الحب في قصر النيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أكمل سامي حامد
    أديب بدار الكتب المصرية
    • 21-10-2012
    • 515

    الحب في قصر النيل

    قررت أن أعترف لها بحبي و اليوم فقط تنتابني نوبات حب لم أشعر بها من قبل لقد انتصرت اخيراً على سيد فوزي العاشق الأول في حارتنا و الذي كان يقلد العندليب الأسمر و اطلق على نفسه - عندليب السلام – كان يومياً يرينا فتيات لا يشق لهن غبار و تشبهن فتيات السينما ... تقمصت الدور أمام مرآتي و ظللت أجتر جميع المشاهد التي كانت دائرة بين " عمر الشريف و فاتن حمامة " و نجحت في إقناعي بحبي .. لقد كنت " دنجواناً " و لست فلاحاً كما يعتقدون ... قمت بعمل حركة بعيني اليسرى من شأنها أن يفهم من هو أمامي بأني أغازله و لكنها اصطدمت بنادية ذات الأرداف و حتى تقتنع أنني لم أقصدها هي كان لا بد ان أقدم قرابيناً و أتحمل صفعات و أنظف أواني ...
    و قد تم بحمد الله لفت نظر سوسن بعد ان كاد قلبي يتوقف من الرعب فهي أخت الرجل الأول في الحارة – عندليب السلام – نفسه .. و تخيل أنك ستغازل أخت " فلانتينو " المرعب – و عندما ابتسمت الدنيا لي بعد أن ابتسمت سوسن أخبرتها أننا لا بد ان نلتقي بعيداً عن هذه الحارة المزعجة لكني فهت في طريق العودة الى بيتي و كانت صفعة حارة على وجهي أن هذا يعد مستحيلاً ماذا يصنع الرجل منا حتى يخرج من هذا الجو ...ما المانع لو زرنا النيل الذي يسمع لجميع العشاق الا عشاق حارتنا .. إننا حتى لا نعرف أسماء النبات داخل هذه المؤسسة الكئيبة التي تسمى حارتنا ... و بعد صراع مرير ليلاً و عشق و لوعة و حيرة ثم ألم و حلم بوليسي يتبعه حلم رومانسي يليه حلم رفضته الرقابة ... قمت في منتصف النهار و تعطرت و هذا لم يحدث منذ الربيع المنصرم و ارتديت أفخر ما عندي من ملابس – أقسم المتجر الذي اشتريتها منه أن من قام بارتدائها قبلي طالب في كلية الآداب ... و قمت بعمل لم أقم به في حياتي .. فقد استخدمت نفس المنشفة التي أستعملها لوجهي و مسحت حذاءً كان التراب عليه فخر له و خاصة الطبقات الذي أكد عالم جيولوجي أن هناك طبقة ترجع الى العصر الساداتي ... و قمت بحلق ما تبقى من شاربي و عندما نظرت في المرآة وجدت رجلاً مهيباً كان لا بد ان يكون ضابط شرطة او حتى سائق له ... استمعت الى أغنية " هذه ليلتي " الى أن امتلأت حماساً فتركت الماضي خلف ظهري و تقمصت شخصية " عمر الشريف " ترى هل سيغار مني بعد أن يسمع عني .. أم أنه سيتفهم الموقف و يعلم أنه لن يأخذ زمن غيره كنت أود و انا اسير في حارتي أن أقول " يا حارة مفكيش راجل " لكني تذكرت ما حدث لخالي الأكبر عندما أغواه شيطانه و قال هذه الجملة في حارة اقل شهرة من حارتنا و كيف أننا كنا نقسم للضاربين يميناً و شمالاً أنه حاصل على شهادة معاملة الأطفال .. الى أن فقد احساسه و ظل يضحـــــــك حتى اليوم بعد ان فقدت أعضاءه الاحساس و كيف أنه الآن يقوم بمهمة تبخير المحلات التجارية و من يرتاد المقاهي و يصرخ في المارة و يقول " بريزة فضة للي يصلي ع النبي " فعدلت عن الفكرة خاصة أنني أعد نفسي للهجرة الى الغردقة فهناك تعمل فـــــــــي صناعة " البيتزا " و يصبح