ورقاء بغداد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مباركة بشير أحمد
    أديبة وكاتبة
    • 17-03-2011
    • 2034

    #16
    ههههه ضجَة من خلفي ،وأنا آخر من يعلم ؟
    لم أقصد الإساءة لأحد والله ...إنما وقع هناك التباسٌ ،ذكرت إلى مايرجعُ،سابقا - في ملتقى القصة-
    أما عن تقمَص الشخصيات ،في الشعر أوالقصة ،كيف لي ان أجهله ،،،وأنا شاعرة ،وكاتبة قصص.
    كتبتُ قصيدة عن "الضرة" ،وليست لي ضرة ---وكتبتُ قصيدة " رسالة إلى رجل افتراضي " ،وما أحببتُ رجلا في حياتي ،سواء أفتراضي أوواقعي ،و"غض طرفك عني "" رسائل إليه"....وكلًها تقمص لشخصيات رومانسية ،بعيدة كل البعد عن نظرتي الكارهة للرجال.وشتان مابين تقمص لشخصية خيالية ،وأخرى تاريخية ،تحكي عن قصة إنسان شاعر،لا زالت بصماته التي تُخلَده في أرض الواقع كامنة بيننا ،تحكي عن عظمة الرجل الفكرية ،ورهافة مشاعره ،،،في قصيدة" لاتعذليه".
    والذي يبرهن أن الشاعر كاد أن يودي بقصيدته إلى دركات الإندثار ،هو قوله :
    على سبيل المثال، قصيدة:" أبتاه ماذا قد يخط بناني.... والسيف والجلاد ينتظراني"
    هي لشاعر بعيش خارج السجن ،تقمص حالة أحد أصدقائه المحكم عليهم بالإعدام، فعاش التجربة كأنه هو ونسج تلك القصيدة المبدعة على لسان المسجون،
    والناس كلها تظن أن القصيدة للمسجون .
    " أنا أيضا أنتمي لبني البشر ،،،واعتقدت أن القصيدة لابن زريق .
    أماَ عن " لسان حاله" ،،،،و" لسانه" ،،،فالمعنى سيَان.
    ---------
    كل الشكر للإخوة الكرام
    الشاعر القدير/هائل الصرمي / الشاعرة الغالية غالية / الشاعر الكبير محمود عبد الرحيم.
    وسأعدَل إن شاء الله ،ردَي الأول عن القصيدة الجميلة " كؤوس الحب"
    أسمى تحاياي وتقديري للجميع.

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة مباركة بشير أحمد مشاهدة المشاركة
      (...) كتبتُ قصيدة عن "الضرة"، وليست لي ضرة، و كتبتُ قصيدة "رسالة إلى رجل افتراضي"، وما أحببتُ رجلا في حياتي، سواء افتراضي أو واقعي، و"غض طرفك عني" و "رسائل إليه"....و كلُّها تقمصٌ لشخصيات رومانسية، بعيدة كل البعد عن نظرتي الكارهة للرجال.
      إنا لله و إنا إليه راجعون و الله المستعان.
      لقد ضَلِلنا، أو ضُلِّلنا، في أوهامنا.
      "الواقع أصدق إنباء من الكتب = في وقعه الفصلُ بين الصَّح و الكذب"
      نسجتها، ولست شاعرا، على منوال أبي تمام رحمه الله تعالى.
      يا لها من صدمة ... لي !
      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • مباركة بشير أحمد
        أديبة وكاتبة
        • 17-03-2011
        • 2034

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
        إنا لله و إنا إليه راجعون و الله المستعان.
        لقد ضَلِلنا، أو ضُلِّلنا، في أوهامنا.
        "الواقع أصدق إنباء من الكتب = في وقعه الفصلُ بين الصَّح و الكذب"
        نسجتها، ولست شاعرا، على منوال أبي تمام رحمه الله تعالى.
        يا لها من صدمة ... لي !
        من الواضح يا أستاذنا الفاضل /حسين ليشوري، أنك تعتمد الصدق في كلَ ماتكتب، على عكسي أنا، وبعض الشعراء. لكن رغم ذلك أقول : ليست أم عثمان، محور التفكير الجماعي، فلكل مبدع شخصيته التي تميَزه. حتى ولو انطوائيا أومجنونا. وليس هناك من داع للتحسر على الكتابات.
        فعندما يقهرنا الواقع بصمته الرهيب، وجب أن نرسم لنا طريقا في عالم الخيال ،،، من أجل الرقي بالإبداع إلى الدرجة التي نكسبُ فيها إعجاب القارئ، ولكي نُترجم أحاسيسه بلغة الجمال.

