شريفة
بقلم: مجدي السماك
كان عبد الجبار العائد إلى بيته يمدّ خطواته ويوسعها قدر المستطاع.. ليلحق بصينية البسبوسة التي وعدته بها أمس زوجته شريفة.. ليلتهمها ساخنة. وكانت ذراعه اليمنى تلتف بسهولة حول بطيخة ضخمة غاصت في شحم خاصرته.. اشتراها لأنه كان قد وعد بها زوجته قبل يومين.. فبدا بطنه من بعيد كأنه شخص بكرشين عظيمين.
بالكاد وصل عبد الجبار إلى الزقاق المؤدي الى باب بيته.. حتى توقف قليلا.. ونزّل البطيخة على الأرض، وراح كما اعتاد أن يفعل كل يوم ينهر الأولاد الصغار، الذين يلعبون كرة القدم أمام باب البيت.. ويزجرهم بسلسلة طويلة من الشتائم القبيحة التي اعتادوا عليها.. ومع هذا كان لها وقع جميل في نفوسهم.. يطربون لها.. كأنها مواويل شعبية.
تناول عبد الجبار بطيخته، ودخل إلى بيته حتى صار في صحن المنزل.. فلمح على الفور قفا ومؤخرة شخص يقفز بخفة ومهارة عالية من نافذة المطبخ.. ويهرب إلى الخارج. ففار دم عبد الجبار.. واحتقن وجهه وامتقع حتى صار بلون اليود. فزمجر.. وراح يشتم النسوان الخائنات.. وتهته بكلمات غاضبات وبرطم بجمل قصيرة بعضها مفهوم وبعضها غير مفهوم.. ثم نزّل البطيخة.
طار عبد الجبار بجسده الفارع إلى المطبخ.. وبسرعة البرق خطف أكبر سكين.. واتجه هاجما كالوحش الضاري إلى غرفة النوم.. فوجد زوجته شريفة في فستانها القصير الخمري الذي بالكاد يصل إلى منتصف فخذيها.. جالسة فوق مقعدها تصفف شعرها المبلول أمام المرآة الطويلة.. وقد عبقت الغرفة برائحة عطرها الجميل الفائح المختلط بأنوثتها الفائرة. فمجرد أن رأته زوجته حتى راحت تدّلعه وتتغنج في حبور.. وراحت ضحكاتها تفور في فمها وتفرقع.. وتتناثر هنا وهناك لتملأ كل أرجاء الغرفة برنين عذب لا يفتر.
بلا أي سؤال أو كلام هوى عبد الجبار على زوجته بالسكين.. غرز النصل كله في جسدها الطري المعطر.. فتقوست على الكرسي وتمايلت وهي تئن.. ثم أسقطها جرحها على السجادة فتحول أنينها الموجع الى شهيق ساخنمعذَب.. وكان دمها ما يزال يسيل بغزارة ويتدفق. ثم مدّ عبد الجبار يده الغليظة.. انتزع السكين من قلبها النازف.. وخرج إلى صحن البيت لا يدري كيف و لا أين يخفي الجثة. وظل هكذا ساكنا للحظات يملأ قلبه الخوف ويجمده، وكان السكين لا يزال منكسا في يده تتقاطر من حده الدماء.. لتصنع بقعا حمراء مستديرة على بلاط المنزل.
في هذه الأثناء.. فتح باب البيت واحد من الأطفال الذين يلعبون الكرة أمام باب البيت. حدّق عبد الجبار إلى الطفل في هلع شديد.. ولشدة ذعره لم يستطع أن ينطق بحرف، مع أن فمه كان مفتوحا. وظلت عيناه مصوبتان نحو الطفل.. تلاحقه وهو يلتقط كرة قدم سقطت لتوها في صحن المنزل.. ثم والصبي يتجه بها مسرعا نحو المطبخ ويقذفها إلى الخارج.. وينط فوق الطاولة الموضوع عليها الأواني.. ومن ثم على الفور راح يقفز بمنتهى الخفة والمهارة من نافذة المطبخ.. ويهرب إلى الخارج.. كأنه عفريت من الجن.
