، فإنك ستجدين فيه ما يفيدك حتما و عليك بالقراءة في كتب النحو حتى تتجنبي الأخطاء النحوية و الإملائية التي تشوه نصوصك الجميلة.
هل رأيت امرأة جميلة رائعة لكنها تحمل في وجهها ندوبا مشوهة ؟ كذلك النصوص الجميلة تشوهها الأخطاء النحوية و الإملائية.
مع أخلص تحياتي و أصدق تمنياتي البُليْديّة.

[read]


,


الحمد لله على كلِّ حال

,

,

العنــــــود

[/read]

[read]





,



هدووووء


,

,

العنــــــود


[/read]