        أشكرك من الأعماق ياابن الجزائر، على مداخلتك الكريمة
        و على رابط القصيدة ،،، ولقد تعمَدتُ عتاب الشاعر طويلا بدون تعديل للردَ،
        لكي يحافظ على قصائده، فلا ينسبها إلى غيره بسهولة هههه
        أسمى تحاياي وتقديري

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #19
          كان الله في عون الصادقين في دولة الكاذبين.
          لقد صار الكذب منهاج حياة فالناس يكذبون
          بالأقوال و الأفعال و الأحوال
          نسأل الله السلامة و العافية
          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • غالية ابو ستة
            أديب وكاتب
            • 09-02-2012
            • 5625

            #20
            هائل الصرمي;



            كؤوس الحب تُسكر كالمدام
            وتضرم مهجة الصب الهمام
            ونبض الحب في الأرواح يسري
            ولو عجز المحب عن الكلام
            تبوح به العيون وإن تناءت
            وتدركه القلوب بغير رام
            حجابك زادني ولها وحبا
            ولو أني أغار من اللثام
            ولكن الخمائل في رباها
            تزيد تجملا بردا الغمام
            يحبكِ أيها الورقاء قلبي
            فهل لصداه عندك من غرام
            بوديان الفؤاد أراك مرعى
            لمُهرٍ صَافنٍ ولهٍ تهــام
            تخفَّى بالحياء فكان زينٌ
            يزيد حياؤه الزاكي غـرامي
            تزين بالعفاف فقلت خيرا
            مرادي أن أعفَّ عن الحرام
            يــظل بمحبس الأحلام حبي
            يمزقني وينهش في عظامي
            أيذوى فجر أيامي وعمري
            وأرحل مثل أسراب الحمام
            ويهتبلُ الغيور ويزدرينا
            ويذهب بالجوى حســـد الـِّئام
            ألا يا نبض أيامي الخوالي
            هل الورقاء تعلم في هيــامي
            أم الترحال برح بي وأنسى
            غزالا ضرها طول المقام
            أما بلَّغْتَ يا ريح الخزامى
            معاذيري إليها أو مرامي
            أيجمعني بروح الروح وصلٌ
            فأسعد بالوصال وبالـوئام
            ومنذ تحجبت عيناك عني
            فأنت معي بصحوي أو منامي
            فطيفك لا يفارقني وإني
            أراكِ الأن من خلف الخيام
            بقلبي أنت ساكنة وروحي
            كأن قوامك الزاهي أمامي
            وكنت إذا أردتُ إليك وصلاً
            يحمل أهلكِ أهلي سلامي
            وأختلق المعاذرَ كي أراني
            وأشفى لو لمحتك من سقامي
            وحسبي أن أجندل حين يُرمى
            فؤادي من عيونك بالسهام
            فأحيا ميتا وأموت حيا
            وما جدو الحياة بلا غرام
            وكم أغرى الدّلال صهيل قلبي
            ولم أغرى بما تحت اللثام
            وهل يخشى المحب صدود قلب
            إذا وفد الكريم على الكرام
            تسربل بالحجاب فزاد حسنا
            وشف عن العواذل والــملام
            شفيف الروح موصوف السجايا
            بهي الحسن ممشوق القوام
            يسيرُ إذا سريتُ معي ويمشي
            كظلي في الخلاء وفي الزحام
            رماني مرة فنظمت شعرا
            حفيا مذ رمى بالحب رامي
            نثرت كنانتي وأسلت حرفا
            يفجر من صبابته عرامي
            وحتى الملتقى يا نبض روحي
            يُشِّظ الشوقُ قلبي كا


            الشاعر الجميل -هائل الصرمي
            حفظك الله
            أتيت بالرائع--وأتحفتنا
            وكأننا ننهر من نهر الجمال

            دم مبدعاً رائعاً
            تثبت
            لجمالها وأعجاب الجميع بها
            وما واجهت بسببها من تعب
            تحياتي واحترامي




