صديقة الحُزن الطارئ
تخليتُ في لحظة خيانة لذيذة عن الحرف والدّرس، جِئتك من حيث أجراس الخلاص تدوي داخلي، لتعلن دخول وقت الاعتكاف!
خلعتُ معطف الواجبات والأولويات، واحتباس الساعات لنظري، وذهبتُ إلى حيث مذبح القيود لأذبح مسخ الأفكار داخلي...
لكنه لم يُذبح! هربت...مشيت، وصلتُ إلى بعيداً ولم أصل الى خلاصي.
تخنقني المباني، صرتُ أتحسس عن مكان خالٍ، أبتغي منه رؤية السماء صفحة كاملة لا تقطعها الشواهد الاسمنتية. لم أجد! ضاقت بي الأرض أكثر، فروحي تتشدق، تتململ تبتغي إبصار ربي... إبصاره ،نعم، لا رؤيته ولا كفر في هذا.
ما زلتُ أمشي، ولم أهتدِ، لا شيء يدلني على الطريق سوى هُداك. صراطان في حيواتنا: صراط الآخرة وصراط هنا في هذه الآجلة، حيث كلاليب النفس تنهش فينا، وحيث هذا الخط الرفيع الذي نوشك الوقوع عنه، إن وقعنا، أحرقتنا ألسنة المفاجآت المحرقة.
تقابلتُ مع السماء أخيرا، زرقاء جميلة، ومساحات تزدان بالثلج، ها قد وصلت! النقاء ها هنا، ليأخذني بعيدا، ليغسلني بتراتيل الماء والبَرد، علّني أفقد وعيّ، فتغفو قدراتي السمعية والادراكية، ثم تصحو أمام قناديل الإجابات الكثيرة.
قادتني الطُرق إلى صديقة، يلسعها بردان: برد الشتاء وبرد الحزن. تقاسمنا نصيبنا من القدر، ضحكنا من فرط الوجع ثم فجأة صمتنا، كأنما صار لنا في الصمت راحة فاعتكفنا فيه أمدا. ألحظُ مشيتك، كأن ظهرك فيه انحناءة!! يا صديقة الحزن الطارئ، أأنقضَ وزر الحزن ظهرك، ماله لا يستقيم؟ أجبتِ برسم خطٍ وهمي ،كأنه حتميّ، بين وِزر الحزن وانحناءة الظهر، فكأنما هو جبلٌ يجثو على الظهر ويقصمه. ربما لهذا السبب تنحني ظهور العجزة، من فرط الخيبات والأوجاع ومُكدرات الحياة التي طالت من وجوههم وظهورهم معاً.
أيّا صديقة الحزن الطارئ، أيّا مُبتعثةً من رحم المجهول والصُدفة المُقدرة، ما أقربكِ كنتِ حينها إلى قلبي، فقد كُنا أنسباء اللحظة وغربة الشعور، وشركاء جريمة النوع الأضعف.
افترقنا على تقاطع اللقاء القادم الذي لن يكون، فطُرقك غير طُرقي، وإن تقاسمنا رغيف الألم. تقودك قدماك إلى الغيب وتقودني قدماي إلى صدري، شاهت الدروب، ضاقت في صعودها إلى أعلى... إلى حيث قلبي.
أعودُ إليك مجدداً، أبحثُ عن صفحة سماء غير ممزقة، إلا أن المدينة قد ضاقت واختفت سماؤها، تشوهت بأنياب معاول تَمُدنٍ مُتسارع زائف... كُفي عن الزحف، كُفي عن التطاول والتعاظم ! ما أبشع صحراء المباني التي أغلقت مداخل الأعلى.
توشك قدماي أن تزلاّ عن الصّراط، إلا أن جهنما ليست أسفل مني، جهنم هنالك في الآخرة، أما هنا فتكفي رمزية جهنم في حريق الأسئلة التي أسفل مني.

تخليتُ في لحظة خيانة لذيذة عن الحرف والدّرس، جِئتك من حيث أجراس الخلاص تدوي داخلي، لتعلن دخول وقت الاعتكاف!
خلعتُ معطف الواجبات والأولويات، واحتباس الساعات لنظري، وذهبتُ إلى حيث مذبح القيود لأذبح مسخ الأفكار داخلي...
لكنه لم يُذبح! هربت...مشيت، وصلتُ إلى بعيداً ولم أصل الى خلاصي.
تخنقني المباني، صرتُ أتحسس عن مكان خالٍ، أبتغي منه رؤية السماء صفحة كاملة لا تقطعها الشواهد الاسمنتية. لم أجد! ضاقت بي الأرض أكثر، فروحي تتشدق، تتململ تبتغي إبصار ربي... إبصاره ،نعم، لا رؤيته ولا كفر في هذا.
ما زلتُ أمشي، ولم أهتدِ، لا شيء يدلني على الطريق سوى هُداك. صراطان في حيواتنا: صراط الآخرة وصراط هنا في هذه الآجلة، حيث كلاليب النفس تنهش فينا، وحيث هذا الخط الرفيع الذي نوشك الوقوع عنه، إن وقعنا، أحرقتنا ألسنة المفاجآت المحرقة.
تقابلتُ مع السماء أخيرا، زرقاء جميلة، ومساحات تزدان بالثلج، ها قد وصلت! النقاء ها هنا، ليأخذني بعيدا، ليغسلني بتراتيل الماء والبَرد، علّني أفقد وعيّ، فتغفو قدراتي السمعية والادراكية، ثم تصحو أمام قناديل الإجابات الكثيرة.
قادتني الطُرق إلى صديقة، يلسعها بردان: برد الشتاء وبرد الحزن. تقاسمنا نصيبنا من القدر، ضحكنا من فرط الوجع ثم فجأة صمتنا، كأنما صار لنا في الصمت راحة فاعتكفنا فيه أمدا. ألحظُ مشيتك، كأن ظهرك فيه انحناءة!! يا صديقة الحزن الطارئ، أأنقضَ وزر الحزن ظهرك، ماله لا يستقيم؟ أجبتِ برسم خطٍ وهمي ،كأنه حتميّ، بين وِزر الحزن وانحناءة الظهر، فكأنما هو جبلٌ يجثو على الظهر ويقصمه. ربما لهذا السبب تنحني ظهور العجزة، من فرط الخيبات والأوجاع ومُكدرات الحياة التي طالت من وجوههم وظهورهم معاً.
أيّا صديقة الحزن الطارئ، أيّا مُبتعثةً من رحم المجهول والصُدفة المُقدرة، ما أقربكِ كنتِ حينها إلى قلبي، فقد كُنا أنسباء اللحظة وغربة الشعور، وشركاء جريمة النوع الأضعف.
افترقنا على تقاطع اللقاء القادم الذي لن يكون، فطُرقك غير طُرقي، وإن تقاسمنا رغيف الألم. تقودك قدماك إلى الغيب وتقودني قدماي إلى صدري، شاهت الدروب، ضاقت في صعودها إلى أعلى... إلى حيث قلبي.
أعودُ إليك مجدداً، أبحثُ عن صفحة سماء غير ممزقة، إلا أن المدينة قد ضاقت واختفت سماؤها، تشوهت بأنياب معاول تَمُدنٍ مُتسارع زائف... كُفي عن الزحف، كُفي عن التطاول والتعاظم ! ما أبشع صحراء المباني التي أغلقت مداخل الأعلى.
توشك قدماي أن تزلاّ عن الصّراط، إلا أن جهنما ليست أسفل مني، جهنم هنالك في الآخرة، أما هنا فتكفي رمزية جهنم في حريق الأسئلة التي أسفل مني.
تعليق