لك شأناً و ربما يطلقون عليك " صبي الفطاطري " و هذا أفضل بكثير من " صبي العالمة " الذي التصق بي و عندما سرت باتجاه عربة الفول التي يقودها منذ عهد الخديوي سعيد الحاج سعيد قررت أن أقوم بتغيير النظام أطلقت من جيبي سراح خمسة جنيهات من الجنيهات القديمة التي كان الجنيه الواحد منها يقوم بالصرف على عائلة كبيرة ... فأكلت بهــــا الا ربعها و جعلت الحاج سعيد يحتفظ بالباقي و عندما أخبرني أهذا يعد قرضاً أخبرته أن ما تبقى من الخمسة جنيهات هو له لكنه لم يصدق و أخذ باقي اليوم أجازه و قبل أن ينتشر الخبر في حارتنا كالنار تأكل القش كنت اجلس على المقهي التي يطل شباك سوسن عليها و عندما ظهرت في الشرفة تجرأت و طلبت خمس قهوات فعلمت أن الموعد الساعة الخامسة و عندما سألني الخادم عن شيء آخر أخبرته أن تكون المياه المستخدمــــــة نقية كمياه النيل فعلمت أن اللقاء عند النيل و أضفت له " كوبري قصر النيل " لكنه لم يفهم شيئاً و ظن أنني أهذي ... جلست هناك حتى الرابعة عصراً و عندما ظهرت اشارات أنها فهمت مضمون الرسالة و خرجت في اتجاه الطريق الرئيسي خرجت في طريقي بصحبتها دون أن يلحظ احد أننا في الأصل واحد .... سيكون اليوم حافلاً ... و نزلت هي في ميدان التحرير نزلت بعدها ... و التقينا و كان لقائنا عظيماً شعرت ما يشعر به الآدميون عندما يحبون ... هل حقاً ستكون لي امرأة و ستفكر في أيضاً ؟ و كانت الحكومة تطهر الكوبري في هذا اليوم و كان ضابطاً جديداً يرى أن اصطحاب الفتيات لرؤية النيل هو جريمة منكرة رغم أن الفتيات جلسن في بيوتهن كثيراً دون رحمة ,,, و الشباب ضاعت احلامهم كثيراً دون جدوى....
    العجيب أن الحكومة تركت شارع الهرم الذي لا يوجد فيه غير الرقص و جلست لاصطيادنا في هذا اليوم بالذات .. و بعدها علمت أنه كانوا يدربون الضباط الجدد عملي - و كنت اول من وقع عليه الاختيار ... و كل ما كنت اقوم به أن يدي عانقت يدها ...انني حتى لم أخبرها بما صنعه الليل ... قاموا بدفعنا الى السيارة الجميلة التي تدعى " البوكس " و طبعاً سيستدعون أحداً من عائلتها ليتسلمها من قسم الشرطة .. أما أنا لابد أن أعترف بكل القضايا المعلقة لديهم حتى تتم الموافقة على وجودي داخل أسوار الجحيم ... هذا أفضل بكثير من الخروج الى حارتنا فكل من يتعلم الضرب أو تعلمـــــــه سيجرب ذلك على وجهي و أرافق خالي في تبخير المحلات التجارية و الجالسون على المقاهي و " بريزة فضة للي يصلي ع النبي "
    25 / 1 / 2014 م
    التعديل الأخير تم بواسطة أكمل سامي حامد; الساعة 25-01-2014, 11:01.
    https://www.youtube.com/channel/UC-C..._as=subscriber
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    #2
    قصدك الحب في قسم قصر النيل يا أخي أكمل
    جُلت بنا في عوالم لا تنسى من زمن عشناه في ذلك الوقت
    لقد ذكرتني حكاية الجنية الذي يصرف على عائلة بحالها بطولها وعرضها
    بالربع جنية الذي حصتي منه كانت 17 قرشا ولصديقي فخري ثمانية قروش
    ركبنا الأتوبيس في الذهاب والإياب ودخلنا السيما وتعشينا وشربنا الشاي الكُشري
    وزاد منه فضلة خيرك قرش واحد ، نفحناه لمتسول . أظنه خالك ؟!