            هذه القصيدة اليتيمة لابن زريق
            وجدنا قصيدتك لتحاديها جمالاً------لك تحياتي

            <span style="color:#800080;">http://youtu.be/5GJ0NmEmByE



            كنت حليماً ونبيلاً في تحملنا

            يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
            تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

            في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
            لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



            تعليق

            • البتول العاذرية
              أديب وكاتب
              • 27-09-2012
              • 1129

              #21
              أيها القدير الرائع هائل الصرمي

              لله درك من قلم ماسي السكب

              حلقت بنا في رحلة جميلة لعصر جميل

              لتلك الحقبة التي زهت بالأدب الأصيلي الفاخر

              ومنها القصيدة الخالدة الرائعة الجرس الفاخرة الصوغ لابن زريق
              التي لاتزال تحتل مكانةمتميزة في قلبي خالدة بخلودها وتفردها

              وها أنت تحاكيها جودةً وحضور مترف راقي اللغة جزل المعنى رائع الصور البلاغية تحضر معه عاطفة ابن زريق الرقراقة الشديدة العذوبة فتمنح النص غلالة حسن تزيده بهاءً
              سعدت بالتواجد في واحتك الغناء العابقة بأريج الماضي المعتق الجودة

              دمت مشرق الحضور كما أنت دوماً
              التعديل الأخير تم بواسطة البتول العاذرية; الساعة 25-02-2014, 17:55.
              لتحكي بصمتك بلغة الحرف
              لتترك أثرها على الأسوار
              على ذوب جليد الأنهار
              على الأغصان والأزهار
              لتكن بصمتك حرف يُسمع الأصم ويُري الأعمى

              تعليق

              • هائل الصرمي
                أديب وكاتب
                • 31-05-2011
                • 857

                #22
                قصة ابن زريق البغدادي في قصيده لا تعذليه
                رُوي أن أن ابن زريق البغدادي كان شابا وسيما بهي الطلعة , فصيح اللسان وكان فارسا في الشعر لا يشق له غبار , يتنقل بين الأمصار كما تتنقل الطيور المهاجرة بحثا عن الرزق , فقد كان يدخل على الملوك فيستمتعون بروعة شعره وحسن بيانه فيغدقون عليه الهبات , فيعود إلى بلده بطانا , كما تعود أسراب القطا التي تغدو خماصا وتعود بطانا.
                وفي أحد الأيام وهو عائد إلى موطنه بغداد من رحلة شاقة أصابه إعياؤها ؛ لبعد الشقة وطول السفر.. عاد موفور الجانب.
                وأثناء عودته دار في خلده حلم عمره الجميل , الذي يذرع الآفاق من أجله ويقتحم الأهوال في سبيله ...حبه العذري لابنة عمه ورقاء التي كان يعشقها حتى الثمالة , فهو يريد الزواج منها , ولكن لقلة اليد ظل هذا الحلم حبيس المشاعر...ولعلَّ وافر رزقه هذه المرة يمكنه من تحقيقه, فقد مرغته رمال الصحراء وهو يلهث خلفه , بل كادت تبتلعه أكثر من مره.. ولكنه كان يمزج مرارة المشقة , بحلاوة حلمه الجميل ـ فلا يجد لعنائه أثراً , لولا ذلك لما تحمل كل ذلك التعب.. ولكن لابد دون الشهد من إبر النحل.
                تدنو المعالي لمن يسترخص التعبا
                ومن إليها يشد الرحل والطلبا
                من سار في طلب الغايات تتبعــــــهُ
                وليس يبلغها ناءٍ ولو رغبا


                من يعشق الغيد لا ينجو من العلل
                وليس يبلغها المــوصوفُ بالكسل
                فاسلك عباب الفيافي كي تناولها
                مهر الوصال ولا تترك هدى السبل


