كوة الحرية
سجين خلف القضبان ؛ الأغلال تقيد قدميه ويديه، تعتصرهما كأنه سيفر من سجانه لو أرخيت عنه، وهو المنفي في جزيرة مهجورة مخيفة تحيط بها المياه وتأسرها القروش وكواسر البحر، قابع هناك منذ سنين عجاف لا بارقة أمل في عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون، يجرجر سلاسل أثقاله حتى وصل بعد سفر إلى تلك الكوة التي أسماها النافذة على سبيل المجاز لاالحقيقة.
أتراهم حقاً يخشون هروبه منها!؟
لايرى شيئاً في الحقيقة لكن صديقته أبطأت بالحضور هذا الصباح فلا زوار عداها وهو لايعرف الصباحات إلا بحضورها، بقي متسمراً في مكانه يرقبها ورفرفت أخيراً قربه يسبقها هديلها الذي مافتئ يفتق جراحه، وينكأ آلآمه كل صباح ومع ذاك ينتظره كمن ينتظر سعادةً في مقدمه، سعيد هو بكل الحزن والسقم الذي تجتره زيارتها.
ابتسم مرحباً بنواحها العذب فهنا يقام مأتم كل صباح وهاهو هديلها المؤلم يعزف أعذب لحن وأشقاه ، أسند رأسه على الجدار قريباً من النافذة أعني الفرجة، تتداعى الذكريات الصاخبة الحزن الفاخرة الأنين، وأسئلة تمرق برأسه، لم هو هنا، ماجريرته، الجميع يقسم أنه برئ فلماذا العقاب؟ كم احتج وصرخ وشجب واستنكر والجواب دوماً :
- نفذ الحكم ثم قدم احتجاجاً ينقض الحكم.
ينقض الحكم بعد تنفيذه ،
يالسخرية الأحكام.
ويالك من أغلال صادرت حريتي .
غمغم يناجي صديقته اشراقة الصباح كما يحب أن يسميها،
- انظري بعينيك فاخبريني ماترين، واستشرفي واقع الحال؛ هل من أمل في محال، بانصهار تلك الأغلال، برحيل قوم أصحاب الكهف الظلمة ، وانبلاج فجر العدالة، أو بتفجرالرجل الأخضر في تلك الروح الضعيفة والجسد الناحل فيتضاعف حجماً ويقوى عزماً ويمزق تلك السلاسل المتقهقرة إلى حبال ويحطم أسوار قلعة سجنه بخارق قوته ويغادر غير عابئ يشق عباب البحر فيسحق حيواناته المفترسة، فقط الحرية وجهته، لكن لابد من درس صغير لجببارة السلطة وزبانية السجن.. وإن كانت الحرية تغني عن كل انتقام.
سجين خلف القضبان ؛ الأغلال تقيد قدميه ويديه، تعتصرهما كأنه سيفر من سجانه لو أرخيت عنه، وهو المنفي في جزيرة مهجورة مخيفة تحيط بها المياه وتأسرها القروش وكواسر البحر، قابع هناك منذ سنين عجاف لا بارقة أمل في عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون، يجرجر سلاسل أثقاله حتى وصل بعد سفر إلى تلك الكوة التي أسماها النافذة على سبيل المجاز لاالحقيقة.
أتراهم حقاً يخشون هروبه منها!؟
لايرى شيئاً في الحقيقة لكن صديقته أبطأت بالحضور هذا الصباح فلا زوار عداها وهو لايعرف الصباحات إلا بحضورها، بقي متسمراً في مكانه يرقبها ورفرفت أخيراً قربه يسبقها هديلها الذي مافتئ يفتق جراحه، وينكأ آلآمه كل صباح ومع ذاك ينتظره كمن ينتظر سعادةً في مقدمه، سعيد هو بكل الحزن والسقم الذي تجتره زيارتها.
ابتسم مرحباً بنواحها العذب فهنا يقام مأتم كل صباح وهاهو هديلها المؤلم يعزف أعذب لحن وأشقاه ، أسند رأسه على الجدار قريباً من النافذة أعني الفرجة، تتداعى الذكريات الصاخبة الحزن الفاخرة الأنين، وأسئلة تمرق برأسه، لم هو هنا، ماجريرته، الجميع يقسم أنه برئ فلماذا العقاب؟ كم احتج وصرخ وشجب واستنكر والجواب دوماً :
- نفذ الحكم ثم قدم احتجاجاً ينقض الحكم.
ينقض الحكم بعد تنفيذه ،
يالسخرية الأحكام.
ويالك من أغلال صادرت حريتي .
غمغم يناجي صديقته اشراقة الصباح كما يحب أن يسميها،
- انظري بعينيك فاخبريني ماترين، واستشرفي واقع الحال؛ هل من أمل في محال، بانصهار تلك الأغلال، برحيل قوم أصحاب الكهف الظلمة ، وانبلاج فجر العدالة، أو بتفجرالرجل الأخضر في تلك الروح الضعيفة والجسد الناحل فيتضاعف حجماً ويقوى عزماً ويمزق تلك السلاسل المتقهقرة إلى حبال ويحطم أسوار قلعة سجنه بخارق قوته ويغادر غير عابئ يشق عباب البحر فيسحق حيواناته المفترسة، فقط الحرية وجهته، لكن لابد من درس صغير لجببارة السلطة وزبانية السجن.. وإن كانت الحرية تغني عن كل انتقام.
تعليق