    كنت جميلا في هذه القطعة الساخرة أخي أكمل
    تحياتي لك

    فوزي بيترو

    تعليق

    • فاطيمة أحمد
      أديبة وكاتبة
      • 28-02-2013
      • 2281

      #3
      اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
      سيدي أكمل.. قرأتها كاملة .. واستمتعت بالسخرية النابعة من حجم معاناة الحال
      الطمع في الفرح لا يحق للفقراء يا سيدي
      لأنه سيتهمون باغتصاب نصيب الأثرياء المباح في فنادق خمس نجوم
      وليس على ناصية النيل ولا على باب الحارة حيث سوسن وخالك وعندليب السلام
      عملت خير وأخذتها من قصيرها ونمت عند العسكر .. وقد لا أنصحك بالعودة

      نص قصصي ساخر جميل ودائما أكمل يا سيدي أكمل!
      تحياتي
      التعديل الأخير تم بواسطة فاطيمة أحمد; الساعة 25-01-2014, 10:46.


      تعليق

      • أكمل سامي حامد
        أديب بدار الكتب المصرية
        • 21-10-2012
        • 515

        #4
        متحرجنيش يا أخي فوزي ... و خالي بيسلم عليك و أشكرك أنك قمت بتغيير نشاطك من الهجوم الى ما يجلب لي القليل من السعادة
        و أختي فاطيمة كان تعليقك رائعاً كتعليق أخي فوزي لكن الفرق انك أول مرة تقرأيني ... أشكرك و أشاركك الرأي و بالنسبة للمعاناة برغم انني لم أعاني و لم اعش في هذا المستوى و لكني أشعر به تماماً فأنا مغترب منذ تعلمت كتابة الأحرف ... و ربما لحبي أن اكون دوماً البطل الذي يقوم بالدور ... و لا عجب فمن منا لا يحب أن يكون بطل أعماله ... و أعترف أنني بنيت كل الأحداث على الصورة المرفقة ... و هذا أسلوب جديد حتى بالنسبة لي .. فقد قمت بتقمص أدواراً كثيرة من خلال لوحات و صور و أنتجت أعمال أعتز بها ... كتقمصي لدور البطولة في فيلم " ابراهيم الأبيض " و قمت بصنع الأحداث على طريقتي انا
        التعديل الأخير تم بواسطة أكمل سامي حامد; الساعة 25-01-2014, 11:06.
        https://www.youtube.com/channel/UC-C..._as=subscriber

        تعليق

        • فاطيمة أحمد
          أديبة وكاتبة
          • 28-02-2013
          • 2281

          #5
          مرحبا أخي المحترم من جديد
          قدرت أنك لم تعش هذه المعاناة ، لفارق العمر بين الكاتب والبطل ربما
          وكثيرا ما نتقمص أدوار البطل ساعة الكتابة ودائما ما أفصل بين الكاتب والبطل
          فاعتبر النص قيمة أدبية وليس رواية شخصية

          ويا أخي لو جبت المتعوس قليل الحظ اللي حكيت حكايته لن يستطيع أن يكتب هذه القصة
          لأن الكتابة إبداع وليس نقل حديث شخصي

          لم أقرأ لك غير هذا الموضوع الصراحة
          وراقني مستوى تمكن الكتابة وتلقائية الكاتب وشعرت بأنه نقل إلتقاطات حياتية سابقة
          وأظن أني قليلا ما أجامل أو على الأقل ما أبالغ في المجاملة !
          تحياتي


          تعليق

          يعمل...
          X