                لقد قرر ابن زريق بعد هذه الرحلة أن يستقر ويكف عن الترحال ويتزوج بفتاة أحلامه وروضة أنسامه.. تلك الغادة الحسناء التي سلبت عليه لبه , وأسرت شغاف قلبه...إنه يراها مُلكهُ الذي يتضاءل دونها كل ملك !!.! كيف لا وهي ورقاء بغداد مليحة المليحات , تتحدث الدنيا عن جمالها الفريد وعقلها الرشيد , لقد رفضت كل من تقدم إليها وفيهم كبراء القوم وأشرافهم .
                دنا العاشق الذي يذرع الآفاق من ضواحي بغداد ولم يشعر بوصوله , فما يزال مستغرقا بآماله العريضة التي تبهجه حينا و تغتاله حينا آخر بسبب مخاوفه , ها هو يطلق لمخاوفه العنان , فيقول لنفسه:
                هل يا ترى رفضت من تقدم لها من أجلي أم أني أتوهم أنها تنتظرني وهي ليست كذلك؟...لقد أحببتها أكثر من نفسي فهل تراها أحبتني كما أحببتها...أتكون تلك الرشقات التي كنت أشعر بها ـ وهي تلوح من خلف الحجب واخضرار السواقي على مرفأ النبع والتل والرابية ـ صدفة عابرة , أيكون ما أصبو إليه سرابا حتى إذا جئتُ لا أجده شيئا...
                واستدرك ليطمئن نفسه : كلا والله لن يكون سرابا وقد شممت هواها في ربوات الهضاب ونسيمات الشعاب: وهيهات أن يند عني حديث العيون وإن لم تنطق به الشفاه , و أخشى ما أخشاه أن يكون ذاك الدلال الموشى بالحشمة , نهنهة قُربى وحسن جيرة ,ووفاء لذكرى ملاعب الصبا , ومراتع الظبا
                وظل هكذا يداهمه الاضطراب وينصرف عنه كلما فكر بالتقدم لخطبتها خشية أن يفجع بما لا يرجو و تفارقه روحه.... :
                سيعرفُ حين يجمعه الجوارُ أتصدقه المشاعرُ أم تحارٌ. وكأنه بلسان حاله يقول:

                كؤوس الحب تُسكر كالمدام
                وتضرم مهجة الصب الهمام
                ونبض الحب في الأرواح يسري
                ولو عجز المحب عن الكلام
                تبوح به العيون وإن تناءت
                وتدركه القلوب بغير رام
                حجابك زادني ولها وحبا
                ولو أني أغار من اللثام
                ولكن الخمائل في رباها
                تزيد تجملا بردا الغمام
                يحبكِ أيها الورقاء قلبي
                فهل لصداه عندك من غرام
                بوديان الفؤاد أراك مرعى
                لمُهرٍ صَافنٍ ولهٍ تهــام
                تخفَّى بالحياء فكان زينا
                يزيد حياؤه الزاكي غـرامي
                تزين بالعفاف فقلت خيرا
                مرادي أن أعفَّ عن الحرام
                يــظل بمحبس الأحلام حبي
                يمزقني وينهش في عظامي
                أيذوى فجر أيامي وعمري
                وأرحل مثل أسراب الحمام
                ويهتبلُ الغيور ويزدرينا
                ويذهب بالجوى حســـد الـلئام
                ألا يا نبض أيامي الخوالي
                هل الورقاء تعلم عن هيــامي
                أم الترحال برح بي وأنسى
                غزالا ضرها طول المقام
                أما بلَّغْتَ يا ريح الخزامى
                معاذيري إليها أو مرامي
                أيجمعني بروح الروح وصلٌ
                فأسعد بالوصال وبالـوئام
                ومنذ تحجبت عيناك عني
                فأنت معي بصحوي أو منامي
                فطيفك لا يفارقني وإني
                أراكِ الآن من خلف الخيام
                بقلبي أنت ساكنة وروحي
                كأن قوامك الزاهي أمامي
                وكنت إذا أردتُ إليك وصلاً
                يحمل أهلها أهلي سلامي
                وأختلق المعاذرَ كي أراني
                وأشفى لو لمحتك من سقامي
                وحسبي أن أجندل حين يُرمى
                فؤادي من عيونك بالسهام
                فأحيا ميتا وأموت حيا
                وما جدوى الحياة بلا غرام
                وكم أغرى الدّلال صهيل قلبي
                وشوقني لما تحت اللثام
                وهل يخشى المحب صدود قلب
                إذا وفد الكريم على الكرام
                تسربل بالحجاب فزاد حسنا
                وشف عن العواذل والــملام
                شفيف الروح موصوف السجايا
                بهي الحسن ممشوق القوام
                يسيرُ إذا سريتُ معي ويمشي
                كظلي في الخلاء وفي الزحام
                رماني طرفه فنظمت شعرا
                حفيا مذ رمى بالحب رامي
                نثرت كنانتي وأسلت حرفا
                يفجر من صبابته عرامي
                وحتى الملتقى يا نبض روحي
                يُشِّظ الشوقُ قلبي كالحسام