فبراير 2014
Magdi_samak@yahoo.com
بقلم: مجدي السماك
كان عبد الجبار العائد إلى بيته يمدّ خطواته ويوسعها قدر المستطاع.. ليلحق بصينية البسبوسة التي وعدته بها أمس زوجته شريفة.. ليلتهمها ساخنة. وكانت ذراعه اليمنى تلتف بسهولة حول بطيخة ضخمة غاصت في شحم خاصرته.. اشتراها لأنه كان قد وعد بها زوجته قبل يومين.. فبدا بطنه من بعيد كأنه شخص بكرشين عظيمين.
بالكاد وصل عبد الجبار إلى الزقاق المؤدي الى باب بيته.. حتى توقف قليلا.. ونزّل البطيخة على الأرض، وراح كما اعتاد أن يفعل كل يوم ينهر الأولاد الصغار، الذين يلعبون كرة القدم أمام باب البيت.. ويزجرهم بسلسلة طويلة من الشتائم القبيحة التي اعتادوا عليها.. ومع هذا كان لها وقع جميل في نفوسهم.. يطربون لها.. كأنها مواويل شعبية.
تناول عبد الجبار بطيخته، ودخل إلى بيته حتى صار في صحن المنزل.. فلمح على الفور قفا ومؤخرة شخص يقفز بخفة ومهارة عالية من نافذة المطبخ.. ويهرب إلى الخارج. ففار دم عبد الجبار.. واحتقن وجهه وامتقع حتى صار بلون اليود. فزمجر.. وراح يشتم النسوان الخائنات.. وتهته بكلمات غاضبات وبرطم بجمل قصيرة بعضها مفهوم وبعضها غير مفهوم.. ثم نزّل البطيخة.
طار عبد الجبار بجسده الفارع إلى المطبخ.. وبسرعة البرق خطف أكبر سكين.. واتجه هاجما كالوحش الضاري إلى غرفة النوم.. فوجد زوجته شريفة في فستانها القصير الخمري الذي بالكاد يصل إلى منتصف فخذيها.. جالسة فوق مقعدها تصفف شعرها المبلول أمام المرآة الطويلة.. وقد عبقت الغرفة برائحة عطرها الجميل الفائح المختلط بأنوثتها الفائرة. فمجرد أن رأته زوجته حتى راحت تدّلعه وتتغنج في حبور.. وراحت ضحكاتها تفور في فمها وتفرقع.. وتتناثر هنا وهناك لتملأ كل أرجاء الغرفة برنين عذب لا يفتر.
بلا أي سؤال أو كلام هوى عبد الجبار على زوجته بالسكين.. غرز النصل كله في جسدها الطري المعطر.. فتقوست على الكرسي وتمايلت وهي تئن.. ثم أسقطها جرحها على السجادة فتحول أنينها الموجع الى شهيق ساخنمعذَب.. وكان دمها ما يزال يسيل بغزارة ويتدفق. ثم مدّ عبد الجبار يده الغليظة.. انتزع السكين من قلبها النازف.. وخرج إلى صحن البيت لا يدري كيف و لا أين يخفي الجثة. وظل هكذا ساكنا للحظات يملأ قلبه الخوف ويجمده، وكان السكين لا يزال منكسا في يده تتقاطر من حده الدماء.. لتصنع بقعا حمراء مستديرة على بلاط المنزل.
في هذه الأثناء.. فتح باب البيت واحد من الأطفال الذين يلعبون الكرة أمام باب البيت. حدّق عبد الجبار إلى الطفل في هلع شديد.. ولشدة ذعره لم يستطع أن ينطق بحرف، مع أن فمه كان مفتوحا. وظلت عيناه مصوبتان نحو الطفل.. تلاحقه وهو يلتقط كرة قدم سقطت لتوها في صحن المنزل.. ثم والصبي يتجه بها مسرعا نحو المطبخ ويقذفها إلى الخارج.. وينط فوق الطاولة الموضوع عليها الأواني.. ومن ثم على الفور راح يقفز بمنتهى الخفة والمهارة من نافذة المطبخ.. ويهرب إلى الخارج.. كأنه عفريت من الجن.
فبراير 2014
Magdi_samak@yahoo.com
تعليق