                وبعد وصوله بغداد سعى في خطبة ابنة عمه وتزوج بها وتحقق حلمه وعاشا أحلى أيام عمرهما , في سعادة غامرة , يرشفان من كأس حب مترع كالشهد , ومخضر كالسندس , وظل على ذلك , حتى أصابته فاقة ، فأراد أن يغادر بغداد إلى الأندلس لسد فاقته ، وذلك بمدح أمرائها، ولكن زوجته تشبثتْ به، وتعلقت بأثوابه كما يتعلق الوجل المحب بأستار الكعبة ؛ محاولة أن تثنيه عن الرحيل ليبقى بجوارها شغفا وحبًا , وخشية وخوفا.. ولقد ألحت عليه مهونة من الفاقة ومعظمة لما بين يديهما من السعادة , فقد كانا ينهلان من نبع الهوى كما ينهل الظامئ من الماء العذب, ولكن دون جدوى ، فلم ينصت لها , وتجهز مفارقا وهي تبكيه و يبكيها ، ورحل قاصد الأمير أبا الخير عبد الرحمن الأندلسي ، ولما بلغه مدحه بقصيدةٍ بليغة ، فأعطاه عطاءً قليلاً لا يكاد يذكر، فتحطمت آماله وانهار كيانه , وقال - والحزن يحرقه سلكتُ القفار وخضت البحارَ إلى هذا الرجل، فأعطاني هذا العطاء الذي لا يفي بنزر مما أنفقته في رحلتي وخرج منكسرا خائر القوي لا يدري ما يفعل, ونزل ـ مهموما ـ بكوخ استأجره لمبيته ؟!".ثم تذكَّر ما اقترفه في حق زوجته التي أنحلها البين وأضر بها الفراق , فلو استجاب لها لكان خيرا له ولها ، ولكن ما شاء الله قدر.. وتذكر طول البين وبعد الشقة وما سيتحمَّله من مشاقٍ لعودته التي تأخذ شهورا ، مع لزوم الفقر وضيقِ ذات اليد ، فاعتلَّ غمًّا وداهمته حمى المنية فمات من ليلته , وطلبوه في صبيحة اليوم الذي قضى فيه فوجدوه ميتا , وتحت رأسه رقعة مكتوب فيها: تلك القصيدة التي سطرها بجراح قلبه ونزيف وجده و التي خلدت ذكره ورفعت قدره
                ويروى أن الأمير بعد قراءتها بكاه بكاء مرا وأقسم أن لوكان حيا لأعطاه نصف ثروته , و هيهات..
                لقد طافت الآفاق ؛ وبلغت من النفوس الأعماق , لما فيها من جليل المعاني والأخلاق.. وإلى يومنا هذا والأجيال تستمتع بروعة تصويرها, إنها بديعة كل الأزمان ورائعة كل الأشعار, من قرأها لا يمل تكرارها ؛ لأنه أمهرها أنفاسه , فبعد أن سكب روحه فيها فاضت , ولم يُرو له سواها. ولعل هذا الثمن الباهض جعل لها هذا الأثر والخلود.
                يقول فيها مخاطبا ابنة عمه التي مات وجدا وكمدا على فراقها:


                لا تَعـذَلِيـه فَإِنَّ العَـذلَ يُـولِعُـــهُ *
                * قَد قَلتِ حَقـاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَـعُـهُ
                جاوَزتِ فِي نصحه حَداً أَضَرَّبِه
                مِـن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ النصح يَنفَعُهُ
                فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ
                بَدَلا مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
                قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ
                فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ
                يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ
                مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ
                ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ
                رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ
                كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ
                مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُه
                إِذا الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنى
                وَلَو إِلى السَندّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ
                وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ
                رزقَاً وَلا دَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ
                قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ
                لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ
                لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى
                مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ
                وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت
                بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ
                وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه
                إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ


                اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً
                بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ
                وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي صَفوَ
                الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ
                وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً
                وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ
                لا أَكُذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ
                عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ
                إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ
                بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ
                رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ
                وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ
                وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا
                شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ
                اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ
                كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ
                كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ
                الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ
                أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ
                لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ
                إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفقُها
                بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ
                بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ
                بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلي لَستُ أَهجَعُهُ
                لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا
                لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ
                ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُنِي
                بِهِ وَلا أَنَّ بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ
                حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا
                بِيَدٍ سراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ
                قَد كُنتُ مِن رَيبِ دهرِي جازِعاً
                فَرِقاً فَلَم أَوقَّ الَّذي قَد كُنتُ أَجزَعُهُ
                هَل الزَمانُ مَعِيدُ فِيكَ لَذَّتُنا
                أَم اللَيالِي الَّتي أَمضَتهُ تُرجِعُهُ
                عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً
                فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ
                عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا
                جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ
                وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ
                فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ

                تعليق

                • هائل الصرمي
                  أديب وكاتب
                  • 31-05-2011
                  • 857

                  #23
                  أشكركم من كل قلبي جميعا على الحوار الرائع والمفيد
                  وأشكر غالية على التثبيت والملاحظات الرائعة وأشكر الشاعرة على سعة صدرها ورحابة آفاقها وأشكر رئيس الدوان الأستاذ عبد الرحيم محمود وأقول له القصيدة بالكامل من نظمي وأشكر كل من ساهم هنا
                  وقد عدلت هنا كما ترون فهل هذا التعديل ترونه كافيا يذهب اللبس وأخص بالذكر أختي الشاعرة التي كانت سبب في هذا الإثراء الحواري الماتع و المفيد جزاها الله خيرا
                  مع خالص التقدير
                  مودتي للجميع

                  تعليق

                  • هائل الصرمي
                    أديب وكاتب
                    • 31-05-2011
                    • 857

                    #24

                    أختي القديرة غالية بحثت عن نور حمدين الذي ذكرتِ أنه نسب القصيدة لنفسه فلم أجده هل يمكنك أن ترسلي لنا بالرابط

                    وجدت عنه هذا الكلام من أحد الأخوة في أحد المنتديات يحذر منه نسخت كلامه كما ورد يقول:
                    (نور حمدين اعتقد انه تافه مندس باسم عربي مسلم مستعار اقرأئوا اول مشاركتين تافهتين له واقرئوا ردي عليه

                    فانا اتتبع المندسين من امثاله بالكثير من المنتديات بعضهم نصراني وبعضهم تابع لمؤسسات تنصيريه وبعضهم تابع للموساد الاسرائيلي يريدون التخريب باي شكل ولاكن ليصدقني هو وغيره انههم لا يؤثروا على ايمان اضعف مسلم)
                    التعديل الأخير تم بواسطة هائل الصرمي; الساعة 27-02-2014, 00:03.

                    تعليق

                    • هائل الصرمي
                      أديب وكاتب
                      • 31-05-2011
                      • 857

                      #25
                      أرجو إرسل الرابط إن تيسر لك ذلك
                      ومعذرة على إزعاجك فأنت أستاذة الجميع
                      وشكرا لك على إثراء الحوار والبحث
                      مودتي

                      تعليق

                      • غالية ابو ستة
                        أديب وكاتب
                        • 09-02-2012
                        • 5625

                        #26
                        هائل الصرمي;
                        [gdwl]أرجو إرسل الرابط إن تيسر لك ذلك
                        ومعذرة على إزعاجك فأنت أستاذة الجميع
                        وشكرا لك على إثراء الحوار والبحث
                        مودتي
                        [/gdwl]

                        الأخ الشاعر القدير -هائل الصرمي حفظك الله
                        العفو أخي الموضوع كان يحتاج بحثاً لأنني أتحرى الحقيقة!
                        أخبرتك لحظتها وكانت القصيدة والمدعي في واجهة منتدى
                        أريج الخير، (نورحمدين )كنت مهتمة بالتاريخ لأعرف متى كتبت القصيدة
                        رغم ثقتي بزميلي كان يجب أن أتنبه للتاريخ ، لفت نظري
                        أنه بعد صدور قصيدتك مما جعلني أعرف أنه انتحلها ونسبها
                        لنفسه مما جعلني لا آخذ الرابط، الآن ومنذ طلبته مني وأنا أبحث
                        لأن الحقيقة تهمني، لكن كلما أبحث تأتني المشاركة لقصيدتك
                        وفيها اسمه في منتديات بلاد الكوازم ويرحبون به هناك -لكن
                        لم أجد القصيدة هناك .
                        وحاولت العثور عليها في منتديات الخير لم أقدر --تحياتي
                        كلنا تسرق منا قصائد مع بعض التغيير حصل معي ماذا نفعل
                        النت مباح ومستباح! هون عليك المهم الحقيقة ظهرت.
                        تحياتي وكل الاحترام
                        يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
                        تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

                        في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
                        لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



                        تعليق

                        • مباركة بشير أحمد
                          أديبة وكاتبة
                          • 17-03-2011
                          • 2034

                          #27


                          http://www.r-almshaer.com/vb/post556610.html



                          التعديل الأخير تم بواسطة مباركة بشير أحمد; الساعة 27-02-2014, 06:11.

                          تعليق

                          • غالية ابو ستة
                            أديب وكاتب
                            • 09-02-2012
                            • 5625

                            #28
                            [QUOTE=مباركة بشير أحمد;103958[URL]http://www.alkhobar.co/vb/showthread.php?p=311704[/URL]

                            http://www.r-almshaer.com/vb/post556610.html



                            ألف شكر ---ما شاء الله --يظهر أن القصيدة كذلك ستروق آخرين
                            ويستعيرونها
                            نورحمدين --أريج الخير
                            خالد---روح المشاعر
                            والحبل على الجرار
                            شكراً شكراً للشاعرة مباركة أضفت للمعلومة معلومة أخرى
                            وأحضرت الروابط--ما شاء الله
                            تحياتي لك -الشاعرة مباركة
                            وتحية لك -الشاعر هائل الصرمي
                            وكونا بخير--واقبلا تحياتي
                            يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
                            تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

                            في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
                            لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



                            تعليق

                            • هائل الصرمي
                              أديب وكاتب
                              • 31-05-2011
                              • 857

                              #29
                              لا حول ولا قوة الا بالله
                              شكرا لكما وجزاكما ربي خيرا

                              تعليق

                              • عبد الرحيم محمود
                                عضو الملتقى
                                • 19-06-2007
                                • 7086

                                #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة هائل الصرمي مشاهدة المشاركة

                                أختي القديرة غالية بحثت عن نور حمدين الذي ذكرتِ أنه نسب القصيدة لنفسه فلم أجده هل يمكنك أن ترسلي لنا بالرابط

                                وجدت عنه هذا الكلام من أحد الأخوة في أحد المنتديات يحذر منه نسخت كلامه كما ورد يقول:
                                (نور حمدين اعتقد (أعتقد)انه (أنه) تافه مندس باسم عربي مسلم مستعار اقرأئوا(اقرأوا) اول (أول)مشاركتين تافهتين له واقرئوا (واقرأوا) ردي عليه

                                فانا اتتبع (أتتبع) المندسين من امثاله (أمثاله)بالكثير من المنتديات بعضهم نصراني وبعضهم تابع لمؤسسات تنصيريه وبعضهم تابع للموساد الاسرائيلي (الإسرائيلي) يريدون التخريب باي (بأي) شكل ولاكن(ولكن) ليصدقني هو وغيره انههم (أنهم) لا يؤثروا على ايمان (إيمان) اضعف (أضعف) مسلم)
                                أخي الغالي هائل المحترم
                                أرى أن المذكور حمدين ولا يهمني رأي الآخرين به هل هو مسلم أم بوذي ، ولكن النص منشور لأكثر من واحد ، والنص هو بلا شك نص قديم في أسلوبه ، ورصانته ، واقتداره الشعري ، ويزيد الطين بلّة أن من رد عليه واقتبست كلامه شبه أمي يخطئ في اللغة وقد صححت أخطاءه بين قوسين !!
                                أشكر الأخت غالية لتثبيت النص وأرجو من له قدرة على المساعدة في حل اللغز أن يفعل ، وشكري للأخت مالكة .
                                نثرت حروفي بياض الورق
                                فذاب فؤادي وفيك احترق
                                فأنت الحنان وأنت الأمان
                                وأنت السعادة فوق الشفق​

                                تعليق

                                يعمل...
                                X